سودانايل:
2025-02-03@03:40:34 GMT

عن الفئران والشياطين

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد

قصة قصيرة

في البرج القاهري التجاري الشاهق، طلبت المصعد للنزول من الطابق الخامس. بعد هُنيهة إنتظار جاء المصعد، وجدت بداخله رجلين متشابهين في السحنة والقوام. كلاهما مدملج دون بدانة ويميلان للقصر، هندامهما راقي وكذلك بدا لي سلوكهما.
لحظة دخولي بادرني أحدهما بجملة أيقنت أنها إيماءة تؤكد بأنه عرف هويتي فقال لي
(فك الله كَربكُم).


لم تكن اللهجة تخفى عليّ. فتأكد لي ما خمنته من قوامهما أنهما من اليمن. فرددت بذات طريقته اللمّاحة (وكَربكُم).
بينما أخذ المصعد في النزول، تفاعلت عناصر كيمياء المودة التي تجمع بيننا وبين أهل اليمن، فتصاعد أريجها بدواخلنا بسرعة فاقت سرعة هبوط المصعد.
قال نفس الشخص الأول وقد كان يحمل مسبحة في يده وهو أميل من صاحبه للإنفتاح والحديث.
تعرِف أن من خرّب بلادنا هو نفسه من يعمل على تخريب بلادكم الآن.
هزَّ صاحبه رأسه علامة الموافقة.
إنقدحت شرارة حزن عميق في دواخلي، قلت بأسى: نعم إنه شيطان الزمان.
رفع يده التي تمسك بالمسبحة الأنيقة ثم قال : كلا إنهم أناس مثلنا مثلهم، ولكنهم من أؤلئك النوع الذين تؤزهم الشياطين... فهمت بصورة واضحة أيضا هذه الأيماءة السياسية الحاذقة.. ثم استطرد : لكنهم في الحقيقة لا يعرفون كنه شعوبنا. فجوهركم معشر السودانيين مختوم بميسم الصمود ورفض الإستحقار..
قلت : نعم ولكنهم عميو البصائر، فقد اختاروا أيضاً قوماً عمروا الأرض بالحضارة، وأسلمت ملكتهم لعظمة الإله الواحد الأحد لمجرد دهشتها بالمعمار الرسولي في القصر المنيف، أما هؤلاء وهممت أن أصب جام غضبي وأُنكِل بحظوظهم الضئيلة من الحضارة .. لم أكمل حديثي فقد كان المصعد قد وصل للطابق الأرضي حيث كان علينا أن نفترق... حوّل المسبحة من يده اليمنى ليده اليسرى بسرعة فائقة، أخذ يدي وشد عليها بقوة. نظر في عينيَّ مليّاً وقال بلهجة صارمة... نحن أمة ختم الله جوهرها بالحكمة، فقد دمرنا في السابق فأر، فسيكون من الحكمة ألا ندع الفئران تكرر فعلتها فينا مجددا، وضحك ضحكة بانت معها أسنانه المصبوغة بالتبغ ... ودعتهما وقد إمتلأت جوانحي بنوع غريب من الغبطة وأخذت أردد في نفسي قوله (ص)حقاً ( إن الحكمة يمانية).
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

التغير المناخي وانتشار الفئران.. علماء يدقون ناقوس الخطر

ربط علماء ظاهرة التغير المناخي بزيادة انتشار الفئران في عدد من المدن الأميركية، ومدن أخرى خارج الولايات المتحدة.

وأجرى أستاذ علم الأحياء بجامعة ريتشموند الأميركية جوناثان ريتشاردسون دراسة عن انتشار الفئران في 13 مدينة أميركية، إضافة إلى تورنتو في كندا، وطوكيو وأمستردام عاصمتي اليابان وهولندا على الترتيب.

وامتدت البيانات التي جمعها الفريق البحثي في المتوسط ​​إلى 12 عاما، وفق الدراسة التي نشرت الجمعة في مجلة "ساينس أدفانسز".

وربطت الدراسة زيادة أعداد الفئران بعدة عوامل، بما في ذلك الكثافة السكانية العالية وتراجع حجم الغطاء النباتي، لكن التأثير الأبرز كان لارتفاع متوسط درجات الحرارة.

وقال ريتشاردسون إن "الفئران ثدييات صغيرة يحد البرد من نشاطها، بينما تمنحها درجات الحرارة الأكثر دفئا، خاصة في فصل الشتاء، وقتا أطول للبحث عن الطعام في الخارج، والأهم من ذلك، وقتا أطول للتكاثر على مدار العام".

كما قال عالم البيئة خبير الفئران البرية مايكل بارسونز، الذي لم يشارك في البحث، إن "المناخ الأكثر دفئا يمكن أن يطيل أيضا مواسم النمو، مما يوفر للفئران المزيد من الطعام، والنباتات اللازمة للاختباء فيها".

وأضاف بارسونز لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية: "حتى روائح الطعام والقمامة يمكن أن تنتقل لمسافات أبعد في الطقس الدافئ"، مما يعني قدرة أكبر للفئران للحصول على غذائها.

وتمثل أعداد الفئران المتزايدة مشكلة كبيرة للمدن، إذ تلحق الضرر بالبنى التحتية وتلوث الطعام، ويمكن أن تسبب إشعال حرائق من خلال قضم كابلات الكهرباء.

ووفقا لـ"سي إن إن"، فإن الفئران تتسبب في أضرار تقدر بنحو 27 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة.

أما بالنسبة لأخطارها على الصحة، فقال خبير الآفات في جامعة كورنيل مات فراي، الذي لم يشارك في البحث: "ترتبط الفئران بأكثر من 50 مسببا للأمراض التي تصيب البشر، تنقلها من خلال البول والبراز واللعاب وغير ذلك".

ويمكن أن تكون بعض هذه الأمراض خطيرة جدا، مثل داء "البريميات"، المعروف أيضا باسم "مرض ويل"، الذي يمكن أن يسبب تلف الكلى والكبد وحتى الموت إن لم يتم علاجه بالشكل الصحيح.

مقالات مشابهة

  • «عاصفة الفئران» تجتاح 11 مدينة حول العالم
  • آرسنال يكتسح السيتي بخماسية.. والشياطين الحمر يسقطون أمام كريستال بالاس
  • أرسنال يكتسح السيتي بخماسية.. والشياطين الحمر يسقطون أمام كريستال بالاس
  • علماء يدقّون ناقوس الخطر.. ما علاقة التغير المناخي بانتشار «الفئران»؟
  • دراسة .. التغير المناخي يزيد من انتشار الفئران في أمريكا
  • التغير المناخي وانتشار الفئران.. علماء يدقون ناقوس الخطر
  • إصابة سيدة وابنها في حادث سقوط مفاجأ لمصعد شركة "كيتيا" بالرباط
  • النعناع يكافح الزهايمر ويحسّن القدرة المعرفية
  • ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟
  • هل لـ "النعناع " دور في مكافحة الزهايمر.. دراسة تكشف التفاصيل