خلفت الحرب على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023 واقعاً معقداً للمواطن الإسرائيلى لاسيما حين متابعته لوسائل الإعلام الإسرائيلية وتعاطيها مع الحرب ومستجداتها وبجميع محاورها سواء كانت عسكرية أو سياسية أو حتى فى الملفات المتعلقة بها من اقتصاد وأمن داخلى، حتى فى المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة.

وفى دراسة لمعهد بحوث الأمن القومى الإسرائيلى بعنوان «الإعلام الإسرائيلى المستنفر للحرب»، من إعداد أتيلا شوملبى وديفيد سيمان توف وأوفير ديان، وهى عبارة عن استنتاجات أولية من سلوك الإعلاميين والصحفيين الإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر 2023، الذين وصفوا «طوفان الأقصى» بالهجوم الصادم لإسرائيل، حيث فاجأ الجيش الإسرائيلى والحكومة بقوته وسرعته، مشيرين إلى أن الهجوم أدى إلى تصعيد خطير فى النزاع، حيث ردت إسرائيل بقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين فى غزة وزيادة التوترات على الجبهات الأخرى، خاصة مع حزب الله فى لبنان بالإضافة إلى تهديدات إيران المتكررة بالهجوم على إسرائيل، كما اعترض الحوثيون فى اليمن بعض السفن الإسرائيلية عدة مرات، وبالإضافة لذلك أعلن الحوثيون تأييدهم العلنى للفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة.

فى المقابل يركز الإعلام الإسرائيلى حالياً بشكل كبير على قضية الأسرى، حيث إن هذه القضية تتصدر العناوين الرئيسية فى الصحف والإذاعة والقنوات، فهناك أسرى ما زالوا محتجزين فى قطاع غزة، مما يثير الكثير من الجدل والخلافات السياسية داخل إسرائيل، لاسيما أنهم ليسوا إسرائيليين فقط، بل يوجد من بينهم مواطنون أمريكيون وأوروبيون، مما زاد من الضغوط الدولية على إسرائيل للتوصل إلى صفقة تبادل، بحسب الدكتور أحمد سليمان، الباحث فى الشئون الإسرائيلية.

وأضاف «سليمان» لـ«الوطن»: «شهد الإعلام الإسرائيلى تناقضات فى تصريحات بعض الشخصيات الحكومية فى إسرائيل، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذى عارض أى صفقة يمكن أن تتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين، مما عقد الأمور وأثار المزيد من الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، كما أن هناك حالة من التوتر داخل المجتمع الإسرائيلى، حيث تطالب عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود لإعادتهم، وهذه العائلات تنظم فعاليات ومظاهرات للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، وتظهر فى الإعلام بشكل متكرر للتعبير عن غضبهم وإحباطهم من التقدم البطىء فى المفاوضات، وتعتبر القناة 14 الإسرائيلية من أكثر القنوات التى تهتم بعرض حالة أسر الرهائن وتجرى معهم الكثير من اللقاءات بشكل دائم ومتكرر».

وبسبب الانتقادات اللاذعة الموجهة للحكومة الإسرائيلية لفشلها فى إدارة ملفات عديدة سواء كانت داخلية أو خارجية، انقسم الإعلام الإسرائيلى إلى ثلاثة أقسام تمثلت فى المجموعة الأولى التى تؤيد «نتنياهو» ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، فى إدراتهما للحرب على قطاع غزة واستمرارها، حيث ترى تلك المجموعة أن الوصول إلى صفقة لن يسمح لإسرائيل باستعادة أسراها إلا بشروط قاسية وبالتالى قد يكون تكرار أحداث السابع من أكتوبر مجرد مسألة وقت، ومن أكثر الشخصيات الإسرائيلية المؤثرة فى المجتمع وترى ذلك مردخاى كيدار الباحث المتخصص فى دراسة الشرق الأوسط، حيث ظهر مؤخراً بشكل متكرر فى الإعلام الإسرائيلى ويتبنى ذلك التوجه بشكل كبير ويعرض رأيه فى قناة «طوف» الإسرائيلية، وهذه القناة ومن يعمل بها من مذيعيين يتبنون الرأى نفسه.

فى المقابل، هناك مجموعة أخرى من المعارضين لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى بشكل كبير ومن أبرزهم العميد احتياط بريك الذى يظهر بشكل مكثف فى الإعلام، موضحاً أن السبب وراء استمرار الحرب على قطاع غزة حتى الآن هو رغبة نتنياهو فى البقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية لأن إنهاء الحرب يعنى التحقيق مع نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان أيضاً ومحاكمتهم بسبب التقصير الذى حدث فى السابع من أكتوبر.

ويعتبر العميد بريك من أكثر الشخصيات العسكرية شهرة لأنه أول من تنبأ بأحداث السابع من أكتوبر، وقد كان يظهر فى الإعلام الإسرائيلى وينبه القادة والمسئولين باحتمالية وقوع ما حدث، حتى إن البعض لقبه باسم نبى الغضب، لأنه كان يغضب من عدم سماع المسئولين لكلامه، بحسب «سليمان».

وأضاف: «من وجهة نظرى فإن العميد بريك هو الرأى الأميل إلى الصواب، حيث يمكن أن نقول إن إنهاء الحرب بالنسبة لنتنياهو يعنى إنهاء حياته، كما أن أمر الأسرى ليس مهماً بالنسبة له كما يزعم، لأنه إذا أراد تحرير الرهائن من خلال صفقة لأوقف الحرب على الفور وأعلن عن استعداده لتنفيذ مطالب الفصائل الفلسطينية، حتى لو شملت تلك المطالب الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين الفلسطينيين».

وتابع: «المجموعة الثالثة تشمل بعض المستشرقين الذين تركوا الأمور السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل واهتموا بتشويه صورة العرب حيث تركز تلك المجموعة على توجيه محتواها إلى الغرب، ومن أشهر المستشرقين الذين تبنوا ذلك الاتجاه داخل الإعلام الإسرائيلى، عيديت بار، وهى باحثة إسرائيلية من أصول إيرانية، حيث تظهر بشكل متكرر فى قناة (كان) تتحدث عن الإسلام السنى والإسلام الشيعى محاولة تشويه صورة كلا الجانبين، والأمر نفسه بالنسبة لباحث يسمى يحيئيل شابى وآخر يسمى أفرايم هريرا وغيرهما من المستشرقين، حيث تبذل تلك المجموعة قصارى جهدها للتشويه، وأرى أنها محاولات فاشلة لن تساعدهم فى حل مشكلاتهم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو الاحتلال غزة لبنان الشرق الأوسط الولايات المتحدة فلسطين بيروت الإعلام الإسرائیلى السابع من أکتوبر فى الإعلام قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

يديعوت تكشف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، أن تكاليف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت 42 مليار دولار، بمعدل 83.8 مليون دولار يوميا.

وقالت: "بلغت تكاليف حرب السيوف الحديدية 150 مليار شيكل (42 مليار دولار) حتى منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري وفق الرصد الاقتصادي الدقيق الذي أجراه مكتب المستشار المالي لرئيس الأركان ورئيس قسم الميزانية في وزارة الدفاع، العميد جيل بنحاس".

وأضافت الصحيفة: "بلغ متوسط ​​التكلفة اليومية للحرب على غزة نحو 300 مليون شيكل (83.8 مليون دولار)".

وأردفت أن "هناك فجوات كبيرة بين تكلفة القتال في لبنان 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار)، وفي قطاع غزة، وكذلك بين أيام القتال المكثف".

وتابعت: "ليلة واحدة من الدفاع عن سماء إسرائيل بمساعدة التحالف الدولي ضد الهجوم الصاروخي الإيراني كلفنا مليار شيكل (279 مليون دولار)".

ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، في هجوم قالت طهران إنه "انتقام" لاغتيال كل من إسماعيل هنية ، رئيس المكتب السياسي ل حماس ، وحسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله"، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان.

واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "البند الأثقل في الإنفاق الدفاعي تمويل جيش الاحتياط، وهو ما بلغ 45 مليار شيكل (12.5 مليار دولار)".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي ينسحب من معبر رفح جنوبي غزة احتمال تبكير الانتخابات - هذا ما سيحسم مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية سموتريتش: نتنياهو وترمب ملتزمان بإزالة حماس من حكم غزة الأكثر قراءة شاهد: جنين - شهيدان إثر قصف الاحتلال مركبة في قباطية بريطانيا: يجب تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود تظاهرة وسط تل أبيب تطالب نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل تتجهز للإفراج عن ثاني دفعة من الأسرى وكشف أسماء بارزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت ملامح الشرق الأوسط بشكل جذري
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت الشرق الأوسط بشكل واضح
  • مسئول فلسطيني: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • وزير شئون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • العجرمي: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • صحة غزة تُصدر آخر إحصائيات الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • يديعوت تكشف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة
  • كواليس حملة الإعلام العبري ضد مصر بعد رفض تهجير الفلسطينيين.. اللعب على المكشوف
  • “كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر”.. الإعلام العبري يكشف عن خطة إدارة “معبر رفح”