سودانايل:
2025-03-17@01:50:41 GMT

ليست حرباً للكرامة وإنما للإستمرار في السلطة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أ. بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

ظللنا منذ اليوم الأول لإندلاع حرب الخامس عشر من أبريل نقول أن الهدف من إشعالها هو وأد شعارات الثورة وقطع الطريق أمام الإنتقال و مسيرة التحول المدني الديمقراطي، في الوقت الذي سعى فيه فلول النظام البائد وبعض من يشايعهم من المثقفين إلى تصويرها كحرب للحفاظ على الدولة وسيادتها.



هدف العسكريين، ومن خلفهم الحركة الإسلامية، هو الإمساك بالسلطة واستعادة الإنقاذ في نسخة جديدة بوجوه مختلفة. إستمرار قيادة الجيش في الحكم أكد عليه ياسر العطا في شهر سبتمبر الماضي بالقول : (القائد العام للقوات المسلَّحة حتى بعد الانتخابات، وليس الفترة الانتقاليَّة فقط، بل حتى بعد الانتخابات سيبقى لمدة ثلاث إلى أربع دورات انتخابية هو رأس الدولة بكامل الصلاحيات السيادية).

وبالأمس كرر العطا نفس الكلام بالقول : (قريبا جداً سنقيم انتخابات ... القائد العام هي رمزية عشان ما يضمن تناغم وتشابك القوى العسكرية والأمنية مع القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية عشان ما يمشوا بالبلد للأمام حيكون هو رأس الدولة بالصلاحيات السيادية فقط لكن بعد الانتخابات المسائل التنفيذية كلها للحكومة المدنية).

معنى حديثه أعلاه أنه حتى بعد قيام الإنتخابات سيستمر قائد الجيش في رئاسة البلاد, ولا يغرنك الحديث عن "رمزية" و "صلاحيات سيادية فقط", فقد تم تجريب ذات الألفاظ في شراكة الإنتقال وثبت جلياً أن الصلاحيات تكون مع صاحب القوة العسكرية والأمنية والإقتصادية، وهو من سيكون الحاكم الحقيقي.

خطة الحركة الإسلامية تقوم على تكثيف العمل العسكري وضرورة إستعادة ولايتي الخرطوم والجزيرة ( لا يهمهم بقية الولايات) قبل نهاية العام، ومن ثم إعلان حكومة بعد إطلاق حملة إعلامية وسياسية توحي للرأي العام بأن الحرب قد إنتهت بانتصار الجيش.

و"قريباً جداً" كما قال العطا سيجرون إنتخابات صورية لا تستوفي أية شروط ولا تشمل كل أنحاء البلاد ليؤكدوا شرعية زائفة، ومن غير المستبعد أن يكون مرشحهم للرئاسة هو قائد الجيش الظافر الذي إنتصر في الحرب ودحر الأعداء وحافظ على سيادة الدولة وصنع لنفسه شعبية كبيرة وسط جماهير الشعب السوداني.

السيناريو أعلاه يشبه إلى حد كبير ما حدث عشية دحر النميري للإنقلاب الشيوعي في يونيو 1971، فحتى ذلك الحين لم يك النميري رئيساً للبلاد بل كان يترأس المجلس العسكري، وبمجرد إنتصاره على الشيوعيين إستغل الحدث وقام بإجراء إستفتاء في سبتمبر 1971 حصل فيه على تأييد 98.6٪ من الناخبين مع نسبة إقبال بلغت 92.9٪.

تتجاهل خطة الحركة الاسلامية حقائق الواقع التي تقول أن السودان ليس الخرطوم أو الجزيرة فحسب، وأن الحرب ستستمر في أجزاء أخرى كبيرة من البلد، وأن لكل فعل رد فعل، ولن تكون المحصلة النهائية لهذا التوجه سوى تشظي البلاد وتفكيكها، وهو الأمر الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق بشدة.

ما تزال هناك فرصة للحفاظ على وحدة السودان واستقراره (مع أنها تتضاءل مع مرور الايام) وذلك عبر جلوس الطرفين المتصارعين في طاولة التفاوض للتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، ومن ثم إطلاق عملية سياسية للتوافق حول القضايا الأساسية للإنتقال ومسار التحول الديمقراطي والإنتخابات.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن موسكو تؤيد مبدأ وقف إطلاق النار في الحرب ضد أوكرانيا، لكنها وضعت شروطا مسبقة قبل الالتزام بالهدنة.

وجاءت تصريحات بوتين بعد اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، مما أثار ردود فعل متباينة من أوكرانيا والولايات المتحدة.

واجتمع فريقان يمثلان الولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة جدة السعودية يوم الثلاثاء، واتفقا على اقتراح وقف إطلاق نار "فوري ومؤقت" لمدة 30 يوما. ركز الاقتراح على:

تبادل أسرى الحرب. إطلاق سراح المعتقلين المدنيين. عودة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسرا.

ولم يتطرق الاقتراح إلى العقوبات على روسيا أو ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكنه أشار إلى مشاركة الحلفاء الأوروبيين في عملية السلام.

شروط بوتين

أكد بوتين أن روسيا تؤيد فكرة وقف إطلاق النار من حيث المبدأ، لكنها تحتاج إلى مناقشة عدة قضايا قبل الالتزام بالهدنة. وحدد الرئيس الروسي 3 نقاط رئيسية:

مصير القوات الأوكرانية في كورسك: في أغسطس/آب 2023، شن الجيش الأوكراني توغلا مفاجئا في منطقة كورسك الروسية، واستولى على أراض. وعلى الرغم من استعادة روسيا لمعظم هذه الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية موجودة في المنطقة. وفي هذا السياق، تساءل بوتين: "هل سيخرج جميع الموجودين هناك دون قتال؟ أو هل ستأمرهم القيادة الأوكرانية بإلقاء السلاح والاستسلام؟". إعادة تجميع القوات الأوكرانية: أشار بوتين إلى أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا قد تستغله أوكرانيا لحشد قوات جديدة وتلقي أسلحة إضافية. وقال "كيف يمكننا وكيف سنضمن عدم حدوث شيء من هذا القبيل؟ كيف سيتم تنظيم السيطرة؟". آلية مراقبة وقف إطلاق النار: تساءل بوتين عن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار ومن سيضمن التزام الطرفين بالاتفاق. وقال "من سيصدر الأوامر بوقف الأعمال العدائية؟ ومن الذي سيحدد أين ومن الذي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل على مسافة ألفي كيلومتر؟". إعلان

ردود الفعل الدولية

الولايات المتحدة

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات بوتين بأنها "واعدة ولكنها غير مكتملة". وقال "سنرى الآن ما إذا كانت روسيا هناك أم لا. وإذا لم تكن كذلك، ستكون لحظة مخيبة للآمال للغاية بالنسبة للعالم".

كما أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى أن ترامب مستعد لممارسة "أقصى قدر من الضغط" على روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن وكييف على استعداد لقبول الشروط الروسية، لكن بعض المحللين يشيرون إلى أن ترامب قد يكون مستعدا لتقديم تنازلات لتسريع عملية السلام.

وقال الباحث كير جايلز من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، "إذا كان الأداء السابق دليلا، فإن مطالب بوتين قد تلقى استجابة من إدارة ترامب، مما قد يضع كييف في موقف صعب".

أوكرانيا

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوتين بالاستعداد لرفض اقتراح وقف إطلاق النار، حيث قال في بيان نشره على منصة "إكس"، "يخشى بوتين أن يخبر الرئيس ترامب مباشرة أنه يريد مواصلة هذه الحرب ومواصلة قتل الأوكرانيين".

ودعا زيلينسكي إلى زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات، مؤكدا استعداد أوكرانيا للعمل مع شركائها الأميركيين والأوروبيين لتعزيز عملية السلام.

خبراء دوليون

في المقابل، يرى محللون أن روسيا قد تستخدم المماطلة كتكتيك عسكري، حيث تمنح نفسها المزيد من الوقت لتعزيز مكاسبها الميدانية، وخاصة في كورسك ودونيتسك.

وأوضحت مارينا ميرون، الباحثة في جامعة "كينغز كوليدج" بمدينة لندن أن تنفيذ وقف إطلاق النار سيجعل "الجميع على وفاق، سيمر الوقت، وهو ما سيمنح الروس على الأرجح الوقت اللازم لاستعادة كورسك على الأقل".

ومع تصاعد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع، لا يزال مستقبل وقف إطلاق النار غير واضح. فبينما تسعى واشنطن وكييف لإنهاء الحرب بشروط تضمن استقرار أوكرانيا، تصر موسكو على معالجة مخاوفها الأمنية قبل الالتزام بأي هدنة.

إعلان

ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن ترامب وبوتين من التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب، أم أن المفاوضات ستظل عالقة وسط خلافات لا يمكن تجاوزها؟

مقالات مشابهة

  • السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم
  • الجثامين المنسية في أم درمان
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • أكبر خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار: قوة مشاة في عديسة رغم انتشار الجيش
  • صورة جامعة في دار الفتوى..الرئيس عون : لا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • عدالة الإمارات
  • إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة
  • بحضور رئيس النادي وكبار المستشارين.. نادي قضاة مجلس الدولة بالغربية يعقد إفطاره السنوي