لجريدة عمان:
2025-04-01@09:22:42 GMT

الشعب يريد المقاطعة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أظهرت المؤسسات الرسمية في عُمان، وخصوصا ضمن قطاع الترفيه، بعض الاحترام للنكبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. لكنها وقد مر عام على الإبادة، تنحو مجددًا نحو استعادة الحياة الطبيعية، وإعادة مظاهر الفرح، والمهرجانات، والفعاليات الترفيهية. رغم أن الاحتلال اليوم يعمل أشرس من أي وقت مضى لتحقيق نواياه التطهيرية.

وقد بلغ ذروته مع حصار شمال القطاع منذ ثلاثة أسابيع الآن، من تهجير قسري، وتطويق المستشفيات وإحراقها، وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء بشكل كامل، وقطع الكهرباء ما يعني فقدان حياة المرضى الذين يعتمدون على الأجهزة، والأطباء يجدون أنفسهم أمام سؤال صعب للمفاضلة بين المرضى؛ لأنهم لا يملكون المصادر اللازمة لمساعدة الجميع، فوق هذا سُجلت وفيات سببها التجويع، جثث الشهداء ملقاة على جوانب الطريق أو مدفونة تحت الأنقاض. هذا غير حالة الإحباط نتيجة فقدان رموز المقاومة. الأمر الذي يعني إضافة سبب جديد لإطالة المفاوضات التي يُمكن أن تضمن وقفًا قريبًا لإطلاق النار، الذي لا يبدو أن الإسرائيلي مهتم به.

نشرت بلدية مسقط على حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي منشورًا هذا نصه: «شخصيات وارنر براذرز قادمة خلال ليالي مسقط! أنشطة وألعاب لكل العائلة، مع عروض حية. التقطوا أجمل اللحظات مع أحبائكم!». قابل العمانيون هذا الإعلان بموجة من الغضب، لكون وارنر براذرز معروفة بمساندتها للاحتلال (سأسرد الأدلة لاحقًا). ما يضاعف الغضب هو الميزانية التي أُسندت لتنظيم، وتصميم، والتجهيز للفعالية، والتي تجاوزت 4 ملايين ريال عماني، حسب صحيفة الأوبزيرفر.

شركة وارنر براذرز Warner Bros هي استوديو أفلام وترفيه أمريكي، أصبحت شركة فرعية من شركة الإعلام والترفيه وارنر برذرز ديسكفري (WBD) بعد الاندماج أواخر2021 والذي أُتم في 2022. رئيس الشركة، والرئيس التنفيذي لوارنر برذرز ديسكفري يُدعى ديفيد زاسلاف David Zaslav.

عائلة زاسلاف هم من يهود الشتات، وقد وُلد ديفيد في نيويورك، وهو اليوم واحد من أكثر أشخاص العالم تأثيرًا (في 2022 عدته التايمز ضمن أكثر مائة شخصية مؤثرة).

بعد طوفان الأقصى أرسل ديفيد زاسلاف مذكرة إلى موظفيه، نعت فيها الطوفان بـ«الهجمات الإرهابية» وقال إنه فعل «لا يمكن تبريره». رأى زاسلاف -وهو على رأس مؤسسة إعلامية نافذة- أن من واجبهم «تسليط الضوء على الظلم في العالم»، ويعني بالمظلوم هنا الكيان المحتل. ولأن قناة CNN المنحازة للرواية الصهيونية، والتي تعمل جاهدة على تبرير إبادة الشعب الفلسطيني، تابعة لشركته، نراه يُثني على جهودها في نقل الأحداث والشهادات للعالم وللتاريخ.

عندما نتحدث عن المعايير المزدوجة، عندما نتحدث عن تضليل الجمهور الغربي (مع أن هذا ليس عذرا)، عندما نتحدث عن التحيز السافر للقتلة، فإننا نعني هذه المؤسسات.

يتزامن كل هذا مع نشر «سي أن أن» لتقريرها المخزي، الذي يستعطفنا لأن الجنود الإسرائيليين يعانون من صدمات نفسية جراء قتلهم للأطفال، ودهس دباباتهم لأجساد الغزّاويين حية (وميتة أيضًا). وأنا هنا لا أجرّد الفكرة. هذه تماما هي الطريقة التي شرح بها التقرير ما يتعرّض له الجيش الإسرائيلي؛ إذ ينقل عن أفراده معاناتهم النفسية لقتل طفلٍ بعمر الثمانية أشهر.

أتخيل التشويش الذي يُمكن أن يُقرأ به خبر كهذا قبل الطوفان، أو بعد عشر سنوات. البروباغندا الصهيونية بلغت حدًا من العمى والتمركز حول الذات، تُدين فيه نفسها؛ لأن الآخر غائب تماما عن تصورهم، وإذا ما حضر فهو الإرهابي أو الطفل الذي سيكبر ليكون إرهابيًّا. يا لها من كلمة سحرية، تُعيد صياغة كل ما نعرفه عن الأخلاق، والإنسانية، والمنطق.

أتساءل كيف لمؤسسة مثل بلدية مسقط أن تستثمر استثمارا هائلا كهذا، دون إعمال حساسيتها للظرف الراهن. لكن الآن، وقد وقع الفأس في الرأس، لا يُريد منها الناس أكثر من إلغاء الفعالية، وإنهاء التعاون مع مثل هذه الشركات المتواطئة في الإبادة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من "سويسرا الشرق الأوسط" إلى شريك في التهريب.. تقرير أمريكي يكشف دور عُمان في دعم الحوثيين

طالبت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية، في تقرير حديث، بضرورة ضغط الولايات المتحدة على سلطنة عُمان لإنهاء الدعم المقدم للحوثيين، مشيرة إلى استخدام الأراضي العُمانية ممرا لتهريب الأسلحة وملاذا لقيادات الجماعة الإرهابية.

جاء ذلك في أعقاب ضبط السلطات اليمنية، يوم 24 مارس، شحنة أسلحة متطورة مهربة للحوثيين عبر الحدود مع عُمان، شملت 800 طائرة مسيرة صينية الصنع عبر منفذ "صرفيت" في محافظة المهرة.

ورغم تصوير عُمان كـ"سويسرا الشرق الأوسط"، ترى المؤسسة أن دورها في أزمة البحر الأحمر يكشف تواطؤا مع مليشيا الحوثي، المدعومين من إيران، والمصنفين كمنظمة إرهابية لدى واشنطن.

وأشارت إلى أن مسقط تحولت منذ 2015 إلى معبر رئيسي لأسلحة الحوثيين، حيث تم تهريب طائرات مسيرة في (2017) وصواريخ "بركان-2H" الإيرانية (2018) عبر أراضيها، إضافة إلى معدات عسكرية متطورة ضُبطت العام الماضي.

ملاذ آمن لقيادات الحوثيين

كشف التقرير أن عُمان توفر حماية لمسؤولي الجماعة، أبرزهم محمد عبد السلام، المفاوض الرئيسي للحوثيين، والمُستهدف بعقوبات أمريكية لتمويله شبكات الجماعة وتسهيل حصولها على أسلحة روسية. ورغم ادعاء مسقط أن وجودهم جزء من وساطتها لإنهاء الحرب اليمنية، إلا أن ذلك لم يحد من تصاعد هجمات الحوثيين ضد المدنيين في البلاد او في البحر الأحمر، والتي تستهدف السفن الأمريكية ومصالح واشنطن.

ودعا التقرير الإدارة الأمريكية إلى مطالبة عُمان بوقف أنشطة الحوثيين على أراضيها وطرد قياداتهم، مع فرض عقوبات على الأفراد والجهات العُمانية الداعمة لهم في حال الامتناع.

مقالات مشابهة

  • مناوي .. ماذا يريد ????????
  • لماذا تزايدت مقاطعة الفرنسيين للمنتجات الأميركية؟ وكيف علق مغردون؟
  • ماذا يريد الغرب وكياناتنا القُطْرِيَّةُ؟
  • بالفيديو.. جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك
  • لا أمزح وهناك أساليب لفعلها.. ترامب يريد ولاية ثالثة بالمخالفة للدستور
  • من أجل استعمار المريخ.. ماسك يريد إطلاق ثورة في ناسا
  • مسقط تحبط تهريب طائرات مُسيّرة وأموال على الحدود مع اليمن
  • من "سويسرا الشرق الأوسط" إلى شريك في التهريب.. تقرير أمريكي يكشف دور عُمان في دعم الحوثيين
  • موقع عبري: الاحتلال يريد تحويل مخيمات شمال الضفة لحي من أحياء المدن
  • ظفار يتوج بطلا لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم