البوابة نيوز:
2024-11-23@01:14:38 GMT
الحرب في لبنان وضرورة الدولة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصبح الآن واضحا للجميع أن الحرب في غزة والحرب في لبنان لن تتوقفا إلا بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية، وتعتبر زيارة المبعوث الأمريكي هذا الأسبوع إلى لبنان آموس هوكستين هذا بمثابة الزيارة الأخيرة له للمنطقة، حيث ستفرض نتائج الانتخابات الأمريكية وجوها جديدة ب أجندات مختلفة قد تزيد الأمر تعقيدا وقد تعمل على حلحلة الأوضاع وترتيب ضوء في نهاية النفق.
ولكن الثابت في السياسة الأمريكية في الحرب اللبنانية هو ضرورة فك العلاقة بين لبنان وإيران وأن تختار الحكومة اللبنانية عدم
ربط مصيرها بأية صراعات أخرى تدور في المنطقة.
هوكستين قال في زيارته الأخيرة أن إدارة بايدن "تتطلع لضمان أن يكون هذا هو الصراع الأخير في لبنان لأجيال قادمة" وأنها أي أمريكا تريد إنهاء التصعيد الحالي في أقرب فرصة ممكنة، مؤكدًا أن قرار الأمم المتحدة رقم 1701 هو الأساس لإنهاء هذا الصراع، ولكن الثعلب الأمريكي لا يكتفي بتصريحه هذا الذي وافق عليه بالفعل حزب الله ولكنه أضاف ما يمكن وصفه بالعصا في العجلة حيث أشار إلى أن مجرد الحديث عن التزام لبنان وإسرائيل بقرار الأمم المتحدة رقم 1701 ليس كافيًا، وهنا نسأل ماذا يكفي أمريكا وإسرائيل من دماء كي تتوقف ماكينة الحروب التي دارت بمنطقتنا قبل عام.
قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر جولة من الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في عام 2006 ينص على أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.
تمام إذا كان الأمر هكذا فالحكومة اللبنانية مستعدة لنشر أكثر من عشرة آلاف جندي نظامي في الجنوب وحزب الله أعلن أكثر من مرة عن عدم معارضته لذلك فما هي أسباب تطوير الهجوم الإسرائيلي بالشكل الذي نراه على الشاشات يوميا ؟ يقول البعض أن إسرائيل التوسعية تريد بعد إخضاعها لبنان التمدد نحو العمق السوري، وهنا سوف يتم إعلان الحرب الشاملة التي تصطدم فيها مع إيران بشكل مباشر، ويصبح الكلام عن رد إسرائيل على هجمات إيران الصاروخية عليها واستهداف منزل نتنياهو جزء من الماضي، وذلك لميلاد خريطة سياسية جديدة تسعى إليها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.
تبادل القصف اليومي بين حزب الله وإسرائيل لن يحسم المعركة بين الجانبين وتفاصيل المرحلة القادمة ربما تكون أسوأ من الذي نشهده الآن، المنطقة صارت هدف للتنشين وصارت رقعة شطرنج قد يموت عليها الملك في أي لحظة، وليختار كل فريق الملك الخاص به ويدافع عنه.
سوريا تحاول الابتعاد عن هذا الصدام ولا يعتب عليها أحد فقد عانت وما تزال من مرارة مخططات الغرب وأدواتهم بالمنطقة، كما أنها تعرف جيدا أن دمشق هي درة التاج للعصابات المجرمة في إسرائيل لذلك تأخذ سوريا كل الاحتياطات اللازمة كي لا تنجر إلى المعركة مثلما حدث مع لبنان.
لا يوجد يقين في تلك المعارك سواء في غزة أو لبنان إلا الاكتشاف المتأخر لضرورة الدولة، حماس ذهبت وجاءت وعادت الكرة إلى السلطة الفلسطينية وكذلك بذل حزب الله كل ما في وسعه ولكن الكلام الآن للدولة اللبنانية وينتظر الجميع كلمة من ميقاتي أو تصريح من نبيه بري ويجتهدون الآن لانتخاب رئيسا للجمهورية.
