لماذا يركز حزب الله في قصفه على مدينة حيفا؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل من حيث السكان، وتضم منشآت حيوية، أبرزها الميناء الاستراتيجي، فما أسباب تركيز حزب الله على ضربها بالصواريخ؟
بعدما باغتت إسرائيل حزب الله بسلسلة ضربات، عمد الأخير إلى توسيع المناطق التي يقصفها بصواريخه، ليضم مناطق واسعة، ومنها مدينة حيفا، التي تتمتع بأهمية استراتيجية.
وأصبحت حيفا في مرمى صواريخ حزب الله بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة.
وعلى سبيل المثال، ذكر الحزب في أحد الحسابات التابعة له على تطبيق "تلغرام"، الأربعاء، أنه قصف "قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية".
وفي وقت سابق ذكر أنه قصف قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية في حيفا.
Relatedقصف بها محيط حيفا للمرة الأولى.. ما هي خصائص صاروخ "فادي" التي استخدمها حزب الله وما سبب التسمية؟مقتل وإصابة العشرات من جنود لواء غولاني باستهداف حزب الله قاعدة عسكرية جنوب حيفا بمسيرات انقضاضيةأصوات من حيفا: الإحباط والخوف يتصدران المشهد في ظل المواجهات مع حزب اللهأما العملية التي استرعت الانتباه الإعلامي، فقد وقعت في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عندما هاجمت مسيرة أطلقها الحزب قاعدة تدريب في بنيامينا قرب حيفا، وقتل في الهجوم 4 جنود وأصيب نحو 60 آخرين.
واحتفت وسائل إعلام مقربة من حزب الله بقصفه لحيفا، وذكرت إحداها في عنوان لافت "حزب الله حوّل ثالث أكبر مدينة في إسرائيل إلى كريات شمونة"، والمقصود أن المدينة الضخمة صارت تتعرض لقصف يومي مثلها مثل مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود مع لبنان.
ويبدو أن إدخال حيفا في نطاق مرمى صواريخ حزب الله يعني أنه يغير من معادلة الحرب، بعدما كان حتى وقت قريب يكتفي بقصف المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود.
حدود التصعيدلم تقتصر هجمات حزب الله على حدود منطقة حيفا، بل ربما تجاوز ذلك إلى مناطق أكثر عمقا وأبعد مدى، فقد وصلت صواريخه إلى تل آبيب الكبرى، فمثلا: ذكر يوم الأربعاء أنه قصف قاعدة "غليلوات التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب".
ويبدو أن الحزب يعرف أن ثمة حدودا للتصعيد، فهو لم يستهدف تل أبيب حتى الآن بالوتيرة التي يضرب بها حيفا، ربما لأن إسرائيل قد ترد بقصف بيروت وتدمر مطارها.
كما أن حزب الله قد لا يحظى الآن بتأييد واسع في ظل القتال الذي يخوضه مع إسرائيل حالياً، فثمة فئات أخرى تعارضه وترفض الزج بكل لبنان في هذه الحرب، وربما يأخذ ذلك في الحسبان فلا يوسع نطاق الحرب.
ويركز القصف الإسرائيلي حاليا على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ومنطقة البقاع شرقي البلاد، حيث القواعد الشعبية لحزب الله.
تبعد حيفا عن الحدود اللبنانية بنحو 27 كيلومتراً، وتتمتع بأهمية استراتيجية، فالميناء الذي تحتضنه ليس فقط أكبر الموانئ في إسرائيل، بل إنه ذو أهمية كبرى، نظراً لقربه من أوروبا.
كما أن الميناء يشمل العديد من المنشآت اللوجستية، وإلى جانب ذلك يعد مركزا صناعيا كبيرا، إذ يحوي مصانع خاصة بالبتروكيماويات.
ويمر عبر الميناء نحو 35% من حركة الاستيراد والتصدير في إسرائيل.
وإلى الآن، لم تصب صواريخ حزب الله الموانئ الإسرائيلية ومنها ميناء حيفا، لكن تلك الموانئ قد تصبح أهدافا، خصوصا بعدما تلقى موظفو الميناء رسائل تهديد.
ويضم الميناء مواقع تجارية وأخرى عسكرية تابعة للبحرية الإسرائيلية.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، أرسل حزب الله طائرة استطلاع نحو حيفا وصورت أجزاء من الميناء الاستراتيجي.
ويقول موقع "ريسك إنتيلجنس" المعني بتقييم المخاطر إن نشر الحزب لفيديوهات عن حيفا يدل على اهتمامه بها.
