كشف مهجرون فلسطينيون من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، عن تعرضهم إلى صنوف من التنكيل والضرب والإهانة من قبل قوات الاحتلال، لحملهم على مغادرة المخيم في إطار خطة ينفذها الاحتلال لتهجير سكان شمال قطاع غزة.

وتنفذ قوات الاحتلال حملة إبادة جماعية ممنهجة منذ نحو 20 يوما متواصلة في مناطق جباليا ومخيمها، وبيت حانون وبيت لاهيا، في إطار خطة ترتكز على ارتكاب المجازر الوحشية، لتهجير شمال قطاع غزة نحو جنوبه

وفي شهادة له، قال أحد المهجرين في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن قوات الاحتلال دفعتهم لمغادرة مركز لجوء "مستشفى اليمن السعيد" بمخيم جباليا قسرا، صباح الثلاثاء، بعد أن ألقت طائرات مقاتلة منشورات تهددهم فيها بالرحيل.



إخلاء تحت النار
وذكر علاء صلاح في شهادته تفاصيل ما جرى معه في رحلة التهجير القسرى من المخيم قائلا: "ألقوا على مستشفى اليمن ومحيطه منشورات من الجو، صباح يوم الثلاثاء، طالبونا فيها بالتوجه إلى منطقة مستشفى الإندونيسي، شمال شرق المخيم، تمهيدا لنقلنا صوب مناطق جنوب قطاع غزة".

ولفت إلى أن قوات الاحتلال عمدت إلى تكثيف القصف والاستهداف على كل مركز لجوء يرفض الإخلاء، بل ارتكبت مجازر مروعة في العديد من مراكز الإيواء، منذ بدء الحملة البرية على المخيم منذ نحو 20 يوما متواصلة.

وأضاف علاء: "تحركنا مع عائلاتنا إلى الشارع العام لمدينة بيت لاهيا، وفقا لأوامر الإخلاء، ثم شرقا إلى منطقة دوار الشيخ زايد، وصولا إلى منطقة المستشفى الإندونيسي، حيث تتمركز هناك قوات كبيرة من الاحتلال".


جثث الشهداء في الشوارع والأزقة
وذكر أن قوات الاحتلال راقبت تحرك المهجرين عبر الجو بطائرات مسيرة، وأخرى من طراز كواد كابتر مذخرة بالرصاص الحي، حيث عمدت إلى إطلاق النار على كل من يتحرك خارج الطريق الذي حددته، مشيرا إلى مشاهدته العديد من جثث الشهداء ملقاة في الطرقات والأزقة، دون أن تتمكن الطواقم المختصة من انتشالها بسبب كثافة النيران والقصف.

وتابع: "في هذه الأثناء طلب جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت بفصل الرجال عن النساء، ومن ثم وضعونا في منطقة مكشوفة تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات، دون أن يقدموا لنا الماء أو أي شئ، بل عمدوا إلى ضرب معظم الرجال الموجودين بأعقاب البنادق، وأطلقوا النار مرارا فوق رؤوس الموجودين في المكان لإرهابهم، ثم انهالوا علينا جميعا بالسباب والشتائم والألفاظ البذيئة".

و"بين الظهر والعصر جرى نقلنا إلى إحدى المدارس المهجورة بجوار المستشفى، ومكثنا هناك لساعات طويلة أخرى، وقبل أن يحل المغرب، طلبوا منا التحرك في مجموعات تتكون من خمسة أشخاص تباعا، للخضوع للفحص الأمني، وبعد الانتهاء من ذلك طلبوا من أن نتوجه إلى منطقة مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، عبر شارع صلاح الدين (يربط شمال غزة بجنوبه)".

لم تقف المعاناة عند هذا الحد، بل إن قطاعات أخرى من قوات الاحتلال أوقفت النازحين مجددا قرب "منطقة الإدارة المدنية" الواقعة شرق جباليا، لساعات طويلة، وتعاملت معهم بالضرب الوحشي والاعتقال، قبل أن يطلبوا منهم مواصلة السير على الأقدام.

"لا نزوح إلى الجنوب"
ولفت علاء إلى أنهم لم يستيجبوا لطلب قوات الاحتلال بالتوجه جنوب القطاع، بل دخلوا مجددا إلى مناطق غرب مدينة غزة، عبر منطقتي الزرقاء، ثم النفق القريبتين، رافضين ترك شمال القطاع.

من جهتها، قالت منال عبد الله، إنها اضطرت مع زوجها وابنتها التي تبلغ عاما واحد إلى ترك منزلهم في منطقة مشروع بيت لاهيا، أمس الثلاثاء، بعد أن أخطرتهم قوات الاحتلال بالرحيل عبر مكبرات الصوت التي كانت تحملها طائرات "كواد كابتر".

وفي شهادة لها، قالت منال، إن وجدت نفسها مجبرة على الرحيل، خشية أن تتعرض للقتل والإبادة على يد قوات الاحتلال أسوة بحالات كثيرة جرت في المنطقة التي كانت تسكن فيها.

وأكدت المهجرة الفلسطينية أنها سلكت طريقا حددته قوات الاحتلال وصولا إلى منطقة المستشفى الإندونسي، حيث يتم هناك تجميع الرجال والنساء من شتى مناطق مخيم جباليا وبيت لاهيا.

وأضافت: "فور وصولنا فصلوا النساء عن الرجال، وهناك كنت قادرة على أن أرى زوجي رفقة العديد من الرجال وقد عصبت أعينهم وقيدت أيديهم، ثم أنهال جنود الاحتلال عليهم بالضرب والتنكيل(..) انهرت دموع غزيرة لأنني لم أستطع أن أنقذ زوجي الذي لا أعرف مصيره حتى الآن".


"حفرة كبيرة"
وأضافت "في هذه الاُثناء طلب منا التحرك شرقا وترك أزواجنا خلفنا، حتى وصلنا منطقة محطة حمودة على شارع صلاح الدين، وهناك وضعونا في حفرة كبيرة للغاية، ظننا للوهلة الأولى أنهم سيدفنوننا أحياء، وتبين أن ذلك كان أسلوبا لترهيبنا ومحاولة للنيل من عزيمتنا".

وبعد ساعات من جمع مئات النساء في تلك الحفرة العميقة، دون ماء أو طعام لهن أو لأطفالهن، طلب جيش الاحتلال منهن التحرك على امتداد شارع صلاح الدين، ومن ثم استطعن دخول مناطق غرب غزة من محور حي التفاح حيث لا تواجد هناك لقوات الاحتلال.

"لن تعودوا إلى شمال القطاع"
ولم يكن الشاب أيمن عزيز أحسن حالا، إذ إنه تعرض لنفس فصول التهجير والتنكيل والضرب والإهانة خلال رحلة تهجيره من مدينة بيت لاهيا صوب مناطق غرب غزة، لكنه قال في شهادته لـ"عربي21"، إن أكثر ما يحزنه الآن خشيته من ألا يتمكن من العودة إلى مسقط رأسه، على وقع حملة التهجير والإبادة الوحشية التي تنفذها قوات الاحتلال في مناطق شمال القطاع.

يقول أيمن إن أحد جنود الاحتلال خاطب جموع الرجال المعتقلين ميدانيا عبر مكبرات الصوت قائلا بلغة عربية صحيحة : "عليكم أن تودعوا شمال قطاع غزة لأنكم لن تعودوا إليه إلى الأبد".

وفي الخامس من الشهر الجاري، بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوقة لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها في إطار عملية هدفها إخلاء الشمال من سكانه.

وتشن دولة الاحتلال حربا على قطاع غزة منذ ما يزيد عن عام كامل، خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات فلسطينيون جباليا الاحتلال التهجير فلسطين الاحتلال تهجير جباليا مراكز الايواء المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال شمال قطاع غزة إلى منطقة

إقرأ أيضاً:

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في مخيم الفوار

استمرارًا لجرائم الكيان الصهيوني المتواصلة على قطاع غزة، فقد أصيب، مساء اليوم الثلاثاء، شابان بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الفوار، وآخرون بالاختناق خلال مواجهات عقب اقتحام الاحتلال بلدة دورا.

مندوب مصر لدى مجلس الأمن يشيد بالدور التاريخي لـ "أونروا" في غزة رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الدولة المصرية في دعم غزة


وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، فقد أوضحت مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفوار، ودارت مواجهات مع المواطنين أطلقت خلالها الرصاص الحي والقنابل الدخانية، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي في قدميهما، ونقلا إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج.
وأشارت المصادر إلى إصابة عدد من المواطنين في بلدة دورا بالاختناق، عقب اقتحام الاحتلال البلدة وإطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع.
وتواصل قوات الاحتلال اقتحامها الاستفزازية لمدينة الخليل وبلداتها ومخيميها، وتشدد من إجراءاتها وإغلاقها لمداخل هذه البلدات، وذلك في سياق تضيق الخناق على المواطنين.
أصيب اثنان بينهما صحفية، اليوم الثلاثاء، برصاص الإسرائيلي في الحي الشرقي لمدينة طولكرم بالضفة العربية.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن شابًا أصيب برصاص الاحتلال في الوجه بالحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتم نقله إلى المستشفى.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى أن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها وجرافاتها لطولكرم ومخيمها، وسط إطلاقها الأعيرة النارية بكثافة تجاه كل شيء متحرك، في الوقت الذي واصلت فيه أعمال التجريف والتخريب في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

وفي السياق، أصيبت، اليوم، الصحفية نغم الزايط، بشظايا رصاص الاحتلال، خلال تغطيتها الميدانية لعدوان الاحتلال في الحي الشرقي لطولكرم.

وقال الصحفي صهيب أبو دياك، الذي كان بمرافقتها هو ومجموعة من الصحفيين، إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية تجاههم بشكل مباشر أثناء وقوفهم عند مفترق الشاهد شرق المدينة، ما أدى إلى إصابة الصحفية نغم بشظايا الرصاص في اليد اليمنى، وتم تقديم العلاج لها في مركز الهلال الأحمر في المدينة.

وكانت قوات الاحتلال قد اعترضت عمل الصحفيين أثناء تغطيتهم العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها، وطاردتهم وأطلقت القنابل الصوتية تجاههم، وتحديدا في الحي الغربي ومدخل المخيم الشمالي والحي الشرقي.

وفي السياق، أعلن محافظ طولكرم عبد الله كميل، فتح عدد من مراكز الكرامة والإغاثة الطارئة للعائلات التي أجبرتها قوات الاحتلال على النزوح قسرا من مخيم طولكرم، بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، شابا عقب محاصرته منزلا في بلدة عرابة جنوب المدينة.

وذكرت (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عرابة وحاصرت منزلا ودفعت تعزيزات لمحيط المنزل وسط تحليق الطيران في سماء البلدة، واعتقلت معاذ حشاش.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة جنوب المدينة، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة.

وفي وقت سابق، عاد العنف إلى جنوب لبنان، الأحد، حيث أعلنت السلطات أن 22 شخصا قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية.

وجاءت هذه الوقائع بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم حي رأس خميس في مخيم شعفاط شمال القدس
  • عندما يصبح الرّاب مسرحا للتراشق السياسي.. عربي21 ترصد المشهد المغربي
  • العدو يواصل خرق اتفاق وقف اطلاق النار مع استمرار عودة النازحين الفلسطينيين
  • إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في مخيم الفوار
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة مناطق في رام الله و بلدة قفين شمال طولكرم
  • استشهاد طفلة وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال مخيم النصيرات
  • استشهاد وإصابة 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي قرب مخيم نور شمس بطولكرم
  • قوات خاصة وتعزيزات عسكرية إسرائيلية تقتحم مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية
  • دخول سيارات العائدين إلى شمال القطاع من شارع صلاح الدين بعد التفتيش الإلكتروني (شاهد)
  • عربي21 ترصد بدء عودة النازحين إلى مناطقهم.. سيول بشرية (شاهد)