في المقابلة التي سبقت الألتحاق بالوظيفة الجديدة كان علي أن أوقع علي عقد العمل مع الحكومة الفدرالية لدولة كندا في مكتب المدير العام ، وقبل أن أكمل قرأة نصوص العقد حثني المدير علي التوقيع كأنما أراد أن يشجعني علي قبول العرض حينما ذكر أن شروط الخدمة في الحكومة الكندية لا تضاهيها شروط خدمة في أي دولة أخري وهي تماثل كثيراً شروط العمل بالأمم المتحدة .
بعد عام ونيفٍ من العمل بالحكومة تمكنا من شراء منزل بمعاونة صديقة سوفيتيه/أوكراينية وزوجها أرادا النزوح الي كندا حينما وافقنا علي طلبهم بوضع مبلغ من المال في حسابنا المشترك مع زوجتي قبل الوصول الي كندا علي حسب شروط أدارة الهجرة الكندية . بعد ذلك تم تقديمه للبنك كعربون لشراء المنزل مع أخذ التصديق في التصرف بالمال من الملاك الأصليين . هكذا تم لنا شراء المنزل ولاحقاً إعدنا لهما السلفية بعد وصولهما الي كندا . حينها كان شراء المنازل بأسعار زهيدة قبل أن يصل الي هذه الأرقام الفلكية اليوم حيث يستحيل شراء جراج ناهيك عن منزل خاصة بعد وصول الأموال والمهاجرين من الشرق الأقصي . هؤلاء المهاجرين الجدد ، لم يقفوا علي شراء المنازل فحسب وأنما أشتروا الشوارع التي شُيدت عليها المنازل بأكملها. بعد الشراء والشروع في دفع الأقساط ، قمنا بأجراء معادلة حسابية بسيطة أتضح من خلالها أن مالك المنزل الذي يدفع الأقساط بأنتظام لفترة تمتد ما بين عشرين الي خمسة وعشرين عاماً يكون جملة ما دفعه للبنك يساوي ثلاثة أضعاف سعر الشراء بحيث يتم التعامل بالربح المركب من قبل رأسمالية البنوك . عليه أتخذنا قراراً ، بربط الأحزمة علي البطون في السوق الرأسمالي الذي نعيش فيه وتوصلنا الي الأستنتاج البديهي ، كلما تم أختصار مدة دفع الأقساط بزيادة الدفع الشهري أو النصف شهري للبنوك كلما تم تقليل أرباحها . علي الرغم من أننا أرتضينا بمحض أرادتنا العيش في هذا العالم الرأسمالي والخضوع لكل القوانين التي تحكمه ، الأ أني قابلت مجموعة من الأسلاميين الذين يرفضون شراء المنازل عن طريق الأستدانة من البنوك ، وحجتهم في ذلك أن البنوك تتعامل بمعاملات ربوية مع العملاء الشيئ الذي يتعارض مع المفاهيم الدينية في رأيهم ، لكن في نهاية الأمر أجبرتهم ظروف الحياة أن يخضعوا لنظام التعامل الرأسمالي الربوي .
وبمناسبة الأستدانة من البنوك نجد أن الحرب المستعره حالياً في الوطن والأبواق التي تدعم أي من الطرفين تزيد من الأعباء المالية الملقاه علي السودانيين بالمهجر مما يفاقم أستدانتهم من البنوك بسعر فائدة يصب في مصلحة الرأسمالية الجشعة . وبصورة لا أراديه يجد معظم المغتربين والمهاجرين أنفسهم من ضمن الممولين لهذه الحرب ومن مشجعي الرأسمالية . لذا يجب علينا العمل الجاد لتنفيذ شعار (لا للحرب).
أمام هذه المسؤوليات والأرقام الفلكية في الدفع مع التعامل البنكي وخاصة بعد شراء المنزل ، ودون أن ننتبه وجدنا أبنتنا (اليس) أكملت عمرها السابع عشر وتود الألتحاق بمؤسسة تعليمية بعد الثانوية التي درستها بمدرسة متخصصة للطلبة الموهوبين في مجالات الفنون المختلفة من رسم ، وموسيقي ، وتمثيل ورقص . أبنتنا كان مجالها التمثيل . الحصول علي موافقة للدراسة الجامعية في هذه التخصصات يتطلب أجتياز أختبار المواهب الذي يُقدم أمام لجنة من المتخصصين في هذا المجال . وبحكم معرفتها بالجامعات التي تُدرس هذه التخصصات قدمت طلباتها للألتحاق بجامعات كندية وأمريكية . عليه قُبل طلبها بجامعات أمريكية وطُلب منها الحضور الي نيويورك للمعاينة . حينها كانت معلوماتي عن نيويورك ضئيلة وكل ما إعرفه عنها كغيرها من المدن الأمريكية مدينة تنتشر فيها الجريمة . وقبل هذا التاريخ ، مررت بنيويورك مرة واحدة بالسيارة من واشنطون الي كندا حينما توقفت بها وزرت بعض المعالم التاريخية . لم نكن علي دراية بتكاليف الدراسة والأعاشة بها أضافة الي فرق سعر العملة بين الدولار الأمريكي والكندي . وافقنا علي أمتعاض لمرافقتها الي نيويورك للجلوس للأختبار لكي نرضي رغباتها وطموحها الغير واقعي بقبولها في كلية التمثيل بنيويورك ، خاصة وأن جامعات نيويورك الفنية لها مواصفات خاصة بأختيار المواهب قد لا تنطبق علي أبنتنا (اليس) . سافرت هي ووالدتها الي المعاينة وتخلفت أنا عن مرافقتهم لشح المال اللازم لاستئجار سكن لثلاثة أشخاص ، عليه تم تدبير المبيت مع أحد الأصدقاء لشخصين لاستضافتهم ليوم واحد . ولسوء الطالع ، حصلت المفاجأة التي لم نكن مهيئين لها أذ تم قبول (اليس) لدراسة علوم الدراما والتمثيل بجامعة خاصة بنيويورك . تم القبول علي أساس أنها طالبة أجنبية وليست أمريكية مما يعني مصاريف دراسية بأرقام فلكية . أتخذنا قراراً عائلياً بضرورة المخاطرة بخوض التجربة والرضوخ الي طلب أبنتنا بمواصلة الدراسة بنيويورك علي النفقة الخاصة مع عدم أمتلاكنا للمقدرة المالية تماشياً مع الحكمة الروسية ( من يريد أن يحتسي الشمبانيا عليه خوض المخاطرة ) . برغم التحضير المبكر نسبياً لهذه المفاجآت ، حيث كنا نستقطع من رواتبنا الضئيلة مبلغ من المال وضعناه في حساب توفير يتبع لمؤسسة تعليمية مخصصة لهذا الغرض ، علي أن يتم التصرف فيه جزئياً لرسوم الدراسة و المعيشة للأبناء حينما يحين الوقت للالتحاق بالمعاهد العليا والجامعات وهذا علي حسب شروط المؤسسة ، الأ أن هذا التوفير الأجباري كان نصيبه قليلاً مقارنةً بالرسوم الدراسية في نيويورك . وقبل بداية العام الدراسي وُجهنا بمشكلة أخري تتعلق بالسكن في هذه المدينة ، أتضح أن الاشخاص الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية ويرغبون في أيجار سكن بنيويورك عليهم أبراز وثائق من ضامن يعيش بالولايات المتحدة الامريكية بحيث يكون دخله السنوي يعادل ربع مليون دولار أو فما فوق . هذه عقبة كؤد جندتُ لها كل علاقاتي لكي أعثر علي سوداني/ة يستوفي هذا الشرط الأ أن الحظ لم يحالفني . توصلنا عن طريق شخص ثالث الي مواطن أمريكي الأ أنه رفض بحجة أنه لا يريد أن يفصح عن دخله السنوي لسلطات الضرائب الأمريكية تماشياً مع العقلية الترامبية . (اليس) تم قبولها بهذه الكلية مع زميله كندية أخري وهذه الشابة جدتها تعيش بنيويورك منذ فترة طويلة وبعد كمية من