عمرو الورداني: هناك محاولات للقضاء على 5 عناصر تشكل هوية المجتمعات
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك ثقافات عالمية تسعى للقضاء على 5 عناصر أساسية تشكل هوية المجتمعات.
وأوضح الدكتور الورداني، خلال احد البرامج الدينية، أن أول هذه العناصر هو اللغة، حيث أشار إلى أن هناك محاولات مستمرة للقضاء على اللغة العربية، مستدلاً بانتشار ما يُعرف بـ"الفرانكو-آراب"، الذي يجمع بين العربية والإنجليزية في الحديث والكتابة، وهو ما يؤدي إلى تآكل الهوية اللغوية.
وأضاف أن اللغة العربية ما زالت متماسكة حتى الآن، لكنها تتعرض لضغوط كبيرة تستدعي منا الحفاظ عليها وتعزيز استخدامها بشكل صحيح.
أما العنصر الثاني فهو "الثقافة والتراث"، حيث أكد أن محاولات القضاء على الثقافة تشمل إهمال العادات والتقاليد الأصيلة، مما يُضعف الهوية الثقافية للمجتمع، مشيرا إلى غياب تلك القيم، مثل "فكرة العيب" والتمسك بالتراث العربي والمصري، يعزز من فقدان الهوية الثقافية.
العنصر الثالث هو "الدين"، حيث أشار إلى أن هناك محاولات تهدف لجعل الدين نسبيًا، وتشكيك الناس في القيم الدينية الثابتة. وأضاف أن انتشار "التدين الكمي" والجماعات المتطرفة ساهم في بذر الشك حول الثوابت الدينية، وأدى إلى جعل الفتاوى والآراء الدينية مفتوحة للجمهور دون الرجوع إلى العلماء المختصين.
العنصر الرابع الذي تناولته كلماته هو "الأسرة"، حيث تحدث عن تآكل دور الأسرة وتفككها، مشيراً إلى ظواهر مثل "الأسرة النووية" و"زواج التجربة"، والتي تساهم في ارتفاع معدلات الطلاق وتفكك الروابط الأسرية.
وأشار إلى أن العنصر الخامس هو “الدولة”، موضحاً أن هناك جهوداً تُبذل للقضاء على أي كيان يجمع الناس ويضمن استقرارهم وأمنهم، مما يهدد بتفكك المجتمعات وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الثقافة والتراث اللغة العربية الدين الأسرة زواج التجربة للقضاء على
إقرأ أيضاً:
تسونامي إدمان المخدرات
#تسونامي #إدمان #المخدرات
فايز شبيكات الدعجة
يشير الواقع إلى تمدُّد ظاهرة المخدرات واتساع رقعة الإدمان، بغضِّ النظر عن البيانات والتصريحات المخالفة لهذه الحقيقة المحسوسة، التي لا تخفيها محاولاتُ التصغير الإعلاميِّ المضلِّل لتشويه المشهد الاجتماعيِّ المريض.
مكافحةُ هذه الظاهرة عملٌ أمنيٌّ بحت، يخضع بالدرجة الأولى للمعايير الإدارية، ويتأثر بمن يمسك بالمقود القياديِّ، حيث يُحدِّد الاتجاه العامَّ للظاهرة، سواء بالمدِّ أو الجَزْر. وفي المجتمعات المستورِدة لهذه المواد تقوم الجيوش بالمساعدة في منع التهريب في سياق واجباتها لحماية البلاد من العدوان العسكريِّ الخارجي. ووفقًا لهذه القاعدة الراسخة، فإنَّ مكافحة المخدرات تُعَدُّ واجبًا فرعيًّا لا يقع ضمن إطار مهامِّها الرئيسية، إذ تحرص على تماسك وحدتها القتالية، ولا يمكنها تشتيت جهودها في عملٍ جنائيٍّ يخصُّ مؤسسات الأمن الداخلي.
يُعَدُّ فقدانُ حلقةِ تتبُّعِ حركة التهريب بالأساليب الاستخبارية من دول المنشأ وحتى وصولها إلى البلاد، بالإضافة إلى عدم كفاية وسائل الملاحقة الداخلية السببَ الرئيسَ وراء تفشِّي الظاهرة، واستفحالها بهذا الشكل المتنامي الذي بات يبعث على الفزع، ويؤدِّي في النهاية إلى فشلٍ ذريعٍ في التصدِّي لها.
مقالات ذات صلة حربٌ تلفِظ أنفاسها الأخيرة 2025/03/16ثمَّةَ تذمُّرٌ وشكوى اجتماعيةٌ صامتةٌ من الإدمان الشعبيِّ العام، حيث يدفع الخوفُ من الملاحقة القانونية، وارتباطُ الإدمان بالعيب الاجتماعيِّ بالمواطنين إلى إخفاء مشكلاتهم العائلية، مما يؤدِّي إلى صمتٍ مريب يُخفي الجزءَ الأعظمَ من المشكلة. ويؤكِّد المتابعون وذَوُو الاختصاص الأمنيِّ أنَّ المشكلةَ لا تكمن في أجهزة مكافحة المخدرات، التي تعمل بكامل إمكانياتها، وتبذل جهودًا كبيرةً لتحقيق أهدافها، وإنَّما تتجسَّد التحدياتُ في منغِّصات العمل، وعلى رأسها ضعفُ الإمكانيات، وافتقارُها إلى الدعم من الجهات الأمنية العليا.
تسونامي إدمان يضرب الشباب وقصص عائلية تجعل الولدان سيبا ناجمة عن الانشغالُ بالواجبات والمهامِّ الثانوية، على حساب قضايا بالغةِ الأهمية كالمخدرات،ما يُعَدُّ خللًا قياديًّا واضحًا يستوجب الرصدَ، وإعادةَ التقييم، والتعمُّقَ في فحص المرجعيات المسؤولة عن هذه الملفات.
عندما تستقرُّ ظاهرةُ المخدرات في حالةِ مدٍّ دائم، ترتفع وتيرةُ خداع القيادات العليا عند رفع التقارير وتقديم الإيجازات، التي تتحدَّث عن إنجازاتٍ وبطولاتٍ غيرِ موجودة، في حين أنَّ الشمس هنا تكشف الحقيقة، ولا يمكن تغطيتُها بـ”لا” النافية، التي تُستخدَم بكثرةٍ في سياق إنكار الحجم الكبير لهذه الظاهرة.
هذا هو الحال في كلِّ المجتمعات التي يعصف بها الإدمان.