الإعلام وتغييب الوعي العربي
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أعودُ بالذاكرة إلى الوراء، حين كانت «فلسطين» هي أيقونة العرب، وقضيتهم العظمى، وأغنياتهم، وثوراتهم، وغضبهم، حين كان الإعلام الخليجي يفرد الساعات الطوال في التلفاز للتبرُّع الشعبي للقدس ولإعمار لبنان، وكان الأمراء والأثرياء والبسطاء يسارعون لبذل الغالي والنفيس، وكانت الملايين تنهال في دقائق البث، كان المشهد عفويًا، وعظيمًا، وملحميًا، وكانت كتب التاريخ المدرسية مليئة بحكايات الثورة العربية، وبطولات الشهداء، وكانت كتب اللغة العربية تردد الأناشيد الحماسية: «فلسطين داري، ودرب انتصاري»، وكان العرب يختلفون على كل شيء، ولكنهم يتفقون على أمر واحد وهو تحرير «فلسطين» من «العدو الإسرائيلي الغاصب»، وكانت المظاهرات العارمة تعم الوطن العربي بعد كل رصاصة تدوي في القدس، وصوت «الغضب الساطع» يملأ شاشات التلفاز، وهدير الجماهير الثائرة يصمُّ الآذان، كان ذلك قبل سنوات ليست بعيدة.
غير أن الحال انقلب فجأة، وباتت الهرولة نحو التطبيع والسلام هي الشغل الشاغل للعرب، وصارت «إسرائيل» هي الحلم والمنال، وهي من تحكم وتتحكم في مفاتيح القوة، وهي من تفرض شروطها، وأجندتها، وتحول «السلام الرسمي» في بعض الدول إلى سلام شعبي بائس، ومشين، وتغيرت لغة الخطاب الإعلامي بشكل كليّ، ليغسل أدمغة الناس، ويجمّل الصورة المشبوهة والمشوشة في أذهان العامة عن الكيان الغاصب، بل وتحول أخوة الدم، والتاريخ، والدين، والمصير المشترك إلى أشد أعداء المقاومة الفلسطينية، وغدت طبول الحرب الكلامية المنتقصة لمن يحملون السلاح ضد المحتل وتمجّد فيه، تدوي في الآذان، حتى لم نعد نعرف من هو العدو ومن الصديق، وما تلك العقلية التي تحولت فجأة من النقيض إلى النقيض. وسخّر الإعلام العربي المطبّع كل إمكانياته المادية والبشرية للترويج للعهد الجديد، ولعب دوره المشبوه في تغييب الوعي العربي، وتشويه الصورة المشرفة للمجاهدين، ونعتهم بأقبح النعوت، ووصفهم بأبشع الصفات، وتخوين قادتهم، والفرح بانتكاساتهم، وأحزانهم، والعبث بالتاريخ، ولعب ذلك الإعلام البغيض دور المروّج لإسرائيل، والمسوّق لجرائمها، والمسبّح بحمد إنجازاتها. لقد تم غسل العقل العربي، وتشويه الصورة، وتقزيم المقاومة، بإصرار وسوء نية غير معتادين، والأخطر من ذلك هو حين يتماهى الجمهور العام مع ما يروّج له الإعلام الرسمي والخاص، وينساق وراءه كالقطيع، ويرمي خلف ظهره كل المبادئ والقيم والأخلاق العربية والإسلامية التي نادى بها الله ورسوله، والتي عُرف بها حتى عرب الجاهلية من نخوة، ونصرة المظلوم، والانتصار للمكلوم، وكل تلك العادات والشيم النبيلة، وتحول بعض المغردين، والمطبلين، والإعلاميين إلى أبواق سقيمة تردد الادعاءات الصهيونية، وتُعلي من قيمة الاحتلال، وكل ذلك من أجل أن تتحول «إسرائيل» إلى كائن طبيعي مقبول ذهنيا ونفسيا وشعبيا لدى العامة، وأن يتجوّل اليهودي والصهيوني بحرية في أرض العرب، ولكي لا يشعر بالغربة في محيط لا يتقبّل وجوده. إن الإعلام العربي المطبّع قام بدوره الأساسي في تغييب الوعي العام، ومحو الذاكرة الجمعية، ومسخ كل الصور الناصعة للقضية الفلسطينية، وتضخيم صورة العدو، وتقزيم أي محاولة لمقاومته، وذلك لأسباب سياسية بحتة، ولكي يسهل على الآخر كسر الكبرياء التاريخي، والديني للأفراد، وتنتهي قضية فلسطين إلى الأبد، ولكن نسي هؤلاء أنهم رغم كل الضجيج الذي يحدثونه ما هم إلا جزء مهمل من التاريخ، وأن البقاء لأولئك الشجعان الذين يقفون في وجه الغاصب المحتل، ليقولوا له: «ما أنت -أيها الغريب- إلا عابر في كلام عابر»، وسيعلم «باعة الكلام والمبادئ» أن للبيت ربًّا يحميه، ولن يخذل الله المرابطين على تراب فلسطين، مهما تراءى لبعض قصار العقول والنظر عكس ذلك. |
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي يصدر بيانا بشأن انسحاب الأهلي.. ويطالب بإصلاح المنظومة الرياضية
كتب- عمرو صالح:
أصدر "حزب الوعي" اليوم الخميس، بيانا بشأن ما شهدته الساحة الرياضية المصرية في الأيام الماضية من تطورات مؤسفة، تمثلت في انسحاب النادي الأهلي من إحدى المباريات الدوري المصري.
وذلك اعتراضًا على قرارات تنظيمية صادرة عن الجهات المعنية بإدارة النشاط الكروي، وعلى رأسها الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المصرية، وما تبع ذلك من جدل واسع وردود فعل على المستويين الشعبي والإعلامي، فضلًا عن التصريحات غير المدروسة الصادرة عن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم خلال مشاركته في اجتماع رسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والتي اقترح خلالها استضافة مصر لإحدى مباريات أو مجموعات كأس العالم 2034.
وأكد الحزب في بيانه على إيمانه العميق بأن الرياضة، وخاصة كرة القدم، لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل باتت صناعة متكاملة تؤثر في الاقتصاد الوطني وتُسهم في التنمية البشرية وتوسيع فرص العمل.
وأضاف الحزب في بيانه أن واقعة انسحاب النادي الأهلي، أياً كانت خلفياتها ومبرراتها، تكشف عن خلل واضح في إدارة المنظومة الرياضية بمصر، سواء على صعيد المؤسسات الرياضية أو الأندية مشيرا إلى أنها واقعة تُسيء لصورة الرياضة المصرية محليًا ودوليًا، وتُلقي بظلالها السلبية على مستقبل قطاع واعد يعول عليه في تحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية كبيرة، كما تؤثر بشكل مباشر على شرائح واسعة من العاملين والمتعاملين مع هذه الصناعة المتنامية، ويجب أن يتم التحقيق الجاد فيما حدث وتُعلن النتائج بكل شفافية.
اقرأ أيضًا:
نشاط رياح وشبورة مائية .. الأرصاد تعلن طقس ال6 أيام المقبلة
ما سبب اختلاف نظام المحاسبة في العدادات الكودية؟
الضغط وضيق الوقت.. أبرز شكاوى أولياء الأمور عن جدول الثانوية العامة 2025
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
حزب الوعي إصلاح المنظومة الرياضية انسحاب الأهلي أمام الزمالك مباريات الدوري المصريتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
حزب الوعي يصدر بيانا بشأن انسحاب الأهلي.. ويطالب بإصلاح المنظومة الرياضية
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
31 17 الرطوبة: 20% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك