هآرتس: نتنياهو يقود إسرائيل نحو مزيد من الأزمات
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا جاء فيه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير قادر على تقديم رؤية شاملة لقيادة إسرائيل بعد مرور عام على بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال محلل الشؤون الحزبية والكاتب يوسي فيرتر في مقاله، إن نتنياهو يستخدم الأزمة الحالية لتعزيز مكانته الشخصية بدلا من اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الحرب وتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وأشار فيرتر إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث قُتل حوالي 1200 شخص وأُسر أكثر من 250 آخرين، وقال إنه ذلك الهجوم سيظل حاضرا في الذاكرة الإسرائيلية كحرب أكتوبر عام 1973، معتبرا أن هذا الحدث يحوّل الأعياد اليهودية إلى أيام حزن.
وهاجم المحلل نتنياهو معتبرا إياه بأنه يحاول استغلال الأحداث التاريخية لمصلحته السياسية، وأوضح قائلا: "يحاول نتنياهو أن يتقمص دور دافيد بن غوريون الذي قاد البلاد في حرب الاستقلال، بينما هو يكرر كلماته عن حرب القيامة ولا يفكر إلا في مستقبله السياسي".
إخفاق إسرائيليكما تطرق الكاتب إلى ما وصفه بإخفاق الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معتبرا أن الحكومة لم تستغل مقتل قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار لتقديم صفقة تضمن الإفراج عنهم.
وقال إنه بعد أكثر من عام على بدء الحرب، كان يتعين على أي قائد مسؤول استغلال هذه الفرصة وإعلان النصر وإنهاء الصراع الدموي غير المجدي عبر صفقة لا يمكن لحماس رفضها، تعيد الأسرى إلى ديارهم.
وأضاف أن على القادة السياسيين أن يدركوا أن دورهم لا يتوقف عند تحقيق الانتصارات العسكرية فقط، بل يتعين عليهم تحويل هذه الإنجازات إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية.
ويرى أن نتنياهو، بدلا من اغتنام الفرصة، يواصل إضاعة الوقت ويهمل الجانب الإنساني في الملف، موضحا: "نتنياهو يفتقد الإحساس بقيمة الحياة البشرية، سواء كانت لأفراد الجيش الذين يضيع دمهم في غزة دون طائل أو لأولئك المدنيين الذين يُعذبون في الأنفاق".
وفيما يتعلق بالمستقبل، يصف فيرتر سياسة نتنياهو بأنها تفتقر إلى المبادرة، حيث أشار إلى أن الحكومة قدمت تقارير غامضة عن خطط جديدة دون تفاصيل ملموسة، مثل تبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 12 يوما.
وقد واجهت هذه المقترحات اعتراضات من داخل الائتلاف الحاكم، خاصة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين يرفضان أي حلول دبلوماسية، مما يعيق أي تقدم في الملف.
وعلق فيرتر على ذلك قائلا: "بدلا من تقديم خطة واضحة للمستقبل، يستمر نتنياهو في الهجوم على المعارضة وتحميلها مسؤولية محاولة اغتياله وزوجته".
الاستيطان في غزة
وفي سياق آخر، ناقش فيرتر تزايد الدعوات داخل أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، واصفا هذه الفكرة بأنها "توجه خطير" سيجر إسرائيل إلى أزمة جديدة.
وأشار إلى أن شخصيات بارزة في الحكومة، مثل سموتريتش وبن غفير، يدعمون هذا التوجه ويستخدمون "البعد الديني" والانتقام من حماس، كذريعة لتبرير العودة إلى الاستيطان.
ويضيف: "ما كان يبدو فكرة متطرفة بات الآن يأخذ مسارا طبيعيا في أوساط اليمين المتطرف، حيث يعاد طرح فكرة توسيع الحدود كغطاء لمشروع إعادة الاستيطان في غزة".
كما انتقد الكاتب وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، الذي أعلن دعمه لفكرة إعادة الاستيطان في غزة في أكثر من مناسبة، واصفًا إياه بـ"الشخص الخطير".
ولفت الانتباه إلى أن غولدكنوبف، الذي ينتمي لحزب "يهود التوراة"، يتعامل مع فكرة الاستيطان وكأنها مشروع عقاري، دون مراعاة العواقب الخطيرة لهذا التوجه، معتبرا أن هذه الخطوة قد تكلف إسرائيل مليارات الشواكل وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.
واختتم مقاله بالتحذير من أن فكرة إعادة الاستيطان في غزة ستؤدي إلى كارثة حقيقية على المستوى الدولي والداخلي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستدمر العلاقات المتدهورة بالفعل مع العالم الغربي، وستؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الاستیطان فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصر تدين قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع في الاستيطان داخل الجولان المحتل
أصدرت وزارة الخارجية والهجرة
وشئون المصريين بالخارج، بيانا صحفيا بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتوسع في الاستيطاني داخل الجولان المحتلة.
وجاء نص البيان كالآتي:
تعبر جمهورية مصر العربية عن رفضها الكامل وإدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان في الجولان السوري المحتل، بما يمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها.
الخطط وتعتبر مصر الإسرائيلية للتوسع في الاستيطان داخل أراضي الجولان السورية المحتلة المخالفة للقانون الدولى إصرارًا على فرض سياسة الأمر الواقع.
وتعكس هذه القرارات، مجددا افتقاد إسرائيل للرغبة في تحقيق السلام العادل بالمنطقة، ومواصلة التوسع في الاستيلاء على أراض عربية وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في انتهاك سافر للقانون الدولي وللمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع بوصف إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال.
وتطالب جمهورية مصر العربية، الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياتهم في رفض تلك الانتهاكات للسيادة السورية ولوضع حد للاستيطان
الإسرائيلي.