فاطمة عبدالإله الشامي
تُعد الشخصيات القيادية في تاريخ الشعوب منارات للأمل والإلهام، خَاصَّة في سياق الصراع والنضال؛ مِن أجلِ الحرية والاستقلال. ومن بين هذه الشخصيات، يبرز القائد يحيى السنوار، الذي يمثل رمزًا للمقاومة الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيلي ويتمتع السنوار بشجاعة نادرة ورؤية استراتيجية واضحة، حَيثُ قاد المقاومة في أوقات عصيبة، ولم يتردّد في مواجهة التحديات التي واجهت الشعب الفلسطيني، سواء كانت عسكرية أَو سياسية وإن شجاعته لا تقتصر على كونه قائدًا عسكريًّا فحسب، بل تعكس أَيْـضًا إرادَة شعبٍ بأسره؛ وهو ما يجعل منه شخصية مميزة وملهمة.
في كُـلّ خطوة اتخذها، كان السنوار يدرك تمامًا المخاطر التي قد يواجهها، ولكنه ظل ثابتًا على مبادئه وأهدافه، مؤكّـدًا أن الدفاع عن الأرض والشعب هو أسمى ما يمكن أن يسعى إليه الإنسان. هذه الشجاعة تنبع من شعور عميق بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، وتبرز بشكل خاص في اللحظات الحرجة التي تتطلب اتِّخاذ قرارات صعبة وجريئة. في مثل هذه الأوقات، كان السنوار دائمًا في الصفوف الأمامية، يمثل صوت المقاومة ويعبر عن آمال وآلام الشعب الفلسطيني.
في هذا السياق، يتجلى مفهوم الشهادة كخيار نبيل ومقدس، حَيثُ يُعتبر الشهيد مثالًا للشجاعة والتضحية. استشهاده لم يكن مُجَـرّد حدث عابر، بل كان بمثابة دعوة حقيقية للاستمرار في النضال، حَيثُ كان يحمل في قلبه آمال شعبه وأحلامهم في التحرّر. إن استشهاده مقبل غير مدبر يعكس مدى عمق تضحيات الأفراد؛ مِن أجلِ القضية الوطنية، ويظهر كيف أن الشهادة تُعتبر تجسيدًا للإرادَة الحية التي لا يمكن كسرها.
وتُعتبر الشهادة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة قادة محور المقاومة، حيثُ إن الشهداء لا يموتون بل يعيشون في ذاكرة شعوبهم. إن هذه الفلسفة تعكس الحقيقة العميقة التي تؤمن بها أجيال المحور، وهي أن تضحياتهم ستظل حاضرة في كُـلّ جانب من جوانب الحياة الفلسطينية؛ مما يُعزز فكرة أن النضال ضد الاحتلال هو نضال مُستمرّ، وأن الأمل في التحرير لا يزال حيًّا.
تتجسد الشجاعة في مواجهة العدوّ الإسرائيلي في مواقف متعددة، حَيثُ يبرز السنوار كمثال حي على ذلك. لقد خاض العديد من المعارك والتحديات منذ جُرِح حتى استُشهد، وكان في الصفوف الأمامية كعادته، يقود جنوده نحو الانتصار. إن كلماته وأفعاله كانت دائمًا مشحونة بالإيمان بحتمية النصر؛ مما ألهم الجميع للمضي قدمًا في درب المقاومة. إن هذه الروح من الشجاعة والالتزام تتجلى في كُـلّ فعل من أفعال محور المقاومة، حَيثُ يتطلع المحور إلى تحقيق العدالة والاستقلال، ويؤمنون بأن التضحيات التي يقدمونها لن تذهب سدى.
إرث الشهداء هو جزء لا يتجزأ من تاريخ النضال الفلسطيني، حَيثُ تظل ذكراهم حاضرة في كُـلّ زاوية من زوايا المقاومة. إن الشهادة تخلق أبطالًا في كُـلّ مرة، وتظل الشجاعة التي أظهرها هؤلاء الأبطال حاضرة في ذاكرة الأجيال. إن استشهاده في الصفوف الأمامية في رفح، برغم حساسية موقفه، يُشكل مصدر إلهام للمقاومين، الذين يتطلعون إلى المستقبل، مُستمدين قوتهم من تضحيات من سبقهم. إن هذه الروح المُستمرّة تُعزز الإيمان بأن المقاومة لن تتوقف، وأن الأجيال القادمة ستحمل شعلة النضال من جديد.
إن المقاومة الفلسطينية ليست مُجَـرّد رد فعل على الاحتلال، بل هي تعبير عن الهُــوِيَّة والثقافة، وتظل حية في قلوب الناس، متجذرة في عمق الوعي الجماعي. فمع استمرار الصراع، تبقى المقاومة حية، مدفوعة بإرادَة الشعوب التي تأبى الاستسلام. القيم التي حملها السنوار ومقبل ستظل حاضرة في نفوس المقاومين، وستستمر في إشعال فتيل النضال. إن القادمين، كما نؤمن، سيكونون أقوى وأكثر تصميمًا، مُستلهمين من تضحيات من سبقهم.
في ختام هذا الحديث، يجسد القائد يحيى السنوار والشهداء، معانيَ الشجاعة والتضحية التي لا يمكن تجاوزها. إنهم يمثلون نبراسًا للأمل والتحدي، ويشهدان على أن المقاومة ستبقى مُستمرّة، وأن إرثهم سيظل حيًّا في قلوب الأجيال القادمة. إن القادم أعظم، حَيثُ تظل أحلام الشعب الفلسطيني وأحلام محور المقاومة في التحرّر حية، وتحفز الأجيال الجديدة على مواصلة النضال.
إن الشجاعة ليست غائبة في زمن الصراع، بل تتجلى في كُـلّ لحظة من لحظات النضال. عندما نتحدث عن شخصيات مثل السنوار ومقبل، فَــإنَّما نتحدث عن تجسيد لقيم البطولة والإيثار. فكل لحظة من لحظات الكفاح تساهم في تشكيل الهُــوِيَّة وتعزيز الروح الجماعية، مما يجعل من كُـلّ شهيد رمزًا يستلهمه الشعب. إن هذه القصص تُسهم في بناء جيل جديد من المقاومين، الذين يؤمنون بأن طريق الحرية طويلًا، لكنه بالتأكيد ممهد بالدماء والتضحيات.
وبهذا، تبقى المقاومة الفلسطينية حية في الوجدان، تردّد صدى الشهداء في كُـلّ زقاق وشارع، في كُـلّ منزل ومدرسة. إن الأمل في التحرير لا يزال يتجدد مع كُـلّ جيل، ويظل إرث السنوار علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.
إن الشجاعة والإصرار هما ما يميزان هذه القصة الطويلة من الكفاح، وتبقى الرسالة واضحة: المقاومة مُستمرّة، وحق العودة سيتحقّق، والقادم أعظم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی حاضرة فی فی ک ـل إن هذه م ستمر
إقرأ أيضاً:
برلماني: خطاب الرئيس السيسي يعكس التزام مصر الراسخ بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني
ثمن النائب زكي عباس، عضو مجلس النواب، موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث جدد الرئيس رفضه القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه تحت أي مسمى أو ظرف.
وقال عباس، في بيان له، إن هذا الموقف يعكس التزام مصر الراسخ بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم مساعيه في إقامة دولته المستقلة.
وأكد عضو مجلس النواب، أن الرئيس السيسي في تصريحاته الأخيرة بعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن مصر لن تقبل بأي حلول تجتزئ حقوق الشعب الفلسطيني أو تستهدف تهجيره من أرضه. كما أكد أن الحل الوحيد العادل والمقبول للقضية الفلسطينية هو تحقيق العدالة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار النائب زكي عباس، إلى أن هذا الموقف يتماشى مع الدور التاريخي لمصر في دعم القضية الفلسطينية، حيث ظلت مصر، قيادةً وشعبًا، على مدار عقود تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتعمل على إنهاء معاناته، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية أو من خلال الدعم الإنساني المقدم للفلسطينيين.
وتابع عضو مجلس النواب، أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات لفرض حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني.
وطالب النائب زكي عباس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
واختتم عضو مجلس النواب، بيانه بالتأكيد أن مصر ستظل صامدة في موقفها الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن العدالة والحقوق المشروعة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأن أي محاولات لتجاوز هذه الحقوق ستواجه برفض قاطع من قبل مصر والمجتمع الدولي الحريص على تحقيق السلام.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: الدولة المصرية تتعامل مع القضايا والتحديات بـ«حسابات دقيقة»