أستاذ دراسات إسرائيلية: نتنياهو يشتري الوقت حتى نتائج انتخابات أمريكا (حوار)
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن هناك علاقة طردية بين نجاة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء حكومة الاحتلال، سياسياً وبين توسيع دائرة الصراع، مشيراً إلى أنه أحاط نفسه بحكومة يسيطر عليها التيار اليمينى الفاشى، وهذا التيار أحكم الخناق حوله. وأوضح «عبود»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الحكومة الإسرائيلية فشلت فى ملفات كثيرة، أبرزها إعادة الأمن للمواطن الإسرائيلى، رغم هذه الحرب الشعواء فى غزة ولبنان، وهذه الحكومة فشلت فى الملف الاقتصادى وهبطت بتصنيف إسرائيل، ليس بسبب الحرب فقط، ولكن بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة.
ما تقييمك لتصرّفات بنيامين نتنياهو منذ 7 أكتوبر 2023؟
- عملية السابع من أكتوبر تعتبر أضخم هجمة فلسطينية فى العمق الإسرائيلى منذ عام 1948، ويتفق عدد من المقرّبين من نتنياهو على أنه فقد توازنه النفسى لمدة 48 ساعة، وواجه صعوبة فى لملمة شتات نفسه بسبب إدراكه أن هذا التقصير حدث تحت ولايته، وأن المجتمع الإسرائيلى لن يغفر له هذا التقصير الفادح، غير أنه وفريقه السياسى استطاعوا تعويم أنفسهم مرة أخرى عبر ثلاث مسارات متوازية: أولاً: شن حرب إبادة ضد البشر والحجر والشجر فى قطاع غزة، مما يغذّى شهوة الانتقام لدى المواطن الإسرائيلى. ثانياً: اتباع سياسة فرّق تسد فى الساحة السياسية الإسرائيلية لمنع تبلور أى حركة احتجاجية ضد نتنياهو، ثالثاً: الرهان على عنصر الوقت، وهذا الرهان نجح فيه نتنياهو، حيث عاد يرتفع مرة أخرى فى استطلاعات الرأى، ونجح فى تعويم نفسه فى الساحة السياسية.
ما العلاقة بين لجوء نتنياهو لتوسيع دائرة الصراع والبقاء على رأس الحكومة؟
- هناك علاقة طردية بين نجاة نتنياهو سياسياً وبين توسيع دائرة الصراع، نتنياهو أحاط نفسه بحكومة يسيطر عليها التيار اليمينى الفاشى، وهذا التيار أحكم الخناق حوله، وصار رمانة الميزان فى الحكومة، وهذا التيار انسحب من الحكومة وأسقطها، وإن رضى هذا التيار اليمينى أبقى نتنياهو ملكاً على إسرائيل، وهذا التيار الذى يتزعمه سموتيرتش وبن جفير يرى فى عملية السابع من أكتوبر فرصة لاحتلال قطاع غزة واستيطانها وتهجير الفلسطينيين وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية، وفرض أوضاع جيواستراتيجية جديدة، ونتنياهو يعلم أن هذا التيار اليمينى هو آخر حلفائه فى الساحة السياسية، وإن تخلوا عنه سوف يواجه سقوط الحكومة ومحاسبة قانونية وسياسية لا ترحم، لذلك يتبع نتنياهو بتأثير هذا التيار اليمينى الفاشى سياسة حافة الهاوية ويعمل على توسيع الصراع والقضاء على كل فرصة لإنهائه.
هل سينجح فى الانتخابات المقبلة؟
- الساحة السياسية الإسرائيلية تتسم بالسيولة والتقلّبات السريعة، ترفع أحزاباً وتضع أحزاباً أخرى، وتحلق بزعماء سياسيين إلى قمة الهرم السياسى وتلقى بآخرين، ولا أميل للجزم المبكر بنجاح نتنياهو فى الانتخابات المقبلة، وهذه الانتخابات حتى الآن سوف تتم فى عام 2026، وبحسابات اللحظة الراهنة فإن حكومة نتنياهو مستقرة وستُكمل مدتها حتى نهايتها ما لم يحدث تطور هائل يضطر نتنياهو للاستقالة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
مَن الشخصيات الأخطر على مستقبل نتنياهو السياسى داخل إسرائيل؟
- هناك مرشحون كثيرون يعملون على وراثة نتنياهو، منهم بينى جانتس رئيس حزب معسكر الدولة، وهو شخصية عسكرية ورئيس أركان ووزير دفاع سابق، وتتنبأ له استطلاعات الرأى بعدد لا بأس به من المقاعد. وهناك زعيم المعارضة ورئيس حزب «يوجد مستقبل» الذى قد لا يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، لكنه سوف يكون جزءاً من أى تحالف ينهى حكم نتنياهو. لكننى أعتقد أن فرس الرهان فى الانتخابات المقبلة قد يكون رئيس الوزراء السابق «نفتالى بينيت»، الذى يعمل على العودة إلى الساحة السياسية وتكوين حزب جديد يتحالف مع قوى يمين الوسط لمواجهة تيار نتنياهو، ونرى أن استطلاعات الرأى تتنبأ بأنه قادر على هزيمته فى حال إجراء الانتخابات الآن.
