يمانيون:
2025-03-18@05:14:52 GMT

بلينكن.. دبلوماسي الإبادة يخسر جولته الأخيرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بلينكن.. دبلوماسي الإبادة يخسر جولته الأخيرة

يمانيون/ تقارير

في زيارته الأولى إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، عقب عملية “طوفان الأقصى” البطولية، وقف وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بين يدي رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو متأثراً، وقال “لقد هرب جدي من اضطهاد اليهود في روسيا، ونجا زوج أمي من محارق النازية”. تابع ملتفتاً إلى نتنياهو “إنني أعرف الألم الذي تسببت فيه مذبحة حماس شخصياً، لا ليهود “إسرائيل” فحسب، بل لليهود في العالم كله”، مشيراً إلى أنه لا يقف أمامه وزيراً لخارجية أميركا فحسب، “بل بصفتي يهودياً”.

قال بلينكن لنتنياهو إن يقف أمامه بصفته يهودياً وليس كوزير للخارجية

ثم توالت الزيارات وتوالت لتبلغ الاحدى عشر زيارة، على وقع إبادة جماعية غير مسبوقة بحق أهل قطاع غزة فاق عدد ضحاياها الأربعين ألفاً. زياراتٌ كرر فيها بلينكن التصريحات نفسها، وأعلن قبلها وخلالها عن الهدف نفسه “وقف اطلاق النار”، لكن كلها كلمات كانت تتبدد في الهواء عقب رحيله، مع تصاعد ملحوظ في وتيرة النار والقتل والوحشية الاسرائيلية. ما قاله بلينكن بداية المعركة هو الحقيقة الوحيدة: أنا أزور المنطقة بصفتي يهودياً. وبهذا شرّع الإبادة.

يهودية بلينكن طغت أو بالأحرى تناقضت على ما نظّر له في مقال سابق في “معهد بروكنغز” للسياسات قبل عام من تعيينه وزيراً للخارجية، خصوصاً لجهة أدائه الديبلوماسي خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين كيان العدو والمقاومة الفلسطينية (واشنطن شريكة أساسية في إدارة هذه الحرب)، والتي توسعت إلى عدوان واسع على لبنان منذ شهر، إضافة إلى عمليات محدودة في العراق وسوريا واليمن.

الأخير تحدث في مقاله عن ما أسماه “السياسة الأميركية المثالية”، والتي اعتبر أن أحد أركانها الأساسية هي “أن تكون الدبلوماسية وقائية لمنع الأزمات من الحدوث أو تحجيمها قبل خروجها عن السيطرة”، وهو ما لم يحدث ابداً لجهة الأداء السياسي والدبلوماسي الأميركي المتمثل بشخص ببلينكن (رأس الدبلوماسية الأميركية خلال هذه الفترة) بدءاً من الحرب الروسية الأوكرانية وصولاً إلى الإبادة في غزة التي اتسعت إلى لبنان، بانتظار عدوان اسرائيلي مرتقب على ايران، والذي بحسب حجمه وطبيعته (كان هذا البند تحديداً أساس زيارة بلينكن الأخيرة إلى كيان الاحتلال وليس بحث وقف اطلاق النار كما أُشيع)، قد يأخذ المنطقة بأسرها إلى حرب شاملة مجهولة النتائج.

في المقال نفسه ايضاً، رأى بلينكن أن “المثالية تقتضي الاستعانة المؤسسات الدولية التي صُممت بعد الحرب العالمية الثانية”، لكننا وخلال هذه الحرب شهدنا النقيض، إذ كان هناك تواطؤاً واضحاً من الخارجية الأميركية (وهو ليس بجديد طبعاً) في فرض عقوبات على المؤسسات الدولية الداعمة للفلسطينيين، مثل الأونروا، أو حتى دعم العدو على الفرار من المسؤولية الدولية والقانونية أمام محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن الدولي، بل وإرسال تهديدات إلى المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان لإصداره أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت. أين هي “مبادئ” بلينكن الدبلوماسية إذاً؟ إنها يهوديته مجدداً.

الجولة الأخيرة

ما الذي أتى بأنتوني إلى فلسطين المحتلة في 22 تشرين الأول/اكتوبر الحالي، أي قبل أسبوعين نظرياً من انتهاء مهمته كوزير خارجية لبلاده، ما الذي أتى به حقاً؟ يبدو من المضحك القول إنه سيوقف حرباً طالت وتعقدت بفعل نفاقه الدبلوماسي، إذ إنه كان يعلم في كل جولة له في المنطقة أن لعبة توزيع الأدوار بين دولته وكيان الاحتلال باتت مكشوفة، هو يتحدث عن قرب حدوث اتفاق يوقف الحرب والاحتلال يرتكب المزيد من الجرائم ويزداد تعنتاً. أكثر جولاته كذباً كانت في تموز/يوليو الماضي عند طرح ما سُمي “ورقة بايدن” التي حصّل موافقة من المقاومة عليها، ليرمي بها نتنياهو في القمامة ويكمل حربه مصعداً من وتيرة التدمير والقتل والاغتيالات (اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله السيد فؤاد شكر فور عودة نتنياهو من واشنطن في تموز/يوليو الماضي)، وصولاً إلى العدوان الواسع على لبنان.