الوساطات والاستجدادات وافقت الجدة أن تفرض علي أبن أختها علي أن يكون ضامناً فوافق مشكوراً . أتفقنا مع أولياء أمور هذه الطالبة أن نأجر غرفة في شارع (وول ستريت) لقربه من الكلية ولسلامة الموقع لطالبات أعمراهن لم تصل الثامنة عشر ربيعاً بحيث يتشاركا أيجار المسكن الذي هو عبارة عن صالون ومطبخ تابع له وحمام بأيجار ثلاثة الف دولار شهرياً أي نصيب الفرد الف ونص هذا أضافة للمعيشة وتكاليف الدراسة التي تم تخفيضها الي حوالي ستين بالمائة لابنتنا لانها تحصلت علي منحة دراسية جزئية . أمام هذا الظرف الصعب الذي أضاف أعباء مالية أمامنا وأمام التزاماتنا تجاه أخيها الأكبر (أمير) الذي تم قبوله بكلية الطب علاوة علي الألتزامات الغير محدودة تجاه السودان في ذلك الوقت قبل أن تستفحل في زمن الحرب ، لم يكن أمامنا الا البحث عن مصادر دخل أخري . سريعاً أتخذنا قرراً أنا وزوجتي التي تعمل كذلك بالحكومة الكندية أن نلجأ الي قيادة سيارتين مع شركة (الأوبر) أضافة الي الوظيفة الحكومية التي نشغلها والتي تتطلب الحضور الي المكتب من الساعة التاسعة الي الخامسة مساءً . شرحتُ للمدير هذه الظروف وأحتياجي لجدول خاص للحضور للعمل كي أوفي بالتزاماتي المالية فوافق مشكوراً علي الطلب . قبل الألتحاق كسائق بشركة (الاوبر) كنت أقود حافلة ترحيل للطلبة ذوي الأحتياجات الخاصة الا أنها لم تكن ذات عائد يذكر نسبياً حينها تم أتخاذ القرار الجماعي مع زوجتي بقيادة سيارة (الأوبر) . هذه كانت تجربة فريدة وغنية حيث تعرفت فيها لأول مرة علي شوارع وحانات المدينة وأناديها وباراتها وأحياءها الغنية والفقيرة أضافة الي مجتمعها السفلي . علي الرغم من الوظيفتين والأوبرين الأ أن الدخل لم يكن كافياً لتغطية الأحتياجات بحيث يتوجب التفكير في زيادته . عن طريق أحدي الصديقات التي تمارس حياكة ملابس العرائس أوشت لنا بان صاحبة المحل في أحتياج لعامل نظافة مرة في الأسبوع لكي يقوم بتنظيف المكان من بقايا الخيوط المبعثرة من الأقمشة والماكينات أضافة الي المطبخ والحمامات ، فما كان من زوجتي الا أن قبلت العرض وكنت يدها اليمني .
مدينة نيويورك من المدن الجميلة التي أحببتها رغم أنها ذات أيقاع سريع يختلف عن أتاوا الكندية ، حيث تتميز بسهولة الحركة وتخطيط شوارعها ومبانيها العتيقة . كنا حينما نذهب الي زيارة أبنتنا نأخذ معنا بالضرورة المواد التمونية من كندا حيث سعرها أرخص من نيويورك وبعض الأطعمة التي يتم طبخها بالمنزل حيث تساعد في تخفيض المنصرفات لفترة أسبوع أو أكثر وكذلك الحال عند زيارات أبنتي الينا . هذه أصبحت عاده مارسناها مع أبني وبنتي . لا نملك المقدرة المالية لجعلهم يتناولون الوجبات في المطاعم لذا يتوجب عليهم وعلينا تناول الطعام الذي يتم طهيه بالمنزل لقلة تكلفته مقارنة بالمطاعم . و حينما نزور (اليس) بنيويورك ، تعيش زوجتي مع اليس وصديقتها بحكم أنهم يسكنون في صالون واحد ولا مجال لي لمشاركتهم السكن . عليه كنت أستأجر سريراً بلكونده في غرفة مشتركة مع ثلاثة أشخاص آخرين (دبل بيد) بجوار (سنترال بارك) بهذا السكن توجد حمامات مشتركة ومطبخ وثلاجة يضع كل مستأجر مواده التمونية بها وعليها أسمه . في هذا المكان هنالك أشخاص يعيشون شهوراً عددا ، بعضهم حضر لدراسة اللغة وبعضهم في تبادل طلابي وبعضهم سواحاً . السرير في الليلة كان أيجاره خمسين دولاراً لكن حالياً أرتفعت الأيجارات .
مع شح الأمكانيات عاشت أبنتنا في ضائقة مالية الأ أنها أفادتها في التحكم في كيفية التصرف في الدخل والمنصرفات . في أثناء الدراسة تحصلت (اليس) علي عمل "بواب" مؤقتاً بالكلية ساعدتها نسبياً في تجاوز الظروف الصعبة في بلد لا رحمة فيه . بعض صديقاتها كانوا من المحظوظات أيضاً أحداهن تحصلت علي عمل طبيعته الخروج من المنزل للنزهة مع كلب من كلاب الميسورين وأخري كانت تعمل في متجر يبيع الأيسكريم . هذه الأشغال كلها تسير علي قدم وساق مع الدراسة الأكاديمية . كل الطلبة والطالبات في أمريكا وكندا يمارسون أعمالاً هامشية لزيادة دخلهم أثناء فترة الدراسة وفي الأيجازات الصيفية .
أكملت (اليس) دراستها في نيويورك بعد أربعة أعوام بأمتياز وأمتد بقاءها الي السنة الخامسة حيث تم أختيارها أثناء عروض أفلام التخرج علي خشبة المسرح الجامعي مع أثنين آخرين من قبل وكلاء يبحثون عن ممثلين سينمائين لتوقيع عقود عمل معهم . مهمة الوكيل هو ارسال الممثل/ة الي المنتجين السينمائيين لعمل معاينات لهم في حالة وجود أدوار سينمائية ليقوموا بأدئها . في العام الخامس الذي بقيت فيه (اليس) بنيويورك تم أختيارها في دور ثانوي في مسلسل " القانون والنظام" ، كذلك عملت بالكلية كمساعدة للشئون الأدارية وعملت بروضة أطفال كما كانت هنالك محاولات عديدة لبقائها بنيويورك بناء علي أتفاقية التجارة الحرة بين كندا والمكسيك وأمريكا الأ أنها فشلت لعدم أستيفاء شرط الأقامة الدائمة لها .
بأنتهاء (اليس) من دراستها الأكاديمية وبأصرارها ومساعدتنا لها أستطاعت هي وشقيقها الأكبر (أمير) من تحقيق رغباتهم في دراسة ما يريدون وهم ممتنون للوالدين بذلك .
يتبع
حامد بشري
19 أكتوبر 2024
hamedbushra6@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أضافة الی الی کندا فی هذا الأ أن
إقرأ أيضاً:
في مؤتمر صحفي بدبي ..وزير السياحة يستعرض ملامح استراتيجية النهوض بالقطاع
اختتم شريف فتحي وزير السياحة والآثار زيارته الحالية الرسمية لإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بعقد مؤتمر صحفي موسع حضره ما يقرب من 100 من ممثلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات التلفزيونية الإماراتية والعربية والدولية، كما أجرى عدداً من اللقاءات الإعلامية مع مجموعة من أهم كبرى المؤسسات الإعلامية العربية والدولية من بينها جريدة الاتحاد الإماراتية، والشرق الأوسط، وسكاي نيوز عربية، وCNBC عربية، والشرق بلومبرج.
واستعرض الوزير خلال المؤتمر الصحفي واللقاءات الإعلامية أبرز ملامح الاستراتيجية الحالية لوزارة السياحة والآثار للنهوض بالقطاع السياحي المصري، والتي تهدف إلى إبراز ما يتمتع به المقصد السياحي المصري من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة ومختلفة ليكون المقصد السياحي الأول في العالم من حيث المنتجات والأنماط السياحية تحت شعار "مصر... تنوع لا يضاهي"، مشيراً إلى ما حققته مصر من نتائج قياسية خلال عام 2024 باستقبال 15.8 مليون سائح، بزيادة قدرها 6% مقارنة بعام 2023، متجاوزة بذلك مستويات ما قبل الجائحة بنسبة نمو تجاوزت 21%، بالإضافة إلى النمو الملحوظ بنسبة 25% في أعداد السائحين خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس الثقة المتنامية في المقصد السياحي المصري رغم التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
وفي رده على تساؤلات وسائل الإعلام حول أبرز التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر، أوضح الوزير أن من بين الأولويات الحالية تعزيز الطاقة الفندقية في مصر، خاصة في ظل الاستهداف بمضاعفة عدد الغرف الفندقية بحلول عام 2031. كما أشار إلى إطلاق حزمة من التسهيلات والحوافز الاستثمارية، وإصدار ضوابط تنظيمية جديدة لوحدات “شقق الإجازات (Holiday Homes)” بهدف استيعاب الطلب المتزايد وضمان الجودة والأمن والسلامة ووسائل الراحة.
وسلط الوزير الضوء على المتحف المصري الكبير، مؤكداً أنه يعد صرحاً ثقافياً وأثرياً عالمياً، وأحد أبرز المشروعات الحضارية في القرن الحادي والعشرين، داعياً شعوب العالم إلى زيارة المتحف بعد افتتاحه كاملاً بشكل الرسمي في 3 يوليو المقبل، على أن يبدأ استقبال الزائرين في 6 يوليو القادم، مشيراً إلى تصميمه المعماري المبتكر وموقعه الفريد على مقربة من أهرامات الجيزة ومطار سفنكس الدولي، مما يجعل منه منطقة جذب سياحي متكامل ووجهة سياحية قائمة بذاتها مما يساهم في إطالة مدة إقامة السائحين في القاهرة وزيادة عدد السائحين. كما سلط الضوء على ما يحتويه المتحف من كنوز نادرة، منها عرض كنوز الملك الذهبي توت غنخ آمون كاملة لأول مرة، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية الفريدة داخل قاعاته الاثنتي عشرة الرئيسية والمجهزة بأحدث تقنيات العرض المتحفي إلى جانب متحف مراكب خوفو الأولى والثانية، ومركز الترميم المتخصص، مؤكداً على أن حفل الافتتاح سيكون حدثاً عالمياً يعكس مكانة مصر التاريخية والثقافية والسياحية، موجهاً الدعوة لشعوب العالم، من معرض السوق العربي بدبي، لزيارة المتحف بعد أن يتم افتتاحه كاملاً بشكل رسمي يوم 3 يوليو القادم للاستمتاع بما سيقدمه من تجربة سياحية أثرية ثرية استثنائية.
كما أشار إلى متحف مراكب خوفو الموجود بالمتحف المصري الكبير والذي يعرض مركبي خوفو الأولى والثانية مشيراً إلى طريقة نقل المركب الأولى من مكان عرضها بمنطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير، والجهود التي قام بها المرممين المصريين لترميمها، كما سيقوم المرممون بأعمال ترميم المركب الثانية أمام الزائرين بمكان عرضها بالمتحف.
وأكد الوزير حرص الدولة المصرية على جذب المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً إطلاق “بنك الفرص الاستثمارية” لإعداد خريطة موحدة بفرص الاستثمار المتاحة، والترويج لها داخلياً وخارجياً، بما يسهم في دفع عجلة التنمية السياحية المستدامة في مصر، معرباً عن تفاؤله بالموسم السياحي الحالي، ومؤكداً أن المؤشرات الأولية تعكس نمواً مطرداً في الطلب على المقصد المصري من مختلف الأسواق العالمية، خاصة من أسواق أمريكا اللاتينية وآسيا ودول الخليج. كما شدد على التزام الوزارة بمواصلة العمل على تطوير المنتج السياحي المصري، وتعزيز تجربة الزائر، من خلال التوسع في الأنماط السياحية الجديدة، وتكثيف الحملات الترويجية، وتحسين جودة الخدمات بما يتماشى مع مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم.
جدير بالذكر أن زيارة شريف فتحي وزير السياحة والآثار الحالية جاءت للمشاركة في معرض سوق السفر العربي (ATM 2025) في دورته الثانية والثلاثين والذي ينعقد خلال الفترة من 28 أبريل الجاري وحتى 1 مايو المقبل، بالإضافة إلى عقد مجموعة من اللقاءات على المستويين الرسمي والمهني لبحث سبل دفع مزيد من معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر من الأسواق المستهدفة ولاسيما السوق العربي ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة مع بدء الموسم السياحي الصيفي.