يمانيون:
2025-02-07@09:27:41 GMT

بعضُ العرب وتبدُّل المفاهيم

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بعضُ العرب وتبدُّل المفاهيم

غيث العبيدي

يمكن تفسير سلوكيات بعض العرب، ومواقفهم ومشاعرهم وأفكارهم وأنماطهم، والترتيبات التي وضعوا أنفسهم فيها، أَو صنعها غيرهم لهم، فيما يخص الصراع بين محور المقاومة والصهاينة، وكلّ الأحداث المماثلة لهذا الصراع، أَو بنفس صوته، سواء تلك التي حصلت أَو ستحصل لاحقاً، والاصطفاف مع كُـلّ التحشيدات الغربية الداعمة والساندة والمؤيدة للكيان الصهيوني، كتفًا بكتف وكعبًا بكعب.

وتكرارُ نفس الانتظام في التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي رافقت الأحداثَ في غزة ولبنان، منذ انطلاقة “الطوفان” ولهذه اللحظة، هو وقوعُهم تحت التأثير المباشر “للفلسفة المادية التجريدية” التي استطاعت كَيَّ وعيهم، وتحريفَ أفكارهم، بحيث أصبح لا يوجد هدفٌ مركزي لهم في الحياة سوى إلغاء كُـلّ ما يخشاه الصهاينة (الجهاد الإسلامي) وتنشيط سياسة النأي بالنفس، وتعظيم الرفاهية الاجتماعية، التي أعطتهم الأسبقية في التفكير المادي، على حساب الدين والشرائع والعقائد؛ فما كان لهم إلا أن يصنعوا من “إسرائيل” “هُبَلًا عظيمًا” بيد تحملُ شعلة نار “إشارة رفض” يشير بها لمحور المقاومة، ويد من ذهب “إشارة قبول” يشير بها إلى نفسه؛ فمن يقبل المقاومة يحرق بالنار ومن يرفضها يعيش في “الوصيد” الفناء الخلفي لـ “إسرائيل”، ككلب صيد أَو كلب حراسة.

الفلسفة المادية التجريدية، التي تأثر بها بعضُ العرب بطرق مختلفة، بالغت كَثيرًا في جعل فئات المثقفين، والعاملين بقوانينها، أَو قوانين تتشابه معها، وما دونهم، بالغت في جعل العالم العربي “عالَمًا أملس” حديثَ السلوك، مُجَـرَّدًا من ثنائية القيم والأخلاق “يبجّل الشر ويمحق الخير” وتجاهل خصائص الأُصُول العربية، وكسرها، وقَلَّلَ من شأنها، وبسط الحياة، وربطها مباشرةً بالتطور من جانب وبقيمتها المادية من جانب آخر “رفاهية، سعادة، حب، ملذات، تقليد.. وهكذا” وفتح قنوات تربط التفكير الغربي المحدث بالسذج من العرب؛ لترك كُـلّ التفاصيل القيمية المعمول بها سابقًا، وأوهمتهم بأنها غيرُ مرتبطة بالأفكار المعاصرة وسقطت بالتقادم.

حتى بات اليومَ بعضُ العرب يعاني من أزمة شرف.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رسائل الإمبراطور وجوائز «الأنتيم»

انتهى لقاء ترامب نتنياهو ولن تنتهى أوجاع العالم؛ مما سمعه من رئيس أكبر دولة تدعى الديمقراطية، ورئيس وزراء الاحتلال الغاشم قبل وبعد محادثات كشفت للعالم بأسره خطة الإمبراطور وأنتيمه «المدلل» لتسليم مفتاح غزة لأمريكا وتهجير شعبها قسريًا، وتشتيته 15 عامًا، كما سبق وأن تشتت اليهود عشرات السنين، والمبرر إنهاء العنف وإعادة الإعمار والاستفادة من موقع غزة ومواردها الطبيعية والسياحية، وما تحويه سواحلها من مخزون ضخم للغاز يخدم مشروعًا اقتصاديًا صهيونيًا كبيرًا، قرر ترامب إطلاقه بالأراضى المغتصبة وفوق جثث آلاف الشهداء، لتحقيق حلم أرض الميعاد!

إنها وربى كارثة، لن يدفع ثمنها الفلسطينيون فقط، إنما كل العرب والمسلمين، وستؤدى إلى مزيد من الفوضى العالمية رسميًا وشعبيًا، خاصة بعد أن شاهدنا نتنياهو مجرم الحرب والمطلوب من «الجنائية الدولية»، يجلس بجوار «ترامب» محتفيًا به بدلًا من تسليمه، ورأينا كيف كان مزاج الإمبراطور وصديقه عاليًا، وهما يضحكان انبساطًا واستخفافًا بالشعب الفلسطينى واستهزاء بالعرب، واستهتارًا بكافة المواثيق والأعراف والقوانين، ويزعمان كذبًا وتدليسًا إنهما يسعيان للسلام بشرط تفريغ غزة لإسرائيل وأمريكا؛ للقضاء على حماس وإعادة الإعمار.

وكان من الواضح جدًا أن الصديقين قد اتفقا على كل شىء فى الكواليس، وعلى توجيه عدة رسائل من زيارة تم اختيار وقتها بدقة شديدة، نجح من خلالها نتنياهو فى اقتناص العديد من الفرص والجوائز من راعى الصهيونية العالمية، من أهمها رفع حظر التسليح عن إسرائيل ومنحها مليار دولار معونة عسكرية جديدة وأخطرها وعد التهجير القسرى إلى مصر والأردن وبعض الدول الأخرى، جهلًا بالتاريخ والديموجرافيا، وبتمسك أهل غزة أطفالًا وشبابًا وشيوخًا ونساء ببيوتهم وخيامهم مهما كانت الإغراءات والتهديدات.

وبهذا الوعد حصل «نتنياهو» على أكبر مكافأة سياسية ضخمة أسكت بها معارضيه وضمن استمرار حكومته المهددة بالانهيار، ومهد له الطريق «ستيف ويتكوف» مبعوث ترامب بالتشكيك فى إتمام المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار بقوله «إن إعادة الإعمار تحتاج 5 سنوات»، وأنه لا يعد أهل غزة بالعودة ولو بعد خمس سنوات.

وتم تحصين هذا الوعد بإعلان مستشار الأمن القومى بإنهم يدرسون عددًا من خيارات دول التهجير، لتنفيذ فكرة ترامب، حتى ولو رفضته مصر والأردن وكل العرب والقوى الإقليمية والعالمية..

ومن أغرب رسائل اللقاء، ثقة ترامب العمياء بعدم فقدان الأمل فى موافقة مصر والأردن على استضافة أهل غزة بقوله «هناك من يرفض أمورًا ثم يعود للموافقة عليها»، فضلًا عن ثقته الكاذبة فى دعم السعودية لهذا الإتجاه بتحمل نفقات معيشتهم فى بلدان المهجر (ولا ندرى من أين أتى البلطجى بهذه الثقة؟ وكيف تأكد من موافقة «الغزاوية» على التهجير؟ وكأنه يريد توريط الجميع أو الاستفادة باكبر قدر من الاستثمارات السعودية وضمان تطبيعها مع إسرائيل كما حدث مع الإمارات إذا ما تراجع عن فكرة التهجير.

هكذا.. كشف الإمبراطور الجديد عن مشروعه الاقتصادى المغلف باستراتيجية سياسية عسكرية واسطوانة مشروخة هدفها الأول جعل العرب والخليجيين بقرة حلوب؛ وحماية شوكة إسرائيل من أى إنكسار، وتشكيل شرق أوسط جديد، تهيمن عليه أمريكا فقط بعد تقليم أظافر إيران؛ وعدم تمكينها من امتلاك قنبلة نووية والقضاء على حزب الله وملاحقة الحوثيين، مهددا المسئولين فى طهران بانهم إذا ما حاولوا اغتياله مرة أخرى سيمحو إيران من خريطة العالم.... شكله اتجنن يا «عرب».. ولا إيه؟

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • أهمية غزة المادية!
  • ترامب .. الكوميديا السوداء ...!
  • التهجير في زمن التهريج
  • ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..
  • رسائل الإمبراطور وجوائز «الأنتيم»
  • اكتشاف يقلب المفاهيم التقليدية حول الكوليسترول الجيد
  • العرب وأسرار “العنبر”!
  • احتلال جديد: أمريكا في غزة
  • مونديالات العرب .. بين التنظيم واسس النظام !
  • هلاوس ترامب