لماذا يتعنّت نتنياهو فى التوصل إلى أى اتفاق لوقف إطلاق النار؟
- من الواضح أن نتنياهو يحاول شراء الوقت حتى يرى نتائج الانتخابات الأمريكية، ومن الواضح والمعلن أن معسكر اليمين فى إسرائيل يتمنى نجاح المرشح الجمهورى دونالد ترامب من أجل تنفيذ المخططات الإسرائيلية فى المنطقة، لذلك يتبع نتنياهو سياسة المراوغة والتسويف والعمل على إفشال كل فرصة لإتمام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو مستمر فى هذه السياسة حتى الاستحقاق الانتخابى الوشيك فى الولايات المتحدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو الاحتلال غزة لبنان الشرق الأوسط الولايات المتحدة فلسطين بيروت الساحة السیاسیة وهذا التیار هذا التیار
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تعلن استعدادها لمناقشة إجراء الانتخابات مع البيت الأبيض
الولايات المتحدة – صرحت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا بأن كييف مستعدة لبحث إمكانية إجراء انتخابات في أوكرانيا قبل نهاية 2025، إذا أثارت الإدارة الأمريكية هذه المسألة.
ونقلت قناة “أوبشيستفينويه” التلفزيونية عن ماركاروفا قولها: “لم تتم مناقشة الحاجة إلى إجراء انتخابات قبل نهاية عام 2025 مع الجانب الأوكراني في الولايات المتحدة. ومع ذلك، إذا أثار فريق (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هذه المسألة، فإن أوكرانيا مستعدة لمناقشتها”.
وبحسب السفيرة، عندما تمت مناقشة مسألة الانتخابات في عامي 2023 و2024، أصرت كييف على أنها لن تكون ممكنة إلا بعد انتهاء الصراع.
وفي وقت سابق، صرح النائب الأوكراني ألكسندر دوبينسكي، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجبر زعيم نظام كييف فلاديمير زيلينسكي على إجراء انتخابات حتى لا يشارك في مناقشات تسوية الصراع الأوكراني.
وقال دوبينسكي: “لئن كان ترامب يريد الاستمرار في العمل مع زيلينسكي، فإن الانتخابات مطلوبة للتوقف عن التعامل معه كليا. علاوة على ذلك، تم إبلاغ زيلينسكي بوضوح أنه لم يعد هناك حاجة للتمسك بالسلطة من خلال الحرب. عليه المغادرة، فهو خائن ومخرب”.
وكانت وكالة “رويترز” قد أشارت في وقت سابق إلى أن فريق ترامب يجري مشاورات حول آليات إقناع كييف بتنظيم انتخابات رئاسية كجزء من هدنة محتملة مع روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن ولاية زيلينسكي الدستورية انتهت في 20 مايو 2024، غير أن الانتخابات الرئاسية لم تُجرَ، مبررا ذلك بظروف الحرب والأحكام العرفية، وقد صرح زيلينسكي بأن تنظيم الانتخابات في هذه المرحلة “غير ملائم”.
من جانبه، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن البرلمان الأوكراني ورئيسه يمثلان السلطة الشرعية الوحيدة المتبقية في البلاد.
وأكد أنه إذا كانت أوكرانيا تسعى إلى إجراء انتخابات رئاسية بصورة قانونية، فعليها أولا إلغاء قانون الأحكام العرفية، مشيرا إلى أن استمرارية هذا القانون لا تتيح تمديد ولاية الرئيس وفقا لما ينص عليه الدستور الأوكراني.
المصدر: RT