العبدلي: تحركات فرنسا وإيطاليا الفردية بشأن ليبيا خارج إطار الأمم المتحدة تركز على تحقيق مصالح اقتصادية
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن زيارات بعض سفراء دول الاتحاد الأوروبي إلى شرق ليبيا ليست جديدة، لكنها هذه المرة تكشف عن تقارب بين إيطاليا وفرنسا يركز بشكل أساسي على مصالحهما الخاصة، خاصة في مجالات النفط والغاز والطاقة، ولا يبدو أن هاتين الدولتين تهتمان بحل الأزمة السياسية أو إنهاء الانقسام السياسي في ليبيا.
العبدلي وفي تصريح خاص لوكالة”سبوتنيك”، قال:”رغم أن الانقسام السياسي قد يؤثر سلبًا على مصالحها في ليبيا، إلا أن إيطاليا وفرنسا لا تعتبران إيجاد حل للأزمة الليبية أولوية بالنسبة لهما، بل تركزان على حماية مصالحها الاقتصادية فقط”.
وفيما يتعلق بدور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا،أشار العبدلي إلى نجاح البعثة في تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد، وهو ما يعتبر خطوة مهمة نحو استقرار المؤسسات الليبية.
وتوقع أن هذه النجاحات قد تدفع البعثة للعمل على تحقيق تقدم أكبر مثل الوصول إلى انتخابات وتشكيل حكومة موحدة، وهو أمر تدركه كل من إيطاليا وفرنسا.
كما لفت النظر إلى التحركات الأخيرة للسفير الفرنسي مصطفى المهراج في شرق وغرب ليبيا، معتبراً أن هذه التحركات ليست في مصلحة ليبيا.
ورأى أن الساسة الليبيين في كلا المنطقتين يدركون تماماً ما يجري في الساحة الدولية، خاصة التحركات الأوروبية بقيادة فرنسا وإيطاليا.
وأكد أن الليبيين أصبحوا أكثر وعيا بالواقع السياسي، وأن أي حكومة موحدة قد تتشكل في المستقبل ستكون نتيجة جهد ليبي بدعم من البعثة الأممية، مع إمكانية فرض بعض الشروط من قبل فرنسا وإيطاليا.
وفيما يتعلق بجهود البعثة الأممية، اعتقد أن المبعوثة الأممية ستيفاني خوري، تسعى إلى استغلال نجاحاتها الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بالمصرف المركزي، لدفع العملية السياسية والعسكرية نحو الأمام،مشيرا إلى اجتماعاتها مع أعضاء لجنة 5+5 العسكرية، حيث حضرت مع عدد من السفراء الأوروبيين بهدف الحصول على دعم دولي لتوحيد المؤسسات العسكرية والسياسية في ليبيا، وصولاً إلى تشكيل حكومة موحدة.
وأوضح أن خوري تسعى جاهدة لتحقيق حكومة موحدة تتيح لليبيا إجراء انتخابات، بينما التحركات الفردية من قبل فرنسا وإيطاليا خارج إطار الأمم المتحدة تركز على تحقيق مصالح اقتصادية، خصوصاً في مجال تدفق الطاقة إلى البحر المتوسط.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فرنسا وإیطالیا حکومة موحدة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
بنما ترفع شكوى إلى الأمم المتحدة بعد تهديدات ترامب بشأن قناة بنما
يناير 22, 2025آخر تحديث: يناير 22, 2025
المستقلة/- في تطور دبلوماسي مثير، تقدمت حكومة بنما بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة احتجاجًا على التصريحات المثيرة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي هدد بالاستيلاء على قناة بنما. جاءت هذه التصريحات خلال خطاب تنصيبه الأخير، حيث أشار إلى أن “الولايات المتحدة لم تسلم القناة للصين، بل لبنما”، ملمحًا إلى إمكانية استعادتها.
في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استشهدت بنما بالمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي. ودعت الرسالة إلى إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامتها.
بالتوازي مع هذا التحرك، أعلن مكتب المراقب المالي البنمي عن بدء تدقيق شامل في شركة “موانئ بنما”، التابعة لمجموعة “هاتشيسون” في هونغ كونغ، التي تدير ميناءي بالبوا وكريستوبال على طرفي القناة. يهدف هذا التدقيق إلى ضمان الشفافية والالتزام الكامل باتفاقيات الامتياز، بما في ذلك الإبلاغ الدقيق عن الدخل والمدفوعات والمساهمات المالية للدولة.
وفي خضم هذه التطورات، أكدت بنما أن قناتها المائية ستظل رمزًا للسلام والتعاون الدولي، مشددة على أنها لن تسمح لأي طرف بتحويلها إلى ساحة للصراعات الجيوسياسية.
وكان ترامب قد صرح في 22 ديسمبر الماضي بأنه سيطالب بعودة قناة بنما إلى الملكية الأمريكية، مستندًا إلى أهمية القناة للتجارة الأمريكية وانتشار القوات البحرية الأمريكية. يُذكر أن قناة بنما، التي افتتحت في عام 1914، تم نقل السيطرة عليها إلى بنما في عام 1999 بموجب معاهدة توريخوس-كارتر، مع التأكيد على حياد القناة واستخدامها للتجارة العالمية.