سودانايل:
2024-10-23@19:22:19 GMT

إيران وحرب السودان

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

جاء في الاخبار مؤخرا أن شركة " قشم فارس" للطيران، ظلت تقوم بشحن اسلحة ومسيرات من نوع مهاجر 6 وقذائف مدفعية إلي مطار بورتسودان بواسطة طائرات شحن إي بي - فاب وذلك طوال الاشهر الماضية. وشركة قشم فارس تقع ضمن قائمة الحظر الأمريكية بسبب دورها من قبل في نقل اسلحة إلي سوريا. وربما نتذكر إسقاط احد جنود الدعم السريع طائرة ايرانية بدون طيار قبل اشهر في امدرمان.


من الواضح اذن أن إيران تدفع بقوة بإتجاه إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وتغري الجيش ومليشيات الكيزان بالاستمرار في هذه الحرب اللعينة ورفض كل دعوات التفاوض لإنهاء الحرب وعودة الناس إلي حياتهم الطبيعية في السودان.
هذا يقودنا إلي تأمل طبيعة العلاقات بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي، وربما أسباب التقارب والتعاون بينهما رغم الخلافات المذهبية التي ذهبت إلي حدود تكفير بعضهما البعض!.
أهم اختلاف بين الإثنين ربما يبرز في وحدة الإسلام السياسي الشيعي بسبب وجود ما عرف ب "ولاية الفقيه" في المذهب الشيعي الاثني عشري حيث يظل المرشد الأعلي في إيران ينوب عن الإمام الغائب لحين عودته ولو بعد مئات السنين!. وبهذه الولاية يصبح المرشد الحالي علي خاميني هو المتصرف الاوحد في شئون الشعب الايراني وهو الواسطة بين الله والشعب. ولاية الفقيه اذن تضع كل السلطات في يد رجال الدين الشيعة خاصة المرشد الأعلي، وله الكلمة النهائية في كلما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها رغم وجود رئيس وزراء وبرلمان.
بينما الإسلام السياسي السني يفتقد إلي ذلك، وهذا ما جعل تنظيم الإخوان المسلمين ومنذ التأسيس، يتمسك بدولة الخلافة في تركيا وضرورة العودة إليها من أجل وحدة الصف و " مركزية القرار" علي الاقل في العالم السني.
إيران تحتفظ لنفسها إذن بقيادة العالم الشيعي وهذا ما يفسر قوة نفوذها ودورها في خلخلة الأمن والاستقرار في منطقه الخليج والجزيرة العربية والهلال الخصيب.
ولكن إيران وبسبب هذه الميزة تتطلع إلي قيادة كل العالم الإسلامي بسبب افتقاد الإسلام السياسي السني الي وحدة القرار السياسي.

ربما يعتقد الكثير من الناس أن الدعم الإيراني للجيش له علاقة بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل أو أنه يأتي من باب التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع. لكن هل ذلك وحده يمكن ان يفسر مساعدة إيران للبرهان رغم ان الاخير كان قد وافق علي التطبيع مع إسرائيل وهو الذي كان حتي الأمس ينسق عملية إرسال جنود سودانيين لمحاربه الحوثيين في اليمن؟!
أن محاولات إيران لدعم آخر معاقل الإخوان المسلمين في العالم السني بعد أن هدد الدعم السريع سلطتهم، ليس بدافع الحرص علي الإسلام السني أو فقهائه، أذ لم يسلم حتي الخلفاء الراشدين وزوجات النبي من إساءات الشيعة لهم، كما نعلم جميعا.
لذلك فإن هذا الدعم وتلك المساعدات الايرانية السخية التي نراها اليوم ليست لها علاقة بالدين ، فهو أمر سياسي في نهاية المطاف إذ يصب في هدف ايران المتعلق بخلخلة المنطقة ونسف الإستقرار حتي تسود هي وتتزعم العالم الإسلامي، إنه طموح دونه خرط القتاد.

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

تقسيم السودان خطر يلوح في الأفق مع تزايد نفوذ الدعم السريع في دارفور

محمد محمد عثمان

مراسل بي بي سي للشؤون السودانية

بعد أيام قلائل من اتهامات قائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق محمد حمدان دقلو لمصر بالمشاركة في الحرب في بلاده إلى جانب الجيش السوداني، عمدت قوات تتبع له إلى إيقاف الصادرات المتجهة إلى مصر من المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان.

ومع أن الخطوة جاءت في إطار التصعيد تجاه مصر، إلا أنها تعد مؤشراً على أن السودان يمضي نحو التقسيم، خاصة وأن الجيش أو الحكومة السودانية رفضت هذه الخطوة، واعتبرتها “محاولة لفرض سلطة الأمر الواقع”، بحسب مراقبين.

وعززت هذه الخطوة أيضا مخاوف كثيرة من السودانيين من احتمالية تقسيم بلادهم على غرار ما جرى في دول مجاورة، وذلك بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ أبريل/ نيسان من العام 2023 والتي أضحت البلاد بموجبها مناطق خاضعة للجيش وأخرى للدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور ما عدا مدينة الفاشر بالإضافة إلى مناطق واسعة في إقليم كردفان والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار.

وبالرغم من أن حميدتي قد شدد خلال خطابه المصور، الذي اتهم فيه مصر بقصف قواته بالطيران الحربي، على وحدة السودان “وسيادة أراضيه”، إلا أن عدداً من الشواهد والمؤشرات تدل على أن قادته وقواته على الأرض تمضي في اتجاه التقسيم أو الحكم الذاتي على أقل تقدير، كما يقول العديد من الخبراء.

ولاحقاً أوضح الباشا طبيق، وهو أحد مستشاري قائد قوات الدعم السريع، أن الحاجة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قواتهم أصبحت ضرورة قصوى.

وأضاف طبيق في تغريدة على منصة “إكس”: “هذه الخطوة يجب أن تجد الترحيب والاعتراف الفوري من المجتمع الدولي للحفاظ على بقاء الدولة السودانية موحدة”.

وواقعة وقف تصدير المنتجات والبضائع السودانية إلى مصر لم تكن الأولى في هذا الاتجاه؛ فقد شكلت قوات الدعم السريع ما أطلقت عليها الإدارات المدنية لإدارة شؤون الحكم في المناطق التي تسيطر عليها في دارفور والجزيرة وكردفان.

وقالت إن وظيفة هذه الإدارات هي تقديم الخدمات وحماية المدنيين وذلك بالتنسيق معها.

كما أنشأت الدعم السريع قوات خاصة لحماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، فضلاً عن قوات للشرطة ونيابات خاصة بها في تلك المناطق، خاصة في إقليم دارفور غربي البلاد.

وفي سابقة تعد نادرة، إن صحت، ذكرت تقارير إعلامية سودانية أن طائرة أجنبية من طراز “يوشن” هبطت في مطار نيالا جنوب دارفور، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع مؤخراً، وأفرغت أسلحة وعتاداً عسكرياً ثم غادرت بهدوء.

” تقسيم فعلي للنفوذ”

ويرى مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات سليمان بلدو أن “السودان حالياً مقسمة فعلياً على أرض الواقع”.

وقال لبي بي سي إن السودان مقسم إلى جزئين: جزء في غرب السودان في دارفور وكردفان والجزيرة وسنار وهي تحت سيطرة ونفوذ قوات الدعم السريع، وجزء آخر في شرق السودان في كسلا والقضارف والبحر الأحمر، وشماله في نهر النيل والشمالية تحت سيطرة ونفوذ الجيش.

وتابع “المناطق التي تحت سيطرة قوات الدعم السريع أصبحت الآن بشكل كامل تتبع لها عسكرياً وإدارياً، وبدأت تشكيل مجالس للحكم خاصة بها دون أي وجود للحكومة فيها”.

وتدور حالياً معارك شرسة بين الجيش والفصائل المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش في إقليم دارفور بعد سقوط كامل الإقليم في يد قوات الدعم السريع.

وفي هذا الصدد، يقول بلدو “إن قوات الدعم السريع تريد السيطرة على الفاشر لتكمل سيطرتها على كامل الإقليم، وبالتالي تتمكن من الاستفادة من الموقع الاستراتيجي له، خاصة وأن لها حدوداً مشتركة مع دول مثل تشاد وليبيا وهو ما يمكنها من التحكم في التجارة الخارجية مع هذه الدول وتنشيط حركة الصادرات والواردات”.

ويمضي بلدو قائلاً “حالياً هنالك حركة تجارية بين إقليم دارفور وهذه الدول. مثلاً الوقود الموجود حالياً في دارفور يأتي معظمه من ليبيا، وتقوم قوات الدعم السريع بتنظيم عملية البيع والشراء والاستيراد”.

“خطر التقسيم”

لا تتقاسم قوات الدعم السريع والجيش السوداني المناطق في السودان لوحدها، بل هناك فصائل مسلحة تشاركهما السيطرة والنفوذ.

فهناك الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها عبد العزيز الحلو، تسيطر على مناطق واسعة في ولاية جنوب كردفان، بل إنها تمددت خلال فترة الحرب الحالية، وتمكنت من زيادة رقعة سيطرتها الجغرافية في ظل انشغال الجيش بالقتال مع قوات الدعم السريع.

وظلت الحركة التي تمتلك الآلاف من الجنود والعتاد العسكري الجيد على الحياد في الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف العام، لكنها دخلت في معارك متقطعة مع الجيش تارة ومع قوات الدعم السريع تارة أخرى.

ويرى المحلل السياسي والخبير في منطقة القرن الأفريقي، عبد المنعم أبو إدريس، أنه في ظل اتخاذ الحرب الحالية “شكلاً جهوياً ودفاع كل طرف عن مناطق حواضنه الاجتماعية، والتصعيد المستمر، فإن سيناريو تقسيم السودان وارد بشدة”.

وقال لبي بي سي “إذا استمرت الحرب على هذه الوتيرة، فإن هناك خطراً حقيقياً من انقسام الدولة، والخطر الحقيقي ليس في الانقسام إلى دولتين، وإنما إلى دويلات في ظل سيطرة قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان لمناطق واسعة في جنوب كردفان، وايضاً سيطرة حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لعدد من المناطق في إقليم دارفور”.

ويختلف رئيس تحرير صحيفة “إيلاف” خالد التجاني مع بلدو وإدريس، معتبراً أن سيناريو تقسيم السودان على غرار ما حدث في ليبيا أو غيره من الدول “غير وارد بالرغم من الشواهد والمؤشرات”.

وقال التجاني إن محاولة استدعاء سيناريو تقسيم دولة ما وإنزاله على السودان أمر غير منطقي؛ لأن هنالك تعقيدات جيوسياسية كبيرة في المشهد السوداني، وهي تختلف عما سواها في المنطقة.

ويشرح التجاني بأن “الواقع في دارفور معقد جداً، وهنالك عرقيات وقبائل كثيرة ومتداخلة، وبالتالي يصعب على جهة واحدة مثل الدعم السريع إدارة الإقليم، كما أنه إقليم مغلق ولا توجد به موانئ أو منافذ، ما يجعله غير جاذب للانفصال”.

وبسؤاله عن انفصال جنوب السودان عن السودان بالرغم من عدم وجود موانئ أو منفذ، قال التجاني إن تجربة جنوب السودان مختلفة جداً عن دارفور.

وشرح قائلاً “في تجربة جنوب السودان، كان هنالك إجماع شبه دولي على منح الجنوب حق تقرير المصير، باعتبار أن هناك دواعي لإنشاء الدولة الجديدة، ومن بينها الاختلافات في الثقافات والدين بين الشمال والجنوب، وهذا الأمر غير موجود في دارفور”.

وكان جنوب السودان قد انفصل عن السودان في العام 2011 بعد استفتاء على تقرير المصير، وفقد السودان الأجزاء الجنوبية من أراضيه مع سكانه وثرواته.

وبرزت المخاوف من تكرار تجربة جنوب السودان في دارفور مع استمرار الحرب في عامها الثاني وعدم وجود مؤشرات على توقفها في المدى القريب.

نقلاً عن موقع بي بي سي عربي

الوسومآثار الحرب في السودان تقسيم السودان حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على الدندر بعد معارك ضاريه مع الدعم
  • السودان.. شرق الجزيرة في “عين العاصفة” بعد انشقاق قائد بـ”الدعم السريع”
  • ما تأثير انشقاق "كيكل" عن الدعم السريع في السودان؟.. خبراء يجيبون
  • تقسيم السودان خطر يلوح في الأفق مع تزايد نفوذ الدعم السريع في دارفور
  • جدل في السودان بعد إيقاف منصات حسابات الدعم السريع
  • “القناة 13”: تم إبلاغ وزراء المجلس السياسي الأمني أن هجوما كبيرا جدا سيتم تنفيذه على ‎إيران قريبا
  • رحيل المفكر الصوفي محمد فتح الله كولن.. وعلي جمعة ناعيًا: صاحب المسيرة العطرة
  • علي جمعة ينعي فتح الله كولن: مُفكر حكيم نشر التعليم والحوار والعمل الخيري
  • ما تأثير انشقاق الجنرال كيكل على سير الحرب في السودان؟