هذا اليقين في ضرورة الدولة هو درس معتبر يجعلنا نلتفت نحو اليمن ونسأل عن الحوثيين والحكومة الشرعية، ربما تتقدم إسرائيل علينا بخطوات لهذا السبب، هناك يعرفون أهمية الكنيست ووظيفة رئيس الوزراء ليس هذا فقط بل يعرفون أيضا أهمية وضرورة صوت المعارضة في الأحداث، لذلك تزداد الأمور صعوبة علينا لأننا نخوض الحرب ونحن فرادى ولا نتعلم من دروس المعارك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الحكومة اللبنانية حزب الله حرب غزة لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": هناك أفخاخ عدة زرعها بنيامين نتنياهو في صلب الورقة التي يعمل هوكشتاين على تسويقها، وأبرزها على الإطلاق شرط احتفاظ إسرائيل ب »حقّها » فيرصد أجواء لبنان بالطيران الحربي والمسيّرات، وبأن تكون لها صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في أي لحظة، إذا اكتشفت أنّ«حزب الله » أو أي طرف آخر يقوم مجدداً بالتسلح أو الانتظام عسكرياً.طبعاً،المفاوض اللبناني هرب من هذا البند باعتماد صيغة «حق كل من الطرفين في الدفاع عن النفس »، إذا اكتشف أنّ الطرف الآخر يخرق الاتفاق. ووفق الصيغة المتداولة، يتقدّم الطرف المشتكي باعتراضه إلى الهيئة المعنية بمراقبة الاتفاق،التي يرئسها جنرال أميركي، وهي تتولّى المعالجة. ولكن السؤال هو: ماذا لواعتبر الطرف الشاكي أنّ المعالجة لم تتمّ كما يجب؟ هل سيحصّل حقه بيده؟ أيهل يلجأ إلى القوة في التعاطي مع الطرف الآخر؟ هذه الصيغة التي طرحها لبنان، كبديل من النص القاسي الذي كان قد صاغه الإسرائيليون، تبقى أيضاً قاسية، وهي عملياً تخدم المصلحة الإسرائيلية في التنفيذ. فإسرائيل لا تحتاج إلى خرق القرار 1701 لتحافظ على قوة ردعها. وأما «حزب الله » فمضطر للحصول على السلاح من الخارج وتخزينه من أجل البقاء كقوة عسكرية، وإّ لّافإنّه سيصبح حزباً سياسياً لا أكثر. وكذلك، الإسرائيليون مؤهلون أكثر من«الحزب » لإقناع أركان الهيئة بوجهة نظرهم. فهي برئاسة أميركي وتضمّ دولاً أطلسية، بعضها يعتبر الجناح العسكري ل »الحزب » منظمة إرهابية، ما يعني أنّ احتمال تحرّك الهيئة ضدّ«الحزب » يفوق بكثير احتمال تحركها ضدّ إسرائيل. وللتذكير أيضاً، إسرائيل تمتلك قدرة عملانية كبيرة على ضرب أهداف لـ «الحزب » في لبنان، إذا قرّرت ذلك، فيما قدراته على القيام بالمثل ضدّها هي اليوم محدودة، وستكون محدودة أكثر بعد تنفيذ الاتفاق وتوقفه عن التزود بالسلاح.
في أي حال، ربما تكون صيغة «الدفاع عن النفس » هي أفضل ما استطاع المفاوض اللبناني تحقيقه، كبديل من الطرح الإسرائيلي القاضي بالتدخّل العسكري، في أي لحظة، علماً أنّ إيراده ضمن ملحق خاص بينهم وبين الأميركيين يشكّل إلزاماً إضافياً لواشنطن. والتدقيق في هذا الشرط يكشف أبعاداً بالغة الخطورة حاول المفاوض اللبناني تجنّبها .
في أي حال، قرار لبنان الرسمي ليس عنده. والمفاوض الفعلي هو إيران. فهل ستترك لإسرائيل أن تهزم «الحزب » نهائياً؟ وهل تعتبر أنّ «الحزب » في موقع ضعف في لبنان يفرض عليها الاستسلام؟ المطلعون على أجواء «الحزب » يقولون إنّ إيران لن توافق في أي شكل على انكسار «الحزب » أمام إسرائيل في لبنان، كما لم توافق على انكسار «حماس » في غزة، وستقاتل حتى النهاية سعياً إلى تدارك الخسارة. وهي تراهن على أنّ إسرائيل قد تتعب وتدفعها الظروف الدولية إلى تسوية أكثر توازناً تسمح ل «الحزب » بأن يحتفظ بقوته، وأن يبقى لها نفوذ من خلاله على حدود إسرائيل وشاطئ المتوسط. ففي الواقع،لن توافق طهران بأي ثمن على نهاية «حزب الله ». وفي الموازاة، لن توافق إسرائيل على نهاية الحرب الدائرة حالياً. ولذلك، سيراوح هوكشتاين طويلاً في الدوامة باحثاً عن تسوية. وسيناور بنيامين نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين واليمين المتطرف ويرفضون أي تسوية حتى يبلغوا أهدافهم المرسومة، في المراحل المقبلة من الحرب. وهذه الأهداف ستؤدي على الأرجح إلى إحداث تحولات جديدة في لبنان والمنطقة كلها.