سودانايل:
2025-03-03@10:14:16 GMT

إيران وحرب السودان

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

جاء في الاخبار مؤخرا أن شركة " قشم فارس" للطيران، ظلت تقوم بشحن اسلحة ومسيرات من نوع مهاجر 6 وقذائف مدفعية إلي مطار بورتسودان بواسطة طائرات شحن إي بي - فاب وذلك طوال الاشهر الماضية. وشركة قشم فارس تقع ضمن قائمة الحظر الأمريكية بسبب دورها من قبل في نقل اسلحة إلي سوريا. وربما نتذكر إسقاط احد جنود الدعم السريع طائرة ايرانية بدون طيار قبل اشهر في امدرمان.


من الواضح اذن أن إيران تدفع بقوة بإتجاه إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وتغري الجيش ومليشيات الكيزان بالاستمرار في هذه الحرب اللعينة ورفض كل دعوات التفاوض لإنهاء الحرب وعودة الناس إلي حياتهم الطبيعية في السودان.
هذا يقودنا إلي تأمل طبيعة العلاقات بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي، وربما أسباب التقارب والتعاون بينهما رغم الخلافات المذهبية التي ذهبت إلي حدود تكفير بعضهما البعض!.
أهم اختلاف بين الإثنين ربما يبرز في وحدة الإسلام السياسي الشيعي بسبب وجود ما عرف ب "ولاية الفقيه" في المذهب الشيعي الاثني عشري حيث يظل المرشد الأعلي في إيران ينوب عن الإمام الغائب لحين عودته ولو بعد مئات السنين!. وبهذه الولاية يصبح المرشد الحالي علي خاميني هو المتصرف الاوحد في شئون الشعب الايراني وهو الواسطة بين الله والشعب. ولاية الفقيه اذن تضع كل السلطات في يد رجال الدين الشيعة خاصة المرشد الأعلي، وله الكلمة النهائية في كلما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها رغم وجود رئيس وزراء وبرلمان.
بينما الإسلام السياسي السني يفتقد إلي ذلك، وهذا ما جعل تنظيم الإخوان المسلمين ومنذ التأسيس، يتمسك بدولة الخلافة في تركيا وضرورة العودة إليها من أجل وحدة الصف و " مركزية القرار" علي الاقل في العالم السني.
إيران تحتفظ لنفسها إذن بقيادة العالم الشيعي وهذا ما يفسر قوة نفوذها ودورها في خلخلة الأمن والاستقرار في منطقه الخليج والجزيرة العربية والهلال الخصيب.
ولكن إيران وبسبب هذه الميزة تتطلع إلي قيادة كل العالم الإسلامي بسبب افتقاد الإسلام السياسي السني الي وحدة القرار السياسي.

ربما يعتقد الكثير من الناس أن الدعم الإيراني للجيش له علاقة بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل أو أنه يأتي من باب التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع. لكن هل ذلك وحده يمكن ان يفسر مساعدة إيران للبرهان رغم ان الاخير كان قد وافق علي التطبيع مع إسرائيل وهو الذي كان حتي الأمس ينسق عملية إرسال جنود سودانيين لمحاربه الحوثيين في اليمن؟!
أن محاولات إيران لدعم آخر معاقل الإخوان المسلمين في العالم السني بعد أن هدد الدعم السريع سلطتهم، ليس بدافع الحرص علي الإسلام السني أو فقهائه، أذ لم يسلم حتي الخلفاء الراشدين وزوجات النبي من إساءات الشيعة لهم، كما نعلم جميعا.
لذلك فإن هذا الدعم وتلك المساعدات الايرانية السخية التي نراها اليوم ليست لها علاقة بالدين ، فهو أمر سياسي في نهاية المطاف إذ يصب في هدف ايران المتعلق بخلخلة المنطقة ونسف الإستقرار حتي تسود هي وتتزعم العالم الإسلامي، إنه طموح دونه خرط القتاد.

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

تصعيد خطير في السودان .. قصف متبادل ومعارك شرسة في الخرطوم والفاشر

تصاعدت حدة المعارك في السودان، حيث أعلن الجيش السوداني عن قصف مدفعي استهدف مواقع لقوات الدعم السريع في مناطق غرب العاصمة الخرطوم، بالقرب من مطار الخرطوم الدولي. 

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت شرق مدينة الفاشر في إقليم دارفور.

وأفاد مصدر عسكري بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم. 

وأكد المصدر ذاته أن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو" شرق النيل، ويسعى للتقدم جنوبًا للسيطرة على جسر المنشية الذي يربط وسط الخرطوم بشرقها.

وفي دارفور، حقق الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح انتصارًا كبيرًا على قوات الدعم السريع في منطقة "عد البيضة" جنوب شرق مدينة الفاشر. 

وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت تجمعات قوات الدعم السريع أسفرت عن تدمير 10 شاحنات محملة بالذخائر، بالإضافة إلى 3 شاحنات قادمة من مدينتي الضعين ونيالا.

وأعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة عن إحباط مخطط لقوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينة الفاشر. وأكدت القوات تنفيذ عملية مداهمة في حي الرياض، أسفرت عن الاستيلاء على أسلحة وتدمير مركبات، بالإضافة إلى مقتل 17 عنصرًا من قوات الدعم السريع.

وأكد المقدم أحمد حسين مصطفى، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، تنفيذ عملية نوعية استهدفت قافلة إمدادات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع كانت متجهة إلى الفاشر. وأوضح أن القافلة كانت تحمل تعزيزات عسكرية ضخمة.

يشهد السودان تصعيدًا مستمرًا في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويزيد الوضع الإنساني سوءًا. 

ومنذ 10 مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر تصعيدًا في الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات الحكومية وحلفائها، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية.
 

مقالات مشابهة

  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • مصر ترفض تشكيل حكومة سودانية موازية
  • مصر ترفض أي محاولات لتشكيل حكومة سودانية موازية
  • في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية
  • شكر وإمتنان أهل السودان لشعب مصر
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • البرلمان البريطاني من ونستون تشرشل إلى سليمان صندل
  • موقف النخب الحداثية التونسية من الإسلام السياسي الشيعي
  • تصعيد خطير في السودان .. قصف متبادل ومعارك شرسة في الخرطوم والفاشر
  • معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