ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن زيارات بعض سفراء دول الاتحاد الأوروبي إلى شرق ليبيا ليست جديدة، لكنها هذه المرة تكشف عن تقارب بين إيطاليا وفرنسا يركز بشكل أساسي على مصالحهما الخاصة، خاصة في مجالات النفط والغاز والطاقة، ولا يبدو أن هاتين الدولتين تهتمان بحل الأزمة السياسية أو إنهاء الانقسام السياسي في ليبيا.

العبدلي وفي تصريح خاص لوكالة”سبوتنيك”، قال:”رغم أن الانقسام السياسي قد يؤثر سلبًا على مصالحها في ليبيا، إلا أن إيطاليا وفرنسا لا تعتبران إيجاد حل للأزمة الليبية أولوية بالنسبة لهما، بل تركزان على حماية مصالحها الاقتصادية فقط”.

وفيما يتعلق بدور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا،أشار العبدلي إلى نجاح البعثة في تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد، وهو ما يعتبر خطوة مهمة نحو استقرار المؤسسات الليبية.

وتوقع أن هذه النجاحات قد تدفع البعثة للعمل على تحقيق تقدم أكبر مثل الوصول إلى انتخابات وتشكيل حكومة موحدة، وهو أمر تدركه كل من إيطاليا وفرنسا.

كما لفت النظر إلى التحركات الأخيرة للسفير الفرنسي مصطفى المهراج في شرق وغرب ليبيا، معتبراً أن هذه التحركات ليست في مصلحة ليبيا.

ورأى أن الساسة الليبيين في كلا المنطقتين يدركون تماماً ما يجري في الساحة الدولية، خاصة التحركات الأوروبية بقيادة فرنسا وإيطاليا.

وأكد أن الليبيين أصبحوا أكثر وعيا بالواقع السياسي، وأن أي حكومة موحدة قد تتشكل في المستقبل ستكون نتيجة جهد ليبي بدعم من البعثة الأممية، مع إمكانية فرض بعض الشروط من قبل فرنسا وإيطاليا.

وفيما يتعلق بجهود البعثة الأممية، اعتقد أن المبعوثة الأممية ستيفاني خوري، تسعى إلى استغلال نجاحاتها الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بالمصرف المركزي، لدفع العملية السياسية والعسكرية نحو الأمام،مشيرا إلى اجتماعاتها مع أعضاء لجنة 5+5 العسكرية، حيث حضرت مع عدد من السفراء الأوروبيين بهدف الحصول على دعم دولي لتوحيد المؤسسات العسكرية والسياسية في ليبيا، وصولاً إلى تشكيل حكومة موحدة.

وأوضح أن خوري تسعى جاهدة لتحقيق حكومة موحدة تتيح لليبيا إجراء انتخابات، بينما التحركات الفردية من قبل فرنسا وإيطاليا خارج إطار الأمم المتحدة تركز على تحقيق مصالح اقتصادية، خصوصاً في مجال تدفق الطاقة إلى البحر المتوسط.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فرنسا وإیطالیا حکومة موحدة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

باريس تطالب بإعادة توحيد المؤسسات الأمنية لوضع حد لهيمنة الميليشيات في ليبيا

ليبيا – فرنسا تدعو لتشكيل حكومة موحدة وتنظيم الانتخابات في أقرب الآجال

أكدت مندوبة فرنسا لدى مجلس الأمن الدولي، إليزابيث ماير، على ضرورة تشكيل حكومة ليبية موحدة تكون قادرة على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

الدعوة لكسر الجمود السياسي

وفي كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا، التي نقلت تفاصيلها وكالة الأنباء الليبية “وال”، شددت المندوبة الفرنسية على أن تجديد العملية السياسية في ليبيا بدعم من الأمم المتحدة أمر لا غنى عنه لاستعادة البلاد وحدتها واستقرارها وسيادتها.

ودعت الأطراف الليبية والدولية إلى التعاون مع الممثلة الأممية الخاصة الجديدة، هانا تيتيه، للخروج من حالة الجمود السياسي، معتبرة أن تشكيل لجنة استشارية تحت رعاية البعثة الأممية لصياغة توصيات تحرك العملية السياسية في ليبيا خطوة إيجابية.

انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة

وطالبت المندوبة الفرنسية بضرورة تنفيذ انسحاب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين المرتزقة من ليبيا، وفقًا لخطة الانسحاب التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2021.

وأكدت أنه يجب مواصلة الجهود لإعادة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا، لضمان السيادة وإنهاء هيمنة المليشيات على مؤسسات الدولة.

تحسين الشفافية والمساءلة المالية

كما شددت على أهمية تعزيز الشفافية والحوكمة والمساءلة في إدارة أموال ليبيا، مطالبة باعتماد ميزانية موحدة لضمان استفادة الشعب الليبي من ثرواته.

إدانة لمحاولة اغتيال وزير الدولة

وأدانت المندوبة الفرنسية محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، مشددة على ضرورة تقديم الجناة إلى العدالة.

مخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان

وأعربت عن قلق بلادها إزاء تزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا، مشيرة إلى عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي واكتشاف المقابر الجماعية، مؤكدة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. المنفي يدعو إلى التوصل لميزانية موحدة للبلاد
  • ليبيا تجدد موقفها الثابت من حق «الشعب الفلسطيني» في تقرير مصيره
  • باريس تطالب بإعادة توحيد المؤسسات الأمنية لوضع حد لهيمنة الميليشيات في ليبيا
  • ديكارلو: الجمود السياسي يهدد الاستقرار في ليبيا والحاجة ملحة لحل الأزمة
  • غياب حلفاء حزب الله: تحوّلات في المشهد السياسي اللبناني
  • المبعوثة الأممية الجديدة: لن ندخر أي جهد لإحلال السلام في ليبيا
  • «الباعور» يستقبل «مبعوثة الأمم المتحدة» الجديدة إلى ليبيا
  • تيتيه تصل إلى طرابلس لتولي مهام رئاسة البعثة الأممية رسمياً
  • بن شرادة: مبعوث ليبيا الطاهر السني يحترق على بلده
  • الأمم المتحدة تحذّر من إعلان حكومة موازية في السودان