برع بلينكن طوال عام على تقديم نفسه حاملاً لورقة الحل والسلام في المنطقة، ليغادر بعدها سريعاً من “تل أبيب” بوجه حزين غاضب، متحدثاً عن عُقد لا تزال بحاجة إلى حل، وكان من المعلوم أن هذه العُقد ليست سوى رفض المقاومة الفلسطينية الاستسلام الكامل للعدو وهي الصامدة الباقية في الميدان، فلماذا تبيع العدو انجازات لم يحققها حتى اللحظة؟

كل ما في الأمر أنه الآن وبعد استشهاد رئيس حركة حماس في القطاع وخليفة هنية القائد يحيى السنوار في الميدان، وليس بإنجاز اسرائيلي، وعلى وقع سحق العزّل في شمال القطاع ومشروع التهجير، وفي ضوء “انجازات تكتيكية” حققها العدو من اغتيال قيادات بارزة في المقاومة الإسلامية في لبنان ومجزرة البايجر واللاسيلكي، فُتحت شهية بلينكن الدبلوماسية.

لكن فوقيته ويهوديته التي جاهر بها، حالت بينه وبين حقيقة المشهد، ليعلن عقب لقائه نتنياهو وقبل مغادرته الأراضي المحتلة إلى المملكة العربية السعودية، أن “حان الوقت كي تحوّل “إسرائيل” النجاح العسكري إلى إستراتيجي”، وأن “السنوار كان العائق الأول أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”، زاعماً أن “لدينا خطط واضحة بشأن المستقبل في غزة بعد الحرب”، أي حسب رؤيته الغير مستندة إلى وقائع، خروج المقاومة من الصورة المستقبلية للقطاع.

لقد فات “الصقر الليبرالي اللطيف، والسياسي المتردد”، كما تصفه أوساط الصحافة الأميركية، جانباً آخر من المشهد، وهو الأكثر تأثيراً. فاته أن المقاومة في غزة ازدادت شراسة بعد استشهاد القائد السنوار، وأنه رغم كل الاجرام في الشمال لا تزال تقاتل وتصيب. ألم يصله خبر مقتل قائد لواء في جيش الاحتلال منذ أيام؟ فاته أن حماس أعلنت بعد السنوار أن لا شيء تغير فيما يتعلق بشروطها لاتمام أي اتفاق. فاته أن جيش الاحتلال الذي قام بكل ما قام به في لبنان، لا يزال حزب الله قادراً على منعه من احتلال قرية حدودية واحدة، يكبده عشرات الإصابات يومياً، يضرب عمقه بكثافة واستمرار، ويصل إلى منزل رئيس حكومته.

كيف ستنتصر دبلوماسيتك ليهوديتك يا بلينكن؟ لا بأس من جولة أخيرة فاشلة. لا بأس من خيبة، رسمت معالمها على وجهك كلمات الطالبة في جامعة جورجتاون الفلسطينية الأميركية نوران الحمدان في أيار/مايو 2022 في حفل التخرج، عندما قالت “العدالة للصحافية شيرين أبو عاقلة”، التي قتلها حلفاؤك بدم بارد وللمناسبة تحمل جنسية بلادك، ملوحةً بعلم بلدها، رافضة مصافحتك، والنظر في وجهك.

نقلا عن المنار نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم

تواجه الاقتصادات العالمية خطرا متزايدا بسبب التصعيد الحاد في الحروب التجارية التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التضخم، مما يجبر البنوك المركزية على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع التكاليف

وتشير أحدث تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن النمو العالمي سيتباطأ من 3.2% في 2024 إلى 3.1% في 2025 ثم 3% في 2026، وهو ما يمثل تراجعًا عن التوقعات السابقة التي صدرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقد أرجعت المنظمة هذا الانخفاض إلى تزايد الحواجز التجارية وتصاعد حالة عدم اليقين، مما يعيق الاستثمار التجاري ويؤدي إلى انخفاض إنفاق المستهلكين.

المكسيك ستعاني من ركود اقتصادي حيث من المتوقع أن ينكمش اقتصادها بنسبة 1.3% في 2025 (شترستوك)

على المستوى الإقليمي، تعاني الاقتصادات الرئيسية من تداعيات هذه الحرب التجارية:

الولايات المتحدة: من المتوقع أن يتباطأ نموها الاقتصادي إلى 2.2% في 2025 ثم إلى مستوى 1.6% في 2026، وذلك مقارنة بمايعادل 2.4% و2.1% في التقديرات السابقة. كندا: من المتوقع أن يتراجع النمو إلى 0.7% فقط خلال 2025 و2026، وهو أقل بكثير من التقديرات السابقة البالغة 2%. المكسيك: ستعاني من ركود اقتصادي حيث من المتوقع أن ينكمش اقتصادها بنسبة 1.3% في 2025 و0.6% في 2026، مقارنةً بتقديرات سابقة توقعت تحقيق نمو 1.2% في 2025 و1.6% في 2026. إعلان

كما خفضت المنظمة توقعاتها لنمو منطقة اليورو:

يُتوقع أن يحقق الاقتصاد الألماني نموًا ضئيلا بنسبة 0.4% فقط في 2025، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 0.7%. ستشهد فرنسا نموًا بنسبة 0.8%، بانخفاض قدره 0.1% عن تقديرات ديسمبر/كانون الأول.

النمو في اليابان والصين:

خفّضت المنظمة توقعاتها بشأن نمو اقتصاد اليابان، أحد أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وذلك الى 1.1% (بانخفاض 0,4%). وشذت الصين عن التوقعات، حيث ينتظر أن تحقق نموا بنسبة 4.8% في 2025، بزيادة طفيفة (0.1%)مقارنة بتوقعات ديسمبر/ كانون الأول الماضي التضخم يواصل الضغط

وإلى جانب تباطؤ النمو، تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع الأسعار، مما يفاقم التضخم العالمي. ووفقًا لحسابات منظمة التعاون، فإن الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة بنسبة 25% على السلع القادمة من الصين وكندا والمكسيك، إلى جانب الزيادات المحتملة في الرسوم على واردات الألمنيوم والصلب، ستؤدي إلى رفع الأسعار بشكل دائم.

وأكدت المنظمة أنه في ظل هذا السيناريو، سيحتاج الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وغيره من البنوك المركزية إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى تباطؤ أكبر في النمو الاقتصادي وزيادة الضغوط على أسواق المال العالمية.

ضغوط إضافية من ترامب

وتضيف التقارير الصادرة عن بلومبيرغ أن إدارة ترامب لا تستبعد دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، حيث قال الرئيس في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: "ما نقوم به هو إعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي بالكامل، وقد تكون هناك مرحلة انتقالية صعبة، لكن ذلك ضروري لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا."

ورغم محاولات ترامب لطمأنة الأسواق، فإن حالة عدم اليقين تفاقمت، حيث انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 10% منذ منتصف فبراير/شباط، وهو ما دفع بعض المحللين إلى التحذير من احتمال انهيار ثقة المستثمرين.

الحاجة إلى استقرار

وأكد ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في مقابلة مع بلومبيرغ أن استمرار التصعيد التجاري قد يؤدي إلى آثار كارثية على الاقتصاد العالمي، قائلاً: "إذا استمرت القرارات الحالية وزادت الرسوم الجمركية، فقد نضطر إلى مراجعة توقعاتنا مجددًا وخفضها أكثر."

إعلان

وأضاف أن هناك بعض العوامل التي قد تعزز النمو الاقتصادي، مثل زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، لكنه حذر من أن ذلك سيؤدي أيضًا إلى تفاقم الأعباء المالية على الحكومات.

الاقتصاد الصيني قد يكون أكثر قدرة على تحمل تأثير الرسوم الجمركية حيث يتوقع أن ينمو بنسبة 4.8% في 2025 (غيتي) الصين وأوروبا.. هل يمكن تجنب الأزمة؟

ورغم تصاعد التوترات التجارية، أشارت بلومبيرغ إلى أن الاقتصاد الصيني قد يكون أكثر قدرة على تحمل تأثير الرسوم الجمركية، حيث يتوقع أن ينمو بنسبة 4.8% في 2025، مدعومًا بتدابير حكومية تهدف إلى تعويض آثار التعريفات الأميركية.

أما أوروبا، فإنها تواجه مخاطر أقل مباشرة من الحرب التجارية الأميركية، لكنها لا تزال متأثرة بحالة عدم اليقين العام في الاقتصاد العالمي، حيث خفضت منظمة التعاون والتنمية توقعاتها للنمو في منطقة اليورو، مشيرة إلى أن اقتصادات مثل ألمانيا وفرنسا ستظل تعاني من ضعف الاستثمار وتباطؤ الصادرات.

مستقبل غير مؤكد

تظهر البيانات والتقارير أن الحروب التجارية التي تقودها إدارة ترامب تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث تؤدي إلى:

تباطؤ النمو. ارتفاع الأسعار زيادة عدم اليقين كل ذلك سيجبر البنوك المركزية على تبني سياسات نقدية أكثر تشددًا.

وفي ظل هذه الظروف، فإن الأسواق العالمية والمستثمرين يواجهون تحديات غير مسبوقة، مع استمرار التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية غير المتوقعة، مما يجعل المستقبل الاقتصادي أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • حماس: نتنياهو ينقلب على الاتفاق في قطاع غزة ويستأنف حرب الإبادة
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • عاجل : أول تصريح من ترامب عقب الضربة الأميركية التي استهدفت العاصمة صنعاء  
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو