يمانيون:
2025-03-17@16:57:15 GMT

السنوار.. شجاعةٌ وإقدام

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

السنوار.. شجاعةٌ وإقدام

فاطمة عبدالإله الشامي

تُعد الشخصيات القيادية في تاريخ الشعوب منارات للأمل والإلهام، خَاصَّة في سياق الصراع والنضال؛ مِن أجلِ الحرية والاستقلال. ومن بين هذه الشخصيات، يبرز القائد يحيى السنوار، الذي يمثل رمزًا للمقاومة الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيلي ويتمتع السنوار بشجاعة نادرة ورؤية استراتيجية واضحة، حَيثُ قاد المقاومة في أوقات عصيبة، ولم يتردّد في مواجهة التحديات التي واجهت الشعب الفلسطيني، سواء كانت عسكرية أَو سياسية وإن شجاعته لا تقتصر على كونه قائدًا عسكريًّا فحسب، بل تعكس أَيْـضًا إرادَة شعبٍ بأسره؛ وهو ما يجعل منه شخصية مميزة وملهمة.

في كُـلّ خطوة اتخذها، كان السنوار يدرك تمامًا المخاطر التي قد يواجهها، ولكنه ظل ثابتًا على مبادئه وأهدافه، مؤكّـدًا أن الدفاع عن الأرض والشعب هو أسمى ما يمكن أن يسعى إليه الإنسان. هذه الشجاعة تنبع من شعور عميق بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، وتبرز بشكل خاص في اللحظات الحرجة التي تتطلب اتِّخاذ قرارات صعبة وجريئة. في مثل هذه الأوقات، كان السنوار دائمًا في الصفوف الأمامية، يمثل صوت المقاومة ويعبر عن آمال وآلام الشعب الفلسطيني.

في هذا السياق، يتجلى مفهوم الشهادة كخيار نبيل ومقدس، حَيثُ يُعتبر الشهيد مثالًا للشجاعة والتضحية. استشهاده لم يكن مُجَـرّد حدث عابر، بل كان بمثابة دعوة حقيقية للاستمرار في النضال، حَيثُ كان يحمل في قلبه آمال شعبه وأحلامهم في التحرّر. إن استشهاده مقبل غير مدبر يعكس مدى عمق تضحيات الأفراد؛ مِن أجلِ القضية الوطنية، ويظهر كيف أن الشهادة تُعتبر تجسيدًا للإرادَة الحية التي لا يمكن كسرها.

وتُعتبر الشهادة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة قادة محور المقاومة، حيثُ إن الشهداء لا يموتون بل يعيشون في ذاكرة شعوبهم. إن هذه الفلسفة تعكس الحقيقة العميقة التي تؤمن بها أجيال المحور، وهي أن تضحياتهم ستظل حاضرة في كُـلّ جانب من جوانب الحياة الفلسطينية؛ مما يُعزز فكرة أن النضال ضد الاحتلال هو نضال مُستمرّ، وأن الأمل في التحرير لا يزال حيًّا.

تتجسد الشجاعة في مواجهة العدوّ الإسرائيلي في مواقف متعددة، حَيثُ يبرز السنوار كمثال حي على ذلك. لقد خاض العديد من المعارك والتحديات منذ جُرِح حتى استُشهد، وكان في الصفوف الأمامية كعادته، يقود جنوده نحو الانتصار. إن كلماته وأفعاله كانت دائمًا مشحونة بالإيمان بحتمية النصر؛ مما ألهم الجميع للمضي قدمًا في درب المقاومة. إن هذه الروح من الشجاعة والالتزام تتجلى في كُـلّ فعل من أفعال محور المقاومة، حَيثُ يتطلع المحور إلى تحقيق العدالة والاستقلال، ويؤمنون بأن التضحيات التي يقدمونها لن تذهب سدى.

إرث الشهداء هو جزء لا يتجزأ من تاريخ النضال الفلسطيني، حَيثُ تظل ذكراهم حاضرة في كُـلّ زاوية من زوايا المقاومة. إن الشهادة تخلق أبطالًا في كُـلّ مرة، وتظل الشجاعة التي أظهرها هؤلاء الأبطال حاضرة في ذاكرة الأجيال. إن استشهاده في الصفوف الأمامية في رفح، برغم حساسية موقفه، يُشكل مصدر إلهام للمقاومين، الذين يتطلعون إلى المستقبل، مُستمدين قوتهم من تضحيات من سبقهم. إن هذه الروح المُستمرّة تُعزز الإيمان بأن المقاومة لن تتوقف، وأن الأجيال القادمة ستحمل شعلة النضال من جديد.

إن المقاومة الفلسطينية ليست مُجَـرّد رد فعل على الاحتلال، بل هي تعبير عن الهُــوِيَّة والثقافة، وتظل حية في قلوب الناس، متجذرة في عمق الوعي الجماعي. فمع استمرار الصراع، تبقى المقاومة حية، مدفوعة بإرادَة الشعوب التي تأبى الاستسلام. القيم التي حملها السنوار ومقبل ستظل حاضرة في نفوس المقاومين، وستستمر في إشعال فتيل النضال. إن القادمين، كما نؤمن، سيكونون أقوى وأكثر تصميمًا، مُستلهمين من تضحيات من سبقهم.

في ختام هذا الحديث، يجسد القائد يحيى السنوار والشهداء، معانيَ الشجاعة والتضحية التي لا يمكن تجاوزها. إنهم يمثلون نبراسًا للأمل والتحدي، ويشهدان على أن المقاومة ستبقى مُستمرّة، وأن إرثهم سيظل حيًّا في قلوب الأجيال القادمة. إن القادم أعظم، حَيثُ تظل أحلام الشعب الفلسطيني وأحلام محور المقاومة في التحرّر حية، وتحفز الأجيال الجديدة على مواصلة النضال.

إن الشجاعة ليست غائبة في زمن الصراع، بل تتجلى في كُـلّ لحظة من لحظات النضال. عندما نتحدث عن شخصيات مثل السنوار ومقبل، فَــإنَّما نتحدث عن تجسيد لقيم البطولة والإيثار. فكل لحظة من لحظات الكفاح تساهم في تشكيل الهُــوِيَّة وتعزيز الروح الجماعية، مما يجعل من كُـلّ شهيد رمزًا يستلهمه الشعب. إن هذه القصص تُسهم في بناء جيل جديد من المقاومين، الذين يؤمنون بأن طريق الحرية طويلًا، لكنه بالتأكيد ممهد بالدماء والتضحيات.

وبهذا، تبقى المقاومة الفلسطينية حية في الوجدان، تردّد صدى الشهداء في كُـلّ زقاق وشارع، في كُـلّ منزل ومدرسة. إن الأمل في التحرير لا يزال يتجدد مع كُـلّ جيل، ويظل إرث السنوار علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.

إن الشجاعة والإصرار هما ما يميزان هذه القصة الطويلة من الكفاح، وتبقى الرسالة واضحة: المقاومة مُستمرّة، وحق العودة سيتحقّق، والقادم أعظم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی حاضرة فی فی ک ـل إن هذه م ستمر

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير في قطاع غزة

يمانيون../
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية تعمد حكومة العدو الصهيوني إطالة أمد حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، وتعميق مظاهر الإبادة والتهجير على سمع وبصر المجتمع الدولي من خلال تصعيد جريمة استخدام التجويع والتعطيش كسلاح في حربها المدمرة على القطاع وحرمان أكثر من مليوني فلسطيني من أبسط حقوقهم الإنسانية والمدنية.

وحذرت الوزارة، في بيان لها اليوم، من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير ودوامة العنف والحروب، ما اعتبرته استخفافا بالجهود الدولية المبذولة لتثبيت وقف الحرب والشروع في عمليات الإغاثة والإعمار .

وأشارت إلى أن أي معادلة سياسية لا تعطي الأولوية لحماية المدنيين الفلسطينيين وأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مطالبة بتدخل دولي جاد وعدم الانجرار خلف دوامة السياسة الصهيونية ومطالبها ومراوغاتها على حساب حياة أبناء شعبنا وبقائهم في أرض وطنهم، والتحرك الجاد من جميع الأطراف لوقف حرب الإبادة والتهجير.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • ولایتي: اليمن في مقدمة النضال ضد الاستكبار الأمريكي الصهيوني وسينتصر على المعتدين
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير في قطاع غزة
  • اغتصاب الشعب الفلسطيني
  • لجان المقاومة في فلسطين: العدوان الأمريكي لن يفلح في كسر إرادة الشعب اليمني
  • الجهاد الإسلامي: العدوان الأمريكي على اليمن دعم وقح للكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني
  • الثقل النوعي لغزة في النضال الفلسطيني.. دور المقاومة وتحديات المستقبل
  • وقفات في مأرب نصرة للشعب الفلسطيني وتنديدا بجرائم الجماعات التكفيرية في سوريا
  • وقفات بصنعاء تأييدا لموقف وقرارات قائد الثورة ونصرة الشعب الفلسطيني
  • وقفات في حجة تأكيداً على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني