السنوار حتى الرمق الأخير.. كرارٌ غير فرار
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يحيى صالح الحَمامي
استشهد القائد العسكري الفلسطيني “يحيى السنوار” كرار غير فرار في ميدان المواجهة، مدافعًا على أرض “فلسطين” المحتلّة سلام ربي عليه والرحمة، استشهد القائد العظيم بـكُلَّ شجاعة وصبر واستبسال، باع من الله والله اشترى، لقد جاهد الشهيد “يحيى السنوار ” بالنيابة عن مليار مسلم، جاهد واستشهد لأجل عزة وكرامة الأُمَّــة المحمدية التي سلبها الغرب.
قيادة العرب يهرولون إلى أعداء الله، ونراها في موقف الضعف ويبحث العرب عن علاقات دولية مع كيان صهيوني محتلّ لأرض “فلسطين”.
قيادة الدول العربية تسارع إلى أعداء الله اليهود والنصارى المعروفون بالعداوة القصوى على الأُمَّــة الإسلامية على مر الزمن، وهل يوجد خطر على الإسلام والمسلمين غير اليهود، والذي وصفهم الله في القرآن عن تعاملهم وفي أكثر من آية بأنهم قومٌ لا يعقلون، قوم لا يفقهون، قومٌ لا يعلمون، لا يؤمنون، لا يبصرون، ولكن العرب يريدون أمناً وسلاماً من اليهود، وتلهث الأعراب وراء بشر لا يمتلكون العزة وليس لهم من الكرامة في هذه الأرض.
يطبع الأعراب مع من يحتل الأرض العربية، كيان غاصب ومحتلّ ويتحدث عن الحقوق والحرية وعن السلام والأمن الدولي، ونستغرب من تقرب قيادة العرب ممن لعنهم الله في جميع الكتب السماوية، ويضع العرب لـ “إسرائيل” المكانة التي لا يستحقونها، لقد سلب الله منهم العزة والكرامة وضرب عليهم الذلة والمسكنة في هذه الأرض، علاقات العرب مع “إسرائيل” على حساب دينهم وعزة وكرامة شعوبهم، غباء في قادة العرب مستفحل، قادة العرب يجعلون من العدوّ الحقيقي صديقاً ومن الصديق الحقيقي عدواً، ومواقف العرب تجاه القضية الفلسطينية سلبية نابعة عن الجهل وقلة الدين، ويتعمدون الجهل للشعوب، بل ويجعلون من انبطاحها تقدم وحضارة، ونصيبهم الخسران المبين فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
“يحيى السنوار” استشهد مقبل غير مُدبر، كرار غير فرار، جاهد واستشهد في موقف الحق والجهاد المقدس، بذل روحه وحياته ونفسه لله ومن أجل تحرير فلسطين و”المسجد الأقصى” عاش شبابه معتقلًا لدى العدوّ الصهيوني وقضى عشرون عامًا ونيف في السجن، هذا هو القائد العربي والذي وضح للغرب إيمان وعظمة العرب في الإسلام، ومن شجاعة موقف استشهاد السنوار رسالة واضحة للصديق وللعدو هذه هي تضحية المسلمين وصبرهم في ميادين القتال.
مكانة قادة الإسلام في الصفوف الأولى، سلام ربي على السنوار، ستظل تضحية السنوار محطة جهادية إيمانية ودافعاً معنوياً لفصائل المقاومة الفلسطينية، لا خوف على “حماس” الأُمَّــة المحمدية هي ولادة للقادة وللمجاهدين، الدم العربي الفلسطيني ليس هيناً، لقد أسرف العدو الصهيوني في قتل أطفال ونساء فلسطين بكُلَّ وحشية وإجرام، لم تتوقف جرائم الكيان الصهيوني أمام القانون الدولي، والذي نحن نعتبر القانون الدولي مُجَـرّد حمار يحمل أسفار قوى الاستكبار العالمية، قانون لم يناصر مظلوماً ولم يسترجع أي حقوق، معاناة أبناء “غزة” والتي تعكس غوغائية القانون والهيئة الدولية.
