بوابة الوفد:
2025-03-12@04:03:09 GMT

تلك قضية.. وتلك كاريوكي!

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

الأغانى الوطنية هى أعز ما نملك فى منطقتنا البائسة.. هى منتجنا الوحيد، لا نملك العلم والمعرفة ولا التكنولوجيا.. نتلقى العلوم والمنتجات أو جعلونا كذلك.. تاريخنا كله مجموعة من الأغانى الوطنية هى كل انجازاتنا للبشرية مع أن لا أحد يسمعها ولا يحفظها ويرددها غيرنا!

خدعونا عشرات السنوات بالمبادئ وحقوق الانسان والتحضر وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا.

. ولكنها كانت مجرد بضاعة وسلعة قاموا بتسويقها لنا وللأسف نحن استسلمنا للخداع واشترينا الوهم الذى باعوه لنا بسعر غالٍ ودفعنا ثمنه باحتلال أوطاننا وعقولنا ووجداننا!

ومع ذلك.. تظل الأغنية هى سلاحنا الإنسانى الذى لا نملك غيره لمواجهة حروب الإبادة فى فلسطين وغيرها.. والتصدى حتى ولو بالكلمات لهؤلاء «المتحضرين» الذين أبدعوا وتفننوا فى القتل والتدمير، هؤلاء الذين قتلوا شعوبهم قبل أن يقتلوا الشعوب الأخرى سيظلون من المخادعين والافاقين والجبناء مهما ادعوا المدنية والحضارة والتقدم.. وسيدفنهم التاريخ تحت اقدامه كما دفن غيرهم.. وستبقى الأغنية!

وفى أغنية « تلك قضية» التى قدمتها فرقة كاريوكى منذ أكثر من سنة، من غناء وألحان أمير عيد، وكلمات الشاعر المبدع مصطفى إبراهيم.. تجعل من يسمعها يتحسس ضميره ويتساءل بينه وبين نفسه هل ما زال بداخله ضمير!

هى أغنية كاشفة وفاضحة لمن يدعون العدل والحرية وحقوق الانسان وهم مجموعة من القتلة يتسترون على القتلة، ويرتدون تحت ملابسهم الفاخرة وبذلاتهم التى بآلاف الدولارات هلاهيل قذرة ملطخة بدماء الأطفال والنساء وكل من يطالب بحريته وبوطنه وأرضه المغتصبة!

الأغنية مؤلمة مع أنها تشفى الغليل وتضمد الجراح وتطبطب على المكلومين وتأخذ حق المظلومين والضعفاء.. ولكنها تفضح حقيقة العالم الذى يدعى الإنسانية وهو لم يصل إلى درجة احاسيس ومشاعر ووفاء الحيوانات.. والحقيقة أن الشاعر مصطفى إبراهيم كان بسيطا فى كلماته وعميقا فى معانيه، مزج بين الفصحى والعامية بميزان حساس بحيث يكاد المستمع لا يعرف التفريق بين العامية والفصحى، ولم يحاول استعمال أدوات البلاغة من جناس وتورية وكناية، فالموقف لا يحتمل ولا بد من كلمات ومعانٍ واضحة وضوح الجريمة والرصاص والبارود والحقيقة الغائبة فى زيف وتزوير العالم الذى يقوله عن نفسه إنه متحضر!

أما المغنى أمير عيد.. فأعتقد أن اللحن جاء بهذه القوة والحيوية لأن القصيدة فسرت له شخصيًا حقائق الأشياء التى لم تكن بهذا الوضوح بداخله رغم احساسه بتباين المواقف وغياب العدالة التى تتعارض مع الشعارات الرنانة الكاذبة التى يروجون لها!

هذه بعض من كلمات أغنية « تلك قضية» شارحة نفسها ولا تحتاج لشرح.. رددوها.. واسمعوها وانشروها فى العالم:

يُنقذ فى سلاحف بحرية

ويقتل حيوانات بشرية

تلك قضية، وتلك قضية

كيف تكون ملاكًا أبيض ويبقى ضميرك نص ضمير

تنصف حركات الحرية، وتنسف حركات التحرير

وتوزع عطفك وحنانك ع المقتول حسب الجنسية

وتلك قضية، وتلك قضية

كيف أُصدق هذا العالم، لما بيحكى عن الإنسان

شايف أم بتبكى ضناها، علشان مات فى الغارة جعان

ويساوى المقتول بالقاتل، بشرف ونزاهة وحيادية

وتلك قضية، وتلك قضية!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية الأغاني الوطنية ا التكنولوجيا وتلک قضیة

إقرأ أيضاً:

صدمة قاسية.. القارة العجوز تواجه عدم يقين استراتيجى وسط تحول السياسات الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق الزعماء الأوروبيون مع الرئيس الأوكرانى فى اجتماع قمة فى لندن هذا الشهر

تواجه أوروبا شعورا عميقا بالصدمة مع تحول الولايات المتحدة، التى كانت ذات يوم دعامتها، بعيدًا عن التحالفات التقليدية. ففى ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تواجه أوروبا إعادة توجيه غير مسبوقة للسياسة الخارجية الأمريكية التى تركت القارة تتساءل عن مكانها فى العالم. والواقع أن الخسائر المترتبة على هذا التحول واضحة، حيث تواجه أوروبا ليس فقط التخلى عن حليف بل وأيضا تحدى الإبحار فى عصر جيوسياسى جديد وخطير محتمل.

انفصال مفاجئ 

لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة حجر الزاوية فى الأمن الأوروبى، وخاصة أثناء الحرب الباردة عندما منع التحالف الغربى التوسع السوفيتى. ومع ذلك، فى الأسابيع الأخيرة، بدأ التحالف الذى كان صامدا ذات يوم فى التفكك. وقد ألقى تجاهل ترامب الواضح للتحالفات الأوروبية القديمة بظلال من الشك على موثوقية الدعم الأمريكى. الآن تجد أوروبا نفسها معزولة، وتواجه الواقع القاسى لعالم حيث لم تعد الولايات المتحدة تضمن سلامتها أو قيمها.

قالت فاليرى هاير، رئيسة مجموعة تجديد أوروبا الوسطية فى البرلمان الأوروبى: "كانت الولايات المتحدة العمود الفقرى الذى يُدار السلام حوله، لكنها غيرت تحالفها". هذا التحول له آثار عاطفية واستراتيجية عميقة، مع تزايد عدم اليقين فى أوروبا بشأن مكانها فى عالم منقسم بين روسيا والصين والولايات المتحدة.

إن مفهوم "الغرب"، الذى كان مرادفًا للديمقراطية الليبرالية والتحالف عبر الأطلسى الموحد، يفقد معناه بسرعة. تقف أوروبا وروسيا والصين والولايات المتحدة الآن ككيانات جيوسياسية منفصلة، كل منها يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة. 

التأثير العاطفى على أوروبا لا يمكن إنكاره. لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة أكثر من مجرد حليف عسكري؛ لقد كانت الولايات المتحدة رمزًا للحرية والتحرر. فمن خطاب جون ف. كينيدى الأيقونى فى برلين إلى تحدى رونالد ريجان لهدم جدار برلين، كانت الولايات المتحدة جزءا لا يتجزأ من هوية أوروبا بعد الحرب. ولكن مع تغير توجهات البيت الأبيض، يتساءل العديد من الأوروبيين عما إذا كانت المبادئ التى ربطتهم ذات يوم مهددة الآن.

تحدى الاستقلال

مع التشكيك فى الدعم الأمريكى، يسارع القادة الأوروبيون إلى إعادة تأكيد السيطرة على أمنهم ودفاعهم. دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى بذل جهود "تمويل مشترك ضخم" لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بسرعة. كما طرح فكرة توسيع المظلة النووية الفرنسية لتغطية أوروبا، مما يشير إلى تحول محتمل فى استراتيجية الدفاع الأوروبية.

ألمانيا، وهى لاعب رئيسى فى التحالف الأوروبى، متأثرة بشكل خاص بتحول الولايات المتحدة. بالنسبة لأمة تدين بالكثير من استقرارها وازدهارها بعد الحرب للمساعدات الأمريكية، فإن المسافة المتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا تبدو وكأنها خيانة. لقد أعرب كريستوف هويسجن، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، عن انزعاجه من تخلى الولايات المتحدة عن المبادئ الراسخة فى العلاقة مع أوروبا.. ويعكس هذا الشعور إدراكًا أوروبيًا أوسع نطاقًا: فقد حان الوقت لتكثيف الجهود وتحمل المسئولية عن دفاعهم.

تحولات استراتيجية

لقد أدت صدمة إعادة تنظيم أمريكا إلى شعور متزايد بالإلحاح فى أوروبا. وإذا كان للقارة أن تحافظ على أمنها، فيتعين عليها أن تفعل ذلك دون الاعتماد على الولايات المتحدة، وخاصة مع صعود القوى الاستبدادية فى أوروبا وخارجها. ويشير اقتراح ماكرون للتعاون العسكرى الأوروبى، إلى جانب الدعم المتزايد من ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى أن الاتحاد الأوروبى قد يكون مستعدًا أخيرًا للاستثمار فى بنيته التحتية الدفاعية الخاصة.

ومع ذلك، فإن هذا التحول ليس خاليًا من التحديات. فالتعاون العسكرى بين القوى الأوروبية، وخاصة بين فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، سوف يتطلب استثمارات كبيرة وإعادة التفكير فى أولويات الدفاع فى القارة. إن تحول أوروبا من مستهلك سلبى للأمن إلى مزود نشط للأمن لن يحدث بين عشية وضحاها، ولكن أحداث الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أنه لا يوجد خيار آخر سوى المضى قدمًا على عجل.

تهديد متزايد 

ومع مواجهة أوروبا لتهديدات متزايدة، يتعين عليها أن تتكيف مع عالم حيث لم تعد التحالفات التقليدية مضمونة. ويحذر الخبراء من أن أوروبا عند مفترق طرق، ويجب على قادتها اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية ضمان سلامة القارة وأمنها فى عالم حيث قد لا تلعب الولايات المتحدة دور الحامى.

وتلاحظ نيكول باخاران، عالمة السياسة فى معهد العلوم السياسية، أن الخطر الأكبر الذى يهدد أوروبا هو التقليل من خطورة إعادة تنظيم أمريكا. وتقول: "يعرف ترامب إلى أين يتجه"، مضيفة أن أوروبا لابد أن تبنى قدراتها العسكرية على وجه السرعة لحماية نفسها. إن التهديدات تجعل من الأهمية بمكان بالنسبة لأوروبا أن تتولى السيطرة على مصيرها.

*نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • قصة أغنية جمهور ليفربول لن تسير وحدك أبدا
  • اشتغلت لي كام أغنية غير التترين؟.. سؤال حلقة اليوم من برنامج مدفع رمضان
  • أميرة رضا تحيي حفل الليلة الخامسة لبرنامج "هل هلالك" بالهناجر
  • أغنية يا وحشتاه في طريق إجباري تتجاوز 120 مليون مشاهدة
  • تريند زمان.. وداد حمدى نهاية مأسوية على يد ريجيسير داخل شقتها برمسيس
  • حكم إفطار مريض السكر الذى يتضرر من صيامه.. الإفتاء تجيب
  • "رمضان المصرى وأصحابه" يكشف أسرار أغنية المسحراتي
  • خيط الجريمة.. قصة شخص فى مطروح ردد اسم قاتله كاملا قبل وفاته
  • صدمة قاسية.. القارة العجوز تواجه عدم يقين استراتيجى وسط تحول السياسات الأمريكية
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة