حادثة إسقاط قوات الدعم السريع لطائرة من طراز «إليوشن 76» تُستخدم في المهام العسكرية في منطقة المالحة بشرق دارفور، فجر الاثنين 21 أكتوبر، أعادت التساؤلات حول دور المرتزقة في الحرب السودانية، وخصوصاً المرتزقة الروس.

الخرطوم ــ التغيير 

كما أُقحم اسم جمهورية قيرغيزستان بعد موجة التضليل الإعلامي بشأن ملكيتها والجهات التي كانت تعمل لصالحها.

تفاصيل الحادث

ادعت المنابر الإعلامية المساندة للجيش أن الطائرة لا تتبع له، وانها كانت مستأجرة بواسطة دولة الامارات من شركة قيرغيزستانية لصالح قوات الدعم السريع، وقالت إن إسقاطها تم عن طريق الخطأ نتيجة سوء تنسيق داخل القوات. إلا أن هذا الادعاء تبين لاحقًا أنه مضلل، إذ فضحت جمهورية قيرغيزستان، عبر وكالتها الحكومية للطيران المدني، كذب هذه الرواية، مؤكدة أن الطائرة لم تعد مسجلة باسمها منذ بداية العام بعد أن تم بيعها لحكومة السودان.

إعلان جمهورية قيرغيزستان

في تصريح رسمي، أعلنت وكالة الطيران المدني التابعة لمجلس وزراء جمهورية قيرغيزستان أن الطائرة التي تحمل رقم التسجيل EX-76011 قد تم إزالتها من سجل الطائرات المدنية للجمهورية بتاريخ 12 يناير الماضي، بعد أن أصبحت ملكًا لحكومة السودان. هذا الإعلان جاء ليؤكد أن الطائرة كانت تتبع رسميًا للجيش السوداني وقت إسقاطها، ما يكذب الرواية التي قدمها أنصار الجيش في البداية وانتشرت على نطاق واسع.

تفاصيل الطاقم والطائرة

قدمت وزارة الخارجية القيرغيزية أيضًا معلومات هامة حول الطائرة، حيث أفادت أن وثيقة السفر التي عُثر عليها في موقع تحطم الطائرة تعود إلى مواطن روسي يدعى “فيكتور جرانوف”، وهو موظف في شركة Airline Transport Incorporation FZC، وليس في شركة “ماناس” التابعة لمطار بيشكيك في قيرغيزستان. هذا الأمر يؤكد ما ظل يتردد بأن الجيش السوداني يستعين بمرتزقة روس في حربه، وأنه أعاد علاقته القديمة بمجموعة فاغنر (الفيلق الأفريقي حاليًا). ويعزز ذلك الشكوك حول دعم المرتزقة للجيش السوداني في النزاع القائم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي.

السفارة القيرغيزية تطالب بتحقيقات

في تطور آخر، طالبت سفارة جمهورية قيرغيزستان في المملكة العربية السعودية السلطات في بورتسودان، عبر القنوات الدبلوماسية، بمعلومات حول الحادث، مشيرة إلى أن مواطنيها لم يكونوا على متن الطائرة، مما يسلط الضوء على البعد الدولي للحادث.

 بيان قوات الدعم السريع

في بيان رسمي، أكدت قوات الدعم السريع أمس أنها تمكنت من إسقاط طائرة “إليوشن 76” بواسطة دفاعاتها الجوية. وقدمت أدلة مثل صور حطام الطائرة وجثث متفحمة، بالإضافة إلى وثائق وهويات، منها جواز سفر روسي، كما تم عرض الصندوق الأسود للطائرة.

 التضليل الإعلامي

في محاولة لتبرير الحادث، نشر موقع “مراقبة حرب السودان” (Sudan War Monitor)، الذي يُشتبه في ارتباطه بالناشط “أمجد فريد” المعروف بعلاقاته الوثيقة بالأجهزة الأمنية السودانية، والذي يعمل الآن بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني في دعم الدعاية الحربية للجيش. نشر الموقع رواية مضللة حول الطائرة، زعم فيها أن الطائرة لا تتبع للجيش السوداني، بل كانت قادمة من الإمارات محملة بإمدادات عسكرية لقوات الدعم السريع، وأن إسقاطها تم عن طريق الخطأ بسبب غياب التنسيق بين القيادات الميدانية.

هذا التضليل الإعلامي الذي قام به الموقع انتشر بسرعة عبر وسائل الإعلام المؤيدة للجيش، قبل أن تتكشف الحقائق التي أكدت أن الطائرة كانت في مهمة عسكرية لصالح الجيش السوداني.

الشهادات والمعلومات الإضافية

وفقًا لمصدر عسكري يعمل في القاعدة الجوية ببورتسودان، كانت الطائرة “إليوشن 76” قد أقلعت في مهمة عسكرية متجهة إلى الفاشر، حيث أسقطت إمدادات عسكرية تشمل أسلحة وذخائر وأدوية لقوات الجيش المحاصرة داخل الفرقة السادسة مشاة. وفي طريق عودتها، أسقطتها الدفاعات الجوية لقوات الدعم السريع في منطقة المالحة.

وأكد المصدر أن الطائرة كانت تحمل خمسة أفراد، منهم الطيار الروسي “فيكتور جرانوف” ومساعده، وهو روسي الجنسية أيضًا، إلى جانب ثلاثة أفراد من سلاح الجو السوداني، وهم العقيد طيار المعز عمر أبشر، المهندس الجوي بابكر السيد قدورة، والمساعد الفني سفيان خلف الله. جميعهم لقوا مصرعهم، وتم العثور على جثثهم في موقع الحادث متفحمة ومقطعة.

خاتمة

حادثة إسقاط الطائرة “إليوشن 76” تسلط الضوء على تورط مرتزقة وجهات دولية في هذه الحرب. كما تكشف عن حجم التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض الجهات، ما يجعل الحاجة ملحة لإيقاف هذه الحرب التي تقف خلفها الحركة الإسلامية السودانية، المعروفة بعلاقاتها المتشعبة بالجماعات المتشددة في المنطقة وعلاقتها الوثيقة بإيران، مما يساهم في طول أمد الحرب ويفاقم من الكارثة الإنسانية، ويعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر في المستقبل القريب.

نقلاً عن بوابة السودان

الوسوم.. «قيرغيزستان» «إليوشن 76» الجيش السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: قيرغيزستان إليوشن 76 الجيش السودان

إقرأ أيضاً:

جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا

 

قالت المتحدثة باسم وزارة خارجية دولة جنوب السودان، أبوك أيول ماين، في مؤتمر صحفي في جوبا، أمس الثلاثاء، إن وزير خارجية بلادها رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في أحداث مدينة ود مدني وسط السودان التي ذبح فيها مواطنين جنوبيين على يد قوات تابعة للجيش السوداني.

جوبا ــ التغيير

و جددت وزارة خارجية جنوب السودان دعوتها لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي للمشاركة في إجراء تحقيق في فيما أسمتها بمذبحة ود مدني، وقالت “إن وزير الخارجية رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في المذبحة المأساوية التي تعرض لها مواطنونا الأبرياء في ولاية الجزيرة، لضمان الشفافية والنتائج السريعة”.

وعقب سيطرة الجيش على ود مدني في 11 يناير، قتل 29 شخصا من جنوب السودان، وتسبب ذلك في أعمال عنف واسعة في جنوب السودان أدت مقتل 16 سودانيا.

وكانت وزارة الخارجية في جنوب السودان أبلغت سفير السودان في جوبا عن استيائها إزاء البطء في التحقيق بشأن مقتل مواطنين من جنوب السودان في الجزيرة.

وقالت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إن الطلب لم يكن يهدف إلى تدخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان، و أعربت عن استغرابها لردة فعل وزارة الخارجية السودانية والبيان الصادر في هذا الخصوص.

و أضافت “أصدرت وزارة خارجية جمهورية السودان بيانًا مفاجئًا في 23 يناير 2025، رددت فيه تصريحات الجنرال ياسر العطا، وعارضت بيان جنوب السودان في المناقشة المفتوحة الأخيرة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب بقيادة أفريقية وتركز على التنمية في نيويورك. وقالت إن جنوب السودان يرفض الاتهامات باعتبارها لا أساس لها من الصحة”.

و أستنكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان تصريحات نائب رئيس الجيش السوداني ياسر العطا التي قال فيها إن 65 في المائة من مقاتلي الدعم السريع من جنوب السودان.

وقالت : “في 20 يناير 2025، بثت وسائل الإعلام لقطات فيديو للجنرال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يخاطب القوات من مكان غير معلوم. وخلال هذا الخطاب، ادعى أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65٪ من قوة قوات الدعم السريع. كما أرسل الجنرال العطا رسائل مختلطة، معربًا عن ثقته في الرئيس سلفا كير وقيادة جنوب السودان بينما اتهم جنوب السودان في الوقت نفسه بعدم القيام بأي شيء لمنع مواطني جنوب السودان من الانضمام إلى قوات الدعم السريع” .
و أضافت “على الرغم من اعتراف الجنرال العطا بأن العديد من الذين انضموا إلى قوات الدعم السريع كانوا من عناصر المعارضة، وخص بالذكر المجموعة التي يقودها الجنرال ستيفن بوي، والتي لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان، إلا أنهم أدانوا تأكيده بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع””

ونبهت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إلى أن الجيش السوداني لديه تقليد في تسليح الميليشيات الجنوب سودانية، وأشارت إلى أن القوات المسلحة السودانية لديها إدارة خاصة تسمى إدارة القوات الشعبية والوطنية المكلفة بتجنيد مواطني جنوب السودان.

واتهمت الاستخبارات العسكرية السودانية باستخدام عناصر الميليشيات من جنوب السودان، وقالت “وفقًا لسجلاتنا الموثوقة، أرسلت الحكومة السودانية مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن: المجموعة التي قادها الجنرال الراحل بيتر جاديت ياك والجنرال توماس ثيل أواك”.

و أضفت: “في ظل هذه الظروف، وجدت عناصر الميليشيات المدعومة من الخرطوم نفسها متورطة في الحرب السودانية”.

وقالت المتحدث باسم الوزارة إن ادعاء السودان بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع مبالغ فيه تماما.

وتابعت “في الواقع، لا تزال العديد من الجماعات الجنوب سودانية المذكورة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية. على سبيل المثال، يعمل اللواء توماس ثيل أواك المعروف أيضًا باسم التوم علي زين من مقاطعة تويك في ولاية واراب في وحدة الاستخبارات العسكرية السودانية، إلى جانب الجنرال جعفر ضو البيت من أبيي، والفريق إبراهيم الماظ دينق. نتساءل لماذا لم يذكرهم الجنرال عطا”.

 

الوسومأبوك أيول ماين الميليشيات زارة خارجية دولة جنوب السودان ياسر العطا

مقالات مشابهة

  • مواجهات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني سيقضي على ميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم باتجاه وسط الخرطوم .. والأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف
  • جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
  • كيف تفاعل النشطاء مع التراجع الكبير لقوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني؟
  • «الجيش السوداني»: تقدمنا في كل المحاور وأوجعنا الدعم السريع
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • الجيش السوداني: قواتنا توجه ضربات لميليشيا الدعم السريع في كل المحاور
  • الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بالجزيرة