سودانايل:
2024-11-24@13:12:28 GMT

إيران وحرب السودان

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

جاء في الاخبار مؤخرا أن شركة " قشم فارس" للطيران، ظلت تقوم بشحن اسلحة ومسيرات من نوع مهاجر 6 وقذائف مدفعية إلي مطار بورتسودان بواسطة طائرات شحن إي بي - فاب وذلك طوال الاشهر الماضية. وشركة قشم فارس تقع ضمن قائمة الحظر الأمريكية بسبب دورها من قبل في نقل اسلحة إلي سوريا. وربما نتذكر إسقاط احد جنود الدعم السريع طائرة ايرانية بدون طيار قبل اشهر في امدرمان.


من الواضح اذن أن إيران تدفع بقوة بإتجاه إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وتغري الجيش ومليشيات الكيزان بالاستمرار في هذه الحرب اللعينة ورفض كل دعوات التفاوض لإنهاء الحرب وعودة الناس إلي حياتهم الطبيعية في السودان.
هذا يقودنا إلي تأمل طبيعة العلاقات بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي، وربما أسباب التقارب والتعاون بينهما رغم الخلافات المذهبية التي ذهبت إلي حدود تكفير بعضهما البعض!.
أهم اختلاف بين الإثنين ربما يبرز في وحدة الإسلام السياسي الشيعي بسبب وجود ما عرف ب "ولاية الفقيه" في المذهب الشيعي الاثني عشري حيث يظل المرشد الأعلي في إيران ينوب عن الإمام الغائب لحين عودته ولو بعد مئات السنين!. وبهذه الولاية يصبح المرشد الحالي علي خاميني هو المتصرف الاوحد في شئون الشعب الايراني وهو الواسطة بين الله والشعب. ولاية الفقيه اذن تضع كل السلطات في يد رجال الدين الشيعة خاصة المرشد الأعلي، وله الكلمة النهائية في كلما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها رغم وجود رئيس وزراء وبرلمان.
بينما الإسلام السياسي السني يفتقد إلي ذلك، وهذا ما جعل تنظيم الإخوان المسلمين ومنذ التأسيس، يتمسك بدولة الخلافة في تركيا وضرورة العودة إليها من أجل وحدة الصف و " مركزية القرار" علي الاقل في العالم السني.
إيران تحتفظ لنفسها إذن بقيادة العالم الشيعي وهذا ما يفسر قوة نفوذها ودورها في خلخلة الأمن والاستقرار في منطقه الخليج والجزيرة العربية والهلال الخصيب.
ولكن إيران وبسبب هذه الميزة تتطلع إلي قيادة كل العالم الإسلامي بسبب افتقاد الإسلام السياسي السني الي وحدة القرار السياسي.

ربما يعتقد الكثير من الناس أن الدعم الإيراني للجيش له علاقة بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل أو أنه يأتي من باب التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع. لكن هل ذلك وحده يمكن ان يفسر مساعدة إيران للبرهان رغم ان الاخير كان قد وافق علي التطبيع مع إسرائيل وهو الذي كان حتي الأمس ينسق عملية إرسال جنود سودانيين لمحاربه الحوثيين في اليمن؟!
أن محاولات إيران لدعم آخر معاقل الإخوان المسلمين في العالم السني بعد أن هدد الدعم السريع سلطتهم، ليس بدافع الحرص علي الإسلام السني أو فقهائه، أذ لم يسلم حتي الخلفاء الراشدين وزوجات النبي من إساءات الشيعة لهم، كما نعلم جميعا.
لذلك فإن هذا الدعم وتلك المساعدات الايرانية السخية التي نراها اليوم ليست لها علاقة بالدين ، فهو أمر سياسي في نهاية المطاف إذ يصب في هدف ايران المتعلق بخلخلة المنطقة ونسف الإستقرار حتي تسود هي وتتزعم العالم الإسلامي، إنه طموح دونه خرط القتاد.

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

كوت ديفوار تتبرع بمساعدات طبية إلى السودان

أعلنت جمهورية كوت ديفوار عن تبرعها بمساعدات طبية عاجلة إلى السودان عبر وزارة الصحة الايفوارية للتخفيف من حدة الوضع الإنساني والصحي الذي يواجهه الشعب السوداني جراء الحرب والفيضانات التي ضربت البلاد خلال فترة الخريف الأخير.خلال حفل تدشين الدعم، أشار ممثل وزارة الخارجية الإيفوارية إلى أن هذا الدعم موجه للشعب السوداني نتيجة الفيضانات التي اجتاحت السودان في الأشهر الماضية.كما أكد تضامن الرئيس الإيفواري، السيد الحسن واتارا، والشعب الإيفواري مع جمهورية السودان والشعب السوداني الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا الدعم الإنساني في مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ردا على الاستغلال السياسي لمحافظي الوكالة الذرية..إيران تطلق أجهزة طرد مركزي متطورة
  • البرهان يكشف عن المرحلة المقبلة في السودان
  • قاليباف: إيران ردت على الاستغلال السياسي لمجلس المحافظين بإطلاق أجهزة الطرد المركزي
  • السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • عالم “الجربندية” السياسية
  • كوت ديفوار تتبرع بمساعدات طبية إلى السودان
  • إيران تقدم طلب انضمام إلى بنك مجموعة بريكس
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!