في العام ١٩٦٤ قبيل ٢١ اكتوبر يوم انطلقت شرارة اشرس ثورة سودانية ضد العسكر هذه الانتفاضة التي شبهت بالثورة الفرنسية وقد تشابهت الثورتان في تحطيم الباستيل في أرض السين واقتحام كوبر في أرض النيلين ... قبيل هذا اليوم الذي سيظل عالقاً في أذهان الشعب السوداني لحقب وازمان قادمة كان اللواء محمد طلعت فريد يحمل حقيبة المعارف أعلنت الحكومة مجانية التعليم وكانت لفتة طيبة من أولي الأمر في ذاك الزمان تلقاها أولياء أمور الطلاب بترحاب وتقدير لا تحده حدود .

..
كان اللواء طلعت فريد إنسان بمعني الكلمة رفيع الاخلاق ومتواضع ورياضي ورب أسرة نبغ أبناؤها في كرة التنس خاصة وهو نفسه كان لاعب كرة قدم لايشق له غبار وقد ضمه فريق الهلال بين صفوفه فصال وجال في دار الرياضة بأم درمان وغيرها وكم شد الرحال وهو وزير لحنتوب لزيارة صديقه الناظر هاشم ضيف الله ليلعبا التنس في دار الناظر الرحبة التي تليق بعمالقة التربية والتعليم في ذاك الزمان فرسان في الميدان وفي الفصول ...
يؤخذ علي اللواء طلعت فريد أدائه الضعيف في مفاوضات السد العالي ولن نحاول أن نجد له عذرا في هذه المصيبة التي حلت باهلنا الحلفاويين وضياع قطعة عزيزة من الوطن الغالي بكل مافيها من كنوز أثرية لا تقدر بثمن ولكن لن نشك لحظة في وطنية هذا الرجل المقدام فقد كان من الضباط الأكفاء الأتقياء الانقياء ومازالت الي اليوم سيرته عطرة ويذكر دائما بالخير كل الخير ( رحمة الله سبحانه وتعالى تغشاه وان تكون الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى متقلبه ومثواه ) .
يتميز عسكر ١٧ نوفمبر بالحكمة ولم يكونوا شبابا متهورا أو مندفعا بل كانوا عقلاء كرسوا فترة حكمهم في البناء والتعمير والتنمية وانجزوا الكثير من المشاريع الناجحة وعلي رأسها التعليم الذي ازدهر بالداخل والابتعاث الي الخارج وكانت للفريق عبود الذي عرف بانضباطه وأخلاقه العالية ونظافة يده ولسانه زيارات ناجحة خارجية بهر بها جون كينيدي والملكة اليزابيث وقد زار السودان في عهده رؤساء أشهرهم تيتو الذي استقبلته الأبيض وعلي شرفه جري له سباق هجن غير مسبوق وتمت تسمية الميدان الذي شهد السباق علي اسم الزائر الكبير ( تيتو ) ووصل السودان ( عندما كانت شوارع الخرطوم تغسل بالماء والصابون وكان يشقها الترام وكانت الخطوط الجوية السودانية تصل إلي روما ولندن ونيوىورك ) برزنيف كبير السوفيت ...
تقريبا السودان كان في قمة عافيته ولياقته ( كفر ووتر ) ودخل التلفاز وسمعت هنا ام درمان في ما وراء البحار وكان المذياع يصدح بأغاني حسن عطية ويقدم حقيبة الفن والنشرات الإخبارية وينقل الفعاليات بحناجر قوية ... ابوعاقلة يوسف وعلي شمو وغيرهم وكل منهم ينافس أخاه في تقديم السهل الممتنع ... والمطبوعات تعج بالادب والفن والشعر وجيد الأفكار ووراء كل هذا الابداع صحفيون خلدهم التاريخ ومنهم العتباني ومحمد الخليفة طه الريفي ومحمد امين حسين والسلمابي وعبد الله رجب ...
المهم أن نظام العسكر كان كالعادة شمولي وقابل للاستقطاب والانجرار وراء المحاور والتبعية... وطبعا هذه هي الحقيقة ولم تكن حكومة عبود في حاجة أن تستعمل بعض البطش ضد معارضيها ولم يكن معارضوها في حاجة الي المناكفة واستعراض العضلات فالبلد كانت تتمتع باقتصاد قوي وعملة هي الاقوي في العالم وأراضي شاسعة خصبة ليس لها مثيل ونيل عذب فرات وسواعد قوية وخدمة مدنية ولم يكن هنالك فساد يذكر لا من الحاكم أو المحكومين ووصل خط السكة الحديد الي واو وكان وزير الخارجية احمد خير وتقريبا كل الوزراء كانوا من التكنوقراط الاخيار ...
وبعد دا كلو قامت ثورة أكتوبر وحل عبود المجلس العسكري وقدم استقالته ولزم بيته معززا مكرما الي أن انتقل الي الرفيق الأعلى ومن أبناءه عمر ابراهيم عبود ذلك النطاسي البارع الإنسان الاختصاصي في أمراض الكلى وزراعتها ...
نقول شنو عن بلادنا الحبيبة هل هي مسحورة إصابتها عين عنية كافرة تتأرجح مابين عسكر ومدنيين ( لا ديل نافعين ولا ديك نافعين ، نقبل نمشي وين ... افيدونا ياجماعة الخير ) !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة من الجامع الأزهر.. العواري: ما يحدث لأهل غزة عار على الإنسانية وأمة محمد.. وحب الوطن غريزة والنبي كان يعشق بلده.. فيديو

خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر
الدكتور عبد الفتاح العواري:
حب الوطن غريزة والنبي كان يحب بلده
القرآن نهى عن التنازع والتفرق لأنه يضعف الوطن
ما يحدث لأهل غزة عار على الإنسانية وأمة محمد


نشرت الفضائية المصرية، بث مباشر لنقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف بمحافظة القاهرة.

وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم لتكون تحت عنوان: "كَلِمَةُ (أَنَا) نُورٌ وَنَارٌ"، ويلتزم بها الأئمة في المساجد على مستوى الجمهورية.

خطيب الجامع الأزهر: ما يحدث لأهل غزة عار على الإنسانية وأمة محمد.. فيديوخطيب الجامع الأزهر: القرآن نهى عن التنازع والتفرق لأنه يضعف الوطن

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تملك الوجدان وتسيطر على القلوب مما يجعل الإنسان يستريح إلى البقاء في الوطن الذي نشأ فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدافع عنه إذا هوجم من الأعداء.

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، أن الإسلام زاد هذه المعانى في النفس المسلمة تجاه وطنا، فأقسم بالبلد ومن حل فيها وهو أسعد الخلق وهو سيدنا محمد، فقال (لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ).

وتابع: إلا أن المجرمين من كفار مكة، جعلوا هذا البلد الذي تعلق به فؤاد النبي، بيئة تأبى الإسلام وتضطهد أهله، حتى أرغموا من يحبه على الخروج منه.

فخرج النبي لا رغبة عن بلده ووطنه وقبل أن تتوارى بيوت البلد نظر إليها صاحبها مودها متألما وقال (وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ).

وفي هذا دلالة على مدى الحب الذي تملك على نفس سيدنا رسول الله، وما استقر قلب النبي إلا بعد أن سمع الوحي (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ).

وفي القرآن الكريم بشارة للنبي بأنه سيعود إلى بلده قاهرا لأعدائه منتصرا عليهم، منوها أن حب الوطن يتطلب أن تعلو فوق النزاعات وفوق السياسات الحزبية وفوق المصالح الشخصية وأن تحقق مع جميع أفراد وطنك وحدة تعاون وتكاتف وحب ووئام حتى لا يحدث شرخ بسبب التنازع والتفرق، فيضعف الوطن.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم نهى عن التنازع الذي يؤدي إلى الاختلاف والتفرقة وبالتالي يضعف بسبب ذلك الوطن ويفقد تماسكه.

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، أن الله تعالى قال في كتابه العزيز (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أي تذهب قوتكم وجماعتكم وتذهب دولتكم بسبب التنازع والتفرقة والفشل.

وأشار إلى أن العدو يحرص على إثارة النزاعات والخلافات ليتفتت الوطن ويصبح أمام العدو ضعيف، والقرآن يأمرنا أمرا أكيدا بالاعتصام في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).

وأكد أن الاعتصام بحبل الله وكلمة الله، وبالأمانة لقيادة الوطن إلى بر الأمان بكتاب الله وسنة رسول الله.

وأشار إلى أنه على أمة الإسلام أن تنهض وتستعين بالله وتعتصم بالله تعالى خاصة ونحن في وقت تتآلب علينا قوى الشر من كل حدب وصوب، كشروا عن أنيابهم ولا يبالون بقيمنا ولا أخلاقنا ولا ديننا ولا شرعنا، وعلينا أن نفيق من الغفلة ونعد العدة لمواجهة العدو.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن ما يحدث لأهلينا في فلسطين وغزة يندى له جبين الإنسانية، وإنه عار على بني البشر وعار على أمة محمد التي كادت أن تصل إلى المليارين مسلم.

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، أن هؤلاء الذين يقتلون ويجوعون ويقتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وتهدم بيوتهم، أين الضمير الإنساني ووحدة الأمة الإنسانية وأين الأمة العربية؟

وأكد أنه يجب على كل إنسان يحترم الحرية والإنسانية أن يهب لنصرة هؤلاء، ونحن نسأل الله وندعوه أن يحقق لهم النصر ويرحم شهدائهم ويشفى مصابيهم.

مقالات مشابهة

  • إيرادات الأفلام.. سيكو سيكو يتفوق على الجميع وعلي ربيع الثالث
  • من هو عبد الله البلوشي الذي شكره محمد بن راشد على حسن وداعه لمسافرة
  • دمار كبير خلّفه قصف الاحتلال للمستشفى المعمداني / شاهد
  • دار الكتب تستعرض إنجازاتها بمناسبة مرور 155 عاما على إنشائها
  • خطبة الجمعة من الجامع الأزهر.. العواري: ما يحدث لأهل غزة عار على الإنسانية وأمة محمد.. وحب الوطن غريزة والنبي كان يعشق بلده.. فيديو
  • خطيب الجامع الأزهر: ما يحدث لأهل غزة عار على الإنسانية وأمة محمد.. فيديو
  • خطيب الجامع الأزهر: القرآن نهى عن التنازع والتفرق لأنه يضعف الوطن
  • دعاء يوم الجمعة الذي يغير الأقدار للأفضل
  • متحدث الزمالك: نعتذر لجماهيرنا.. وكان هناك جدية لتجديد عقد زيزو
  • شاوشي: “حققنا الأهم بالحفاظ على الصدارة وسنفكر الآن في اتحاد العاصمة”