الجبهة السورية.. استراتيجيات وأسرار
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ مطهر الأشموري
.المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الوسائل الدعائية للحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات
أتذكر وانا في طريقي للمدرسة الأولية بديوم الخرطوم ان قرات كلاما مكتوبا بالجير ،علي حائط بيت الطين:"لن يحكمنا البنك الدولي- الجبهة المعادية للاستعمار"،وكان هذا في نهاية الخمسينات ،مع بداية حكم الفريق عبود(انقلاب 17 نوفمبر1958).بالتاكيد لم افهم معني هذه الكلمات،ولا من هي الجبهة المعادية للاستعمار.
مصادفة اكتشفت ان اثنين من أصدقائي من أبناء الديوم الشرقية،هم من كانوا يقومون بالكتابة ليلا،حاملين سطلا من الجير الأبيض، وفرشاة.وعندما اكتشفوا ان الشرطة تلاحق من يكتبون باستعمال حاسة شم الكلاب،بالمشبوهين من الشيوعيين،صاروا يستعملون قفازات اثناء الكتابة،حتي لا يعلق الجير بايديهم.
كان هناك صاحب صيدلية بالديوم،فقام بعمل تركيبة تحتوي مادة شمعية تخلط مع الجير،تصعب ازالتها من قبل الشرطة.حيث كانت الشرطة تقوم بمحوي الكتابة،بطلاء كامل الحائط.
وكانت ماكينة" الرونيو" هي الالة السحرية لطباعة منشورات الحزب،وكانت موجودة في مكاتب الحكومية،وفي المدارس.ويقوم الحزب باستغلال هذه من قبل المعلمين الذين يعملون بهذه المدارس.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع،لم يطور الحزب ادواته،ولم يقم باستعمال ما متاح له،لارشفة كل عمله السياسي منذ تاسيسه منتصف الاربعينات.بالتاكيد توجد بعض الارشفة بمكتبة الكونجرس بامريكا، والمكتبة الوطنية الإسرائيلية،وبعض مراكز الأبحاث بهولندا، وانجلترا،ودول اوربية اخري.
يوسف إدريس
yidries@hotmail.com