السيد هاشم صفي الدين في رحاب الخالدين.. شهيداً على طريق القدس
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
التحق قائد عظيم بركب الخالدين، ليحجز له مكاناً بين الشهداء في سدرة المنتهي بالقرب من الحسين وحمزة وكل شهداء الأمة الإسلامية.
نعى حزب الله اللبناني اليوم السيد العلامة هاشم صفي الدين بعد أسابيع من تداول نبأ اغتياله بغارة صهيونية جبانة على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية ببيروت، حيث كان يعول عليه لقيادة الحزب خلفاً للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، لكنه رحل إلى جوار ربه عزيزاً شهيداً على درب الصالحين.
ويصف حزب الله السيد هاشم صفي الدين، بالشهيد الأسمى والأغلى، والأخ لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيراً إلى أنه “كان نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلة أبي الفضل العباس -عليه السلام- من أخيه الإمام الحسين -عليه السلام- فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، مدبّراً، مديراً، قائداً وشهيداً.
وبحسب بيان لحزب الله فإن الشهيد صفي الدين قدم جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبّاً لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة.
ويعد السيد هاشم صفي الدين من مؤسسي حزب الله في العام 1982، وكان يرأس المجلس التنفيذي للحزب منذ 1994.
وكان -رحمه الله- يخضع لعقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب مدرجين على لائحة “الإرهاب”، وهو مدرج كذلك على اللائحة السعودية “للإرهاب”.
وفيما كان اهتمام الشهيد القائد السيد نصر الله ينصب على الجانبين السياسي والعسكري في الحزب، انكب صفي الدين على الاهتمام أكثر بمؤسسات الحزب وماليته، وفق خبراء.
المقاومة منتصرة
وحمل التأخير في إعلان نبأ استشهاد السيد هاشم صفي الدين الكثير من الرسائل والدلالات، فهو الآن يعطي رسالة للداخل والخارج، فالعدو أدرك أن حزب الله قد تمكن من إعادة ترتيب صفوفه، ولملم جراحه، وأعاد توازنه، وأن الضربات الغادرة التي تسببت في استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والسيد العلامة هاشم صفي الدين لم تهزم الحزب، أو تدمره، والدليل على ذلك هو العجز الكبير للعدو من التوغل برياً في الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، أضف إلى ذلك أن القيادة والسيطرة لحزب الله تعمل بوتيرة عالية، ومتسلسلة، وتمطر المغتصبات الصهيونية بالنيران المتواصلة.
أما الرسالة للداخل، فمفادها، أن رحيل القادة، رغم مرارته، وقسوته على الشعوب الحرة، إلا أنه لا يعني نهاية الطريق، أو عدم المضي في خيار المقاومة، فالقائد يرحل، ويخلفه قائد آخر، وهو ما بات واضحاً وجلياً في تجربة حزب الله اللبناني، الذي يرمم قيادته بكل هدوء، ويعمل وكأن القادة حاضرين في الميدان.
وأمام هذا الواقع، فإن الأحداث ستتصاعد بوتيرة أعلى، فدماء الشهداء لن تذهب هدراً، وفاتورة الانتقام على المجرم نتنياهو ستتضاعف، والوصول إلى اغتياله بات هدفاً رئيسياً لحزب الله للثأر والانتقام لشهدائه الأبرار.
ستظل الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني من أقسى الضربات، ولو أنها وقعت على حزب آخر، لتفكك سريعاً، وهزم سريعاً، لكن حزب الله وهو تربية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله ثابت اليوم على قدميه، يقدم أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن لبنان وغزة، ولسان حال المجاهدين أننا على هذا الدرب ماضون، لا ننحني أمام العواصف، ولا نتأثر لمثل هذه الملمات، بل أنها تزيدنا قوة وصلابة، وتدفعنا للمزيد من العمل حتى تحقيق الانتصار الكبير للبنان وكل البلدان الواقعة تحت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید هاشم صفی الدین السید حسن نصر الله لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
محمد أبو هاشم: الصلاة تغير سلوك الإنسان وتؤثر في حياته بشكل عميق
قال الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن العبادة، وبالخصوص الصلاة، لها تأثير عميق في حياة المسلم وسلوكه، مشيرا إلى أن كثيرًا من الناس يلتزمون بالصلاة ويحافظون عليها، ولكن قد يرتكبون بعض الأخطاء والسلوكيات التي نهى عنها الإسلام، إلا أنه لا يجب أن نحث هؤلاء على ترك الصلاة أو الامتناع عنها، بل ينبغي أن نستمر في دعوة الشخص للاستمرار في الصلاة، لعل الله يهديه ويشرح صدره، فالصلاة لها أثر كبير في تغيير السلوك.
وأشار الدكتور محمد أبو هاشم، فى تصريح له، إلى أثر مروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، حيث قال: "من لم تنهَه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، موضحا أن هذا الأثر يعني أن الصلاة إذا كانت صحيحة ومؤثرة في القلب، ينبغي أن يكون لها دور في تعديل سلوك الإنسان، وأن الصلاة ليست مجرد عبادة فردية، بل هي عامل أساسي في التأثير على سلوك المسلم.
وفي سياق الحديث عن الصلاة، سرد الدكتور أبو هاشم قصة مميزة استمع إليها من أستاذ أجنبي مسيحي زار مصر، حيث قال: "كان هذا الأستاذ من إنجلترا، وعندما سألته عن الإسلام، أخبرني أنه قرأ كثيرًا عن الإسلام، ورغم أنه مسيحي، إلا أنه أعجب بشيء واحد في الإسلام وهو الصلاة، وقال لي إنه في المسيحية، يذهبون إلى الكنيسة مرة واحدة في الأسبوع فقط، لكن في الإسلام، هناك خمس صلوات في اليوم، خمس مرات يقف المسلم أمام الله سبحانه وتعالى وهذه الفكرة كانت تثير إعجابه، لأنه يجد أن هذا يُبقي المسلم قريبًا من الله طوال اليوم".
الدكتور أبو هاشم أوضح أن الصلاة تذكر المسلم دومًا بالله، مما يجعل سلوكه أكثر انضباطًا، وأن الصلاة لا تقتصر على كونها عبادة بدنية فحسب، بل هي فرصة يومية للمؤمن لمراجعة نفسه، والتوبة عن أخطائه، والتذكر الدائم لوجود الله.
وقال: "لو استحضر المسلم هذا المعنى، وأنه يقف خمس مرات يوميًا أمام الله، فإنه لا يستطيع أن يستمر في ارتكاب الأخطاء أو المنكرات، هذه الصلاة تجعل الإنسان يعي عظمته ويدفعه للسعي إلى التحسين من نفسه".
وأضاف الدكتور أبو هاشم أن الصلاة لها أثر تطهيري، فهي كفارة للذنوب والخطايا، كما ورد في الحديث النبوي الشريف، موضحا أنه حتى إذا وقع الإنسان في الخطأ، تظل الصلاة سبيلًا للتوبة والغفران، وتظل هي الطريق لإصلاح السلوك وتقوية العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
وأكد الدكتور محمد أبو هاشم أن الصلاة في الإسلام ليست مجرد فرض، بل هي نعمة ورحمة من الله تعالى، تهدف إلى تهذيب النفس وتقويم السلوك، وهي الوسيلة التي من خلالها يظل المسلم قريبًا من ربه، ويتجنب المنكرات ويُكفّر عن ذنوبه.