طرق غير ممهدة، روائح عفنة، برك طينية، كل هذا وأكثر.. مشاكل مزمنة ومشاهد عبثية تجمعت داخل قرى الريف المصرى، بعد أن غض المسئولون أبصارهم عنها وصموا آذانهم واكتفوا بالتقارير الوردية وحضور مراسم الافتتاح الرسمية للمشروعات الروتينية المقررة كل عام لدى المحليات من إزالة الأرصفة وإعادة تطويرها مرة أخرى والاكتفاء بإهدار المخصص المالى لدى الأقاليم على تلك التطويرات العبثية متجاهلين الاتجاه القومى الذى نادت به القيادة السياسية بتطوير القرى وانطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» منذ أعوام.
إلا أنه وعلى الرغم من الجهود المضنية المبذولة من الدولة المصرية، وتطوير العديد من القرى داخل ربوع مصر، إلا أن هناك المئات من القرى داخل الأقاليم لا زالت تٌعانى نقص العديد من الخدمات الأساسية وبعضها يصارع البقاء نتيجة لانعدام الخدمات وغياب المسئول عن تلبية متطلبات الحياة الأساسية لأهالى القرى رغم أنه حق أصيل لهم.
قام مراسلو «الوفد» بمحافظات مصر باستكمال المسيرة لنقل بث حى مباشر لهموم المواطن المصرى داخل قرى الريف المصرى المغضوب عليها ننقلها لكم فى التقارير التالية.
المنيا«لطف الله» تسبح فى المياه الجوفية
تعيش قرى مركز قرية لطف الله بمركز مطاى محافظة المنيا، مأساة حقيقة تهدد حياة الأهالى، نتيجة انتشار المياه الجوفية أسفل المنازل والشوارع، حتى أصبح الحياة فيها شبة مستحيلة خشية من انهيار البيوت على المواطنين.
منذ قرابة دهر من الزمان تستمر معاناة الأهالى فى قرية لطف الله، رغم التطوير الذى تشهدة محافظة المنيا فى السنوات الأخيرة، ومبادرة حياة كريمة التى غيرت ملامح الحياة بالنسبة للعديد من القرى فى مختلف محافظات الجمهورية.
عندما تسير فى القرى ترى حجم المعاناة والجحيم، الذى تعيشه قرية لطف الله شمال المنيا، حيث يعيش ما يقرب من 10 ألاف نسمة حالة من الذعر والرعب، والغضب العارم، بعدما هجرتهم المياه الجوفية قصرا من منازلهم، تدفق المياه الجوفية بشكل مخيف وعجيب، والمسئولين مكتوفى الأيدى لا يملكون سوى سيارات الكسح لسحب المياه، فما هى الحلول التى يقدمها المسئولون لقرية تطفو وتسبح على المياه الجوفية، فهل من يعيش فى تلك الرفاهية، يعرف ويشعر ويلمس معاناة أهالى القرى البسطاء وعلى رأى المثل البلدى (ما يشعر بالنار غير اللى ماسكها).
الأهالى اشتكت من الارتفاع الكبير للمياه الجوفية، والتى تهدد بانهيار المنازل فوق رؤوسهم، وارتفاع المياه الجوفية، جعلت الأهالى تهرب إلى الأدوار العليا، وتاركة الدور الأول، بعدما زاد منسوب المياه الجوفية داخل المنازل، عن نصف متر داخل الغرف، وحول حياتهم لجحيم، وفزع ورعب، شلل تام للحياة داخل القرية، وظل أصحاب المنازل ذات الدور الواحد، يفترشون الشوارع، وتلك هى الحياة بقرى المنيا، واللى مش مصدق يتفضل يزورنا، حتى يكون لسان حالنا.
والصدق يقال، إن الأجهزة التنفيذية، لم تتقاعس فى إرسال سيارات الكسح لسحب المياه الجوفية، ولكن استمرار تدفق المياه الجوفية، جعل أمر سحب المياه بسيارات الكسح بشكل مستمر طوال اليوم شبه مستحيل، والتى تستوجب، أن يفكر المسئولون فى حلول جذرية، فجميعنا يعرف أن سحب المياه الجوفية بسيارات الكسح، ما هو إلا غسل أيدى، وإبراء ذمة، ومسكنات، ينتهى مفعولها بعد ساعة من سحب المياه الجوفية، والحلول الجذرية تكمن فى سرعة إقامة محطات صرف صحى بالقرية.
حيث يعانى ما يزيد عن 10 آلاف نسمة من أهالى قرية لطف الله، إحدى قرى قطاع أبوعزيز، بمركز ومدينة مطاى، شمال محافظة المنيا، من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والتى أصابت منازل أسر الأهالى بالتصدع، وأصبحت أرواح الأهالى بين يدى (الرحمن)، بعدما شارفت حوائط المنازل وأصبحت على وشك الانهيار فى أى لحظة، والتى يخشى معها على أرواح الأهالى، وكذلك الممتلكات الخاصة.
كما طالب أهالى قرية لطف الله، بإقامة مكتب للبريد، رحمة بأصحاب المعاشات، وكبار السن، والأرامل، والأولى بالرعاية، والتى ترتبط فى صرف مستحقاتها المالية بمكتب بريد وحيد موجود بقرية أبوعزيز، والذى يتعامل مع أهالى 6 قرى، ويتسبب فى معاناة من طوابير وازدحام، وسرقات، وإغماءات فى الطوابير لكبار السن، خلال أيام درجات الحرارة المرتفعة، حيث أوضح طه الجندى، من أهالى قرية لطف الله، أن مطلب إقامة محطة للصرف الصحى، أصبح لزاما الإسراع به، لكون المياه الجوفية تهدد حياة وأرواح أهالى القرية، بعد تزايد منسوب المياه الجوفية، وتصدع المنازل، بشكل مخيف، ومساحة الأرض موجودة وتم معاينتها بموقع عملية المياه القديمة.
وأضاف جمعة محمد، من أهالى القرية، أن القرية تعد محرومة من الخدمات الحياتية، حيث تحتاج القرية لمحطة للصرف الصحى، وإقامة الوحدة الصحية، وتلك المطالب هى مطالب مشروعة، وفى حاجة ماسة لوجودها، لرفع المعاناة والعبء عن أهالى القرية البسطاء، إذ تحتاج القرية بشكل عاجل لمحطة صرف صحى، على مساحة 400 متر بجوار الوحدة الصحية، حتى نتجنب أضرار ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والتى تهدد أرواح أهالى القرى، بعدما تصدعت المنازل، وأصبحت تشكل خطورة بالغة.
الدقهلية«الشركة الإنجليزية» فى انتظار كارثة صحية
«الشركة الإنجليزية 2» إحدى القرى التاريخية التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، والتى كانت مقرا للاحتلال الإنجليزى أثناء تواجده فى مصر، حيث اتخذ الاحتلال هذه القرية كمركز له للسيطرة والتحكم فى المنطقة، وتقع القرية على الشريط الحدودى بين محافظتى الدقهلية والشرقية، وتعتبر آخر حدود محافظة الدقهلية، وبداية حدود محافظة الشرقية.
ورغم الأهمية التاريخية لهذه القرية إلا أنها تعانى من إهمال شديد، حيث تطل مشكلة عدم وجود صرف صحى بالقرية برأسها، ما اضطر الأهالى للصرف فى احدى الترع التى تحولت إلى منطقة مخيفة بسبب انتشار الحشرات والقوارض وجيوش الناموس صيفا، إضافة إلى مشكلة انتشار القمامة وغيرها من المشاكل الخطيرة.
يقول مصباح أبوالمعاطى من أبناء القرية «موظف على المعاش بالتربية والتعليم»، إن قرية الشركة 2 لا تجد اهتماما من المسئولين برئاسة مركز ومدينة دكرنس، مشيرا إلى أن مشكلة الصرف الصحى الذى يحاصر القرية أحد أهم المشاكل التى نعانى منها حاليا، وأضاف بأنه لا يوجد صرف صحى بالقرية حتى الآن حيث إن مواسير الصرف التى أقامها الأهالى على نفقتهم قطرها 4 بوصات، ويتم إلقاء الصرف الصحى فى ترعة «أم شلبى» حيث يتراكم كميات هائلة من الصرف الصحى فى هذه القرية إلى جانب إلقاء القمامة بها ما حولها إلى بؤرة تلوث تنشر الأمراض بين الأهالى.
سيارة واحدة
ويضيف الدكتور أحمد السيد رمضان أحد أبناء القرية بأن القرية يوجد بها طريق يصل طوله حوالى 5 كيلو مترات ويربط بين كوبرى الشركة الجديد حتى كوبرى أبوغزالة وهذا الطريق ضيق جدا وتنتشر به المطبات والحفر ولا يتسع سوى سيارة واحدة ذهابا أو إيابا وتضطر أى سيارة تسير على الطريق الانتظار حتى تصل السيارة القادمة، كما أن الطريق ترابى وينقطع تماما فى فصل الشتاء حيث تتراكم عليه مياه الأمطار ويتحول إلى كومة من الطين، وطالب بضرورة توسعة الطريق ورصفه فهو طريق حيوى ومهم جدا لحركة مزارعى القرية.
نقل القمامة
ويشير العربى المصرى أحد أبناء القرية بأن القمامة تنتشر فى القرية بصورة كبيرة، والسيارة التى تقوم بنقل القمامة تابعة للوحدة المحلية بالربيعة ولا تقوم بنقل القمامة إلا ثلاثة أيام فى الأسبوع، ويضطر الأهالى بقية الأيام لإلقاء القمامة فى ترعة أم شلبى لتختلط مع مياه الصرف الصحى التى تخرج من المنزل وتتحول الترعة إلى كارثة بيئية تهدد الأهالى بالأمراض الخطيرة.
واستقر الاحتلال الإنجليزى فى شمال محافظة الدقهلية، على حدود محافظة الشرقية، داخل قرية هادئة كانت مقرا للاحتلال البريطانى على مصر، وهى قرية «الشركة الإنجليزية 2».
وقام الاحتلال الانجليزى فى هذه الفترة بتشييد وبناء ثلاثة قصور، داخل القرية، يتواجد منها 2 من القصور، أو السرايا حتى وقتنا هذا، كما يطلق عليهم فى القرية، حيث يطلق أهل القرية على هذه القصور، « السرايا الانجليزية»، وتم هدم أحد هذه القصور، والتى اتخذها الاحتلال كمقرات لإدارة المنطقة فى عمليات تقسيم واستصلاح الأراضى، إضافة للتحكم والسيطرة أثناء تواجدهم فى هذه المنطقة، حيث يتحكمون فى مقاليد الأمور، وتسخير العمال المصريين فى الزراعة وجنى الأرباح من حصاد الأراضى.
ويتميز أبناء قرية «الشركة الإنجليزية 2» فى صناعة المعدات الزراعية من خلال عدد كبير من الورش الحديدية المنتشرة فى القرية، ويعمل عدد كبير من أبناء القرية فى هذه الصناعات التى يتميزون ويتقنون صناعتها، وتحولت القرية إلى مقر ومركز للصناعات الثقيلة وتحديدا صناعة المعدات الزراعية المختلفة.
الفيوم«سيلا» تبحث عن طريق
تعد مشكلة سوء حالة الطرق الداخلية والمواصلات بالفيوم من أهم المشاكل التى تواجه المواطنين بشكل يومى، نظرا للحالة السيئة التى أصبحت عليها الطرق والمركبات، حيث تعانى الطرق الداخلية من عدة مشاكل منها عدم الرصف وكثرة المطبات والحفر العشوائية، بالإضافة إلى غياب الرقابة على سائقى سيارات الأجرة بين مدينة الفيوم والقرى.
وتسببت تلك المشكلات فى ارتفاع نسبة الحوادث اليومية وتأخر سيارات الإسعاف فى الوصول إلى أماكن هذه الحوادث إلا بعد مرور وقت طويل، أما فى القرى والعزب فتعانى هذه الطرق من الإهمال فى التمهيد والتسوية وعدم توسعة الطرق لتستوعب الزيادة فى عدد السيارات وخاصة فى الأماكن الزراعية، نظرا لوجود الجرارات الزراعية وسيارات نقل المحاصيل، بالإضافة إلى السيارات الخاصة والأجرة، وحتى الآن لا يوجد حل جذرى لمشاكل الطرق فى المراكز والقرى رغم الشكاوى المتعددة من المواطنين فى هذا الشأن.
ويشكو أهالى قرى البسيونية والناصرية وسيلا التابعة لمركز الفيوم من سوء حالة طريق محطة سيلا الناصرية، بعد أن تحول إلى حفر ومطبات وانهيارات جانبية، وأصبح الطريق غير آمن بعد أن أصبح الطريق متهالكا بسبب سيارات النقل الثقيل وعدم إجراء الصيانة الدورية للطريق ما جعله وكأنه طريق بدائى غير ممهد بسبب وعورته التى تسببت فى وقوع الحوادث المرورية بشكل يومى.
فى البداية يقول محمد محمود على من أهالى قرية سيلا أن الطريق بداية من محطة سيلا إلى الناصرية وبطول 4 كيلو مترات أصبح فى الفترة الأخيرة سىيئا جدا وغير صالح لمرور المركبات عليه وخاصة بعد زيادة أعداد سيارات النقل الثقيل المارة بالطريق، وهو ما تسبب فى وقوع الكثير من الحوادث خاصة السيارات التى تحمل الطلاب ذهابا وإيابا إلى المدارس، مضيفا أن الطريق ملاصق لخط السكة الحديد الذى يمر عليه القطار بصفة مستمرة وهو ما يزيد الأمر خطورة بسبب حالة الطريق السيئة التى قد تتسبب فى اختلال عجلة القيادة لبعض المركبات بالتزامن مع مرور القطار، كما يعد الطريق محورا مروريا مهما يربط العديد من الطرق حيث تمر به السيارات المتجهة إلى الطريق الدائرى بالفيوم وطريق الصعيد الصحراوى الغربى، وكذا سيارات نقل المحاصيل الزراعية التى تشتهر بها المحافظة ومنها محصول بنجر السكر والنباتات الطبية والعطرية والخضراوات.
ويضيف صالح عبداللطيف، أن مشكلة المواصلات تعد من أهم المشكلات التى تؤرق الأهالى وخاصة أيام الدراسة، بسبب غياب الرقابة على سائقى سيارات الأجرة الذين يصلون إلى منتصف المسافة فقط بقرية العدوة دون الوصول إلى قرية سيلا ما يضطر الطلاب والموظفين إلى البحث عن مواصلة أخرى، وهو ما يتسبب فى تأخيرهم عن الوصول إلى المدارس والمصالح الحكومية التى يعملون بها، بسبب تعنت السائقين، وبالرغم من دعم المحافظة لخط سير الفيوم سيلا بعدد 10 سيارات أجرة خلال الفترة الماضية، إلا أن ذلك لم يأت بجديد بسبب عدم الرقابة على السائقين من قبل إدارة المواقف والأجهزة التنفيذية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم.
ويناشد أهالى القرية الدكتور أحمد الأنصارى بالتدخل العاجل حتى يكون خط السير الرئيسى من مدينة الفيوم إلى سيلا خطا واحدا فقط ويشمل قرى العامرية والعدوة، حتى يتمكن الطلاب من الوصول إلى مدارسهم، بالإضافة إلى العمل على سرعة رصف ورفع كفاءة طريق محطة سيلا الناصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قرى الريف المصري الريف المصري مشاكل مزمنة منسوب المیاه الجوفیة الشرکة الإنجلیزیة أبناء القریة أهالى القریة الصرف الصحى الوصول إلى أهالى قریة من أهالى صرف صحى فى هذه إلا أن
إقرأ أيضاً:
العثور على طفل حديث الولادة أمام عيادة طبيب بقلبوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عثر أهالى منطقة قليوب البلد على طفل رضيع حديث الولادة أمام عيادة طبيب، بجوار دار عمر بن الخطاب للأيتام ، بدائرة قسم قليوب، بمحافظة القليوبية، ولم يتعرف عليه أحد من سكان المنطقة أو المترددين على العيادة.
البداية عندما تلقى اللواء عبدالفتاح القصاص، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، إخطاراً من مأمور قسم شرطة قليوب، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة بتلقيهم بلاغاً يفيد بعثور أهالى المنطقة على طفل رضيع أمام عيادة خاصة بدائرة القسم.
وعلى الفور، انتقل ضباط قسم شرطة قليوب، إلى مكان الواقعة، وتبين وجود طفل حديث الولادة، ولم يتعرف عليه أحد من الأهالي أو المتواجدين بالعيادة.
وجرى إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، ونقل الطفلة إلى مستشفى قليوب العام لفحص حالتها الصحية، وتحرر بالواقعة المحضر اللازم وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، والتي أمرت بإيداع الطفلة في دار رعاية عمر بن الخطاب للأيتام، وسرعة تفريغ الكاميرات المحيطة بالعيادة والدار.