هناك خلط كبير بين فكرة المقاومة فى حد ذاتها، وبين الآثار والنتائج المترتبة عليها، وكذلك المردود السياسى لها.. وهناك أيضًا هوة شاسعة بين المواقف الرسمية للدول والحكومات وبين الرأى العام الشعبى وتوجهات الناس، وهذا التباين الذى وصل إلى حد التطرف فى بعض الآراء والمواقف سواء على المستوى الشعبى أو حتى الرسمى هو نتيجة طبيعية للصراع الطائفى الذى يضرب المنطقة، وبات يؤثر على القضايا الرئيسية والحيوية ويهدد مستقبل كل دول المنطقة.
تسارع وتيرة الأحداث منذ السابع من اكتوبر العام الماضى، وما تلاها من أحداث وعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقى ومواقف وتوجهات الدول سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، كشفت عن توجهات وتغيرات فى المواقف والرؤى، ويبدو أن عمليات الاغتيالات التى قام بها الكيان الصهيونى فى حق عدد من قيادات المقاومة، قد حددت بشكل قاطع ما هو أعمق وأخطر وهى حالة التباين الشديد بين المواقف الرسمية للحكومات وبين شعوبها هذا من جانب.. ومن جانب آخر حالة التباين الواضح الشعبى واختلافها على أساس طائفى وعرقى، فى ترسيخ لحالة من الشتات العربى المخيف، نتيجة الصراعات الطائفية المقيتة التى باتت تشكل قضية العرب والمسلمين الأساسية، ولكن على مستقبل عدد من الدول العربية التى تعج بالصراعات والفوضى، ومهددة بالتقسيم والتحلل إلى دويلات صغيرة وفرق متناحرة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان، نتيجة صعود النزاعات الطائفية والعرقية فى مواجهة الدولة الوطنية التى تقوم وتحيا على المؤسسات واحترام الدستور والقانون، وترسيخ قيم المواطنة فى مواجهة كل مخططات التقسيم التى باتت للأسف جزءاً لا يتجزأ من ثقافة بعض الشعوب العربية التى تساهم فى تمرير هذه المخططات بدون وعى أو من خلال العمالة!
غياب الوعى العربى وانغماسه فى مشاكله الطائفية أثر بشكل واضح على قضاياه وأهدافه الاستراتيجية، وليس أدل على ذلك من حالة التباين الحاد والتناقض الشديد فى مواقف بعض الدول العربية بين الأمس واليوم تجاه نفس الأزمة ونفس القضية، وأقصد عندما خاضت مصر حرب 73 دفاعًا عن قضيتها والقضية الفلسطينية والعربية، والنتيجة الطبيعية لوقف أى حرب هى المفاوضات ثم الاتفاقيات، وهو ما حدث مع مصر، إلا أن المواقف العربية كانت متشددة إلى حد تجميد وقطع العلاقات مع مصر وحصارها اقتصاديًا.. ومع أن التجربة قد أكدت نجاح مصر فى تحقيق كل أهدافها السياسية والاستيراتيجية، وكان يمكن تحقيق كل أهداف العرب لولا مقاطعتهم.. إلا أن مصر لم تقدم أية تنازلات أو حتى إقامة تطبيع كانت تأمله إسرائيل، واستمرت مصر فى دعم القضية الفلسطينية على كل المستويات، وفى المقابل كشفت الأحداث على مدار العام الأخير عن التغيرات العميقة والخطيرة التى أدت إلى إقامة علاقات شاملة مع الكيان الصهيونى وصلت إلى حد التطبيع وكان لها تأثير واضح على القضية الفلسطينية، ثم كان الأخطر من آراء وتوجهات بعض المثقفين فى هذه الدول من إدانة المقاومة المشروعة تحت مزاعم واهية، والتشفى فى اغتيال قادة المقاومة تحت التأثير الطائفى الأعمى.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ فكرة المقاومة
إقرأ أيضاً:
انتشار أمني قبل محاكمة المطرب سعد الصغير في قضية تعاطي المخدرات
شهدت محكمة جنايات شمال القاهرة بالعباسية، اليوم الاثنين، تشديدات أمنية مكثفة قبل بدء النظر في جلسة محاكمة المطرب الشعبى سعد الصغير، بتهمة حيازة الحشيش والترامادول المخدر بقصد التعاطي.
كانت قد باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في اتهام المطرب الشعبى سعد الصغير، بتهمة حيازة الحشيش والترامادول المخدر بقصد التعاطى، بسؤال ثلاثة من العاملين بمطار القاهرة الدوليّ، حيث شهدوا بأن جهاز الأشعة قد أظهر - أثناء فحص حقائب المتهم - وجود سجائر الكترونية تحوي سائلًا مخدرًا بداخلها، وعلى أثر ذلك ضُبط المتهم.
وأثبت تقرير المعمل الكيماوي أن السجائر المضبوطة تحوي سائلًا لجوهر الحشيش المخدر، كما ثبت بتقرير الفحص احتواء العينة المأخوذة من المتهم على جوهَرَي الحشيش والترامادول المخدرين. هذا وقد شهد مُجري التحريات بصحة واقعة ضبط المتهم وإحرازه للمواد المخدرة بقصد التعاطي.