فراج الشيخ الفزاري
=========
اذا ما توقفت الحرب اللعينة..وهدأت النفوس ..ودبت الحياة والحركة في عروق وشرايين الوطن..
نحتاج الي لغة جديدة..وثقافة جديدة..وفهم أوسع في حب الوطن والموطن..ولا يعني ذلك ترك الموروث وهجر القيم ولكن يعني ضرورة الفرز بين الثابت والمتحول..بين الانسان بالفعل والانسان بالقوة كما يقول الفلاسفة.
يلزمنا مشروع ثقافي متناهى الأبعاد يخرجنا من عباءة القبيلة الي خيمة الوطن ..
اهمية المشروع الوطني الثقافي..أنه يبدأ بتعديل ( مزاج) اللغة... في المعني والتعبير..ويتجاوز حساسية التنفير من لغة وثقافة الآخر..المشروع الثقافي السوداني الوطني يستطيع أن يشكل دوائر سلوكية متداخلة تجعل من التنوع قوة جاذبة ومشاعر مترابطة ونظرة متوهجة نحو المستقبل.
بعد توقف الحرب..وقد حان توقفها..يجب أن نعيد كتابة دفاتر أطفالنا.. وتهذيب مسامعنا ..وتطهير ألسنتنا .. وترتيب ادب المخاطبة..وحسن الظن فيما يقوله الآخر.
كنا قبل الحرب..ومنذ زمن بعيد..وصرنا في زمن الحرب..ننتج اقوالا وافعالا تنفر وتعكر وتهيج دواخل السامعين..أشياء ضد مقاصد لغة التواصل وبناء المجتمع السليم..
وللأسف فقد سادت سنينا وسنين..حتي اضحت جزءا من يوميات المكاتب والشوارع وسائقي البصات والحافلات وقراء الصحف وحتي في تعابير المحبين..فأصبح التفريق صعبا بين المحبة وعداوة العاشقين..
بعد الحرب..طقوس كثيرة وعديدة تحتاج إلي سلال لرمي المخلفات..وإلي جدل وحوار طويل من الإقناع.. لأننا لازلنا نتمسك ونحن ونهفو الي الماضي وسواد الذكريات.
وجاءت الحرب اللعينة وأدخلت في قاموس يومياتنا ما كنا نخجل منه في أيام ماقبل الحرب..كلمات وتعابير
واشارات وحركات..
نحتاج إلي إعادة هيكلة مجتمعية شاملة في سلوكياتنا.. في قناعاتنا..في لغتنا..في دروسنا الوطنية ..في تعديل اتجاهاتنا واولوياتنا في الحياة..في اجتهاداتنا
ومتزامنة مع حركة البناء والتعمير وبناء انسان السودان الجديد..
ولن يتأتي لنا ذلك إلا بوجود مشروع وطني ثقافي سوداني شامل...الذي يجب أن يكون في مقدمة أولويات ما بعد الحرب.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو إلى تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا
دعت دولة الإمارات في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب في أفريقيا، إلى تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الإرهاب من خلال مبادرات تقودها دول القارة الأفريقية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي كإجراء استباقي لمواجهة الخطاب المتطرف وبناء مجتمعات قادرة على التكيف.
وألقى السفير محمد أبوشهاب المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بيان الدولة في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول "صون السلم والأمن الدوليين: مكافحة الإرهاب في أفريقيا"، وقال، إن "الأعمال الإرهابية تطلق العنان للعنف العشوائي ضد المدنيين، وتزعزع استقرار مناطق بأكملها وتقوض أسس الكرامة الإنسانية، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن والتنمية في أفريقيا".
وأضاف أبوشهاب "تقدم الإمارات 3 توصيات لمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية، أولاً، يتعين علينا استخدام الأدوات الإفريقية لبناء القدرات الوطنية، فعندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب في القارة، لا يحتاج المجتمع الدولي إلى البدء من الصفر، ومن خلال الاستفادة من المبادرات التي تقودها أفريقيا، يمكننا تحقيق نهج أكثر فعالية واستدامة لمكافحة الإرهاب".
وتابع: "ثانياً، من الضروري أن نعالج الأسباب وراء الإرهاب والتطرف، ويمكن للصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي وأزمة المناخ أن تخلق أرضاً خصبة لترسيخ هذه التهديدات، ويمكن للتدابير الوقائية، مثل تعزيز التسامح والتعايش السلمي، أن تساعد في مكافحة التطرف وبناء مجتمعات مرنة".
وقال: "ثالثاً، تتطلب جهود مكافحة الإرهاب تمويلاً مستداماً وكاف، إذ تشكل فجوات التمويل الحالية تحدياً كبيراً، خاصة مع تزايد تهديد الإرهاب وتأثيراته المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء القارة، ولهذا السبب ينبغي لمجلس الأمن أن يستكشف سبل تعزيز التمويل لجهود مكافحة الإرهاب الإقليمية، بما في ذلك في إطار القرار 2719".
وأكد السفير محمد أبوشهاب، في ختام البيان، أن "التعاون الدولي وحده هو الذي يمكنه أن يمنع التهديد العالمي المتمثل في الإرهاب، وبالتعاون معاً نستطيع أن نضمن مستقبلاً أكثر سلاماً وازدهاراً للقارة الإفريقية وجميع شعوبها، ويجب علينا أن نواصل السعي لتحقيق هذا المستقبل".
دعت دولة الإمارات ???????? في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب في أفريقيا، إلى:
⬅️ تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الإرهاب من خلال مبادرات تقودها دول القارة الأفريقية
⬅️ ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي كإجراء استباقي لمواجهة الخطاب المتطرف وبناء مجتمعات قادرة على… https://t.co/F7atOUzx8f pic.twitter.com/8xnrevO9rw