ماذا تعرف عن خليفة نصرالله المحتمل الذي أعلن حزب الله اغتياله في غارة إسرائيلية؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أعلن حزب الله اللبناني، رسمياً، اليوم الأربعاء، عن وفاة رئيس مجلسه التنفيذي، هاشم صفي الدين، الذي كان مصيره مجهولاً منذ غارات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفته وعدداً من قيادات الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، قبل ثلاثة أسابيع.
وأفاد الحزب، في بيانه عن صفي الدين، الذي كان أبرز المرشّحين لخلافة الأمين العام، حسن نصر الله، بعد اغتياله في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي: "ننعي إلى أمة الشهداء والمجاهدين، أمة المقاومة والانتصار، قائداً عظيماً وشهيداً كبيراً في طريق القدس، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، الذي ارتقى إلى ربّه مع نخبة من إخوانه المجاهدين، صابراً محتسباً، إثر غارة صهيونية عدوانية".
من هو هاشم صفي الدين؟
برز اسم هاشم صفي الدين، كأبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله، بعد اغتياله، حيث يتشابه الاثنان في الهيئة الخارجية ويتشاركان العديد من الصفات، خاصّة في أسلوب الخطاب المباشر والواضح والحاسم. كما أنه عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير الجناح العسكري للجماعة.
ينحدر صفي الدين من عائلة شيعية معروفة في لبنان، وُلد في جنوب البلاد حيث تقطن أغلبية شيعية. وتلقّى دراسته الدينية في الحوزات العلمية بمدينة قم الإيرانية، ثم عاد إلى لبنان في تسعينيات القرن العشرين، لتولي مناصب قيادية داخل حزب الله.
يُعتبر صفي الدين الرّجل الثاني في حزب الله، بعد نصر الله، وهو ابن خالته وصهر قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني السابق، الذي استشهد عام 2020 في ضربة أمريكية ببغداد.
وتولّى رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي يُعتبر بمثابة حكومة الحزب، منذ عام 1998. كما يُعدّ أحد مؤسسي الحزب في لبنان عام 1982 خلال الاحتلال الإسرائيلي، وقد تلقّى تعليمه في النجف بالعراق وفي قم الإيرانية.
وأشرف صفي الدين على جهود إعادة إعمار الضاحية الجنوبية في بيروت، التي تعد معقلاً لحزب الله، بعد الدمار الذي خلفته غارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية خلال حرب 2006 بين لبنان والاحتلال، حيث دُمرت أجزاء واسعة من المنطقة.
وفي خطاب ألقاه عام 2012، اعتبر صفي الدين أن جهود إعادة الإعمار بعد الحرب تمثل "انتصاراً جديداً" على الاحتلال الإسرائيلي.
في عام 2017، أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية في عام 2018. وردّ على هذا الادراج وصف الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، بأنها: "معاقة ومجنونة"، مؤكداً أنها: "لن تستطيع الصمود أو تحقيق أي مكاسب".
كذلك، أدرجته كل من السعودية والبحرين والإمارات في قوائم الإرهاب، حيث اتّهمته الرياض بأنه مسؤول عن عمليات لمصلحة حزب الله في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وتقديم استشارات بشأن تنفيذ "عمليات إرهابية"، بالإضافة إلى دعمه لنظام بشار الأسد.
وكان صفي الدين يعتبر أن العقوبات الأمريكية المفروضة على لبنان والدول التي لا تتّفق مع واشنطن هي حرب لا تقل أهمية عن الحروب العسكرية، وتهدف إلى تدمير الإنسان.
إلى ذلك، شهدت الأسابيع الماضية، اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت العديد من القادة البارزين في حزب الله، من بينهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد سرور وأحمد وهبة وعلي كركي، الذي نجا من محاولتي اغتيال سابقتين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حزب الله اللبناني هاشم صفي الدين الاحتلال حسن نصر الله لبنان حزب الله الاحتلال حسن نصر الله هاشم صفي الدين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی هاشم صفی الدین حزب الله
إقرأ أيضاً:
سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
داخل قرية لا يتأتى اسمها على مسمع الكثير من أبناء الوطن ، كان يسكن كاتبنا رحمه الله ، منزلا صغيرا تخيره بعيدا عن العمار متوسطا جسرا يمر على شريط القطار وارضا زراعية على يساره ،مع اختين لم يتزوجا وكأنهما صاحبوا جميعا الوحدة والعزلة ،وكنت أنا الشاهد على هذا اللقاء الذي مر عليه عقدان ونصف من الزمن ، إذ ذهبت قاصدا تلك القرية "شبشير الحصة " محاولا البحث عنه بسبب تغيبه عن حضور جلسات نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا .وقد سولت لي نفسي أني بمجرد السؤال عن اسم كاتبنا سيدلني أول شخص ألتقيه،لكن الواقع كان مناقضا لما ظننت وتوهمت ،فلم يكن أحدا من أهل القرية يعرفه أو يسمع عنه ،دلني بعض الأهالي على شخص يعمل في صحيفة ورقية تهتم بحوادث المحافظة ،قالوا أن هذا هو الكاتب الأشهر في بلدتنا ...ولم نسمع عن كاتب اسمه سعد الدين حسن .
كانت نهاية التسعينيات ومطلع الألفية هي الرواج الفعلي للثقافة داخل الأقاليم التي تبعد عن العاصمة ،فكانت نوادي الأدب هي المقصد الأهم لكل من يبحث عن ري لموهبة الكتابة الإبداعية بمختلف مجالاتها ،شعرية أو نثرية ،حيث كانت هذه الفترة هي الأكثر خصوبة للقصة القصيرة وكتابات أجيال جديدة تعبر عن هموم قضايا لم يكن يحملها كتاب الستينيات أو السبعينيات أو الثمانيينيات ،لم تكن أجهزة الجوال قد ظهرت بعد ولم يكن هناك ثمة عوالم افتراضية لنشر الإبداع الشبابي ،فكانت نوافذ الإبداع التي تفتح لمن هم في مثل حالتي هي نوادي الأدب بقصور الثقافة داخل المحافظات في ربوع الوطن .وحيث كان مقعده مبتعدا أيضا عن الجموع التي تستقبل المنصة والصدارة وجالسا في ركن يجاوره شاب قد أتى لأول مرة ،كان يجلس كاتبنا راهب القصة المصرية القصيرة سعد الدين حسن ،متواضع في جلسته ،مقل في حديثه ،يتدافع الجميع للإدلاء بأرائهم بينما هو يظل صامتا لأن تنتهي الندوة ثم يرحل منصرفا في صمت ،وعقب الندوة تجد الجالسين على المنصة يتدافعون لمصافحته فكانت هذه هي النبضة الأولى بداخلي للتساؤل عن هذا الرجل ،من هذا الرجل .....؟ فكان الجواب من الشاعر طارق بركة :"ده الأستاذ الكبير سعد الدين حسن ،وكان صديق نجيب محفوظ ،وتربطه صلة كبيرة بالوزير فاروق حسني " ..وربما لأمر بساطة مظهر الكاتب ظننت أن الشاعر طارق بركة بالغ في الأمر ونسيت أن بعض الظن إثم .
ودفعني تواضع الرجل للتقرب منه لمحاولة فهمه وايجاد اسباب ترفعه وابتعاده عن الوسط ،مقلا لا زال في حديثه يأتي اسبوع ثم يتغيب عدة أشهر ،لأواصل البحث عنه لعلي أرضى شغف فضولي واكتشافه ،ثم كان اللقاء فطلب مني ان نلتقي صبيحة اليوم الثاني بمقهى بسيط في شارع البورصة بمدينة طنطا ..
مقهى بسيط ، يتعاملون مع الكاتب كونه شخصا وافدا من عالم آخر ، اقتربت من منضدته وكانت الساعة لم تقر بالعاشرة بعد من صباح هذا اليوم ،كان بيده كتاب الفتوحات المكية وقد تلصصت على الكتاب من عنوانه الذي كان باديا جليا . سحبت مقعدا وفي يدي عملي الأدبي الذي سيعرض على الكاتب ، وإذ بصاحب المقهي يأتي مسرعا لكاتبنا ويتحدث بلهجة متعثرة :"يا أستاذ تلفون لسعادتك بيوقولوا مكتب وزير الثقافة ..." قام كاتبنا في فتور ، متوجها لموضع الهاتف ليرد ، وإذ بصاحب المقهي يسألني هو مين الأستاذ :"فأجابته انه كاتب كبير زي يوسف ادريس ونجيب محفوظ لكنه متواضع بزيادة "..عاد كاتبنا ،فسألته ،هل الأمور خير :فأجاب مافيش كان فيه ميعاد بس اعتذرت عنه ..فسألته ميعاد مهم ؟...قالي وزير الثقافة فاروق حسني ..فكانت اجابته كفيلة بصمتي .
بضعة أشهر مرت على رحيل الكاتب سعد الدين حسن رحمه الله ،الكاتب الذي دون الوزير فاروق حسني في خانة المهنة لديه "كاتب قصة قصيرة " وكان يعتز ويخلص لهذا الفن الأدبي لم يحد عنه ولم يتخطاه أو يتعداه لكتابة الرواية إلا محاولة واحدة من اصدارات اتحاد الكتاب بل كانت كتابته أشبه بقصاصات متوسطة الحجم تحمل لغة شاعرية ،الامر الذي دفع الأستاذ الدكتور أسامة البحيري رئيس قسم اللغة العربية بآداب طنطا لأن يبادر ويشجع باحثا لعمل أطروحة للماجستير تتولى وتكشف عن ابداع سعد الدين حسن .
الندوة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب بالغربية لتأبين سعد الدين حسن ،جمعت رفاقه الذين كانوا بصحبته ،الكاتب محمد حمزة العزوني ،الذي تحدث عن كاتبنا الراحل موضحا أنه كان مكتفيا بوظيفة كاتب القصة القصيرة ، ورغم محاولات الوزير فاروق حسني في توظيفه بأكثر من إصدار ينتمي لوزارة الثقافة ليكفل قوت يومه ، كان سعد رحمه الله يتحجج ولا يستمر إلا شهرين ثم يعتذر ، عائدا إلى بيته غير مخالط لأحد ولا يتحدث مع أحد .
بينما أوضح الشاعر طارق بركة أن سعدا كان مقربا له متداخلا معه في مشكلاته الروحية والحياتية ،فهو الدرويش سعد الدين حسن وهو الزاهد سعد الدين حسن الذي كانت كرامته وكبريائه فوق رأسه ، لدرجة أنه طلب من الشاعر أن يشيع إشاعة أن سعد الدين حسن قد ورث إرثا ماليا كبيرا حتى لا يعرض أحد مساعدة مادية عليه تخدش من كرامته أو تنال من اعتزازه بنفسه ، فلم يكن سعد يتاجر بصدافته لوزير الثقافة السابق بل كان يتأخر عن المنصة ويقدم غيره ، كان متيما بكتابات كبار المتصوفة وربما كان واحدا منهم دون أن نعلم .
وهو بتعبير الناقد صبري قنديل حالة الكاتب الذي يمسك بعين القاريء لا يتركها حتى ينتهي مما يكتب سعد الدين حسن ، فعلي الرغم من صداقته وعلاقته الطيبة بالكاتب الراحل يحيي الطاهر عبد الله إلا أن سعد الدين حسن كان ينتمي لمدرسة القصة التلغرافية وموسيقى الفظ التي تظن لوهلة أنك امام قصيدة نثر لا قصة قصيرة من عذوبة ما يكتب سعد الدين حسن .