د. فراج الشيخ الفزاري

=========
تهب علينا هذه الأيام رياح الذكري المنسية لأعظم ثورة شعبية في تأريخ المنطقة العربية..ثورة أكتوبر واحد عشرين من عام 1964 ..ستون عاما وقد مات الشعراء والكتاب والثوار وتوارت الاغاني والاناشيد الملتهبة وتلاشت الأماني...وتوقف الزمان.
ماذا بقي من رحيق الثورة.؟..بقايا من كلمات.

.وذكريات تتناقلها في كسل تعاقب الأجيال..وسهام من الحقد وتشوه الأفكار..
ماذا بقي من رصيد الثورة العظيمة..في ذاكرة الأمة..فقد رحل الوطن مع ساسته الكبار..مع الإبداع والسمار...وابتلع الموت
معظم الثوار..
رحل الشعراء..محمد المكي ابراهيم والطاهر ابراهيم وفضل الله محمد وعبدالحميد حاج الأمين .. والقدال والفيتوري والنور عثمان أبكر..وعلي عبدالقيوم.. واستكانت كلمات هاشم صديق بسبب المرض..والتنقل والتيه والأسفار...
ماذا بقيت من نسائم اكتوبر وانغام أكتوبر حتي تشنف اسماعنا ..بأسمك الأخضر...يا أكتوبر الشعب يغني...
والحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني؟
فقد مات الشاعر والزمار.. رحل وردي وودالأمين وخليل اسماعيل وأم بلينا السنوسي وبقية الكورال...
رحل الكابلي وإبراهيم عوض وتواري أبوعركي البخيت..وتفرقت بين الأحزاب دماء الشهداء..وتنكر الزمان
نعم..كثرت المعاول وتعددت الخناجر والسيوف علي خاصرة الثورة..ومات عشاقها وسمارها وتفرقت مجالسها ..وقل من يدافع عنها ويطلب ودها...وكثر منافيقها ونفاقها..إلا أن أكسير وميضها لازال يسري في العروق..وفي النوايا الصادقة..فالثورات قد تشيخ.. قد تمرض..لكنها لا تموت أبدا...فقد تجددت جذوتها وكبرياء عظمتها في ثورة ديسمبر المجيدة...فلا زال رحم الثورة بكرا وقادرا علي الإنجاب ...وكلما وأدوا طفلا..بلغ الفطام فينا ألف طفل..وطفلة..واستلموا
الراية ...في مسيرة لن
تهدأ أبدا حتي يرث هذا الوطن أهله الخيار
الطيبون..من سكان الدار.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان

 

في خطاب أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط السودانية أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أنه «لا مجد بعد اليوم للساتك» في إشارة رمزية إلى الأسلوب الذي اتبعه الثوار خلال ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام البشير في أبريل 2019 إذ كان المحتجون يحرقون إطارات السيارات المعروفة محليا بـ « اللساتك » لمنع تقدم القوات الأمنية نحو مواقع التجمعات السلمية للمواكب.

التغيير – كمبالا

هذا التصريح الذي أتى في وقت يشهد فيه السودان حرباً دامية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع و الذي اعتبره العديد من السودانيين استفزازاً صريحاً لثورتهم التي ما زالوا يرونها حية في الوجدان وفي الميدان رغم تعقيدات الحرب وانقسام الجغرافيا والسياسة.

و عقب الخطاب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والرفض عبر خلالها العديد من النشطاء والمواطنين عن استيائهم من محاولة تقزيم رمزية نضالهم السلمي ومقايضته بالبندقية التي يعتبرونها سببا في إراقة دماء السودانيين وتدمير البلاد بسبب الحرب الحالية.

و كتب أمجد جعفر أحد نشطاء ثورة ديسمبر معلقاً: “عندما يقال إن المجد للبندقية وليس للساتك فهذه ليست مجرد عبارة بل إعلان صريح لانحياز كامل للعنف على حساب إرادة الناس فالساتك لم تكن أداة تخريب بل كان رمزية واضحة لاحتجاج شعبي سلمي في وجه الاستبداد و دخان اللساتك لم يكن عبثا بل صوتا مبحوحا ينادي بالعدالة والحرية أما البندقية فمكانها الطبيعي هو حماية الوطن لا حكمه”.

و من جانبها اعتبرت مها سليمان أن ربط المجد بالبندقية هو انقلاب على الإرادة الوطنية، مضيفة بحدة “إن البندقية التي لا ترجع لنا حلايب وشلاتين وأبورماد لا تمثلهم كشعب سوداني حر لأن البندقية التي توجه ضد المدنيين ليست بندقية مجد بل أداة قمع وإذلال”.

و في السياق ذاته ذكرت آنان محمد بأن اللساتك كانت وسيلة للبقاء قائلة :”لو لا الساتك ما كنا قادرين نقول كلامنا ونوصل صوتنا و من متى كان المجد للحرب؟ المجد دائما للسلام”.

أما وضاح الصديق ذهب إلى أبعد من ذلك معتبرا أن البرهان يستلهم خطابه من الرئيس المعزول عمر البشير وقال “إن عبارة المجد للبندقية هي اقتباس مباشر من خطابات المعزول الجماهيرية و يبدو أن البرهان مفتون بذات الخطاب الرجولي الذي استخدمه البشير في لحظاته الأخيرة”.

و وصف نور بابكر خطاب البرهان بأنه «سقوط القناع » وكتب قائلا “البرهان لا يخشى البندقية فهي لعبته وأداته لكنه يخشى صوت الجماهير لذلك يسعى لطمس رموز المقاومة السلمية و لكننا نقول الساتك ستعود والهتاف سيعود والمجد للشهداء”.

و في حين نوه كباكا محمد على تبعات العسكرة قائلا “سبعون عاما ونحن نحمل السلاح في وجه بعض ولم نجني سوى التراجع والدمار والانقسام فالمجد لا يكون بالبندقية بل بالعدالة والتنمية والتعليم ونهضة المواطن”.

بينما قال محمد كاربينوا  “إن البرهان الذي كان يناشد التفاوض أيام البدروم عاد اليوم ليمجد البندقية وهكذا دائما الطغاة يتحدثون عن الحرب وهم في مأمن بينما يدفع الشعب الثمن”.

و يرى مراقبون أن خطاب البرهان الأخير ليس فقط محاولة لتحوير سردية ثورة السودانين بل يعكس عمق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية في السودان إذ تحاول استعادة زمام المبادرة في وقت يتسع فيه نطاق الحرب وتزداد فيه الضغوط الإقليمية والدولية.

و على الرغم من محاولات التشويه والتقليل من رموز الحراك السلمي يرى كثير من السودانيين أن ثورة ديسمبر لم تكن لحظة عابرة بل ميلادا لوعي جديد يصعب قمعه حتى في ظل الحرب.

الوسومالبرهان البندقية الثورة المجد للساتك

مقالات مشابهة

  • مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكريات
  • ابراهيم الشيخ: “لدينا رؤية مستقبلية لعقد اتفاقيات مع اتحاد ألعاب القوى الجزائري”
  • ابراهيم الشيخ: “لدينا رؤية مستقبلية لقد اتفاقيات مع اتحاد ألعاب القوى الجزائري”
  • كم يساوي الدولار مقابل الليرة التركية؟ وماذا عن اليورو؟ (أسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الخميس 1 مايو)
  • الحسرة تسيطر على السويلم بعد إهدار رونالدو لفرصة ذهبية.. فيديو
  • تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان
  • اشتباكات في أشرفية صحنايا.. مَن وماذا وراء أحداث ريف دمشق؟
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • ثورة ديسبمر لا تملك أي رصيد أخلاقي
  • ثورة ديسمبر أصبحت محطة أولية في مسار قطار حرب 15 أبريل