تقرير مسرب يؤكد اعتداء الجيش الإسرائيلي عشرات المرات على قوات يونيفيل
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أفادت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية أن تقريرا مسربا كشف أن إسرائيل شنت منذ الأول من الشهر الجاري عشرات الهجمات على قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، أسفرت واحدة منها عن إصابة 15 جنديا بالفوسفور الأبيض.
ونقلت عن تقرير سري أن الجيش الإسرائيلي اقتحم عنوة مقرا واضح المعالم تابعا للأمم المتحدة، ويُشتبه أنه استخدم في هجومه الفوسفور الأبيض الكيميائي الحارق من مسافة قريبة، مما أسفر عن إصابة 15 جنديا من اليونيفيل.
وذكرت أن التقرير، الذي أعدته إحدى الدول التي تساهم بقوات، واطلعت عليه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أكد الكيفية التي استهدف بها الجيش الإسرائيلي، في مرات عديدة، قوات اليونيفيل التي تعمل بتفويض من الأمم المتحدة والمنتشرة على طول الحدود الفعلية بين البلدين، الأمر الذي تسبب في أضرار بالكثير من المنشآت، وفي إصابة جنود متمركزين في المواقع الحدودية بجنوب لبنان.
انتهاك صارخوقد وصفت اليونيفيل والدول الخمسون -التي تساهم بقوات في صفوفها، بما في ذلك جمهورية أيرلندا- هذه الحوادث بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، لكن إسرائيل رفضت الاتهامات الموجهة إليها باستهدافها المتعمد لليونيفيل منذ أن شنت اجتياحها البري لجنوب لبنان.
بل إن إسرائيل ادعت أن حزب الله يستخدم قوات اليونيفيل دروعا بشرية، مطالبة الأمم المتحدة بإجلاء القوة الدولية التابعة لها من جنوب لبنان، غير أن اليونيفيل رفضت ذلك.
ووفقا للصحيفة الأيرلندية في تقرير لمراسلتها في بيروت ريا جلبي، فقد أثارت الهجمات إدانة دولية إلا أن إسرائيل تمسكت بموقفها، فيما أكدت اليونيفيل، يوم الأحد، أن جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي هدمت عن قصد برجا للمراقبة وسياجا يحيط بموقع للأمم المتحدة في بلدة مروحين جنوبي لبنان.
وقد نشرت يونيفيل التقرير السري، الذي يوجز عشرات الحوادث الأخيرة التي هاجم فيها الجيش الإسرائيلي القوات الدولية في لبنان، ويتضمن صورا فوتوغرافية توثق حجم الضرر الذي لحق بالمخابئ التي تؤوي جنودها، والجدران المحيطة، وأبراج المراقبة في عدة قواعد.
وأشارت الصحيفة، التي تصدر في دبلن عاصمة جمهورية أيرلندا، أن القوات الإسرائيلية بدأت بإطلاق النار مباشرة على قواعد اليونيفيل بعد الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وفي إحدى الحوادث التي وقعت بعد يومين من الهجوم الأول، أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بجروح عندما أطلقت دبابة من طراز ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار على برج مراقبة في مقر القوة الدولية في بلدة الناقورة، وأطاحت به.
توثيق استخدام الفوسفور الأبيضوطبقا للصحيفة، فقد وثقت جماعات حقوق الإنسان استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في لبنان طوال العام الماضي، وفي تعليقه على إحدى الصور الفوتوغرافية التي تُظهر حفرة دائرية في البرج، قال ريتشارد وير، وهو باحث أول في مجال النزاعات والأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن القانون الدولي يُحرِّم استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان، ومع ذلك فإنه كثيرا ما يستخدم كأداة عسكرية للتعتيم أو كسلاح لإخماد القوات المناوئة.
وأوردت جلبي في تقريرها أن الجيش الإسرائيلي أطلق، في حادثة أخرى يوم 10 من الشهر الحالي، النار على ملجأ محصن تابع للأمم المتحدة لجأت إليه قوات حفظ السلام الإيطالية في قرية اللبونة من قضاء صور، بمحافظة الجنوب اللبناني.
وفي الساعات الأولى من يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، قالت يونيفيل إن دبابتين من طراز ميركافا تابعتين للجيش الإسرائيلي اقتحمتا البوابة الرئيسية لإحدى القواعد.
وبعد احتجاجات يونيفيل، غادرت الدبابات المكان بعد 45 دقيقة، ولكن في غضون ساعة، أُطلقت عدة قذائف على بعد 100 متر شمال القاعدة، مما أدى إلى انبعاث "دخان يشتبه في أنه فوسفور أبيض" تصاعد إلى داخل القاعدة -حسب ما ورد في التقرير- مما أدى إلى إصابة 15 من القوة الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.