استشهد القائد العظيم السنوار كرار غير فرار في سبيل الله، مدافعًا عن أرضه وعرضه ومن أجل شرف وعزة وكرامة الوطن العربي، ونتأسف عندما نجد تبادل التهاني والتبريكات من بعض أبناء العرب، نحن نتألم على حالهم، وما وصل إليه قيادات وشعوب الخليج العربي وبالذات أبناء نجد والحجاز من مواقف الخزي، ونتساءل ماذا أصاب أبناء بلاد الحرمين، قبلة الإسلام من تشفيهم باستشهاد “السنوار” والذي استشهد بقذيفة دبابة صهيونية، القاتل صهيوني والتهاني والتبريكات عربية، وكأن جيش “إسرائيل” يذود عن الإسلام والمسلمين بدلًا عن العرب والمسلمين، أم انتزعت الغيرة يا عرب، الذي لم نرى فيكم حتى حمية الجاهلية في نصرة المظلوم، أم أن عداوة العرب للعرب تفوق عداوة اليهود للإسلام والمسلمين، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ، ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: غیر فرار
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي خطبة الجمعة بمركز المنهاج الإسلامي في أولى فعاليات زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهانجن بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، أكد خلالها أن الإسلام يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين أو عرق أو جنس أو لغة، وهو منهج طالما أكد عليه الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء، ولعل جولات الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب في الشرق والغرب تعكس هذه الرؤية فقد دافع فضيلته مرارا وتكرارا عن قيم العدل والتسامح وقبول الآخر التي تقرها شريعتنا السمحاء.
حضر خطبة الجمعة السفير محمد كريم شريف نائب السفير، والمستشار بوزارة الخارجية أحمد أبو المجد، و أشرف رفعت مسؤول البروتوكولات في السفارة المصرية بالدنمارك.
وأكد الأمين العام خلال خطبة الجمعة أنه من فروض العدالة التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها تمثل قضية أمة هي القضية الفلسطينية وهي قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم، وكل محاولة لتهجير أهلها وإجبارهم على ترك وطنهم جريمة وحشية، وانتهاك واضح لإنسانيتهم وكرامتهم، ينبغي أن يقف ضده عقلاء العالم وأحراره.
القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم.
وتابع الجندي إنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ولذا فإن الأزهر الشريف يدعم المواقف الإنسانية المنصفة التي يتبناها المسلمين وغير المسلمين في الغرب والشرق، إذ هو منارة التسامح والاعتدال، وهو بذلك ينطلق من منطلقات الإسلام الذي يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين، أو عرق، أو جنس، أو لغة، فممارسة التمييز والتحيز يتنافى وتعاليم الإسلام التي تقوم على العدالة بين جميع البشر، والتأكيد على أن التفاضل الوحيد بين الناس يكون بالتقوى والعمل الصالح، كما يعد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، امتدادًا لهذا الإرث العريق، وقد عرف عنه منذ توليه المشيخة، دفاعه الشجاع عن الإسلام وقيمه، مع التأكيد على مبادئ العدل والتسامح وقبول الآخر، ورفض الظلم والاضطهاد.
وأوضح الأمين العام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسس الحضارة الإسلامية على التعايش وقبول الآخر، وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسس المتينة لهذا النهج القويم، ولا يزال التعايش وقبول الآخر من القيم الأساسية التي يجب أن تحكم علاقات المسلمين بغيرهم في العصر الحديث، فالعالم اليوم أحوج ما يكون إلى الحوار والتفاهم، وإلى نبذ العنف والتعصب، وإلى العمل المشترك من أجل تحقيق السلام والازدهار للجميع.
واستطرد قائلًا إن الحرية الدينية في الإسلام قائمة على كفالة حق الآخر في إقامة شعائر دينه، وعدم ازداء معتقده ومقدساته، واحترام مشاعره، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمبادئ عظيمة ترسخ لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة، وتحترم معتقدات الآخرين وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، يقول الله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"، والفكر الإسلامي ينظر إلى الحرية الدينية من باب المسؤولية الاجتماعية وليس من باب الحريات الفردية فقط، وهو باب أكثر سعة ورحابة.
وأشار إلى أنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، إذ المسلمون في المجتمعات الغربية يواجهون بعض التحديات التي لا يواجهها المسلمون في البلدان الإسلامية، لذلك راعت الشريعة الظروف الخاصة لهذه الفئة من خلال فقه خاص يساعدهم على الاندماج في هذه المجتمعات مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، كما أنه لا يوجد تعارض بين تعايش المسلم بفاعلية في مجتمعه، وبين الحفاظ على هويته الإسلامية الأصيلة وتربية أبنائه على تعاليم الدين الحنيف، بل يمكن الجمع بين هذه الجوانب بتوازن وحكمة، مع مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية، إذ الإسلام يحث المسلم على أن يكون فاعلًا وإيجابيًّا في مجتمعه، وأن يسهم في بنائه وتطويره في مختلف المجالات.