تصعيد ما بعد حادثة الكحالة.. هل أصبح حوار أيلول في خبر كان؟!
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
إلى "الذروة"، وصل التصعيد في البلاد في الأيام القليلة الماضية، في سياق ما يعتبرها كثيرون "تداعيات" الحادث الخطير الذي شهدته منطقة الكحالة بعد انقلاب شاحنة تابعة لـ"حزب الله"، والذي كاد يجرّ البلاد إلى "فتنة" لا تحمد عقباها، ولا سيما أن السجالات التي أخذت شكل "التحدّي" على خط "المواجهة المُعلَنة" بين الحزب وخصومه، عكست "احتقانًا في النفوس" لم تنجح كل التفاهمات المبرمة في السنوات الأخيرة في "تبديده".
ظهر ذلك بوضوح من خلال "لهجة التحدّي" التي رُصِدت في خطاب عطلة نهاية الأسبوع، سواء على مستوى "حزب الله" الذي واصل الحديث عن "تحريض وحقد"، وذهب لحدّ الحديث عن "جزمة الإسرائيلي"، كما جاء على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أو بالنسبة لخصومه، الذين وجدوها "فرصة" ربما لتصفية الحسابات، مع إعلان "الحرب" على الحزب الذي أضحى، برأي هؤلاء، في "ضعيفًا وبلا بيئة حاضنة".
وفي حين كان لافتًا أنّ جو "التحدّي" امتدّ من الكحالة، ليطال قضايا لم يكن يفترض أن تحتل أي أولوية في ظلّ الواقع الحالي، قد يكون السؤال عن مصير "حوار أيلول" المنتظر، مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في مكانه، فهل يتحضّر اللبنانيون بهذا الشكل للحوار؟ وهل أضحى التفاهم الموعود في "خبر كان" مع تغيّر الوقائع؟!
التصعيد في "الذروة"
في المبدأ، يقول العارفون إنّ مستوى الخطاب السياسي في الأيام القليلة الماضية وصل إلى "الذروة"، ليعكس بالفعل "احتقانًا" على أكثر من مستوى، في السياسة قبل الأمن، حتى يصحّ القول إنّ حادثة الكحالة، على حساسيّتها الظاهرة، وخطورتها الكامنة، لم تكن سوى القطر الذي أفاض الكأس إن جاز التعبير، والكأس هنا إشارة إلى تراكمات طويلة من الخلافات في الرؤى، التي يعتقد كثيرون أنّها التي أوصلت البلاد إلى القعر الذي وصلت إليه.
بالنسبة إلى هؤلاء، من المبالغة اعتبار آنّ حادثة الكحالة بحدّ ذاتها هي المشكلة، فالكلّ يعلم أنّ "حزب الله" يمتلك السلاح، بل إنّ هذا السلاح يُعَدّ شرعيًا، استنادًا إلى البيانات الوزارية التي كرّست معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، وفي المقابل، فإنّ الحزب أيضًا يدرك وجود جو عام "مناوئ" لهذا السلاح في بعض المناطق، تعبّر عنها الأحزاب المسيحية بشكل خاص، بما فيها "التيار الوطني الحر"، وهو ما فضحه "الافتراق" الأخير بينهما رئاسيًا.
من هنا، يقول هؤلاء إنّ حادثة الكحالة جاءت لتضع الأمور "على المكشوف"، لكنّ أخطر ما في الأمر قد يكون ما تبعها من ردود فعل على المستوى السياسي، خصوصًا مع رفع بعض القوى لواء "المواجهة" من الباب العريض، بل ذهابها للحديث عن مرحلة جديدة من "النضال"، تبتعد عن العمل السياسي بالمعنى التقليدي، وهو ما يُخشى أن يأخذ البلاد إلى المزيد من "التوتر"، قد يعكس "انقسام عمودي" بين شارعين وساحتين، وما هو أكثر من ذلك.
"حوار أيلول"
لا يستبعد العارفون أن يكون ملفّ الرئاسة جزءًا من "التراكمات"، بالنظر إلى "الاستقطاب" الحاصل حوله، ولا سيما في ظلّ قناعة لدى فريق من اللبنانيين بأنّ ثمّة من يريد أن "يفرض" الرئيس "بالقوة"، بل إنّ هناك من يعتقد أنّ الحوار قد لا يكون أكثر من "وسيلة" لتحقيق هذه الغاية، وهو ما يطرح أساسًا أسئلة بالجملة عن مصير "حوار أيلول" المفترض بعد حادثة الكحالة، ولا سيما بعد التصعيد غير المسبوق في الخطاب، الذي لا يبدو ممهّدًا للجلوس على طاولة واحدة.
في هذا السياق، ثمّة رأيان "متناقضان" بحسب ما يقوله العارفون، أولهما أن يكون هذا الحوار قد مات قبل أن يبصر النور، علمًا أنّ قوى المعارضة لم تكن قد حسمت موقفها بعد منه، ولو أنّها كانت ميّالة للمشاركة، في حين أنّ الأمور قد تختلف الآن، باعتبار أنّ المواجهة التي أعلنتها مع "حزب الله" لا تتيح التحاور معه في المدى المنظور، خصوصًا أنّ في صفوفها من يعتقد أنّ هذا الحوار يأتي أصلاً "مفصّلاً على قياس" الحزب، ووفقًا لأجندته.
ورغم أنّ أسهم هذا الخيار تبدو عالية، يقول العارفون إنّ ثمّة رأيًا آخر يميل إلى التأكيد على موعد الحوار أكثر من أيّ وقت مضى، ولو أنّ ظروف مثل هذا الحوار أو شروطه قد تختلف اليوم، وينطلق هؤلاء من أن حادث الكحالة ليس معزولاً، طالما أنّه يترجم جوًا من التوتر الداخلي، الذي قد ينعكس مزيدًا من الأحداث الأمنية، التي ستجعل من الحوار "أمرًا محتّمًا"، ولا سيّما أنّ كل التجارب أثبتت أنّ الحوار لا يلتئم في العادة إلا "على الحماوة".
حتى إشعار آخر، يبدو أنّ "سباقًا" بين الخيارين قائم، وقد يبقى قائمًا حتى اللحظة الأخيرة، فالحوار لم يكن "مضمونًا" قبل حادث الكحالة، ولن يكون كذلك بعده. إلا أنّ الخشية، كلّ الخشية، تبقى برأي كثيرين، أن تتحوّل "الفتنة" التي كاد البلد يُجَرّ إليها، مطيّة لضرب أسُس هذا الحوار، أو بالحدّ الأدنى تأجيله، مع علم الجميع بأنّ التأجيل قد لا يعني سوى "استدعاء" المزيد من التوتر الأمني، وهنا الطامة الكبرى!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أكثر من 600 موظف في صحيفة "نيويورك تايمز" يضربون عن العمل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية
قالت نقابة الموظفين الفنيين في صحيفة "نيويورك تايمز" إن أكثر من 600 موظف فني في الصحيفة أضربوا عن العمل قبل يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وذكرت الصحيفة نفسها نقلا عن بيان صادر عن النقابة، بدءا من الساعة 9 صباحا حسب التوقيت المحلي من يوم الاثنين سيحتج الموظفون الفنيون يوميا بالقرب من المبنى الرئيسي. وبحسب الصحيفة، فإن طرفي الصراع تفاوضا حتى مساء الأحد، إلا أنهما لم يتوصلا إلى شيء.
وتقول رسالة على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالنقابة "X": "نحن مضربون بسبب ممارسات العمل غير العادلة".
وبحسب بيانات الموقع الرسمي للنقابة، يطالب العمال بتغيير عقد العمل وتحسين ظروف العمل. ومن بين المطالب أن يتضمن العقد بندا بشأن الفصل من العمل لأسباب عادلة فقط، وتغيير مواعيد العمل وإجراءات الدعم الاجتماعي، فضلا عن زيادة الرواتب.
وقالت متحدثة باسم صحيفة "نيويورك تايمز" إن الصحيفة لديها خطط احتياطية لضمان عملياتها خلال الإضراب.
وأصدرت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، في 2 نوفمبر، دعوة للتصويت ضد مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر. وسيمثل الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.