سودانايل:
2024-12-25@19:55:40 GMT

إيران وحرب السودان

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

جاء في الاخبار مؤخرا أن شركة " قشم فارس" للطيران، ظلت تقوم بشحن اسلحة ومسيرات من نوع مهاجر 6 وقذائف مدفعية إلي مطار بورتسودان بواسطة طائرات شحن إي بي - فاب وذلك طوال الاشهر الماضية. وشركة قشم فارس تقع ضمن قائمة الحظر الأمريكية بسبب دورها من قبل في نقل اسلحة إلي سوريا. وربما نتذكر إسقاط احد جنود الدعم السريع طائرة ايرانية بدون طيار قبل اشهر في امدرمان.


من الواضح اذن أن إيران تدفع بقوة بإتجاه إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وتغري الجيش ومليشيات الكيزان بالاستمرار في هذه الحرب اللعينة ورفض كل دعوات التفاوض لإنهاء الحرب وعودة الناس إلي حياتهم الطبيعية في السودان.
هذا يقودنا إلي تأمل طبيعة العلاقات بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي، وربما أسباب التقارب والتعاون بينهما رغم الخلافات المذهبية التي ذهبت إلي حدود تكفير بعضهما البعض!.
أهم اختلاف بين الإثنين ربما يبرز في وحدة الإسلام السياسي الشيعي بسبب وجود ما عرف ب "ولاية الفقيه" في المذهب الشيعي الاثني عشري حيث يظل المرشد الأعلي في إيران ينوب عن الإمام الغائب لحين عودته ولو بعد مئات السنين!. وبهذه الولاية يصبح المرشد الحالي علي خاميني هو المتصرف الاوحد في شئون الشعب الايراني وهو الواسطة بين الله والشعب. ولاية الفقيه اذن تضع كل السلطات في يد رجال الدين الشيعة خاصة المرشد الأعلي، وله الكلمة النهائية في كلما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها رغم وجود رئيس وزراء وبرلمان.
بينما الإسلام السياسي السني يفتقد إلي ذلك، وهذا ما جعل تنظيم الإخوان المسلمين ومنذ التأسيس، يتمسك بدولة الخلافة في تركيا وضرورة العودة إليها من أجل وحدة الصف و " مركزية القرار" علي الاقل في العالم السني.
إيران تحتفظ لنفسها إذن بقيادة العالم الشيعي وهذا ما يفسر قوة نفوذها ودورها في خلخلة الأمن والاستقرار في منطقه الخليج والجزيرة العربية والهلال الخصيب.
ولكن إيران وبسبب هذه الميزة تتطلع إلي قيادة كل العالم الإسلامي بسبب افتقاد الإسلام السياسي السني الي وحدة القرار السياسي.

ربما يعتقد الكثير من الناس أن الدعم الإيراني للجيش له علاقة بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل أو أنه يأتي من باب التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع. لكن هل ذلك وحده يمكن ان يفسر مساعدة إيران للبرهان رغم ان الاخير كان قد وافق علي التطبيع مع إسرائيل وهو الذي كان حتي الأمس ينسق عملية إرسال جنود سودانيين لمحاربه الحوثيين في اليمن؟!
أن محاولات إيران لدعم آخر معاقل الإخوان المسلمين في العالم السني بعد أن هدد الدعم السريع سلطتهم، ليس بدافع الحرص علي الإسلام السني أو فقهائه، أذ لم يسلم حتي الخلفاء الراشدين وزوجات النبي من إساءات الشيعة لهم، كما نعلم جميعا.
لذلك فإن هذا الدعم وتلك المساعدات الايرانية السخية التي نراها اليوم ليست لها علاقة بالدين ، فهو أمر سياسي في نهاية المطاف إذ يصب في هدف ايران المتعلق بخلخلة المنطقة ونسف الإستقرار حتي تسود هي وتتزعم العالم الإسلامي، إنه طموح دونه خرط القتاد.

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

السودان: الأزمة الإنسانية والصحية غير مسبوقة

في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها السودان، كشف وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم عن التحديات الجسيمة التي تواجه القطاع الصحي بسبب الاشتباكات المسلحة. وأوضح أن القطاع الصحي تكبد خسائر هائلة تجاوزت 11 مليار دولار، مع فقدان أكثر من 60 من الكوادر الطبية..

التغيير: وكالات

ورغم هذه الظروف القاسية، أكد الوزير أن الكوادر الطبية نجحت في تفادي انهيار كامل للنظام الصحي، مشيرًا إلى أن الوضع استقر نسبيًا بعد نحو عامين من بدء الاشتباكات. كما شدد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين السودان وتركيا، خاصة في المجال الصحي.

أكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، أن المواجهات المستمرة منذ قرابة 20 شهرا بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، تسببت في انهيار النظام الصحي بالبلاد.

ويستمر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العديد من الولايات في السودان، مما يعرّض السكان لصعوبات متعددة.

وأدت الاشتباكات إلى دمار كبير في البنية التحتية والاقتصاد والتعليم والصحة، وأسفرت عن واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

وبدأت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 بسبب خلافات بين الطرفين بشأن الإصلاح العسكري والدمج.

وانتهت كافة المبادرات المطروحة لاحتواء الأزمة وإنهاء المواجهات بالفشل ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفرار أكثر من 3 ملايين شخص خارج البلاد، ونزوح نحو 9 ملايين آخرين داخليًا واعتماد أكثر من 25 مليون شخص على المساعدات الإنسانية لإدامة حياتهم.

 أزمة انسانية وصحية

وفي تصريحات للأناضول، أكد وزير الصحة السوداني إبراهيم، أن الأزمة الإنسانية والصحية التي يمر بها السودان غير مسبوقة.

وأشار إلى أن “الميليشيات” (قوات الدعم السريع) انتهكت المعايير والقوانين والأخلاق الدولية من خلال استهداف المواطنين والمنازل والمرافق الخدمية وشبكات المياه والطاقة والكهرباء والمحاصيل والمستشفيات والإمدادات الطبية.

وأوضح إبراهيم أن شرارة الاشتباكات بدأت في العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى أزمة نزوح كبيرة، حيث اضطر بعض الناس إلى النزوح أكثر من مرة.

وأشار إلى أن النظام الصحي تأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالمواجهات الدائرة، وأن المستشفيات تعرضت للهجمات واستُخدمت كثكنات عسكرية.

وتابع قائلا: “في اليوم الرابع من الحرب، كنت في مستشفى الخرطوم عندما تم احتلاله من قبل قوات الدعم السريع، وقد أصبحت عدة مستشفيات خارج الخدمة. هذه المستشفيات ليست عادية، بل تشمل مراكز متخصصة في جراحة القلب وزراعة الأعضاء وعلاج الأورام”.

وأضاف أن مخازن تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 600 مليون دولار تعرضت للنهب والتدمير، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية.

 الخسائر في القطاع الصحي بلغت 11 مليار دولار

وأوضح إبراهيم أنه تم نهب أكثر من 200 سيارة إسعاف ومركبة طبية، مضيفاً: “وفق التقديرات الأولية، بلغت خسائر القطاع الصحي 11 مليار دولار. كما فقدنا أكثر من 60 من الكوادر الصحية”.

وأردف: “لكننا لم نتوقف عن العمل رغم هذه الظروف لان شعارنا، يجب أن نستمر رغم ما يحدث، ووضعنا استراتيجيات واضحة تشمل خمس أولويات هي، إنقاذ الأرواح وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتشغيل المستشفيات ومكافحة الأوبئة ودعم صحة النساء والأطفال”.

 تجنبنا الانهيار الكامل

ولفت إبراهيم إلى أن الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي، لكن الكوادر الطبية نجحت في تجنب الانهيار الكامل، وأن الوضع استقر نسبيا بعد نحو عامين.

واستطرد: “أعدنا تشغيل معظم المستشفيات وأصلحنا العديد من المستشفيات في ولايات مختلفة. لدينا الآن مستشفيات تقدم خدمات جراحة القلب المفتوح والأورام، باستثناء خدمات زراعة الأعضاء التي لم نتمكن من استعادتها”.

وأشار إلى أنه تم استيراد أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 200 مليون دولار.

وأوضح أنهم واجهوا أوبئة خطيرة مثل حمى الضنك والكوليرا، وأنهم بالتعاون مع المنظمات الدولية تمكنوا من السيطرة عليها.

وأكد أنه تم توفير أكثر من 12 مليون جرعة من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا.

وأضاف إبراهيم أن التحديات الرئيسية تتمثل في صعوبة الوصول إلى جميع مناطق السودان بسبب الأوضاع الأمنية.

وأكد أن هناك تحدٍ آخر يتمثل في نقص التمويل، حيث لا يتجاوز الدعم المقدم 20 بالمئة من الاحتياجات التي تتطلب 4.7 مليار دولار على الأقل.

وشدد إبراهيم على عمق العلاقات بين السودان وتركيا خاصة في المجال الصحي، مشيراً إلى المستشفيات التي أسستها تركيا مثل مستشفى نيالا السوداني التركي ومستشفى الخرطوم التركي، إضافة إلى دعم تركيا في تدريب الكوادر الطبية. وقال إن تركيا قدمت دعماً طبياً وأدوية خلال فترة الحرب.

نقلا عن الأناضول

الوسومالقطاع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع وزير الصحة السوداني

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يعقد الاختبارات التحريرية للمتقدمين لمسابقة الابتعاث الخارجي
  • قلق أممي إزاء تدهور الأمن الغذائي في السودان
  • خزان جبل أولياء.. سد بناه البريطانيون في السودان وتهدده الحرب
  • نينوى.. محكمة التمييز تبرئ مدير الوقف السني السابق وتطلق سراحه
  • إلى متى
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • السودان: الأزمة الإنسانية والصحية غير مسبوقة
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • هويدي: فرص نهضة سوريا بعيدة المنال بسبب انفراد «الإسلام السياسي» بإدارة المشهد
  • رئيس وزراء كندا يخسر الدعم السياسي