سودانايل:
2025-03-04@08:47:56 GMT

ليست حرباً للكرامة وإنما للإستمرار في السلطة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أ. بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

ظللنا منذ اليوم الأول لإندلاع حرب الخامس عشر من أبريل نقول أن الهدف من إشعالها هو وأد شعارات الثورة وقطع الطريق أمام الإنتقال و مسيرة التحول المدني الديمقراطي، في الوقت الذي سعى فيه فلول النظام البائد وبعض من يشايعهم من المثقفين إلى تصويرها كحرب للحفاظ على الدولة وسيادتها.



هدف العسكريين، ومن خلفهم الحركة الإسلامية، هو الإمساك بالسلطة واستعادة الإنقاذ في نسخة جديدة بوجوه مختلفة. إستمرار قيادة الجيش في الحكم أكد عليه ياسر العطا في شهر سبتمبر الماضي بالقول : (القائد العام للقوات المسلَّحة حتى بعد الانتخابات، وليس الفترة الانتقاليَّة فقط، بل حتى بعد الانتخابات سيبقى لمدة ثلاث إلى أربع دورات انتخابية هو رأس الدولة بكامل الصلاحيات السيادية).

وبالأمس كرر العطا نفس الكلام بالقول : (قريبا جداً سنقيم انتخابات ... القائد العام هي رمزية عشان ما يضمن تناغم وتشابك القوى العسكرية والأمنية مع القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية عشان ما يمشوا بالبلد للأمام حيكون هو رأس الدولة بالصلاحيات السيادية فقط لكن بعد الانتخابات المسائل التنفيذية كلها للحكومة المدنية).

معنى حديثه أعلاه أنه حتى بعد قيام الإنتخابات سيستمر قائد الجيش في رئاسة البلاد, ولا يغرنك الحديث عن "رمزية" و "صلاحيات سيادية فقط", فقد تم تجريب ذات الألفاظ في شراكة الإنتقال وثبت جلياً أن الصلاحيات تكون مع صاحب القوة العسكرية والأمنية والإقتصادية، وهو من سيكون الحاكم الحقيقي.

خطة الحركة الإسلامية تقوم على تكثيف العمل العسكري وضرورة إستعادة ولايتي الخرطوم والجزيرة ( لا يهمهم بقية الولايات) قبل نهاية العام، ومن ثم إعلان حكومة بعد إطلاق حملة إعلامية وسياسية توحي للرأي العام بأن الحرب قد إنتهت بانتصار الجيش.

و"قريباً جداً" كما قال العطا سيجرون إنتخابات صورية لا تستوفي أية شروط ولا تشمل كل أنحاء البلاد ليؤكدوا شرعية زائفة، ومن غير المستبعد أن يكون مرشحهم للرئاسة هو قائد الجيش الظافر الذي إنتصر في الحرب ودحر الأعداء وحافظ على سيادة الدولة وصنع لنفسه شعبية كبيرة وسط جماهير الشعب السوداني.

السيناريو أعلاه يشبه إلى حد كبير ما حدث عشية دحر النميري للإنقلاب الشيوعي في يونيو 1971، فحتى ذلك الحين لم يك النميري رئيساً للبلاد بل كان يترأس المجلس العسكري، وبمجرد إنتصاره على الشيوعيين إستغل الحدث وقام بإجراء إستفتاء في سبتمبر 1971 حصل فيه على تأييد 98.6٪ من الناخبين مع نسبة إقبال بلغت 92.9٪.

تتجاهل خطة الحركة الاسلامية حقائق الواقع التي تقول أن السودان ليس الخرطوم أو الجزيرة فحسب، وأن الحرب ستستمر في أجزاء أخرى كبيرة من البلد، وأن لكل فعل رد فعل، ولن تكون المحصلة النهائية لهذا التوجه سوى تشظي البلاد وتفكيكها، وهو الأمر الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق بشدة.

ما تزال هناك فرصة للحفاظ على وحدة السودان واستقراره (مع أنها تتضاءل مع مرور الايام) وذلك عبر جلوس الطرفين المتصارعين في طاولة التفاوض للتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، ومن ثم إطلاق عملية سياسية للتوافق حول القضايا الأساسية للإنتقال ومسار التحول الديمقراطي والإنتخابات.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العطا وجبريل.. تنوير ضافي من القيادة العسكرية عن سير العمليات والتقدم في امدرمان

في اطار زيارتي للعاصمة القومية التقيت بعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا بمعية والي الخرطوم و وفد رفيع من القادة العسكريين.قدمنا للتهاني للقوات المسلحة و القوات المساندة بمناسبة الانتصارات الساحقة التي حققتها القوات في مختلف المحاور في الفترة الاخيرة، كما استمعنا الى تنوير ضافي من القيادة العسكرية عن سير العمليات والتقدم في امدرمان، بحري والخرطوم.الصفحة الإعلامية لحركة العدل والمساواة إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العطا: لن نفاوض الجنجويد في ذرة رمل من تراب بلدنا – فيديو
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
  • بلدبة برج البراجنة: آن الأوان لنشر الجيش وقوى الأمن لحماية المواطنين
  • العطا وجبريل.. تنوير ضافي من القيادة العسكرية عن سير العمليات والتقدم في امدرمان
  • السلطة المحلية بمحافظة البيضاء تلتقي عددا من المسؤولين وقيادات الدولة
  • خطّة مصرية فلسطينية لإدارة غزة وإعادة الإعمار بعد الحرب.. تعرّف عليها
  • غوتيريش يحذّر من خطورة تجدد الحرب في غزة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة ليست مجرد أعمال ظاهرية وإنما منهج حياة شامل
  • المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة