الأغانى الوطنية هى أعز ما نملك فى منطقتنا البائسة.. هى منتجنا الوحيد، لا نملك العلم والمعرفة ولا التكنولوجيا.. نتلقى العلوم والمنتجات أو جعلونا كذلك.. تاريخنا كله مجموعة من الأغانى الوطنية هى كل انجازاتنا للبشرية مع أن لا أحد يسمعها ولا يحفظها ويرددها غيرنا!
خدعونا عشرات السنوات بالمبادئ وحقوق الانسان والتحضر وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا.
ومع ذلك.. تظل الأغنية هى سلاحنا الإنسانى الذى لا نملك غيره لمواجهة حروب الإبادة فى فلسطين وغيرها.. والتصدى حتى ولو بالكلمات لهؤلاء «المتحضرين» الذين أبدعوا وتفننوا فى القتل والتدمير، هؤلاء الذين قتلوا شعوبهم قبل أن يقتلوا الشعوب الأخرى سيظلون من المخادعين والافاقين والجبناء مهما ادعوا المدنية والحضارة والتقدم.. وسيدفنهم التاريخ تحت اقدامه كما دفن غيرهم.. وستبقى الأغنية!
وفى أغنية « تلك قضية» التى قدمتها فرقة كاريوكى منذ أكثر من سنة، من غناء وألحان أمير عيد، وكلمات الشاعر المبدع مصطفى إبراهيم.. تجعل من يسمعها يتحسس ضميره ويتساءل بينه وبين نفسه هل ما زال بداخله ضمير!
هى أغنية كاشفة وفاضحة لمن يدعون العدل والحرية وحقوق الانسان وهم مجموعة من القتلة يتسترون على القتلة، ويرتدون تحت ملابسهم الفاخرة وبذلاتهم التى بآلاف الدولارات هلاهيل قذرة ملطخة بدماء الأطفال والنساء وكل من يطالب بحريته وبوطنه وأرضه المغتصبة!
الأغنية مؤلمة مع أنها تشفى الغليل وتضمد الجراح وتطبطب على المكلومين وتأخذ حق المظلومين والضعفاء.. ولكنها تفضح حقيقة العالم الذى يدعى الإنسانية وهو لم يصل إلى درجة احاسيس ومشاعر ووفاء الحيوانات.. والحقيقة أن الشاعر مصطفى إبراهيم كان بسيطا فى كلماته وعميقا فى معانيه، مزج بين الفصحى والعامية بميزان حساس بحيث يكاد المستمع لا يعرف التفريق بين العامية والفصحى، ولم يحاول استعمال أدوات البلاغة من جناس وتورية وكناية، فالموقف لا يحتمل ولا بد من كلمات ومعانٍ واضحة وضوح الجريمة والرصاص والبارود والحقيقة الغائبة فى زيف وتزوير العالم الذى يقوله عن نفسه إنه متحضر!
أما المغنى أمير عيد.. فأعتقد أن اللحن جاء بهذه القوة والحيوية لأن القصيدة فسرت له شخصيًا حقائق الأشياء التى لم تكن بهذا الوضوح بداخله رغم احساسه بتباين المواقف وغياب العدالة التى تتعارض مع الشعارات الرنانة الكاذبة التى يروجون لها!
هذه بعض من كلمات أغنية « تلك قضية» شارحة نفسها ولا تحتاج لشرح.. رددوها.. واسمعوها وانشروها فى العالم:
يُنقذ فى سلاحف بحرية
ويقتل حيوانات بشرية
تلك قضية، وتلك قضية
كيف تكون ملاكًا أبيض ويبقى ضميرك نص ضمير
تنصف حركات الحرية، وتنسف حركات التحرير
وتوزع عطفك وحنانك ع المقتول حسب الجنسية
وتلك قضية، وتلك قضية
كيف أُصدق هذا العالم، لما بيحكى عن الإنسان
شايف أم بتبكى ضناها، علشان مات فى الغارة جعان
ويساوى المقتول بالقاتل، بشرف ونزاهة وحيادية
وتلك قضية، وتلك قضية!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية الأغاني الوطنية ا التكنولوجيا وتلک قضیة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان والأزهر يبحثان سبل مكافحة تفشي الطلاق وحلوله
إلتقى اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، بالدكتور محمد الجندى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لبحث سبل تكثيف العمل الدعوى، وإستعراض الدور التوعوى الذى يقوم به وعاظ وواعظات الأزهر الشريف بمختلف مدن ومراكز المحافظة لتوعية المواطنين بالقضايا المجتمعية الهادفة المختلفة.
وخلال اللقاء الذى حضره الدكتور كامل جاهين عميد كلية الدراسات الإسلامية، والدكتور سيد حسن رئيس منطقة أسوان الأزهرية، والوفد المرافق له.
أشاد الدكتور إسماعيل كمال بالجهود المتميزة التى يقوم بها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لأداء رسالته السامية، والمتمثلة فى نشر الوسطية والفكر الصحيح المعتدل الذى يرتكز على سمو الأخلاق وذلك فى إطار المنهج القرآنى، تواكباً مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعواته المستمرة لتجديد الخطاب الدينى لخلق أجيال قادرة على تحمل المسئولية والنهوض بوطنهم، ولتظل بذلك أرض الكنانة وأزهرها الشريف دائماً قلعة الإسلام على مستوى العالم.
مؤكداً على التعاون المثمر بين محافظة أسوان والأزهر الشريف، والذى يتجسد فى تنظيم القوافل التوعوية المتنوعة، وإنشاء المعاهد الأزهرية فى القرى والنجوع ضمن المبادرة الرئاسية " حياة كريمة "، وهو الذى يتكامل مع البصمات والعلامات المضيئة التى حققها ويحققها مجمع البحوث الإسلامية لخدمة المجتمع.
فيما قدم الدكتور محمد الجندى شكره لمحافظ أسوان على حفاوة الإستقبال والترحيب، مؤكداً على أنه سيتم تنظيم ندوة عن " تفشى الطلاق " لعرض الحلول الإيجابية التى تساهم فى الحفاظ على الأسرة من التفكك.
وسيتم الآخذ بمقترح محافظ أسوان بأن يتم تناول ذلك على منابر خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بالتنسيق مع الأوقاف، تكاملاً مع المبادرات الاجتماعية والأخلاقية العديدة التى يطلقها الأزهر الشريف لتنمية القيم والإرتقاء بها والحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع.