تتواصل الأزمات داخل دولة الاحتلال الإسرائيلى، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وأدى تعامل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو مع عائلات الأسرى إلى إغلاق الشوارع الرئيسية فى عدة مدن منها تل أبيب، وأشعلوا النيران، مطالبين بإبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية، ويتهم أهالى الأسرى رئيس الوزراء الإسرائيلى بـ«التخلى» عن ذويهم من أجل الحفاظ على منصبه السياسى، ويعبرون عن استيائهم من عدم إعطاء الأولوية لقضية أبنائهم فى الأجندة الحكومية.

وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير فى غزة من أصل 239 إسرائيلياً تم أسرهم فى عملية «طوفان الأقصى»، وتم لاحقاً مبادلة عشرات منهم خلال هدنة مؤقتة فى نوفمبر الماضى، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات منهم فى غارات إسرائيلية.

وبعد مرور عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اتضحت آثارها التراكمية داخل المجتمع الإسرائيلى، وهو ما ظهر من نتائج استطلاع «مؤشر الصوت الإسرائيلى» الأخير، الذى جسد تقييم المواطنين فى إسرائيل للوضع العام الذى يعيشه الاحتلال خلال هذه الفترة.

وأكد موقع «دفار» الإسرائيلى أن العام الدراسى الماضى فى التعليم الثانوى كان عاماً صعباً للغاية، حيث واجه فيه النظام التعليمى تدهوراً بسبب الحرب على قطاع غزة، مع إجلاء مئات الآلاف من الطلاب، بخلاف الأضرار الناجمة عن الحرب.

ولم تغب انتخابات الرئاسة الأمريكية عن اهتمامات المستطلع رأيهم، حيث تم سؤال المشاركين فيه: «من حيث المصالح الإسرائيلية، أى من بين المرشحين للرئاسة فى الولايات المتحدة هو الأفضل؟»، وجاءت الإجابات: 56% من مجمل المشاركين (63٫5% من المشاركين اليهود و18٫7% من المشاركين العرب) قالوا إنه دونالد ترامب، مقابل 12٫6٪ من مجمل المشاركين (11٫5% من المشاركين اليهود و17٫9% من المشاركين العرب) قالوا كامالا هاريس، أما «لا أعرف» فكانت إجابة 15٫1% من مجمل المشاركين فى الاستطلاع (7٫9% من المشاركين اليهود و50٫6% من المشاركين العرب).

وربطت منظمة «لتيت»، المتخصصة فى مجال الأمن الغذائى، فى تقريرها الأخير بين عدم الاستقرار الاقتصادى فى مجال الغذاء وتدهور الصحة النفسية، حيث أفاد 30.7% من الإسرائيليين بأن وضعهم الاقتصادى تدهور مقارنة بالعام الماضى، وشهد 14.9% أن دخل الأسرة تضرر بشكل كبير منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وترسم نتائج استطلاع للمنظمة صورة قاتمة لتدهور ملحوظ فى الوضع الاقتصادى للإسرائيليين، لا سيما سكان الجنوب والشمال الذين تم إجلاؤهم من منازلهم فى الحرب. وتطرق التقرير إلى الوضع الصحى والظروف والإمكانيات المتعلقة بمواجهة أمراض وحالات مرضية، جسدية ونفسية، حيث أفاد 21.3% من المشاركين فى الاستطلاع بأن حالتهم الصحية ساءت أو ساءت كثيراً، مقارنة بحالتهم الصحية قبل الحرب على غزة. وأشار 38.6% من أفراد العينة إلى أن حالتهم النفسية ساءت أو ساءت كثيراً، مقارنة بحالتهم قبل الحرب، حيث وصف 30.1% حالتهم النفسية بأنها ليست جيدة، و27.5% بأنها ليست جيدة جداً، و2.6% قالوا إن حالتهم النفسية ليست جيدة على الإطلاق.

وارتفع عدد الشكاوى المقدمة إلى وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة الإسرائيلية «ماحش» بشأن جميع حالات استخدام القوة من 28.5 شكوى بالمتوسط أسبوعياً فى عام 2023 إلى 32.7 شكوى بالمتوسط أسبوعياً فى عام 2024 (زيادة بنسبة 15%)، حسب دراسة لمعهد أبحاث ومعلومات الكنيست ناقشت عنف الشرطة الإسرائيلية، مع التركيز على المظاهرات والنشاطات الاحتجاجية.

وكشفت معطيات إسرائيلية عن عدم جاهزية نسبة كبيرة من الملاجئ العامة بمدن الاحتلال لحالات الطوارئ، كما أن 28% من السكان يفتقرون إلى أى نوع من الملاجئ، ويعانون من فجوة المأوى، رغم الرشقات الصاروخية التى تطلقها الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة وحزب الله من جنوب لبنان وجماعة الحوثى من اليمن.

وقال الدكتور نزار نزال، الأكاديمى والمتخصص فى الشئون الإسرائيلية، إن السابع من أكتوبر شكّل حالة جديدة ومفصلية فى الصراع، وتسبب فى إسقاطات كبيرة على الشارع الإسرائيلى، وكان هناك انقسام فيما يتعلق بالمجتمع الإسرائيلى والجمهور الإسرائيلى بين الأشكناز الليبراليين العلمانيين، والمتدينين، وبالتالى قضية الأسرى انحسرت بين الطبقتين، وكل مستوى منهما ذاهب باتجاه تجميد ملف الأسرى من أجل إحداث طموح سياسى لكل منهما.

وأشار إلى أن ملف الحريديم ليس معقداً، حيث نتحدث عن 4200 جندى لدى جيش الاحتلال الإسرائيلى، والحريديم يشكلون 17% من المجتمع الإسرائيلى، ونتنياهو استطاع التعامل معهم، فهو لا يريد أن يكون الحريديم فى المؤسسة العسكرية بشكل كبير.

وأضاف: «على ما يبدو أن الطبقة الحاكمة والنخب السياسية فى إسرائيل، نظراً للتحديات التى تواجه الإسرائيليين سواء كانت علمانية ليبرالية أو من الصهيونية القومية أو من الصهيونية الدينية، لا تستطيع التعامل مع الواقع الجديد الذى أوجده السابع من أكتوبر 2023، والحديث هنا عن خسائر كبيرة واستنزاف للجيش الإسرائيلى فى كل الجبهات، والإسرائيليون ينظرون إلى جيل جديد وشخصيات جديدة يستطيعون قيادة إسرائيل فى الفترة المقبلة، لكن بالتقدير، فالقضية ليست قضية أشخاص فقط أو أجيال، لكنها تحديات يواجهها الاحتلال سواء فى غزة أو لبنان أو إيران أو ضربات من الممكن أن تؤدى إلى حرب إقليمية، وبعد أن تنتهى الحرب من الممكن أن يتحدث الشارع الإسرائيلى عن نخب جديدة أو أجيال جديدة أو جنرالات جدد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو الاحتلال غزة لبنان الشرق الأوسط الولايات المتحدة فلسطين بيروت من المشارکین على قطاع غزة الحرب على

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي تتوعد دولة الاحتلال حال عودة الحرب على غزة

توعد زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، الجمعة، تل أبيب بأنها ستكون "تحت النار" في حال استئناف حربها على قطاع غزة.

وقال الحوثي في كلمة له بمناسبة شهر رمضان المبارك: "نؤكد ثبات موقفنا والتزامنا الديني والإنساني والأخلاقي في نصرة الشعب الفلسطيني، وإخوتنا المجاهدين في الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام".

وأضاف: "نراقب محاولات إسرائيل التهرب من وقف إطلاق النار في غزة والالتفاف على استحقاقات المرحلة الثانية".

وشدد الحوثي، على أن "عودة الحرب على غزة سيصاحبه عودة كل كيان العدو، وفي مقدمته يافا المحتلة المسماة تل أبيب تحت النار".

وهدد بعودة "التدخل العسكري في مختلف المسارات".


و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الإبادة الجماعية، هاجم الحوثيون منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما هاجموا أهدافا في "إسرائيل".

وبدعم أمريكي، ارتكبت دولة الاحتلال بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وبدأ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى يتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوما.


وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 شباط/ فبراير الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ذلك، حيث يريد تمديد المرحلة الأولى فقط.

ويخشى نتنياهو دخول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من غزة، خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي يضم وزراء من اليمين المتطرف رافضين لتلك الخطوة.

مقالات مشابهة

  • محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
  • باراك يستبعد عودة الحرب على غزة خلال الأسابيع القادمة…ما السبب؟
  • عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بدفن أبنائها في أنفاق الموت من أجل حرب عبثية
  • عبد الملك الحوثي: عودة الحرب على غزة ستجعل كل كيان العدو تحت النار
  • الحوثي: عودة الحرب على غزة ستجعل كل كيان العدو تحت النار
  • نتنياهو يصدر قرارات عاجلة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار
  • نتنياهو يماطل في تنفيذ الاتفاق وغوتريش يحذَّر من عودة الحرب
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو أخلّ بالاتفاق مع حماس ويفتعل الأزمات 
  • إعلام عبري: نتنياهو يبحث استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى
  • جماعة الحوثي تتوعد دولة الاحتلال حال عودة الحرب على غزة