وكانت أولى هجمات حزب الله على حيفا حدثت في أيلول/ سبتمبر الماضي عندما قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية شمال حيفا.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الأمم المتحدة إسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الأمم المتحدة إسرائيل إسرائيل حيفا حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الأمم المتحدة إسرائيل جنوب لبنان ألمانيا قمة دول البريكس الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی إسرائیل حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الوطني يرتب السياسة الداخلية والخارجية بعد تعيين دفع الله، وصديق
المؤتمر الوطني يرتب السياسة الداخلية والخارجية بعد تعيين دفع الله، وصديق
صلاح شعيب
بينما لم يمر أكثر من يوم على تصريحه بأن قيادة الجيش لا علاقة لها بالحركة الإسلامية، أصدر البرهان قرارين بتعيين اثنين من منسوبي الحركة الإسلامية في الخدمة المدنية. أحدهما صار رئيساً لمجلس الوزراء المؤقت، والثاني كلف بان يكون وزيرا للخارجية.
وتزامن هذان القراران بتسريبات لم تنفها بورتسودان حتى الآن فحواها ان البرهان عقد اجتماعاً مع قادة الحركة الإسلامية في مقر ما. وخلص الاجتماع إلى عدد من القرارات المتعلقة بالحرب، وكذا شؤون أخرى تهم المتحالفين هناك.
والحقيقة أننا لا نحتاج إلى هذه التسريبات فقط لنتبين علاقة التنسيق بين قيادة الجيش والإسلاميين، خصوصاً بعد الفترة التي تلت انقلاب البرهان – حميدتي في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
فالبرهان اعتمد على حاضنته الكيزانية الجديدة في كل مرفق حكومي منذ ذلك التاريخ. فقد أعاد كل الذين فصلتهم لجنة إزالة التمكين في مرافق الدولة، ونقض كل قراراتها، وأعاد المنصب، والمال، والنفوذ، للذين تورطوا في سرقة المال العام، وغيرها من أشكال الفساد التي برع فيها الكيزان.
ولا يحتاج أي مراقب للأوضاع في السودان بعد سطوة البرهان على مقاليد الحكم أن يكتشف أنه – ومن خلفه الكيزان – استداروا بمكر على ما ترتب على ثورة ديسمبر من إجراءات إصلاحية.
والمتابع لمواقف غالب الإسلاميين بعد الانقلاب والحرب يلحظ الدفاع الحميم عن قرارات البرهان ضد الثورة، وكذلك التعاون الوثيق بينهم والجيش، وتوحد مواقفهم السياسية، والإعلامية، والحربية، مع موقف البرهان.
لا ننسى لدفع الله الحاج الذي تقلد منصب رئيس الوزراء دوره البالغ للدفاع عن الدعم السريع في المنظمة الدولية حينما كان ممثلاً للسودان رغم الانتهاكات الموثقة. أما عمر الصديق الذي أصبح وزيراً للخارجيّة فقد خدم الدبلوماسية مدافعاً عن نظام البشير لمدى تجاوز ثلاثة عقود. وكما نعلم أن استمرارهما في أداء الدور الدبلوماسي طوال زمن الإنقاذ كفيل بولائهما للمؤتمر الوطني.
إذن فكذب البرهان بأنه لا علاقة لمشيئته العسكرية والسياسية بالحركة الإسلامية محاولة اعتباطية لإخفاء المعلوم بالضرورة. فلا حاضنة للبرهان في هذه الحرب ترسم له المسار، وتدافع عنه الآن، خلاف كوادر المؤتمر الوطني.
البرهان فاقد للأهلية العسكرية، والسياسية، ولذلك يعتمد المكر، والخداع، والبهتان، وسائلَ للحفاظ على السلطة لا غير. وبهذا النهج قاد البلاد إلى هذا الوضع الذي لا يحسد عليه، ومع ذلك ما يزال كثيرون يصدقون أن جيشه سيقود البلد إلى بر الأمان خلال إدارته للحرب. ولو عذرنا دعم الإسلاميين له الآن، فلا عذر لمثقفين لم يكشفوا خداعه، ومكر الحركة الإسلامية على حد سواء.
بالتعيين الجديد لدفع الله، وصديق، يكون المؤتمر الوطني قد حقق اختراقاً كبيراً في عودته الظاهرة لاستعادة سلطة بورتسودان. ووفقاً لهذا الإجراء سترتب الأوضاع الداخلية والخارجية وفقاً لإملاءات قادة الحزب المنحل على المسؤولين الجدد.