العدالة شرط الولاء والانتماء للوطن
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
الوطنية هى الشعور بالانتماء والولاء والإخلاص والعمل الدؤوب والتضحية، هى العدالة والشعور بالإنسانية والعزة والكرامة والشرف، فالوطنية بوجه عام هى حب الوطن والإخلاص له والعمل من أجل مصالحه، والسعى لتحقيق تقدمه واستقراره، وشعور الفرد بالانتماء والولاء لوطنه، والحرص على خدمته والدفاع عنه، وإلزام الجميع بالمشاركة الإيجابية فى المجتمع، واحترام القوانين، والحفاظ على موارد البلد وتراثه.
أما الوطنية المصرية هى الدفاع عن التاريخ والهوية والثقافة التى تحمل الوطنية المصرية والخصوصية التى تجمع بين حب الوطن والاعتزاز بإرثه الحضارى العريق الذى يمتد لآلاف السنين والتى شكّلت الوعى القومى لدى المصريين.
فالوطنية المصرية ترتبط بشكل وثيق بالفخر بالتاريخ والإنجازات التى حققتها على مر العصور.
تميز مصر بتنوعها الثقافى فإن الوطنية المصرية تشمل الحرص على الوحدة بين جميع مكونات المجتمع المصرى، ويظهر هذا جليا فى تكوين وبناء المصريين ومدى استعدادهم فى الدفاع عن أرضهم وسيادة دولتهم، وهو ما ظهر خلال مختلف مراحل التاريخ، بدءًا من كفاحهم ضد الاستعمار إلى تضحياتهم فى الحروب للحفاظ على سلامة الأراضى المصرية.
كما تتجسد أيضًا الوطنية المصرية فى الاعتزاز بثقافتهم، سواء كان ذلك من خلال الفنون، والأدب، أو من خلال العادات والتقاليد التى تُعبّر عن الهوية المصرية المميزة.
الوطنية المصرية هى التمسك بالاستقلال والسيادة المصرية والتى تعكس رغبة المصريين فى الحفاظ على استقلالية قرارهم الوطني، سواء كان ذلك فى السياسة أو الاقتصاد، والحرص الدائم على أن تكون مصر قادرة على تقرير مصيرها بنفسها دون تدخل خارجى.
الوطنية المصرية هى الشعور بمسؤولية نحو دعم الوطن عبر المشاركة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال العمل والإنتاج أو من خلال المبادرات المجتمعية التى تدعم الفئات الأكثر احتياجًا.
الوطنية المصرية هى تعبير عن حب غير مشروط لمصر، يعكس عمق ارتباط المصريين بأرضهم، وثقافتهم، وهويتهم الوطنية. إنها شعور يتخطى اختلافات الأفراد وتوجهاتهم، ويتجسد فى حرص الجميع على حماية الوطن ودعمه فى مختلف الظروف.
وأسمى صور الوطنية تظهر فى أوقات الأزمات والتى تعنى أن يظهر الفرد أعلى درجات الالتزام والولاء لوطنه من خلال التضحية والعمل الجماعى لدعمه فى مواجهة التحديات. تشمل التصرف بروح المسؤولية والتضامن مع الآخرين، والمساهمة فى دعم استقرار البلد وأمنه. هذا قد يتجلى فى مساعدة المتضررين، الالتزام بالتوجيهات الرسمية للحفاظ على السلامة العامة، أو العمل على تعزيز الوحدة بين أفراد المجتمع.
فى مثل هذه الظروف، تُصبح الوطنية محركًا للتعاون ومصدرًا للقوة، حيث يُفضّل المواطنون مصلحة وطنهم على مصالحهم الشخصية، ويبذلون الجهد لحماية مكتسباته والحفاظ على استقراره.
من هذا المنطلق فعلى الحكومات أن تلعب دورًا محوريًا فى تدعيم روح الوطنية وتعزيزها بين المواطنين من خلال سياسات وتوجهات تستهدف خلق الشعور بالانتماء والولاء للوطن، يمكن للأنظمة أن تسهم فى ترسيخ روح الوطنية بتعزيز العدالة والمساواة، فعندما يشعر المواطنون أن الأنظمة تحترم حقوقهم وتطبق العدالة بشكل عادل على الجميع، ينمو لديهم شعور بالفخر والانتماء إلى وطنهم، فالعدل والمساواة تبنى الثقة فى النظام وتعمق الشعور بالولاء.
حرص الأنظمة على محاربة الفساد وتعزيز الشفافية يولد شعورًا بأن جهود الأفراد تصب فى صالح الجميع، وليس لفئة محددة. هذا يرفع من مستوى الثقة فى الدولة ويقوى روح الوطنية.
دور الأنظمة فى تدعيم الوطنية لا يتوقف عند تقديم الخدمات، بل يمتد ليشمل بناء علاقة تفاعلية وصادقة مع المواطن، ما يجعل كل فرد يشعر أنه جزء من نسيج الوطن.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رادار الوطنية والعزة والكرامة من خلال
إقرأ أيضاً:
ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية
«التاريخ والجغرافيا» الزمكان، اجتمعا فى مصر على الغواية، منذ مصر القديمة وإلى الآن.. مصر بلاد الغواية، أرضها الساحرة السهلة البسيطة، المربعة الحديقة، الشخصية المصرية معجون غواية، صمتها غواية، فنها غواية، صعودها غواية، سقوطها غواية، الضعف فى الشخصية المصرية غواية، وقوتها غواية.. شخصية تبدو غير ما تخفى، تبدو للغريب محتاجة، وتبدو للعدو فريسة، لا أبواب ولا متاريس ولا تعاريج، مثل أرضها منبسطة، مثل بيوت فلاحيها وفقرائها أبوابها مفتوحة، يطمع المحتل بسبب الغواية فى الشخصية المصرية.. الهكسوس بدايتهم أغراب سكنوا بالقرب من الشرقية.. تركتهم الشخصية المصرية بتعاطف فطرى مع الأغراب، الغواية جعلت تملك الهكسوس وكثر عددهم حتى حكموا مصر أجيالاً.. منهم فرعون الذى طغى فى البلاد.. الغواية ملكتهم زمام الشخصية المصرية، والغواية نفسها التى سكروا بسببها وتكبروا حتى طردوا.
ومثل الهكسوس كل محتل طمع بفعل الغواية وظن حتى فسق.. المحتل يتبدل والسبب واحد بفعل الغواية التى تجدد ظنونهم وتعبث بأفكارهم، حدث بالإنجليز كما حدث بالفرنساوى كما حدث بالصهيونى أو كما يحدث.. الغواية تفعل السحر بالغريب، وتفعل السحر بالقريب، المرأة المصرية تغوى جديدها بلطف قولها ولين فعلها وبالكثير من عناصر الغواية، دون الانتباه لما تقصده دون فهم طبيعتها، دون علم بقلبها، المرأة مثل الأرض مثل سمائها أمام عينيها، وأرضها حضن بين ذراعيها، المرأة المصرية بسط قولها ولحظ عينها وسهولة رجائها يغوى، يجعل رجلها وابنها وأباها وخالها وعمها وأخاها وجد جدها يطمئن، لكنه بالغواية نفسها يهملها ويتركها تتحمل وتحمل الهم، يتركها تربى وتدبر وتسند جدران البيت.
الكل يقع فى الغواية، كذلك الرجل فى الشخصية المصرية يغوى ويجامل ويتقبل الأدنى ويعبر ويترك بيته بالسنين، يغوى الأيام فتزيده غربة، ويغوى الفقر فيزيده حاجة، ويغوى القهر فيزيده الألم، الغواية فطرية فى سلوك الشخصية المصرية، تجعل القوى يبطش، والمالك يبخل، والغنى يفسد به، والمدير يستخف ليطيعه، الغواية فى الشخصية المصرية تسمح للأم بأن تربى ابنها ثم تقذف به إلى البحر، تسمح للابن بالمسافات التى لا تختصر إلا بالمسافات، الغواية تجعل الأغيار يظنون بنا أننا حشائش سهلة القص، يظن الغير المتربص أننا طرح نهر من حقه أن يتملكه، لكنها الغواية التى هى نفسها تخفى الوجه الآخر منها.
سهولة الشخصية المصرية سهولة خادعة، الغواية تجلب الطامع فيها، حتى تسقطه الغواية وتمحوه، أين الهكسوس؟ أين الجبابرة؟ أين المستبد؟ أين الظالم؟ أين وأين وأين وأين؟! ينقلب بالغواية السحر على الساحر، وتبقى الشخصية المصرية تبتلع البلاء وتشربه، لكنها أبداً أبداً لن تسقط، فالغواية تسبب للمصرى الأمراض وتجلب الطفيليات، لكنها تملك سرها، سر الغواية فى قلب المصرى، يظهر اللين حتى تجور فيظهر الحاد ويدفن، فهى أرض البناء وهى أرض المقابر، ترسم بغواية وعلى جدرانها الأساطير وهى تخفى حقائق الحكايات، ولأنها نموذج العالم ولأنها تتوسط كل متطرف ولأنها تحتوى، يظن اللصوص أنها من حقهم.. الغواية شخصية لا تذهب لأحد، لا تهاجم أحداً، لكنها فى مكمنها، من يتجاسر عليها تتركه حتى يظن بقدرته أنه قدر، لكنه دون أن يدرى أن للغواية سحراً يسقط فى قبرها ودفن.. حمى الله مصر وحمى أهلها، فهى الوطن وهى السكن.