جدل وطلبات إحاطة بعد هدم قبة مُستولدة محمد علي باشا في مصر
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثار انتشار صورة لأعمال هدم قبة مستولدة محمد علي باشا بإحدى المناطق التاريخية بالعاصمة القاهرة، حالة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إزالة القبة بدعوى تنفيذ "أعمال تطوير" بالقاهرة. في وقت قدم عدد من أعضاء مجلس النواب طلبات إحاطة لوقف أعمال الهدم، بينما ردت وزارة السياحة والآثار بأن القبة غير مسجلة كأثر في عداد الآثار الإسلامية، لعدم توافر اشتراطات وقواعد تسجيل الآثار، وفق القانون المصري.
وتعود المقبرة التي يثار الجدل بشأنها إلى نام شاز قادين، التي تعد إحدى مُستولدات الوالي محمد علي باشا، الذي حكم مصر خلال الفترة من 1769 وحتى 1849، ورزق منها بالأمير محمد عبد الحليم.
وتقع هذه المقبرة في منطقة مقابر الشافعي، التي تخضع لتطوير من قبل محافظة القاهرة ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية لإزالة العشوائيات.
وقالت عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، مها عبد الناصر، إنها طالبت الحكومة المصرية بوقف أعمال هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، للحفاظ على القيمة التاريخية والتراثية للمقبرة. كما طالبت الحكومة بمراجعة خطة تطوير المنطقة مع كل الجهات المعنية لضمان الحفاظ على المواقع التراثية بمنطقة القاهرة التاريخية، وعدم إزالة أية مواقع أثرية.
وأضافت عبد الناصر، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أنها في انتظار رد رسمي بشأن المطالبات لوقف هدم المواقع الأثرية، ومعرفة خطة التطوير لهذه المواقع التاريخية والتراثية للحفاظ عليها، لأنها تمثل جزءًا من هوية وتاريخ البلاد.
وأعلن رئيس حزب العدل وعضو مجلس النواب المصري، عبد المنعم إمام، عن تقدمه بطلب إحاطة للبرلمان بشأن هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، مُطالبًا بمعرفة أسباب هدم القبة والإجراءات المتخذة لحماية التراث المعماري والتاريخي، وكذلك خطة وزارة السياحة والآثار لحماية المواقع التراثية والأثرية وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، إضافة إلى الإجراءات الحالية والمستقبلية لترميم وصيانة المعالم التاريخية في جميع أنحاء البلاد، ومحاسبة المسؤول عن قرار الهدم.
وقال إمام، في طلب الإحاطة الذي نشره في حسابه الرسمي، إن هدم قبة مستولدة محمد علي باشا يمثل تهديدًا للمواقع الأثرية والتراثية التي تشكل جزءًا من الهوية المصرية، مؤكدًا أهمية هذه المعالم في تعزيز السياحة الثقافية وجذب الزوار من داخل وخارج مصر.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل العديد من المشاهير مع انتشار صورة هدم القبة، أبرزهم رجل الأعمال نجيب ساويرس على منصة إكس "تويتر سابقًا"، الذي أبدى حزنه على إزالة القبة.
وعلّقت الإعلامية لميس الحديدي على صور هدم المقبرة، قائلة:"وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي.. ووقفوا بعد دهر ينظرون كيف يهدم أبنائي تاريخي وذاكرة السنين.. هكذا مصر تتحدث عن نفسها".
وأشارت الحديدي في تدوينات أخرى إلى أن منطقة القاهرة الخديوية مُسجلة كمنطقة تراث عالمي، وكل ما يقع فيها ضمن خريطة اليونسكو ودور الحكومة الحفاظ عليها، وقالت إنه "إذا كانت هذه الجبانة ليست مجلة أثرًا لكنها طراز معمارية مميزة تحمل الفن والتاريخ الحي".
وردت وزارة السياحة والآثار، في بيان رسمي على لسان مصدر مسؤول، بأن هذه القبة غير مُسجلة كأثر في عداد الآثار الإسلامية، وأنها لا تنطبق عليها أو يتوفر بها اشتراطات وقواعد تسجيل الآثار، وفقًا للقانون الخاص بذلك رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.
من جانبه، قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شاكر، إن الوالي محمد علي باشا تزوج العديد من السيدات بخلاف زوجته ليرزق منهن بأولاد ليكون أسرة وعائلة ضخمة في مصر، ووصل عدد زوجاته إلى 37 سيدة، منها نام شاز قادين التي رُزق منها بالأمير محمد عبد الحليم، وهو أحد السياسيين البارزين الذي كاد أن يرث الدولة العثمانية، ولذا اختار لها منطقة الإمام الشافعي، التي تعد من أهم المناطق في القاهرة التاريخية ومبنية منذ القرن السادس الميلادي، ليبني لها قبة على الطراز المملوكي الجديد.
وأوضح شاكر، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب عدم إدراج القبة في عداد الآثار الإسلامية؛ لأنه هذه القبة لم يمر على بنائها 100 عام من تاريخ صدور قانون الآثار الصادر في عام 1983. وذكر أن القبة مبنية على الطراز المملوكي الجديد من قبل مهندس فرنسي وليست تراثية، ولذا تتبع القبة محافظة القاهرة لأنها تخضع لقانون إنشاء الجبانات، حسب قوله.
وقال شاكر إن الحكومة المصرية لن تقدم على هدم أية مواقع أثرية بمنطقة القاهرة التاريخية، التي تعد إحدى أهم وأكبر المدن التراثية الحية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1979، في حين تعتبر قبة مستولدة محمد علي باشا ذات طراز معماري وليست أثرية.
ويرى مجدي شاكر أنه كان من الأفضل نقل مبنى قبة مستولدة محمد علي باشا إلى أماكن تاريخية أخرى، من خلال قطع القبة بطريقة هندسية للحفاظ على تاريخها، وفي الوقت نفسه تنفيذ أعمال التطوير التي تخدم المصلحة العامة.
مصرنشر الأربعاء، 23 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: هدم قبة مستولدة محمد علی باشا القاهرة التاریخیة السیاحة والآثار هدم قبة م
إقرأ أيضاً:
من حكايات صفية زغلول!!
السيدة صفية زغلول، رفيقة درب الزعيم سعد زغلول، وزوجته المخلصة، كانت شخصية قوية جدًا، فقد كانت مرادفًا لشخصية سعد،ومعاونًا للزعيم القوى والسياسى الصلد، بعدما تمكنت بإرادة حديدية من تحويل منزل الزوجية، إلى مركز للنضال. صفية زغلول لها حكاية مهمة يجب أن نعيد نشرها حتى لاننسى أن الوفد كان رائدًا فى إشتغال المرأة بالعمل العام!!
> ما يجب أن يُنسب لصفية زغلول أنها قالت عقب اندلاع ثورة 1919 والقبض على سعد زغلول: بيت سعد هو «بيت الأمة». وهى قصة مهمة يحكيها الكاتب رشاد كامل نقلًا عن وثائق المرحلة قائلًا: «واندلعت الثورة فى اليوم التالى مباشرة وعادت الروح إلى الأمة.. وبعد القبض على سعد زغلول قام «على شعراوى باشا» وكيل الوفد بدعوة باقى أعضاء الوفد لاجتماع طارئ يعقد فى بيته لبحث الموقف، وسمعت «صفية زغلول» بهذا الأمر وثارت ثورة عارمة واتصلت بعلى شعراوى باشا تليفونيًا، فردت عليها زوجته «هدى شعراوى» فطلبت منها صفية التحدث إلى على شعراوى واندهشت بشدة «هدى شعراوى» فلم تكن التقاليد وقتها تسمح لسيدة متزوجة بأن تطلب التحدث مع رجل متزوج فى التليفون.. واستدعت «هدى شعراوى» زوجها للحديث مع «صفية زغلول» وقالت له بحسم وحزم: سمعت أنك ستعقد اجتماعًا للوفد فى بيتك! هذا الاجتماع يجب أن يعقد فى بيت «سعد».
> قال على شعراوى باشا متسائلًا: كيف نعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا» وهو غير موجود؟
> ردت صفية دون تردد: إنه موجود وسوف يكون موجودًا ولو قتله الإنجليز، إن هذا ليس بيت «سعد» إنه «بيت الأمة وقلعة الثورة».
> رد على شعراوى باشا بقوله: لك حق، سنجىء ونعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا»، ولكنى أحب أن أحذرك فقد تتعرضين للمتاعب نتيجة لهذا.. قالت صفية زغلول: بعد أن أخذوه لم تعد لحياتى قيمة، قيمة حياتى وهو هنا.
> وأمرت صفية بفتح أبواب بيت الأمة، وتخصيص كل غرفه للثورة.. وفى اليوم التالى اجتمعت صفية زغلول مع «هدى شعراوى» وحرم «محمد محمود باشا» وقالت هدى شعراوى هانم إنها قامت بكتابة برقيات احتجاج باسم سيدات مصر إلى زوجة المندوب السامى البريطانى، وإن زوجها «على شعراوى» رئيس الوفد بالنيابة أخذ البرقيات وعرضها فى اجتماع الوفد وعاد إليها متهلل الوجه قائلًا لها: لقد أعجب أعضاء الوفد ببرقيتك حتى إنهم قرروا حفظها فى محضر جلسة الوفد.
> قالت «صفية» إن كتابة الاحتجاجات والبرقيات لا تكفى، يجب أن تخرج المرأة المصرية إلى الشارع، تخرج جميع النساء إلى الشوارع متظاهرات هاتفات بسقوط الاحتلال.
> قالت حرم «محمد محمود باشا» بحماس: إننى لم أضع قدمى فى الشارع منذ كنت طفلة، ولكنى موافقة على الخروج إلى الشارع حتى لو ضربنا الإنجليز بالرصاص.. ردت السيدة «هدى شعراوى» مستغربة: يضربوننا بالرصاص! لو قتلوا امرأة واحدة فسوف تلتهب مصر كلها.
> قالت «صفية زغلول» وهذا ما نريده تمامًا.. وبالفعل قادت صفية زغلول هذا الاتجاه بمساندة من صديقتها هدى شعراوى ومعها تلميذة هدى وقائدة المظاهرات النسائية سيزا نبراوى ليصبحن النساء الثلاث قصة تستحق التسجيل والتوثيق فى زمن عادت فيه المرأة للخلف مرة أخرى!
> هذا التوثيق المهم الذى نشره الكاتب الكبير رشاد كامل، استكمله الكاتب الكبير مصطفى أمين فى كتابه «من واحد لعشرة» قصة خروج السيدات فى مظاهرات لأول مرة قائلًا: ما كاد «على شعراوى باشا» يعرض الفكرة حتى ثار وهاج وماج كل الأعضاء ورفضوا خروج النساء فى مظاهرة، وكان من رأى الأغلبية أن هذا الفعل وقاحة وقلة حياء! وكان من رأى الأقلية أنها مع تقديرها للوطنية التى أملت هذه الفكرة الجريئة، إلا أن الأغلبية العظمى للشعب تستنكر خروج النساء إلى الشوارع، وأن هذا سوف يقسم الرأى العام فى مسألة فرعية، بينما هو مُجمع لأول مرة على مسألة واحدة هى مسألة الاستقلال، فخروج النساء إلى الشوارع قد يجعل الإنجليز يتهمون الثورة بأنها تدعو إلى الخروج على الدين الإسلامى! وبذلك تنفض أغلبية الشعب عن الثورة!
> وكانت الأغلبية التى تعتبر خروج المرأة إلى الشارع وقاحة وقلة حياء مؤلفة من «على باشا شعراوى» نفسه، و«عبدالعزيز بك فهمى» و«محمد على علوبة» و«جورج بك خياط» و«حسين باشا واصف» و«عبدالخالق باشا مدكور» و«محمود أبو النصر بك» و«عبداللطيف المكباتى بك».. وكانت الأقلية التى رفضت رفضًا دبلوماسيًا خشية انقسام الأمة مؤلفة من «أحمد لطفى السيد بك» و«مصطفى النحاس بك» و«سينوت حنا بك» و«على ماهر بك» ودكتور «حافظ عفيفى». ورغم ذلك خرجت المرأة للمظاهرات وانتصرت إرادة صفية زغلول وسيدات الوفد المصرى.