الليلة.. ختام الدورة الـ32 لمهرجان الموسيقى العربية يرفع شعار كامل العدد
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أوبريتات موسيقية للاحتفاء بـ«سيد درويش» تُعيدنا للأصالة.. ومى فاروق تسلطن الجمهور بختام طربى أصيل
يختتم اليوم مهرجان الموسيقى العربية دورته الـ32، بعد 14 ليلة مليئة بالفن والموسيقى على مسارح الأوبرا المختلفة، مسرح النافورة والمسرح الكبير والجمهورية ومعهد الموسيقى العربية ودمنهور والإسكندرية، ومن المقرر أن يحيى حفل الختام الليلة المطربة مى فاروق التى تسلطن الجمهور بليلة طربية أصيلة.
خلقت فعاليات المهرجان حالة رواج كبيرة بين الجمهور، ورغم العديد من الاعتذارات التى كادت تؤثر سلبا على المهرجان منذ بدايته، إلا أن كشف حساب المهرجان أكد أنها الدورة الأعلى إيرادا فى تاريخ المهرجان، خاصة بعد أن حققت الحفلات على مسرح النافورة، نجاحا كبيرا ورفعت شعار كامل العدد.
شهد المهرجان العديد من المفاجآت أولها أنها الدورة الأولى التى يشارك فيها أكبر عدد من صوليستات الاوبرا، وكذلك فرق الأوبرا الموسيقية الخمسة وهو يعتبر حدثا تاريخيا فى المهرجان حيث أتيحت الفرصة لمواهب الأوبرا الحقيقية فى الظهور وإحياء حفلات تحمل اسمهم بعيدا عن الفواصل التى اختنقوا فيها على مدار حياتهم، وساعدهم فى ذلك نقل الشركة المتحدة للفعاليات عبر قنوات الحياة ليصبح المهرجان أفضل دعاية للمواهب المصرية.
أيضاً ضمن المفاجآت كانت إحياء النجم تامر عاشور حفلين كاملى العدد، فى أول مشاركة له بالمهرجان، وكانت المصادفة وراء إحيائه حفلين متتالين بعد اعتذار أحمد سعد بسبب تعرضه لأزمة صحية، ورغم ضيق الوقت كان الحفل الثانى أيضاً كامل العدد.
كما حققت ليالى المهرجان التى أحيتها عبير نعمة وعمر خيرت ومروة ناجى وريهام عبدالحكيم نجاحا ورفعت أيضاً شعار كامل العدد وتختتم الليالى اليوم بحفل لمنى فاروق.
تعرض المهرجان لانتقادات بسبب حفل نسمة محجوب وعزيز مرقة اللذين قدما نوعية مختلفة عن التراث الذى امتازت به طبيعة المهرجان، ولكن رئيس المهرجان خالد داغر فسر ذلك بأنه نوع من التنوع مناسب لمحور المؤتمر الذى يقام ضمن الفعاليات.
أما المسرح الكبير فاهتمت إدارة المهرجان أن يكون منافسا لمسرح النافورة هذا العام وتمت إقامة ليلة عمانية عليه لإحياء إبداعات الموسيقار خالد بن حمد البوسعيدى وكانت ليلة مبهرة بحضور الفنانين ووزير الثقافة والسفير العمانى، وأحيتها المطربات جنات ولطيفة وريهام عبدالحكيم.
أما مسرح الجمهورية، فقد نال إعجابا شديدا هذه الدورة بسبب إقامة العديد من الفعاليات المتخصصة عليه حيث تحوّل إلى نافذة على التراث اليمنى الأصيل، حيث قدم الفنان والموسيقار الكبير أحمد فتحى ليلة يمنية بامتياز بباقة من ألحانه منها: «دويتو» «رايحين بالحب لفين - باب القلب - إن يحرمونا» وأعمال «أبشرك يا سالم، كفى، تدلعين، أبو زيد، ظبى اليمن، حبيبى تعالى، إن يحرمونا، صنعانية، عدن، ساكن أمجاح، دعينى».
وفى أوبرا الإسكندرية على مسرح سيد درويش، شهد تواجد فنانين لم يتواجدوا على مسرح النافورة مثل العراقى همام إبراهيم الذى افتتح الفعاليات هناك وقدم مجموعة من أغنيات كاظم الساهر تفاعل معها الجمهور، كذلك فى حفل كامل العدد حمل النجم مدحت صالح جمهور الإسكندرية فى رحلة موسيقية ملهمة، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر فى حفل ملىء بالطرب والذكريات، وقبله أبدع الموسيقار عمرو سليم، فى عزف على البيانو، محركًا أوتار المشاعر برقة ألحانه.
وفى إطار الاحتفاء بالتراث الفنى، كان معهد الموسيقى العربية على موعد مع فرقة تراث سيد درويش بقيادة حفيده المايسترو محمد حسن سيد درويش، ليستمتع الجمهور بأعمال موسيقار الشعب سيد درويش منها: «يا عشاق النبى، القلل القناوى، حرج عليا بابا، عشان ما نعلا لازم نطاطى، دنجى، سالمة يا سلامة، ده بأف مين اللى يألس، يا حلاوة أم إسماعيل، تجار الأعجام، الحلوة دى قامت تعجن، خفيف الروح، أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا، والله تستاهل يا قلبى».
وكذلك منذ فترة طويلة أبدع المهرجان فى تقديم أوبريتين احتفاء بسيد درويش هما «العشرة الطيبة وراحت عليك» الذى يقدم لأول مرة على خشبة المسرح بعد تقديمه فى 1920، وهو رؤية فنية مختلفة للدكتور محمد عبدالقادر أبدع فيها نجوم الفن الأوبرالى.
وفى دمنهور، استضاف مسرح أوبرا دمنهور العديد من النجوم المميزين بينهم نادية مصطفى ويحافظ فنانو المهرجان على أن يقدموا أفضل ما لديهم ليسعدوا جمهور المحافظات القريبة من دمنهور، واختتمت ليالى المهرجان هناك بالفنان سعيد عثمان وفرقته «شموع» بمشاركة ضيف شرف الحفل الموسيقار فاروق سلامة «اكورديون» الذى بدأ الحفل بعزف موسيقى «ألف ليلة وليلة» بعدها تألقت الفرقة بمختارات من الأعمال التراثية والوطنية منها: «على رمش عيونها، يا حلو صبح، مبيسألش عليا أبدا، عنابى، ثلاث سلامات، ع اللى جرى، غريب الدار، سحب رمشه، جانا الهوى، على حسب وداد قلبى، سواح، أنا كل ما أقول التوبة».
وعلى الساحة الخارجية بدار الأوبرا، أضفى مركز تنمية المواهب، بإشراف مديره الفنى الدكتور سامح صابر، نكهة شبابية للحفل، حيث قدّم طلاب فصل الإيقاع الشرقى تحت إشراف وتدريب الفنان سعيد الأرتيست فى السابعة مساءً فقرات موسيقية مفعمة بالحيوية والإبداع، لتكتمل بذلك صورة الليلة الموسيقية التى جمعت بين أصوات واعدة وتقاليد موسيقية عريقة، فى مهرجان أصبح عنوانًا للفن الراقى الذى يخاطب كافة الأجيال.
اهتم المؤتمر العلمى للمهرجان بعدة محاور مثل الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعى، وشهد لأول مرة تجسيدا حيا للأبحاث من خلال فرقة نزهة النفوس وغيرها ليتحول المؤتمر إلى ساحة فنية تجذب كل الموسيقيين وتجمع الباحثين من كل أنحاء العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ختام الدورة الـ ع شعار كامل العدد لمهرجان الموسيقى العربية أبناء الأوبرا مسرح النافورة کامل العدد سید درویش العدید من
إقرأ أيضاً:
مقام.. لحنٌ أطرب عشاق الموسيقى في جامعة السلطان قابوس
على أنغام فن المديمة البحري الذي استعرض فيه البحارة المشاركون مهاراتهم في اللعب وفقًا للتقاليد المتعارف عليها بينهم، وصفقاتهم الرنانة، ونغم الآلات الموسيقية الشعبية التي أطربت أذن السامع كالضرب على المسيندو، واختلاف إيقاع الضرب على الكاسر والرحماني، وصوت القربة الذي يأسر المستمع ويأخذه إلى عالم آخر، عاكسًا روح تراث السواحل العُمانية، انطلقت فعاليات أمسية "مقام"، والتي تعني تتالي العلامات الموسيقية وفق قواعد موضوعة لتصنيف اللحن الموسيقي، مما يسهل تعامل العازف مع الآلة. فكانت الكلمة عنوانًا للأمسية الموسيقية الفنية التي قدمتها جماعة الموسيقى والفنون الشعبية بجامعة السلطان قابوس، والتي شارك فيها نخبة من طلاب الجامعة من عازفين موهوبين، ومؤدين للأغاني، والكورال الذي أضفى للأغنية بعدًا جميلًا، بحضور واسع من محبي الفن والموسيقى. حيث امتزجت الألحان العُمانية الأصيلة مع مقطوعات غربية في عرض أبرز تنوع المواهب الموسيقية لدى الشباب العُماني.
وأشار مرتضى العجمي، رئيس جماعة الموسيقى والفنون الشعبية بجامعة السلطان قابوس، قائلًا: "أمسية مقام هي من أصل المقامات العربية، وفي المقام تُبدع النغمات من حجاز الأذان إلى حزن الكرد. ففي موسيقانا العربية إبداع، فوظفنا إبداعنا في الأمسية في المزج بين موسيقانا العربية والموسيقى الغربية الكلاسيكية بشغف متجدد وإيقاع يستمد لحنه من ذواتنا ليصل للجمهور بإحساس عميق وجميل. بإبداع طلاب الجامعة من تأليف وعزف وغناء، نطرب مسامع الجمهور ونمتعهم. فنحن هنا لنُسمع العالم إيقاعًا موسيقيًا أصيلًا. فبالرغم من التحديات، لم تتراجع طموحاتنا، بل زادتنا عزيمة وإصرارًا على تقديم أفضل ما لدينا بإيقاعات تلامس الأرواح وتخاطب الذائقة الرفيعة".
بدأ الحفل الموسيقي بمقطوعة موسيقية من إبداع العازف الموهوب الوليد بن حمود البلوشي، قدّم فيها تجربة موسيقية من تأليفه في مزيج يجمع بين الموسيقى الشرقية والكلاسيكية بعنوان "ظلال الأرواح المتعانقة". حملت المقطوعة مشاعر الحزن والإحباط، وقال عنها إنها كانت عبارة عن ثلاث حركات؛ الأولى بلحن حزين وبطيء، ثم ترتفع السرعة في الحركة الثانية لشرح الخلاف الحاصل، وأخيرًا يرتفع الرتم في الحركة الثالثة شرحًا للمعركة النفسية التي يمر بها".
بعدها، قاد المايسترو السوري نزيه أسعد الأمسية ببراعة، حيث تنقلت الفرقة بين ست مقطوعات موسيقية غنائية متنوعة، اتسمت بمزيج رائع من الألحان، مما جعل العرض تجربة موسيقية فريدة.
اختارت وسن المعمرية في تجربتها الأولى التي تقف فيها أمام الجمهور غناء الأغنية الأجنبية “Sway”، والتي تعني باللغة العربية "التمايل" أو "التأرجح"، للمغني مايكل ببل. وكانت الأغنية، كما يبدو، معروفة لدى أغلب الجمهور، فتفاعلوا معها بحماس، لتكون الأغنية الأولى في الحفل. وترى المعمرية أن الغناء باللغة الأجنبية هو الأقرب لها، وتستطيع من خلاله إيصال أحاسيسها ومشاعرها للجمهور والمستمعين.
استمتع الجمهور بعدها بأغنية "أنا في انتظارك" للفنانة القديرة أم كلثوم، والتي غناها أحمد بن خالد بن عبد الله كوفان على مقام الحجاز. استطاع كوفان من خلالها إيصال إحساسه وقوة أدائه، وقال عن سبب اختياره للأغنية: "اخترتها بسبب اللحن العظيم، ورأيت أن هذه الأغنية تمثلني وتمثل شخصيتي. توقعت أنها ستلامس الجمهور، وهذا ما حدث فعلًا في الحفل. كما أن كلمات الأغنية تحمل قصة تُمتع السامع".
غنى بعدها محمد الندابي أغنية "يا عديم الشوق" على مقام الكرد للفنان عبد المجيد عبد الله، والتي اختارها حبًا للفنان المعروف. وقال الندابي: "اخترت هذه الأغنية لأني أحبها كثيرًا من بين مجموعة كبيرة من أغاني الفنان عبد المجيد عبد الله. آمنت بأني قادر على أدائها اليوم على خشبة مسرح الجامعة وأمام هذا الجمهور العاشق للفن. اختياري لها لا يعني أنها تمثلني، لكنها كانت مجرد ذوق. لا أعتقد أن هناك أغنية تمثل فنانًا إلا إذا كتبها بنفسه".
كما حظي الحفل بأغنيتين للفنان عبد الكريم عبد القادر. غنت تقوى الصولية الأغنية الأولى "سامحني خطيت"، والتي تحمل نوعًا من العتاب والاعتذار مع شيء من العزة. وقالت الصولية عن سبب اختيارها: "هي أغنية جميلة على مقام الكرد، واخترتها لأنني كنت أستطيع إيصال إحساسي للحضور، ومن خلالها يمكنني أن أجعل الجمهور يتذكرني بها. بالرغم من الوقت القصير الذي تدربت فيه على الأغنية بسبب جدولي الدراسي، إلا أنني حاولت جاهدة الظهور بشكل جيد". فيما غنى عبد الملك العريمي أغنية "رد الزيارة"، التي كان الجمهور يحفظها وتفاعل معها مرددين مقاطعها. اختار العريمي غناءها لحبه لها منذ الصغر، وقال: "لطالما حلمت بغنائها على مسرح كبير مثل مسرح جامعة السلطان قابوس، وقد تحقق الحلم".
شارك علي الدروشي بأغنية "اختلفنا" لفنان العرب محمد عبده، وقال عنها إنها أغنية جميلة ورائعة ومتفردة. تتنوع فيها الانتقالات والمقامات، بالإضافة إلى كلماتها العاطفية، مما كان سببًا لاختياره لها. توقع أن تكون خفيفة ويستمتع بها الجمهور، وتمثل شخصيته ويؤديها بشكل جيد.
اختُتمت أمسية "مقام" وسط تصفيق حار وإشعال أضواء هواتف الجمهور المحمولة عند حضور الفنانة زمزم البلوشية، التي استطاعت كسب حب الجمهور بأدائها العفوي المتميز دائمًا. حضرت على خشبة الأمسية لأداء أغنيتها "بلا هود"، التي غنتها بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين.
وقالت البلوشية: "أنا سعيدة بعودتي اليوم بعد غياب طويل إلى الخشبة التي تخرجت منها، وبعد غيابي عن الغناء على خشبة المسرح وتوجهي إلى تصوير الأغاني المصورة". وأضافت: "لقد كنت في إحدى الفترات رئيسة لهذه الجماعة الطلابية، وقدمت من خلالها عروضًا كثيرة. اليوم، أقف معهم فيها كضيف شرف، وهذا بحد ذاته شعور جميل وفرصة لأحتفل معهم بعملي الجديد الذي نُشر بمناسبة العيد الوطني".
رافق هذا العرض الموسيقي الرائع مجموعة من الآلات الوترية والإيقاعية، مثل الكمان، آلة الأحلام الرقيقة، وآلة التشيللو المنتمية لعائلة الكمان، والجيتار، والعود ملك الطرب الشرقي وسيد الحكايات الموسيقية، والقانون، الآلة المليئة بالأوتار النابضة بالإحساس، والجيتار الكهربائي، وقصبة الناي، وآلة الأورغ، والإيقاعات الخليجية والعربية. وشارك صوت الكورال الذي أضفى جمالًا على الغناء الجماعي.