في مقال يوم الثلاثاء (الخامس عشر من أكتوبر) للأخ الكاتب بدر العبري والمعنون بـ«الدّولة الوطنيّة في العالم العربيّ وما بعد فكرة الخلافة»، فقد استهله بأنه مع: «سقوط الدّولة العثمانيّة عام 1922م انتهت دولة الخلافة، وبدأ تكوّن الدّولة الوطنيّة القِطْريّة، ومفهوم الدّولة بمعناها الإقليميّ الوطنيّ التّعاقديّ تبلور بشكل كبير في الغرب بعد عصر الأنوار».

مضيفًا في فقرة أخرى من هذا المقال، ما أسماه بـالمراجعات: «وأجرأها ما قدّمه عليّ عبد الرّازق في كتابه «الإسلام وأصول الحكم»، والذي صدر مبكرًا عام 1925م، الذي خلص فيه إلى «أنّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- ما كان إلا رسولا لدعوة دينيّة خالصة للدّين، لا تشوبها نزعة ملك، ولا دعوة لدولة، وأنّه لم يكن للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- ملك ولا حكومة، وأنّه -صلّى الله عليه وسلّم- لم يقم بتأسيس مملكة، بالمعنى الّذي يفهم سياسة من هذه الكلمة ومرادفاتها، ما كان إلا رسولا كإخوانه الخالين من الرّسل، وما كان ملكًا، ولا مؤسّس دولة، ولا داعيًا إلى ملك». كما طرح الزميل الكاتب قضايا أخرى جدلية تحتاج إلى حوارات مستقلة عن هذا الموضوع المطروح. فلا شك أن سقوط الدولة العثمانية، جاء بعد الحرب العالمية الأولى، وهذا السقوط جاء نتيجة للرجل المريض كما سميت من قبل الباحثين، وتم إسقاطها بانقلاب من قبل بعض الضباط العسكريين، ومنهم الجنرال أتاتورك المعروف بميوله العلمانية، لكنني، أخالف الكاتب العبري أن الدولة العربية القطرية، لم تأتِ مباشرة بعد انتهاء الخلافة العثمانية، بل سبقتها الدولة العربية التقليدية، التي كانت موجودة حتى في فترة الدولة العثمانية، لكن قيام الدولة العربية القطرية، سبقتها دعوات للوحدة العربية، ودعوات أخرى للوحدة الإسلامية، لكن الاستعمار جاء محتلًا مع وجود الدولة العثمانية، وبعد سقوطها استكمل احتلاله لبعضها، وساهم في التفتيت وتشجيع التجزئة وليس الوحدة، وبعد استقلال بعض هذه الدول، أصبحت الدولة العربية القطرية واقعا لا مفر من القبول بها.

أشار الكاتب العبري في مقاله إلى كتاب علي عبدالرازق ـ رحمه الله ـ (الإسلام وأصول الحكم)، واعتبر العبري أن هذا الكتيب من ـ أجرأ المراجعات ـ بحسب قوله، وخلاصة قول علي عبدالرازق إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: «ما كان إلا رسولًا لدعوة دينيّة خالصة للدّين، لا تشوبها نزعة ملك، ولا دعوة لدولة». وهذا الكتاب الشهير (الإسلام وأصول الحكم)، الذي لا يتجاوز المائة والعشرين صفحة، لم يطرح فيه رأيًا متماسكًا، كما أن هذا الرأي الذي وضعه علي عبدالرازق، يعتبر سابقة في الفكر الإسلامي، بما طرحه في هذا الكتيب من آراء، ذلك أن الإسلام وإن كان لم يعتبر الدولة والسلطة جزءا من الدين، لكن الدولة والسلطة ضرورة من ضرورات تطبيق شرائع الدين؛ لأن الإسلام عقيدة وشريعة، وهذه الشريعة لا بد لها من الدولة والسلطة، وقد تحققت هذه الدولة في العصر الراشدي، وما بعده، وهذه مسألة بديهية وضرورة عقلية للأمة وللمجتمع، لتطبيق الدين وتنفيذ أوامره وتكليفاته التشريعية. ولم يقل أحد أن الدولة والسلطة أمر إلهي، والفقهاء المسلمون في أغلبهم اعتبروا الإمامة من الفروع وليست من الأصول، صحيح أن الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة، جاء ليقيم الدين في الأساس، وهداية البشر، وتنمية الإنسان على الأخلاق والسلوك والقيم إلخ، لكن هذا الدين ليس عقيدة فحسب، بل إن الوحي الإلهي جاء بتشريع مع هذا الدين، ليتم تطبيقه على هذه الأمة، وهذا التشريع لا بد من دولة وسلطة لتنفذه وتطبقه، لتنظيم العلاقات بين الناس.

وقد ناقشت في كتابي (الأمة والدولة المواطنة)، قضية الدولة ومقومات قيامها وأسسها، لذلك الذي قاله عبدالرازق فيه أيضا خلط عجيب بين الرؤية الإسلامية للدولة كما عُرف عنها، وما كانت عليه الكنيسة المسيحية، قبل تجريدها من صلاحياتها في القرن الثامن عشر الميلادي. وهناك الكثير من المواقف للخلفاء الراشدين، تبرز أن الخليفة أو أمير المؤمنين، رأيه ليس معصومًا ولا مقدسًا، وأبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، قال في اليوم التالي لتوليه الخلافة، بصفته وقفًا يحدد برنامجه السياسي بـمقاييس ذلك العصر: «أيها الناس: إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح عنه علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله». وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال في إحدى المناسبات: «لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة». والتاريخ الإسلامي يحفل بالكثير من المواقف التي تبرز مدنيّة الدولة، ولا عصمة ولا قدسية لزعماء الأمة وسياساتهم، ولم يقل أحد بذلك، عدا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بموجب الوحي الإلهي.

فالإسلام ليس كهنوتًا ولا ادعى أحد أن الدولة في الإسلام، تعد أمرًا منصوصًا عليه في القرآن الكريم، إنما الإسلام أقام دولة وسلطة مدنية منذ العصر الأول - وليست دينية بما كانت عليه الكنيسة في القرون الوسطى- وكانت تقوم بواجباتها السياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية، وهذه من سنن الحياة الطبيعية، لكل الأمم والشعوب، وقد رد على الشيخ علي عبدالرازق، العديد من العلماء والباحثين، بعد صدور كتابه هذا، ومن هؤلاء الذين ردوا على هذا الكتاب العلامة محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (نقد علي لكتاب الإسلام وأصول الحكم) والشيخ أحمد الخضر حسين في كتابه (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم)، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية في كتابه (حقيقة الإسلام وأصول الحكم) حيث فنّدوا كل ما قاله عبدالرازق، بعيدا عن النقد العنيف أو التشهير أو التكفير، والإشكالية أن صاحب كتاب (الإسلام وأصول الحكم)، طرح حججًا غير سليمة في رؤيته هذه خاصة ما قاله إن الإسلام دين لا دولة ـ رسالة لا حكما ـ وكان ردهم عليه: إن الخلافة أو الرئاسة السياسية للمسلمين ليست منصبا دينيا، أو جزءا من رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ المحتجّين لها أو لطابعها الديني إنما يؤسِّسون ذلك على الإجماع، وليس على الكتاب أو السُّنة».

والشيخ علي عبدالرازق ناقضَ نفسه بنفسه في هذا الكتاب عندما قال في هذا الكتاب: إن (الإسلام دين فحسب)، لكنه اعترف في الكتاب نفسه، أن الرسول لم يكن رسولا فحسب، بل إنه كان حاكما، حيث قال ما نصه: «من أجل ذلك كان سلطان النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى رسالته سلطانا عاما، وأمره في المسلمين مطاعا، وحكمه شاملا، فلا شيء مما تمتد إليه يد الحكم إلا وقد شمله سلطان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نوع مما يتصور من الرئاسة والسلطان إلا وهو داخل تحت ولاية محمد صلى الله عليه وسلم على المؤمنين» ص69 من كتاب (الإسلام وأصول الحكم). وهناك أقوال عن أسباب صدور هذا الكتاب أن الشيخ علي عبدالرازق وأسرته ينتمون لحزب الوفد وهو حزب الأغلبية في مصر في عهد الملك فؤاد، وشاع الكلام أن الملك فؤاد سيعلن نفسه خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية، وهذا لم يرض عنه حزب الوفد لأسباب سياسية وحزبية، فجاء إصدار هذا الكتاب.

ومن الباحثين من غير التوجهات الإسلامية، خاصة من التوجهات القومية والعروبية والليبرالية، خالفوا عبدالرازق فيما قاله: إن الإسلام دين لا دولة، فكتبوا عن قيام الدولة منذ العصر الأول ومن هؤلاء: د.محمد عابد الجابري في كتابه (الدين والدولة وتطبيق الشريعة) ود.برهان غليون في كتابه (نقد السياسة: الدولة والدين) ود.عبد الإله بلقزيز في كتابه (تكوين المجال السياسي الإسلامي، ود.هشام جعيط في كتابه (الوحي، القرآن، النبوة). ومن الباحثين البارزين الذين ناقشوا علي عبدالرازق برؤية منهجية وموضوعية د.عبد الإله بلقزيز في كتابه (تكوين المجال السياسي الإسلامي)، فيقول في ص 137 (ميلاد دولة): «وضعت دولة المدينة، في عهدها النبوي، أسس دولة المسلمين اللاحقة سواء في تنظيمها السياسي ـ الإداري أو تنظيمها الاقتصادي (...)، حيث مؤسس الجماعة الإسلامية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم نبي وقائد سياسي وعسكري ورئيس الدولة». وفي كتاب د.بلقزيز الآخر: (العرب والحداثة.. دراسة في مقالات الحداثيين) ص:(142،140)، يرى أن الارتباك كان واضحا في الرؤية العامة لما يريده عبدالرازق في رصد التجربة النبوية: «ذلك ما يستفيده قارئ علي عبد الرازق، يحاول الأخير تبديد الاشتباه ذاك وبيان غياب لحظةٍ سياسية فيهما. لكن القارئ نفسه لا يملك مقاومة الشعور بأن حجة عبدالرازق لم تكن قوية بما يكفي لتأسيس موقفه على النحو الرصين. إذ كان يخالطه الكثير من الارتباك، ناهيك عن تناقضات لم تكن تسمح لخطابه في المسألة بالتماسك، فحين يكتب أن الجهاد «كان آية من آيات الدولة الإسلامية، ومثالًا من أمثلة الشؤون الملكية».(...)، ينتهي إلى إسقاط الماهيتين السياسية والدينية عنه من دون أن يثبت له ماهية أو يقرر له صلة بأي من السياسة والدين»!.

والواقع أن الزميل الكاتب بدر العبري في هذا المقال، لم يتناول قضية الخلافة أو الدولة الوطنية القطرية بعدها، وكتاب علي عبدالرازق تناولًا محايدًا تتعدد فيه الآراء وقرأ كثيرا عن الكتاب، وكان يفترض أن يأخذ الآراء الأخرى التي ناقشت عبدالرازق، سواء بالتأييد أو النقد المخالف لفكرته، لكنه اقتصر على رأي واحد أوحد، ولم يخرج عنه، ويبقى الرأي والرأي المخالف مهمًا، كمن يرمي حجرًا في المياه الراكدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الدولة العربیة الدولة والسلطة علی عبدالرازق هذا الکتاب فی کتابه علی عبد الد ولة فی هذا ما کان

إقرأ أيضاً:

فعاليات ثقافية متنوعة احتفاءَ بعيد جمعة رجب وهوية الشعب اليمني

الثورة  / 

احتفت الهيئة العامة للأوقاف ممثلة بمكتبها بالأمانة أمس في الجامع الكبير بصنعاء بعيد جمعة رجب – ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام تحت شعار «بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية سنواجه الصهيونية العالمية».

وفي الاحتفال بارك النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح لأبناء اليمن هذه المناسبة الدينية الجليلة – ذكرى دخولهم الإسلام.

واعتبر دخول أهل اليمن الإسلام مكسبًا لكل مسلم في أرجاء المعمورة، وهو ما يتجّسد على الواقع بالمواقف المشرفة التي اتخذها أهل اليمن دفاعاً عن الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من حرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيونية في ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي معيب.

ولفت إلى أن كل مسلم يستطيع نصرة غزة باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية التي تحز في نفس كل مسلم .. داعيًا الميسورين والمقتدرين إلى دعم القوة الصاروخية والطيران المسير باعتبارهما جبهة قوية وقاهرة للعدو الصهيوني، الأمريكي والبريطاني.

وحث العلامة مفتاح الدول والشعوب العربية والإسلامية على إطلاق حملة عالمية للإغاثة وإنقاذ غزة .. مبينًا أن اليمن سيكون سباقًا في إطلاق تلك الحملة.

بدوره أوضح رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، أن الشعب اليمني كان السند والمدد والناصر للإسلام، والعلاقة بين اليمنيين والإسلام ليست وليدة اللحظة بل هي علاقة أزلية ومتجذرة منذ عمق التاريخ.

واستعرض فضائل الأنصار الذين ناصروا رسول الرحمة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانتهم لدى رسول لله.

واعتبر العلامة مفتاح، جمعة رجب مناسبة عظيمة وذكرى خالدة في قلوب اليمنيين الذين أنعم الله عليهم بموفد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ودخولهم في دين الله أفواجاً على يديه.

وألقيت كلمتان من عضو رابطة علماء اليمن العلامة محمد الباشق والناشط الدكتور حمود عبدالله الأهنومي، تناولا عظمة وقدسية ذكرى جمعة رجب.

وأوضحا أن هذه المناسبة من أهم المناسبات المجيدة والعظيمة في تاريخ الشعب اليمني، تبرز الصفحات المشرقة لأبناء اليمن في التاريخ الإسلامي.

وتطرق الباشق والأهنومي إلى فضائل أهل اليمن وثمار دخولهم الإسلام وتوليهم لإعلام الهدى من آل البيت الأطهار وما أنعم الله به على الشعب اليمني في الفترة الراهنة بتسخيره لهم قيادة حكيمة أسهمت في إخراجهم من التبعية لقوى الاستكبار والطغيان.

تخلل الاحتفال موشح ديني معبر عن المناسبة.

كما شهد جامع الصحابي الجليل معاذ بن جبل في منطقة الجند بمحافظة تعز اليوم حشودًا جماهيرية للاحتفاء بعيد جمعة رجب – ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام، بمشاركة القائم بأعمال المحافظ أحمد أمين المساوى وعضو مجلس القضاء الأعلى – مفتي المحافظة القاضي علوي سهل بن عقيل.

وأُلقيت على مدى يومين حتى قبل صلاة جمعة أمس، محاضرات دينية وأناشيد وتوشيحات وقصائد شعرية معبرة عن روحانية جمعة رجب وارتباطها عاطفيا ووجدانيا وإيمانيا بأهل اليمن منذ فجر الإسلام.

وألقى العلامة علوي سهل بن عقيل خطبتي الجمعة، استعرض فيها ثبات اليمنيين على معتقداتهم الإيمانية وثقتهم بالله وتوكلهم عليه، وقال “إن المؤمنين إخوة، وإن اختلفوا”.

وأشار إلى الاختلاف الحاصل اليوم بين أبناء الأمة واستغلال الأعداء لمثل هذه الثغرات في تنفيذ أجندته ومؤامراته على الأمة الإسلامية .. مضيفًا “إن أرض اليمن لليمنيين وقيادتنا الثورية الحكيمة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي دعت أبناء اليمن في الخارج بالعودة إلى وطنهم للوقوف في مواجهة الأعداء وقوى الطغيان والاستكبار “أمريكا وإسرائيل”.

وعبر العلامة بن عقيل، الحمد والشكر لله عز وجل على ما أنعم على أهل اليمن من أمن وأمان وعزة وكرامة واستقرار، لافتًا إلى أن اليمن اليوم في ظل القيادة الحكيمة يخوض أعتى معركة مع قوى الشر العالمي، ويسطر الملاحم البطولية نصرة للمستضعفين في فلسطين.

واعتبر المعركة التي يخوضها اليمن، مفصلية انطلاقًا من المبادئ الإنسانية والأخلاقية في الوقوف إلى جانب المستضعفين في غزة .. داعيا الجميع العودة إلى الحق وجمع الشمل ولم الصف والوقوف في مواجهة التحديات التي تُحاك ضد اليمن واليمنيين.

كما احتفى عدد من مشايخ ووجهاء قبائل اليمن بمناسبة عيد جمعة رجب – ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام.

وزار نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام ومعه عدد من المشايخ والوجهاء سوق الحلقة التي التف فيها أبناء اليمن حول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الجمعة الأولى من رجب، معلنين إسلامهم وولائهم لله تعالى ولرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

واستمع من وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني ومدير مديرية صنعاء القديمة مهدي عرهب، بحضور عدد من العقال من مختلف مديريات الأمانة، إلى شرح حول سوق الحلقة برمزيته التاريخية ومكانته في قلوب أهل اليمن، باعتبار المكان الذي تحلق اليمنيون حول الإمام علي عليه السلام أثناء زيارته مبعوثًا لرسول الله عليه الصلاة والسلام.

وعبّر وكيل الأمانة المداني عن اعتزازهم بالقبيلة اليمنية ودورها في نصرة الدين الإسلامي منذ بزوغ فجر الإسلام والدور المهم الذي تقوم به القبيلة في نصرة القضايا الوطنية والقومية ووقوفهم بحزم وقوة في مواجهة العدوان على اليمن ودعم الجبهات بكل عطاء سواء بالمال أو الرجال بالإضافة إلى مساندتهم للقضية الفلسطينية والأشقاء في غزة.

وأكد أن قبائل اليمن هم أول من ناصروا النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان لهم شرف تسميتهم بالأنصار .. مشيرًا إلى أن احتفاء القبيلة اليمنية بعيد جمعة رجب، تأكيد سير أحفاد الأنصار على نهج أجدادهم وتجديد العهد والولاء لله ورسوله الكريم والإمام علي عليه السلام.

كما زار نائب رئيس مجلس الشورى والمشايخ، جامع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والجامع الكبير بصنعاء القديمة.

وخلال الزيارات أكد نائب رئيس مجلس الشورى أهمية الاحتفاء بمناسبة جمعة رجب باعتبارها محطة مهمة لتعزيز الهوية الإيمانية وترسيخ مبادئ وقيم الدين الحنيف، مشيرًا إلى أن قبائل اليمن ستبقى الحصن الحصين والمدافعة على الهوية الإيمانية والدين الإسلامي الحنيف وستقف بكل شموخ وعزة وثبات في مواجهة أعداء الأمة وضد قوى الاستكبار والطغيان.

وعبر عن تجديد القبيلة اليمنية العهد والولاء لله تعالى ورسوله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام والإمام علي كرّم الله وجهه ولقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتفويضه المطلق في مواجهة الأعداء ونصرة المظلومين في غزة والمستضعفين في الأرض.

إلى ذلك نظم مكتب الهيئة العامة للأوقاف في محافظة إب، أمس، لقاءات موسعة في مديريات المشنة والظهار وجبلة؛ إحياءً لذكرى جمعة رجب، وتأصيلاً للهوية الإيمانية، وإسناداً لغزة تحت شعار “بهويتنا الإيمانية .. سنواجه أعداءنا”.

وخلال اللقاءات، التي عقدت بمشاركة علماء وخطباء وأكاديميين، وبحضور نائب مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف في المحافظة، صدام العميسي، ألقيت كلمات شددت على ضرورة تجسيد الهوية الإيمانية، وترسيخ المفاهيم والسلوكيات القرآنية؛ لتحصين المجتمع من مخاطر الأعداء وحروبهم الناعمة، التي تستهدف الدين والعادات والتقاليد الأصيلة.

وأكدت على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول التحديات، التي تواجه الهوية الإيمانية .. منوهة بدور الشباب في نشر قيم التسامح والاعتدال، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي.

وأشارت الكلمات إلى أهمية إحياء جمعة رجب لمكانتها لدى اليمنيين، الذين يرتبطون بها ارتباطاً عميقاً؛ كونها تمثل مناسبة استثنائية دخل فيها اليمنيون إلى الإسلام أفواجاً.

ودعت إلى استمرار التحشيد الشعبي، وإقامة المسيرات والأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة .. حاثة على المشاركة الواسعة في دورات التعبئة العامة “طوفان الأقصى”.

شارك في اللقاءات مدراء فروع أوقاف المشنة، عادل الغرباني، وجبلة، أكرم الغيثي، والظاهر، عمار إدريس.

كما أحيا مكتب الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة ذمار مع مكتب الإرشاد وإدارة المدرسة الشمسية أمس الفعالية الثقافية والانشادية احتفاء بعيد جمعة رجب للعام 1446ه‍.

تحت شعار {ارتباطنا بالقضية الفلسطينية جزء أساسي من هويتنا الإيمانية اليمنية}

وفي الفعالية الذي حضرها الأستاذ احمد الضوراني وكيل محافظة ذمار ونائب مدير عام هيئة الأوقاف بذمار يحي الشعوبي أشارت عددا من الكلمات إلى أهمية إحياء جمعة رجب ومكانتها وترسيخ معانيها في نفوس الأجيال وكذا الاستفادة منها بتعزيز الصمود في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف طمس هوية وحضارة اليمنيين.

ونوهت الكلمات بضرورة الوعي بمؤامرات الأعداء ومخططاتهم الرامية إلى ثني اليمن عن موقفه المساند لغزة.. لافتا إلى مخططات الأعداء لاستهداف المجتمعات من الداخل.

مضيفا إلى الدور التاريخي لليمنيين في مناصرة الرسول والهوية الإيمانية الأصيلة المرتبطة بالإسلام منذ بزوغه تجسيدا لقول النبي بأن الدين سيكون له كلمته في أنحاء المعمورة على أيدي رجال من أهل اليمن.

وأكدت الكلمات أن المرحلة التي تمر بها الأمة تتطلب من الجميع التحرك لمواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وربيبتها إسرائيل.

مبينا أهمية الاحتفاء بعيد جمعة رجب الذي ارتبط به اليمنيون بشكل وثيق واحتل مكانة عظيمة في نفوسهم، واعتباره عنوانًا لتأصيل الهوية الإيمانية .

وتطرقت الكلمات إلى ملامح اعتزاز أبناء الشعب اليمني بهويتهم الإيمانية والقيم والمبادئ التي يجسدونها في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني معبرين عن الفخر بمظاهر الهوية الدينية والوطنية لمواجهة المؤامرات التي تستهدف الجبهة الداخلية.

تخلل الفعالية انشودة معبرة نالت استحسان الحاضرين.

كما نظم قطاع الإرشاد ووحدة العلماء والمتعلمين بمحافظة الحديدة، ندوة ثقافية إحياء لجمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، وهوية الشعب اليمني في نصرة المستضعفين والانتصار لدين الله ومواجهة قوى الاستكبار العالمي.

ركزت محاور وكلمات الندوة على دلالات إحياء هذه الذكرى والشواهد العملية لهوية اليمنيين المتجذرة في التاريخ وأدوارهم المشهودة في نصرة الدين والدفاع عن الإسلام، وربط الماضي بالحاضر بموقف اليمن الشجاع في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني.

وفي الندوة، أكد وكيل أول المحافظة أحمد البشري، أهمية الاحتفاء والابتهاج بالمناسبة لتعزيز الهوية الإيمانية والتعريف بتاريخ أهل اليمن والميزة العظيمة، التي خصهم الله تعالى بها عن كثير من الأمم.

ولفت إلى أن إحياء ذكرى جمعة رجب محطة إيمانية تربوية تعزز في نفوس اليمنيين التمسك بهويتهم الإيمانية والقيم الأخلاقية للدفاع عن الدين والمقدسات الإسلامية وقضايا الأمة بما فيها القضية الفلسطينية التي تتعرض لخيانة كبرى وخذلان وتآمر حكام الدول العربية.

من جانبهم تطرق مسؤولا وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل ومربع مدينة الحديدة صالح الحرازي، والعلامة محمد درويش، إلى موقف اليمن الاستثنائي في التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين تجسيداً لأصالة اليمن وهوية شعبه الدينية والحضارية والإنسانية.

واستعرض العلماء، الدور الكبير لليمنيين في تحمل المسؤولية الدينية منذ بزوغ فجر الإسلام من خلال الإسهام في نشر الرسالة المحمدية، مبينين أن جمعة رجب التي يحتفي بها أهل اليمن اليوم وتميزوا بها عن سائر الشعوب تدل على عظيم الولاء لرسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.

ونظم فرع الهيئة العامة للأوقاف ووحدة العلماء بمحافظة تعز، مساء أمس، أمسية بعيد جمعة رجب في جامع الجند التاريخي تحت شعار ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وفي الأمسية بحضور عدد من أعضاء مجلس الشورى والعلماء ووكلاء المحافظة وقيادات محلية واجتماعية وشخصيات تربوية وأمنية وعسكرية وجمع من المواطنين، ألقيت كلمات ثقافية، أشارت في مجملها إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية التي تعتبر محطة تاريخية متجذر بالانتماء الإيماني، ومكانة عيد رجب للشعب اليمني؛ ذكرى دخولهم في دين الله أفواجا.

ونوهت بمكانة أهل اليمن، وما اتصفوا به من حكمة وإيمان؛ تجسيدا لقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وأكدت الكلمات حرص أبناء اليمن لإحياء هذه المناسبة؛ تعبيراً عن مدى حبهم وقوة ارتباطهم بخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، ومناصرتهم للرسالة المحمدية.

كما شهد مركز محافظة ريمة، أمس، مهرجاناً جماهيرياً، احتفاءً بعيد جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام .

ورددت الحشود الجماهيرية في المهرجان بحضور وكيل المحافظة محمد مراد ومسؤول التعبئة بالمحافظة محمد النهاري، وقيادات تنفيذية ومحلية وتعبوية وأمنية وجمع من أبناء مركز المحافظة الجبين، الأهازيج والزوامل مع رقصات البرع الشعبي المعبرة عن الفرحة والابتهاج بهذه المناسبة الدينية الغالية في قلوب اليمنيين.

 

 

مقالات مشابهة

  • الهوية الإيمانية وجمعة رجب.. بوابة اليمنيين إلى الإسلام
  • رمضان عبد المعز: علينا إيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام
  • حكومة تستحق الثناء
  • ما حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة والصلاة عليه؟.. الإفتاء تجيب
  • حجة: فعاليات ووقفات تربوية بعيد جمعة رجب ونصرة لفلسطين
  • روشتة نبوية: "تعمل إيه لو شوفت حلم مفزع أو كابوس؟"
  • مجمع البحوث الإسلامية: التسامح والمبادرة بالسلام من أعظم قيم الإسلام
  • فعاليات ثقافية متنوعة احتفاءَ بعيد جمعة رجب وهوية الشعب اليمني
  • حكم الالتزام والوفاء بالعهود والمواثيق في الإسلام
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم