بوابة الوفد:
2025-02-09@00:15:29 GMT

تلك قضية.. وتلك كاريوكي!

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

الأغانى الوطنية هى أعز ما نملك فى منطقتنا البائسة.. هى منتجنا الوحيد، لا نملك العلم والمعرفة ولا التكنولوجيا.. نتلقى العلوم والمنتجات أو جعلونا كذلك.. تاريخنا كله مجموعة من الأغانى الوطنية هى كل انجازاتنا للبشرية مع أن لا أحد يسمعها ولا يحفظها ويرددها غيرنا!

خدعونا عشرات السنوات بالمبادئ وحقوق الانسان والتحضر وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا.

. ولكنها كانت مجرد بضاعة وسلعة قاموا بتسويقها لنا وللأسف نحن استسلمنا للخداع واشترينا الوهم الذى باعوه لنا بسعر غالٍ ودفعنا ثمنه باحتلال أوطاننا وعقولنا ووجداننا!

ومع ذلك.. تظل الأغنية هى سلاحنا الإنسانى الذى لا نملك غيره لمواجهة حروب الإبادة فى فلسطين وغيرها.. والتصدى حتى ولو بالكلمات لهؤلاء «المتحضرين» الذين أبدعوا وتفننوا فى القتل والتدمير، هؤلاء الذين قتلوا شعوبهم قبل أن يقتلوا الشعوب الأخرى سيظلون من المخادعين والافاقين والجبناء مهما ادعوا المدنية والحضارة والتقدم.. وسيدفنهم التاريخ تحت اقدامه كما دفن غيرهم.. وستبقى الأغنية!

وفى أغنية « تلك قضية» التى قدمتها فرقة كاريوكى منذ أكثر من سنة، من غناء وألحان أمير عيد، وكلمات الشاعر المبدع مصطفى إبراهيم.. تجعل من يسمعها يتحسس ضميره ويتساءل بينه وبين نفسه هل ما زال بداخله ضمير!

هى أغنية كاشفة وفاضحة لمن يدعون العدل والحرية وحقوق الانسان وهم مجموعة من القتلة يتسترون على القتلة، ويرتدون تحت ملابسهم الفاخرة وبذلاتهم التى بآلاف الدولارات هلاهيل قذرة ملطخة بدماء الأطفال والنساء وكل من يطالب بحريته وبوطنه وأرضه المغتصبة!

الأغنية مؤلمة مع أنها تشفى الغليل وتضمد الجراح وتطبطب على المكلومين وتأخذ حق المظلومين والضعفاء.. ولكنها تفضح حقيقة العالم الذى يدعى الإنسانية وهو لم يصل إلى درجة احاسيس ومشاعر ووفاء الحيوانات.. والحقيقة أن الشاعر مصطفى إبراهيم كان بسيطا فى كلماته وعميقا فى معانيه، مزج بين الفصحى والعامية بميزان حساس بحيث يكاد المستمع لا يعرف التفريق بين العامية والفصحى، ولم يحاول استعمال أدوات البلاغة من جناس وتورية وكناية، فالموقف لا يحتمل ولا بد من كلمات ومعانٍ واضحة وضوح الجريمة والرصاص والبارود والحقيقة الغائبة فى زيف وتزوير العالم الذى يقوله عن نفسه إنه متحضر!

أما المغنى أمير عيد.. فأعتقد أن اللحن جاء بهذه القوة والحيوية لأن القصيدة فسرت له شخصيًا حقائق الأشياء التى لم تكن بهذا الوضوح بداخله رغم احساسه بتباين المواقف وغياب العدالة التى تتعارض مع الشعارات الرنانة الكاذبة التى يروجون لها!

هذه بعض من كلمات أغنية « تلك قضية» شارحة نفسها ولا تحتاج لشرح.. رددوها.. واسمعوها وانشروها فى العالم:

يُنقذ فى سلاحف بحرية

ويقتل حيوانات بشرية

تلك قضية، وتلك قضية

كيف تكون ملاكًا أبيض ويبقى ضميرك نص ضمير

تنصف حركات الحرية، وتنسف حركات التحرير

وتوزع عطفك وحنانك ع المقتول حسب الجنسية

وتلك قضية، وتلك قضية

كيف أُصدق هذا العالم، لما بيحكى عن الإنسان

شايف أم بتبكى ضناها، علشان مات فى الغارة جعان

ويساوى المقتول بالقاتل، بشرف ونزاهة وحيادية

وتلك قضية، وتلك قضية!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية الأغاني الوطنية ا التكنولوجيا وتلک قضیة

إقرأ أيضاً:

باحث في العلاقات الدولية: خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين فشلت ورفضتها كل دول العالم

قال عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، إن تصريحات ترامب بأنه ليس في عجلة من تطبيق خطته في غزة الرامية إلى خروج الفلسطينيين خارج القطاع وتولى أمريكا السيطرة عليه جاء بسبب رد الفعل العالمى الخاص برفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، خاصة دول الاتحاد الأوربي التى صدمت ترامب برفضها تلك الخطة وأبرزها فرنسا وبريطانيا، حيث أكدت بريطانيا على حق الفلسطينيين في العيش في غزة وأن يكون لهم دولة داخل حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وكذلك ألمانيا التي رفضت الخطة.

وأضاف حسين في تصريح خاص لـ"الوفد"، أنه من الواضح أن الاتحاد الأوربي استغل تصريحات ترامب لكى يضغط على الإدارة الأمريكية التى تنوى زيادة رسوم الجمارك على بضائع الاتحاد الأوربي وتقليل الإنفاق على حلف الناتو .

وأشار إلى أن هذه الخطة من قبل ترامب لم يؤيدها سوى نتنياهو وتم رفضها من كل الدول العربية، وكذلك الصين وروسيا والبرازيل والاتحاد الأوربي، لافتا إلى أن هذه الخطة فشلت قبل أن تبدأ وتراجع ترامب ليس بالمراجعة عن الفكرة وإنما يرجع أيضا نتيجة اعتراض بعض أعضاء الكونجرس، وكذلك وسائل الإعلام الأمريكية التى اعتبرت خطة ترامب بأنها غير واقعية ولا يمكن تطبيقها على الأرض.

مقالات مشابهة

  • علي الطيب ناقد فني وضابط في رمضان 2025: أتعرض لصراع داخلي في «حسبة عمرى».. وأحقق في قضية كبيرة بـ«الشرنقة»
  • 50 مليار دولار تُسرق من أجور العاملين في أمريكا سنويا (الحلقة الثالثة)
  • «المثالية».. مصدر التفكير الدينى
  • قلم رصاص
  • باحث في العلاقات الدولية: خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين فشلت ورفضتها كل دول العالم
  • «لا»
  • 17 فيلمًا يتنافسون على جوائز «النجوم الجديدة» بمهرجان الإسماعيلية السينمائي
  • ونحن فى انتظار شهر الرحمات.. انتى فين يا حكومه؟!
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تتمسك بمحددات تسوية القضية الفلسطينية.. ولم أشك لحظة في ردها الحاسم
  • «فتاة وبحيرتان».. رواية تُبحر فى أعماق النفس والقدر