دمشق-سانا

تطل الفنانة التشكيلية فيفيان الصايغ عبر لوحات معرضها الفردي المقام في صالة البيت الأزرق على عوالم إنسانية غرائبية لتعكس من خلالها حالات متنوعة يختلط فيها الواقع بالخيال أو الحلم.

المعرض الذي يأتي ضمن احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري الذي تقيمه مديرة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة يضم 40 لوحة بحجم كبير وبتقنية الإكريليك على قماش بأسلوب تنوع بين الواقعي التعبيري والسريالي وبحضور الإنسان كموضوع أساسي للعمل الفني سواء كان رجلا أو امرأة إلى جانب عناصر حية وغير حية أخرى في اللوحة.

وتسعى الفنانة من خلال لوحاتها للإضاءة على تفاصيل من الحياة منها ما هو واقعي وآخر ربما ينتمي إلى عالم الحلم برؤية فنية خاصة بها تكرس قوة الرسم الواقعي لديها مع الاعتماد على تشكيل التكوين المتين للعمل الفني من عدة عناصر مختلفة مثل الإنسان والطير والكتابة وأشياء أخرى تستخدم في الحياة اليومية لتكون فيما بينها مشهدية بصرية تحمل قيما جمالية وتدعو المشاهد للتأمل واستخلاص الرسالة المراد إيصالها.

وعن المعرض قالت الفنانة فيفيان في تصريح لسانا: أتناول في لوحاتي مواضيع إنسانية لتكون دعوة للعيش بوعي والكشف عن الجمال في التفاصيل الصغيرة التي غالبا ما نتجاهلها لنجد الأمل المفقود في عالم مبهم تضاربت أحلامه مع الواقع المرير وربما يكون في نهاية الطريق.

يذكر أن المعرض مستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول الجاري.

 محمد سمير طحان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الفن.. الحياة

يلجأ الإنسان إلى المنطق والبيان حينما يحاول التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف؛ مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فيّاضا والإحساس مرهفا، والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.

ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعى أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون فى كل أمة بينما لا يزدهر بعضها فى أمم أخرى، فالحضارة الأوروبية على سبيل المثال عدت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقى، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقى فى تصميم الحدائق.

ويلاحظ أن الفنون والآداب المختلفة قد تطورت بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل، ففن النحت الذى عرفه الإنسان البدائى تطور كثيرا إلى أن صار لما هو عليه اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التى عرفها الإنسان فى العصر اليونانى القديم بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنسانى إلى أن صارت هذه الفنون إلى ما هى عليه اليوم. وفى الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجى والفكرى للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة فى العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.

إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك التطور بتطور الإنسان ذاته، يؤكد بوضوح ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة ومن ثَم بالمجتمع الإنسانى وبالبيئة الحضارية بوجه عام.

ونتيجة لذلك، فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله فى الحياة والتجارب التى يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذى يعبر عنه بفنه، إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفنى عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى، فالفنان إذًا لا يمكن أن ينفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده، إذ يُعد هو فى حد ذاته نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد، ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى.

فالعمل الفنى قد يعكس صورًا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعنى أنه تعبير عن حياة الفنان، لأن شخصيته وتجاربه فى الحياة ليست هى التى تحدد العمل الفنى وتعطيه كيانه، وإنما الذى يحدد ذلك العمل هو عقله الخالق وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل الخالق وتمكن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفنى.

وفى النهاية، تظل الحياة لتجسد أسلوب كل منا فى التعبير عن فنه؛ فنه فى الكتابة، وفنه فى التحدث، وفنه فى التعامل، بل وفنه فى السكوت فى بعض الأحيان، وهذا ما ذهب إليه الأديب الفرنسى «شاتوبريان» عندما قال: «الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان».

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة

[email protected]

 

 

مقالات مشابهة

  • الفن.. الحياة
  • سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • افتتاح معرض للكتب المخفضة بمكتبة مصر العامة بالدقي
  • 9 يناير الجاري .. بوابة بهلا تحتضن معرض سور الخامس
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب.. كرنفال ثقافي ينتظره الملايين
  • السامعي يزور معرض “زهراء العصر” في تعز
  • النرجسية في عالم الفن السوداني: فهم الذات دون الغرور
  • منذر رياحنه:" أعشق الفن المصري وأقدّر مكانته.. ويشرفني انطلاق كتابي في أهم معرض بالوطن العربي
  • أمير الباحة يطّلع على معرض إصدارات النادي الأدبي بالمنطقة
  • معرض "من التراث" للفنانة التشكيلية نادية التطاوى في الأوبرا.. الليلة