23 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 30 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 23 أُكتوبر، خلال 2015م، و2016م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب، والمجازر الوحشية، واستهداف الأسواق والمنازل، بغارات وحشية، تنتقي أهدافها المدنية بدقة وبشكل مباشر، بمحافظات، صعدة وصنعاء وحجة.
أسفرت عن 22شهيدًا وأكثر من عشرة جرحى، بينهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر من منازلها وخسائر مالية في المحال التجارية والقاطرات والشاحنات، ونفوق 800خلية نحل، في جرائم حرب مكتملة الأركان بحق المدنيين والأعيان المدنية، ومضاعفة المعاناة، في ظل صمت دولي وأممي شجع العدوان على الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب على مدى 9 أعوام متواصلة، دون حساب.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
23 أكتوبر 2015.. 13شهيداً وجريحاً وتدمير محلات ومنازل المواطنين بغارات العدوان على صعدة:
في الثالث والعشرين من أكتوبر، تشرين الأول، عام 2015م، واصل العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جرائم الحرب والمجازر الجماعية بحق المدنيين والأعيان المدنية في محافظة صعدة، بسلسلة من الغارات الجوية الوحشية على منزل المواطن صغير مسودة في منطقة آل كريد بمديرية حيدان، أسفرت عن مجزرة مروعة وجريمة حرب بحق 11 شهيداً وجريحان من أسرة واحدة، بينهم أطفال ونساء، وغارات على سوق مدينة حيدان، دمرت المحال التجارية وممتلكات المواطنين.
في هذا اليوم تحولت حياة أهالي حيدان إلى جحيمٍ لا يطاق، حين ارتكب طيران العدوان بحقهم جريمتين بشعتين هزتا ضمير الإنسانية، واستهدفتا المدنيين الأبرياء بلا رحمة،
مجزرة حيدان.. 11 روحاً بريئة تزهق في لحظة
في يومٍ مشؤوم من أيام أكتوبر عام 2015، تحولت حياة أسرة صغيرة في منطقة آل كريد بمديرية حيدان إلى جحيم، بغارات جوية غادرة لطيران العدوان السعودي الأمريكي، استُهدفت منزل المواطن “صغير مسودة”، ما أسفر عن استشهاد 11 فرداً من أسرته، معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح اثنين آخرين بجروح بالغة.
لم يكن أهل المنزل يدركون أن لحظاتهم الأخيرة تقترب، كانوا يعيشون حياتهم اليومية ببساطة وعفوية، حتى حلّت بهم الجريمة، في لحظة، تحولت حياتهم إلى رماد، ومنازلهم إلى أنقاض، وأحلامهم إلى كوابيس.
تخيلوا المشهد: منزل متواضع، يقطنه أطفال يلهون بألعابهم، ونساء مشغولات بأعمال المنزل، ورجل يعمل جاهداً لتوفير لقمة العيش لأسرته، ثم فجأة، تحلق الطائرات وتلقي الصواريخ على سقف ضعيف وجدران متواضعة، ومع الانفجارات تتطاير الشظايا، والأحجار والأخشاب والجثامين، النائمة، ويدوي صوت الانفجارات، في انحاء المنطقة، ليكشف عن مذبحة مروعة، لطيران سمع تحليقه في سماء صعدة.
أطفال بريؤون، لم يعرفوا طعم الحياة، حرموا من مستقبلهم، ونساء فقدن أزواجهن وأطفالهن، وشيوخ قضوا نحبهم في لحظة، هذا هو المشهد الذي خلفته غارة العدوان على منزل “صغير مسودة”.
يقول أحد الجيران: ” 3 نساء و3 أطفال و5 رجال وشيبة، وجريحين من أسرة آل مسودة، قتلتهم غارات طيران العدوان، لم نستطع فعل شيء، سوى مشاهدة البشاعة، وانتظار الغارات القادمة، على المسعفين، كان المشهد مروعًا، لا يُصدق. أطفال يبكون، ونساء تصرخن، وأجساد ممزقة”.
يقول أحد الناجين من هذه الغارات: “وصف المشهد للدماء والاشلاء والدمار والصراخ والدخان ورائحة الموت”، هذه الكلمات القليلة تكفي لتصوير حجم الفاجعة التي عاشها أهالي حيدان، فكيف يمكن وصف مشاعر الأم التي فقدت أطفالها، أو الأب الذي فقد عائلته؟ وكيف يمكن وصف شعور الناجين وهم يرون أحبائهم وقد تحولوا إلى أشلاء؟
إن استهداف منزل سكني وقتل أطفال ونساء هو جريمة حرب لا تغتفر، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهتاره بحياة المدنيين الأبرياء، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والضغط على قوى العدوان لوقف عدوانها، ومحاسبة مرتكبيها، وإن استمرار الصمت الدولي يشجع المعتدين على ارتكاب المزيد من الجرائم.
دمار في سوق
في نفس اليوم، شنّت طائرات العدوان غاراتٍ عنيفة على سوق مدينة حيدان، مما تسبب في دمار هائل للمحلات التجارية وممتلكات المواطنين، تحولت السوق النابضة بالحياة إلى ركامٍ وأنقاض، وحرم أهالي المنطقة من مصدر رزقهم الأساسي.
يقول أحد الأهالي: “يا سلمان الله يحرق من يحرقنا، يومين ونحن منتظرين دقيق ضربتها الغارات وضرب المواطنين على الخط العام بأكثر من 15 غارة، ولا يزال الطيران محلق بشكل مكثف ، يستهدف من يقترب من القاطرة المحملة بالمواد الغذائية، او الدخول إلى السوق ، المواطن يطالب العالم بوقف العدوان على الشعب اليمني”.
23 أكتوبر 2015..3شهداء وعدد من الجرحى بـ 15 غارة للعدوان على قاطرة وسوق شعبي بحجة:
وفي 23 أكتوبر 20015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، ب 15 غارة وحشية، سوق شعبي وقاطرة محملة بالمواد الغذائية في مديرية حيران بمحافظة حجة، اسفرت عن 3 شهداء وعدداً من الجرحى، وتدمير المحلات والقاطرة، وحمولتها وخسائر مالية في الممتلكات، وحالة من الخوف والنزوح ومضاعفة المعاناة ونقص الغذاء، في ظل صمت وتواطئ أممي ودولي.
كانت الساعة تشير إلى وقت الذروة، حيث يتوافد الأهالي لشراء احتياجاتهم اليومية، فجأة، هزت دوي الغارات الأرض والسماء، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود، محولة السوق إلى جحيم مشتعل، وحلت الجريمة بهم، وبدأوا يسمعون صرخات الجرحى ونداءات الاستغاثة، ويشاهدون الدماء والأشلاء، والجثث، والنيران تشتعل في البضائع والمحلات.
أحد الناجين من تلك المجزرة يروي بصوت يختنق بالبكاء: “ظلمونا يا عالم ظلمونا، قاطرة عليها دقيق، المواطنين لم يحصلوا قليل من الطعام، 3 غارات منها غارة على القرية وغارتين على السوق، ما ذنبنا”.
لم تكن الغارات على السوق هي الوحيدة، بل استهدفت طائرات العدوان أيضًا قاطرة محملة بالمواد الغذائية، مما زاد من معاناة الأهالي الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الغذاء، تخيلوا مشهد تلك القاطرة المحترقة، وهي تحمل أحلام الأهالي في حياة أفضل، تحولت إلى كومة من الرماد، والخردة.
في ظل هذا المشهد المأساوي، يتساءل الأهالي: لماذا؟ لماذا يستهدفوننا ونحن لا نملك سوى سعيًا وراء لقمة العيش؟ إن هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهتاره بحياة المدنيين الأبرياء، وهذه القصة ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي حقيقية لأناس عزل، تعرضوا لأبشع أنواع القتل والدمار.
23 أكتوبر 2015..5شهداء وجرحى أطفال وامرأة بقصف غارات العدوان منزل مواطن بصنعاء:
وفي 23 أكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منزلا في مديرية بني حشيش، محافظة صنعاء، بغارات وحشية، تحولت حياة الأهالي إلى جحيم لا يطاق، وأسفرت عن شهيدان من الأطفال وجرح طفلين وامرأة، وتدمير المنزل وتضرر منازل وممتلكات مجاورة، وحالة من الخوف في النفوس، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان، في جريمة حرب تستهدف المدنيين وتوأد الطفولة في اليمن.
طائرة ال f 16 في مواجهة أطفال بني حشيش
في ذلك اليوم الحزين، كانت طائرة الـ f 16 في مواجهة من طرف واحد ضد أطفال بني حشيش، فهزت انفجارات غاراتها منازل الأهالي، وارتفعت سحب الدخان الأسود إلى السماء، ولم يكن الأهالي قد أدركوا بعد حجم الكارثة التي حلت بهم، حتى بدأوا يسمعون صرخات الأطفال ونداءات الاستغاثة، ويشتمون رائحة البرود والموت، ويشاهدون سفك الدماء وحجم الدمار.
أحد الأهالي يروي بصوت يختنق بالبكاء: “كنت أجلس مع أطفالي في غرفة الجلوس، فجأة سمعنا صوتً غارات العدوان يهز المنزل، سقطت علينا الأنقاض، وعندما حاولت النهوض، وجدت طفلي الصغير مصابًا بجروح بالغة، حملته بين يدي وخرجت به مسرعًا، ولكن للأسف، لم أستطع إنقاذ طفلي الآخر”.
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فقد أصيبت امرأة بجروح خطيرة، وتضررت العديد من المنازل المجاورة، مما اضطر الأهالي إلى ترك منازلهم خوفًا على حياتهم.
إن استهداف منازل المدنيين جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، فكيف يمكن تبرير قتل الأطفال الأبرياء؟ وكيف يمكن وصف مشاعر الأم التي فقدت طفلها؟ إن هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهتاره بحياة المدنيين الأبرياء.
هذه الجريمة ليست قصة بأرقام وإحصائيات مجردة، بل هي قصص حقيقية لأناس عزل، تعرضوا لأبشع أنواع القتل والدمار، وتحث العالم على التحرك لوقف العدوان رفع الحصار على الشعب اليمني، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعادلة.
23 أكتوبر 2016..8شهداء وجرحى في جريمتي حرب لغارات العدوان على صعدة:
وفي يوم 23 أكتوبر 2016م، أرتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب جديدتين، بغاراته الوحشية على المزارعين ومسعفيهم وممتلكات المواطنين في مديريتي باقم ورازح بمحافظة صعدة، أسفرت عن 6 شهداء وجريحين، واضرار في منازل ومزارع الأهالي، وحالة من الخوف لدى الأطفال والنساء، ومضاعفة المعاناة في ظل النزوح والتشرد المتواصل.
باقم.. مزارعون ومسعفون بين أهداف العدوان:
في مديرية باقم، استهدفت غارات العدوان بشكل مباشر مجموعة من المزارعين ومسعفيهم كانوا يعملون في إحدى المزارع، مما أسفر عن استشهاد 6 منهم، هذه الجريمة البشعة تسلط الضوء على استهداف العدوان المتعمد للمدنيين، أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية.
يقول أحد الأهالي: “كنا نعمل في المزرعة، نجني الرمان وطيران العدوان ضرب المزرعة وقتل العمال وعاد الطيران وضرب المسعفين، بغارة آخرا الساعة 11 ونصف ظهراً”.
رازح.. جرحى أبرياء في غارات مباشرة:
وفي مديرية رازح، لم يسلم المدنيون من غارات العدوان، حيث استهدفت غاراته منطقة غمار، مما أسفر عن إصابة طفل ورجل مسن، ما يؤكد تعمد العدوان لارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية.
يقول أحد الناجين: “كنت أجلس في منزلي، فجأة سمعت صوت انفجار قوي هز المنزل، عندما خرجت، وجدت الجيران يحملون الجرحى إلى المستشفى، لم أصدق ما رأيت، كيف يستهدفوننا ونحن في منازلنا”.
إن استهداف المزارعين والمسعفين والمدنيين الأبرياء هو جريمة حرب مكتملة الأركان، ولا يمكن السكوت عنها، وتكشف عن وحشية العدوان واستهتاره بحياة المدنيين.
23 أكتوبر 2018.. طيران العدوان يستهدف 800 خلية نحل على متن شاحنة بحجة:
وفي 23 أكتوبر 2018م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، شاحنة محملة بـ 800 خلية نحل في منطقة بني حسن بمديرية عبس، محافظة حجة، بعدد من الغارات الوحشية، أسفرت عن نفوق خلايا النحل وتدمير الشاحنة واحتراقها، في جريمة حرب تستهدف الأعيان المدنية والبنية الاقتصادية للشعب اليمني.
العدوان يحرق أحلام النحالين في اليمن
في يومٍ آخر من أيام العدوان المتواصلة على اليمن، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمة جديدة تستهدف مصدر رزق اليمنيين، ففي الثالث والعشرين من أكتوبر عام 2018م، استهدف طيران العدوان شاحنة محملة بـ 800 خلية نحل في منطقة بني حسن بمديرية عبس بمحافظة حجة، مما أسفر عن نفوق كامل لخلايا النحل وتدمير الشاحنة.
قبل الغارة، كانت الشاحنة تحمل أحلام مالكها وأسرته وعماله، كانت هذه الخلايا تمثل مصدر رزقهم الوحيد، وكانت تحمل آمالهم في حياة أفضل، كانوا يتطلعون إلى يوم الحصاد، حيث يجنون ثمار جهودهم، وكانت الشاحنة وسيلتهم للتنقل بالخلايا من منطقة إلى أخرى، حيث يتواجد الرعي والخضرة وزهور الأشجار، وتنوعها في اليمن.
ولكن سرعان ما تحولت هذه الأحلام إلى رماد، عندما استهدفتها طائرات العدوان بغاراتها الوحشية، تصوروا المشهد: شاحنة محملة بأحلام وأمال، تحولت إلى كومة من الخشب والحديد المتفحمة، وخلايا النحل التي كانت تزخر بالحياة، تحولت إلى هياكل فارغة واكوام مقتولة وجريحة، وما نجى منها يطير في سماء المنطقة خشية من دخان ونار الغارة واحتراق الشاحنة ومساكنها.
يقول مالك النحل، وهو يقف بجوار الشاحنة المدمرة: “كنت أرى في هذه الخلايا مستقبل أولادي، كنت أخطط لقضاء ديوني، وجلب الغذاء لأطفالي وعائلتي، وصرف رواتب العمال، وتوفير متطلبات وعلاجات النحل، ولكن العدوان دمر كل أحلامي”.
ويتابع “كنا مسافرين من العصيمات إلى بني حسن وضربنا العدوان ، ونحن نشقى على أسرنا وأطفالنا، ما ذنب هذه الحشرة المباركة ، هل النحل جنود ، نحن نتنقل من منطقة إلى آخرا للبحث عن مراعي مناسبة ونعود بما يسد رمق أطفالنا، هؤلاء عمال من لهم بعد اليوم ، ما معنا لا صواريخ ولا شي ، نحمل اجباح نحل”.
لم يكن مالك النحل وحده من تضرر من هذه الجريمة، بل تضررت أسرته وأسر عماله، الذين كانوا يعتمدون على هذا العمل في لقمة عيشهم، وهذه صورة واحدة من صور استهداف العدوان للنحالين في اليمن، خلال 9 أعوام متواصلة.
إن استهداف طيران العدوان لخلايا النحل هو جريمة حرب تستهدف البنية الاقتصادية للشعب اليمني، فالنحل ليس مجرد حشرات، بل هو مصدر غذاء ودواء، ويساهم في تلقيح المحاصيل الزراعية، إن هذا الاستهداف يهدف إلى تدمير الزراعة وإفقار الشعب اليمني.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم جزء صغير من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها غاراته الوحشية على اليمن خلال 9 أعوام، وتدعوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والضغط لوقف العدوان، ورفع الحصار، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة في محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: طیران العدوان السعودی الأمریکی استهدف طیران العدوان هذه الجریمة البشعة المدنیین الأبریاء غارات العدوان الشعب الیمنی جرائم الحرب العدوان على إن استهداف ما أسفر عن جریمة حرب فی مدیریة هذا الیوم أکتوبر 2015 فی الیمن یقول أحد إلى جحیم فی منطقة أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان خلال شهرين
أعلن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف، جيمس إلدر، مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان جراء الحرب المتصاعدة منذ أواخر سبتمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وقال إلدر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء في جنيف السويسرية، إن هؤلاء الأطفال قتلوا “خلال أقل من شهرين”، بمعدل أكثر من ثلاثة أطفال كل يوم، بينما يعاني كثيرون آخرون من إصابات وصدمات نفسية.
وأعرب عن قلقه إزاء ما وصفها بـ”اللامبالاة” إزاء هذه الوفيات من جانب القادرين على وقف هذا العنف، إذ “لا يثير قتلهم أي ردة فعل ذات معنى لدى أصحاب النفوذ”، وفق تعبيره.
وأضاف “لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمت العالم يزداد صماً للآذان، ومرة أخرى نسمح لما لا يمكن تصوره بأن يصبح مشهد الطفولة وضعا طبيعيا جديدا وهذا مروع وغير مقبول”.
وتحدث مسؤول اليونيسيف عن الأحداث التي جرت خلال الأيام العشرة الماضية، وأثرها على الأطفال. ففي 10 نوفمبر الجاري “قُتل 7 أطفال من نفس العائلة الممتدة”، وفق إلدر الذي قال إن “أفراد الأسرة الـ27 الذين قتلوا جميعا كانوا يبحثون عن مأوى في جبل لبنان بعد فرارهم من العنف في الجنوب”.
وفي اليوم التالي، قُتل طفلان آخران مع والدتهما، وأصيب عشرة آخرون، فيما قتل يوم 12 نوفمبر 13 طفلا وأصيب 13 آخرون بجراح، من بينهم أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، وهو الآن الناجي الوحيد من الغارة.
ويوم 13 نوفمبر، قُتل 4 أطفال بعد أن حاولوا الفرار من القتال في الجنوب، وشهد اليوم الذي تلاه مقتل ثلاثة أطفال آخرين وإصابة 13 بجراح، بحسب ما قال إلدر.
وفي 16 نوفمبر، قُتل 5 أطفال بينهم ثلاثة من عائلة واحدة. ومن بين المصابين، سيلين حيدر، لاعبة كرة قدم شابة في المنتخب الوطني اللبناني. وهي في غيبوبة بسبب شظية في رأسها، تطايرت من صاروخ أصاب العاصمة بيروت، أثناء محاولتها إخلاء المنطقة.
أما الأحد الماضي، فقد قتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات، وفق إلدر.
وقال إنه “يأمل ألا يشهد العالم مجددا نفس مستوى القتل الدموي للأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه تقشعر لها الأبدان بالنسبة للأطفال في لبنان” على حدّ تعبيره.
اقرأ أيضاًالعالماستشهاد صحفي في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة
وإضافة للقتل، فإن “حال بقية الأطفال في البلد الذي يتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي خصوصاً في الجنوب حيث يتركز مقاتلو حزب الله، ليس مطمئناً”، وفق المتحدث.
وأوضح إلدر أن مئات الأطفال أصبحوا بلا مأوى، كما تم تدمير الكثير من البنى التحتية التي يحتاجها الأطفال، مثل المرافق الصحية. ولغاية 15 نوفمبر، قتل أكثر من 200 عامل في القطاع الصحي، وأصيب 300، بحسب بيانات وزارة الصحة العامة اللبنانية.
وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل نوفمبر لفتح بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال في لبنان، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق تأكيد إلدر.
وتابع أن هناك تأثيرا نفسياً “خطيرا” على الأطفال. فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي “مقلقة وواضحة بشكل متزايد”.
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر 2023، أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3544 قتيلا و15036 جريحا، وفق آخر حصيلة، بينما قُتل 124 إسرائيلياً وفق بيانات رسمية.