مزيد من التضخم فى الطريق. فماذا نحن فاعلون؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
لا أدرى إلى متى يستمر التضخم مرتفعا فى مصر دون وضع أى تصورات جديدة من جانب الحكومة للتعامل مع قضية الاصلاح الاقتصادي، دون التورط فى تحميل القطاع الأكبر من المواطنين أعباء معيشية جديدة ؟
فللمرة الثالثة على التوالى خلال العام الحالي، تقوم الحكومة بتحريك أسعار الوقود، بنسبة تراوحت بين 7.7 فى المئة و17 فى المئة، تحت ذريعة تقليل الفجوة بين الأسعار وتكاليف الانتاج والاستيراد.
والمعروف أن مصر تواجه منذ عام 2022 معدلات تضخم مرتفعة للغاية، نتيجة الآثار المباشرة للأزمة العالمية، فضلا عن آثار تفعيل برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهو ما يضغط اجتماعيا على فئات عديدة من الأسر المصرية، ويؤثر على مستوى معيشتها.
لقد تفاءلنا قليلا مع انخفاض معدل التضخم قليلا إلى 26.4 فى سبتمبر الماضى، فرغم كون هذا المعدل مرتفعا للغاية على المستوى العالمي، لكنه أقل من المستوى الأقصى الذى وصل إليه التضخم فى مصر فى أكتوبر 2023 وهو 35.8 فى المئة.
وكما يتوقع كثير من الاقتصاديين، فإن الزيادات الجديدة لأسعار الكهرباء والوقود وكثير من الخدمات ستسهم فى زيادة المعدل المرتفع أكثر وأكثر، وهو ما يضع الحكومة أمام مسئولياتها الاجتماعية المفترضة.
لقد بات الغلاء هما أساسيا لدى معظم الأسر المتوسطة فى مصر، حيث باتت تعانى اجتماعيا فى ظل تراجع عام للدخول، وثبات الرواتب، وتباطؤ الأعمال، وهو ما يحفزنا جميعا لضرورة البحث عن تصورات وأفكار جديدة، غير تقليدية للإفلات من الآثار المعتادة للتضخم.
وفى رأيي، فإنه من الضرورى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا الشأن، فليس أسهل من زيادة أسعار السلع المدعمة لتغطية اى فجوة محتملة، لكن كما قلت فإن التعامل مع هذا الملف يجب أن يكون مدروسا جيدا.
فنصيحتى المخلصة للحكومة: لا تغيروا فى سياسات الدعم الحالية الا بعد دراسات مستفيضة، ولا تتخذوا إجراءات فى هذه القضية إلا بعد وضع كل سيناريوهات البدائل المختلفة، والتعامل مع أية مشكلات بحلول ناجزة عند التنفيذ، «لو مش جاهزين أرجوكم بلاش!».
فى الوقت ذاته، فإنه يجب التنبيه على ضرورة الاستعداد والتجهز لآثار موجة تضخمية جديدة تعصف بالأسر المتوسطة، من خلال توسيع برامج الرعاية الاجتماعية، وزيادة المعروض من السلع الأساسية فى الأسواق، واعلان جداول مستقبلية واضحة لأسعار السلع والخدمات، وتوفير خطوط ائتمان ميسرة للقطاعات الانتاجية بهدف تحفيزها لزيادة الانتاج.
إلى جانب ذلك، فإنه يجب العمل على تحسين بيئة الأعمال وتيسير إجراءات إنشاء الشركات الجديدة، والتوسع فى برامج الترويج للاستثمارات العالمية بهدف توفير فرص عمل مناسبة وكبيرة تمتص جانبا من الأعباء المتزايدة على الأسر المختلفة.
وفى النهاية، وبعبارة موجزة، فإن التدفقات الأجنبية المستدامة لن تأتى الا من مصدرين أساسيين: أولهما التصدير، وثانيهما السياحة، فهل تخطو الحكومة خطوات عظيمة فى هذين الملفين؟
ولا شك أننا فى حاجة لخطاب سياسى كاشف وشفاف يستهدف توضيح الرؤية للمواطنين، وتقديم الامتنان والتقدير المفترضين للشعب المصرى العظيم الذى ضرب أروع الأمثلة فى التماسك والصلابة فى مواجهة أعتى التحديات فى ظل ظروف صعبة، استوعب خلالها الأزمات الكبرى، والآثار العالمية للإضطرابات الطارئة.
فالتحية واجبة لكل مواطن شريف يكافح من أجل سد احتياجات أسرته فى هذه الأيام.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر ة للتعامل مع قضية
إقرأ أيضاً:
نايجل فاراج: على البريطانيين إنجاب مزيد من الأطفال
حث زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج مواطنيه على إنجاب مزيد من الأطفال من أجل استعادة الثقافة اليهودية المسيحية التقليدية للبلاد.
وقال فاراج إن هناك ضرورة من أجل "التحول 180 درجة" في المفاهيم لإشاعة التفاؤل لدى الناس للبدء في تكوين أسرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: ترامب مرآة تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجيةlist 2 of 2هآرتس: إسرائيل دولة عنصرية تفقد مبررات وجودهاend of listوذكرت صحيفة تايمز اللندنية أن فاراج انتقد، في مؤتمر نظمه التيار اليميني، وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، قائلا إن موقفها "المتراجع" الذي تتبناه "يجعلك ترغب في استخدام المناديل لمسح الدموع".
ثم صبّ جام غضبه على زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، قائلا إن المحافظين تخلوا عن الناخبين اليمينيين.
وخلال الحوار -الذي أجراه معه المعلق وعالم النفس الكندي المثير للجدل جوردان بيترسون- جادل فاراج بأن هناك تدهورا في الهوية البريطانية.
واجه ضغطاوضغط عليه بيترسون بشأن أهمية "الزواج طويل الأمد والمستقر، إذ يكون الزوجان اثنين من جنسين مختلفين، ويتمحور الزواج حول إنجاب أطفال".
وعلى وقع تصفيق الجمهور، أشار بيترسون إلى أن الشواذ والمطلقين والأمهات العازبات "شذوذ عن القاعدة".
ورد فاراج مازحا: "ربما لا أكون بالضرورة أفضل المدافعين عن الزواج الأحادي من جنسين مختلفين، أو الزواج المستقر، فقد طلقت مرتين".
إعلانومع ذلك، ذهب إلى القول "إننا في الغرب، نسينا نوعا ما أن ما يدعم كل شيء هو ثقافتنا اليهودية المسيحية".
إعادة اكتشاف الروح البريطانيةوقال زعيم حزب الإصلاح أيضا -حسب تقرير تايمز- إن على بريطانيا أن تعود إلى الواجهة من جديد وأن تعيد اكتشاف روح المبادرة التي كانت سائدة في سنوات حكم رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر.
وانتقد ما سماها "هستيريا" نشطاء البيئة والمناخ بشأن الاحتباس الحراري، معتبرا أنها "أعمت" الناس عن الكوارث البيئية الأخرى مثل التعدي على المحيطات.
ووفق التقرير، فإن فاراج يحظى بأعلى نسبة تأييد بين الناخبين من أي زعيم حزب رئيسي آخر، إذ حصل على 30%، متقدما على إدوارد ديفي المتحدث باسم حزب الديمقراطيين الأحرار بــ27 نقطة، وعلى رئيس الوزراء كير ستارمر بــ26 نقطة، وعلى بادينوك بــ17 نقطة.