39 مقعدا للحزب الديمقراطي الكردستاني، و23 آخر لحليفه التقليدي الاتحاد الوطني الكردستاني وصعود حراك الجيل الجديد إلى المرتبة الثالثة بـ15 مقعدا، وخسارة حركة التغيير، هكذا تشير النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان العراق.

ووفق النتائج الأولية التي أعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الاثنين الماضي، لا يلوح في الأفق حدوث تغييرات جذرية على الوضع السياسي في الإقليم، فلم يحصل أي من الحزبين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، على الأغلبية، التي تمكن أحدهما من تشكيل الحكومة، إلا بالاتفاق فيما بينهما أو بين أحدهما والأطراف السياسية الأخرى.

ولعل أبرز تغيير تشهده خريطة توزيع مقاعد برلمان الإقليم المقبل، حصول حراك الجيل الجديد على 15 مقعدا ضعف ما كان يمتلكه من مقاعد في الدورة البرلمانية السابقة، الذي قد يختار لعب دور قيادة المعارضة البرلمانية في المرحلة المقبلة.

لكن المراقبين والمختصين بالشأن السياسي الكردي يرون أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة ستأتي بعد مخاض عسير قد تستغرق عدة أشهر، إثر الخلافات بين الأطراف السياسية، خاصة بين الحزبين الرئيسيين، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية.

ويرى المحلل السياسي في مركز "رامان" للبحوث والاستشارات، شاهو قرداغي، أنه من الصعب أن يتخلى أحد الحزبين الرئيسيين عن السلطة.

ويوضح قرداغي لـ"الحرة"، "لن يتجه أي من الحزبين الرئيسيين إلى المعارضة، نظرا للنفوذ الأمني والسياسي والإداري للطرفين، كل طرف في رقعته الجغرافية، كما يصعب تشكيل حكومة بإقصاء أحدهما."

ويشير قرداغي إلى أن عملية التوافق والتحالف بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني قد تطول مجددا نظراً للظروف المحلية والإقليمية، مضيفا "في النهاية سيتفقان على تشكيل الحكومة القادمة، ولكن وفقاً للثقل الانتخابي وليس للنفوذ الحزبي، كما يريد فرضه الاتحاد الوطني."

ووفق النظام الداخلي لبرلمان إقليم كردستان، يعقد البرلمان الجديد جلسته الأولى بدعوة من رئيس الإقليم بعد 10 أيام من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، وتنتخب رئاسة البرلمان المكونة من الرئيس ونائبيه خلال الجلسة الأولى، وبعد أداء رئيس البرلمان الجديد اليمين تنتهي ولاية رئيس الإقليم.

ويعتبر فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الإقليم لمدة 30 يوما الخطوة الثانية في آلية تشكيل السلطات الثلاثة في الإقليم، وبعد انتهاء المهلة القانونية ينتخب رئيس الإقليم داخل البرلمان ويؤدي اليمين القانونية ومن ثم يكلف من جانبه مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر لتشكيل الحكومة لمدة 30 يوما قابلة للتمديد.

وتختلف الدورة البرلمانية السادسة في الإقليم عن الدورات السابقة من حيث عدد المقاعد البرلمانية التي كانت خلال الدورات السابقة التي كانت تتكون من 111 مقعدا، 100 منها مقاعد عامة و11 مقعدا كان مخصصا لكوتا الأقليات، لكن المحكمة الاتحادية العراقية قررت في فبراير الماضي إلغاء مقاعد الكوتا وتقليص مقاعد البرلمان إلى 100 مقعد، وتقسيم الإقليم إلى أربع دوائر انتخابية بعد أن كانت في الدورات الانتخابية السابقة دائرة واحدة، وخصصت في قرار لاحق 5 مقاعد من الـ100 لكوتا الأقليات المسيحيين والتركمان.

وقفز الاتحاد الإسلامي الكردستاني (الإخوان المسلمين) إلى المرتبة الرابعة بحصوله على 7 مقاعد، بعد أن كان في المرتبة السادسة في الدورة الانتخابية السابقة، بينما خسرت جماعة العدل الكردستانية 4 مقاعد من مقاعدها السبعة، التي كانت تمتلكها في البرلمان السابق، وحل في المرتبة السادسة بعد تيار الموقف الذي يتزعمه النائب السابق في حركة التغيير، علي حمه صالح، الذي حصل على 4 مقاعد وجاء في المرتبة الخامسة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها هذا التيار الانتخابات البرلمانية.

ويلفت الكاتب والصحفي حامد علي، إلى أن الحزبين الرئيسين الحاكمين سيتحالفان ويشكلان الكابينة العاشرة للحكومة، معتبرا تحالفهما متوافقا مع الارادة الاقليمية والارادة الدولية.

ويستبعد علي مشاركة الإسلاميين الفائزين في الحكومة القادمة، موضحا لـ"الحرة"، "لن يشاركوا لأنهم أولا غير مقتنعين بنتائج الانتخابات، وثانيا تولدت لديهم قناعة بأن مشاركة الحزبين الرئيسيين في الحكم ليست في صالحهم وأن الموالين للأحزاب الإسلامية متذمرين من أحزاب السلطة ولا يروق لهم اصطفاف أحزابهم مع الحزبين الحاكمين."

ولم تأت النتائج كما كانت تشتهي بعض الأحزاب والأطراف السياسية، فجبهة الشعب المنشقة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، التي يتزعمها لاهور شيخ جنكي ابن عم رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني، حصلت على مقعدين فقط وجاءت بالمرتبة السابعة، في وقت كانت قيادتها تطمح بالحصول على غالبية أصوات الاتحاد، بينما لم تتمكن حركة التغيير من الحد من الخسارة التي منيت بها خلال الدورة الخامسة، واستمرت خسائرها في الدورة الحالية، حيث فقدت 11 مقعدا من مقاعدها في الدورة السابقة وأصبحت تمتلك في البرلمان المقبل مقعدا واحدا فقط.

ويؤكد الخبير في القانون الدستوري وائل البياتي، أنه على ضوء النتائج الأولية وتوزيع مقاعد البرلمان الجديد ستستغرق عملية التفاوض لتشكيل الحكومة في الإقليم مدة طويلة، قد تصل الى 3 أشهر.

ويقول البياتي لـ"الحرة": "هناك سيناريوهان اثنان يمكن أن يعمد من خلالهما الحزب الديمقراطي إلى تشكيل الحكومة، الأول منهما يعتبر الأقرب للتطبيق ويتمثل بالتحالف مع الاتحاد الوطني وتشكيل الحكومة، وهنا على الحزب الديمقراطي القبول بمطالبات الاتحاد ومنها المطالبة بمنصب رئيس الإقليم على أقل تقدير."

ويرى البياتي أن السيناريو الثاني هو لجوء الديمقراطي الكردستاني إلى التحالف مع باقي الأحزاب المتوسطة والصغيرة لتشكيل حكومة بأغلبية بسيطة لا تتجاوز حدود نصف مقاعد البرلمان، إلا بعدد قليل من المقاعد، معتبرا هذا السيناريو ضعيفا، لأنه سيؤدي إلى تشكيل حكومة أزمة، على حد تعبيره.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الدیمقراطی الکردستانی النتائج الأولیة مقاعد البرلمان الاتحاد الوطنی تشکیل الحکومة رئیس الإقلیم فی الإقلیم فی الدورة

إقرأ أيضاً:

الديمقراطي أولا.. النتائج الأولية لانتخابات كردستان بعد فرز 95% من الأصوات - عاجل

بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الاثنين (21 تشرين الأول 2024)، عن النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان، بعد فرز أكثر من 95% من نتائج الانتخابات.
وقال المصدر لـ "بغداد اليوم" إنه "وبحسب النتائج فإن مقاعد الحزب الديمقراطي الكردستاني هي 40 مقعدا، فيما حصل الاتحاد الوطني حتى الآن على 24 مقعداً".
وأضاف أن "الجيل الجديد حل بالمرتبة الثالثة، بحصوله على 16 مقعدا، فيما حصل الاتحاد الإسلامي على 6 مقاعد، وحزب العدل الإسلامي على 4 مقاعد".
وتابع المصدر ان "حراك الموقف حصل على 3 مقاعد، فيما وحصلت جبهة الشعب برئاسة لاهور شيخ جنكي على مقعدين، وحركة التغيير على مقعد واحد".
يذكر ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أعلنت مساء امس الأحد، عن نجاح انتخابات إقليم كردستان في دورته السادسة.
وقالت المفوضية، في مؤتمر صحفي، إن "72 بالمئة نسبة المشاركة في انتخابات برلمان إقليم كردستان، وتوزعت، كالآتي: أربيل 72 بالمئة، سليمانية 65 بالمئة، دهوك 78 بالمئة، حلبجة 69 بالمئة".
ونوهت مفوضية الانتخابات الى انه "وبدءاً من يوم غد الإثنين بإمكان الكيانات تقديم شكاوهم إلينا" موحة، ان "أجهزة الاقتراع عملت بشكل جيد وحدثت مشكلات بسيطة تمت معالجتها فوراً".
وأعلنت، ان "يوم غد ستصل صناديق الشكاوى من المراكز الانتخابية" مشيرة الى، ان "لا إحصائية لدى المفوضية بشأن الناخبين الذين لم تقرأ بصماتهم".
وأكدت، ان "نتائج انتخابات إقليم كردستان وصلت إلى بغداد بنسبة 100 بالمئة".
وأغلقت مراكز الاقتراع العام لانتخابات برلمان إقليم كردستان، مساء اليوم الأحد، بتمام الساعة السادسة.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عن عدم تسجيل خروقات داخل مراكز الاقتراع بانتخابات كردستان"، مبينا أنه "لم نرصد أي خروق تذكر داخل مراكز الاقتراع".
وأشارت إلى، أن "عصا الذاكرة الخاصة بإقليم كردستان ستنقل عبر الطائرة إلى العاصمة بغداد" لافتة إلى، أن "الإعلان الأولي لنتائج انتخابات إقليم كردستان سيكون من بغداد والنتائج النهائية من الإقليم".

مقالات مشابهة

  • بدء التحركات بين الأحزاب الكردية لعقد مفاوضات تشكيل حكومة الإقليم الجديدة
  • رغم وجود مؤشرات بـإنهاء الصراع.. ترجيحات بتأخر تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم
  • رغم وجود مؤشرات بـإنهاء الصراع.. ترجيحات بتأخر تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم - عاجل
  • تعرف على توزيع مقاعد برلمان كردستان الجديد حسب النتائج الأولية للانتخابات
  • بغداد اليوم تنشر النتائج الأولية لانتخابات برلمان إقليم كردستان
  • المفوضية تعلن النتائج الأولية لانتخابات برلمان إقليم كردستان
  • المفوضية تحدد ساعة إعلان النتائج الأولية لانتخابات كردستان
  • الديمقراطي أولا.. النتائج الأولية لانتخابات كردستان بعد فرز 95% من الأصوات
  • الديمقراطي أولا.. النتائج الأولية لانتخابات كردستان بعد فرز 95% من الأصوات - عاجل