بوتين: العقوبات وعبء الديون المتزايد على الدول النامية سيؤديان لأزمة عالمية جديدة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قمة البريكس المنعقدة في قازان، إن العقوبات وعبء الديون المتزايد للدول النامية سيؤديان إلى أزمة عالمية جديدة.
وأضاف بوتين وفقًا لوكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم الأربعاء أن دول مجموعة البريكس تظهر الاستقرار بفضل سياساتها الاقتصادية المسؤولة، منوهًا بأنه حول النمو الاقتصادي والاستدامة بالبريكس، فالنموذج متعدد الأقطاب يبشر بموجة جديدة من النمو الاقتصادي.
وتابع "يتشكل نموذج متعدد الأقطاب، وهو ما يطلق موجة جديدة من النمو، وخاصة بفضل دول الجنوب والشرق العالميين، وبالطبع دول البريكس"، منوهًا بأن دول البريكس تظهر الاستدامة بفضل السياسات الاقتصادية الكلية والائتمانية والمالية المسؤولة.
وأوضح أن جميع دول البريكس لها تأثير إيجابي على الاستقرار العالمي ليس بالكلمات بل بالأفعال، قائلًا "هذه السياسة على وجه التحديد هي المطلوبة بشكل خاص في الظروف الحالية، عندما تحدث تغييرات جذرية حقيقية في العالم".
وأشار إلى أن روسيا تقترح تطوير منصة استثمارية جديدة لمجموعة البريكس، والتي من شأنها أن تصبح "أداة دعم قوية" للاقتصادات الوطنية، كما أنها "ستوفر الموارد المالية لدول الجنوب والشرق العالميين".
ولفت إلى أن دول البريكس ستطلق آلية للتشاور بشأن منظمة التجارة العالمية من أجل وضع "قواعد أكثر عدالة في الاقتصاد العالمي وإصلاح النظام المالي الدولي".
وحول تداعيات العقوبات على الدول النامية، نوه الرئيس الروسي إلى أزمة جديدة تلوح في الآفق بسبب تلك العقوبات وعبء الديون المتزايدة على كاهل تلك الدول النامية، مما يهدد بأزمة عالمية جديدة.
وقال: "لا تزال هناك إمكانية كبيرة لإندلاع أزمة.. لا يتعلق الأمر فقط بالتوترات الجيوسياسية المتزايدة بل يتعلق أيضا بحقيقة أن التزايد المزمن لعبء الديون في الدول مستمر، وممارسة العقوبات الأحادية الجانب، والحمائية والمنافسة غير العادلة تتوسع".
وحول فكرة بورصة الحبوب لمجموعة البريكس، قال "إن تنفيذ فكرة فتح بورصة حبوب مجموعة البريكس من شأنه أن يضمن الأمن الغذائي في الرابطة، كما أن تنفيذ هذه المبادرة من شأنه أن يساعد في حماية الأسواق الوطنية من التدخل الخارجي السلبي والمضاربة ومحاولات التسبب في نقص غذائي مصطنع".
وأضاف "تعاني الدول الأقل نموًا أكثر من غيرها من الوضع غير المستقر في الاقتصاد العالمي، كما تعاني تلك الدول بشكل أساسي من تضخم أسعار الغذاء والطاقة".
وحول مكافحة الاستخدام غير العادل لأجندة أعمال المناخ، أكد الرئيس الروسي ضرورة تصدى دول البريكس لممارسة استخدام تلك الأجندة لمحاربة المنافسين، مؤكدًا ضرورة مواصلة تعزيز النهج المتوازن في التعامل مع القضايا المتعلقة بانتقال الاقتصاد العالمي إلى نماذج التنمية منخفضة الإنبعاثات.
وتابع "ينبغي لنا أن نتصدى بكل الطرق الممكنة لمحاولات استخدام أجندة المناخ لمكافحة سياسة اقصاء التنافسية من الأسواق".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بوتين عبء الديون أزمة عالمية جديدة مجموعة البريكس النمو الاقتصادي دول البريكس دول البریکس
إقرأ أيضاً:
شركة ناشئة في الإمارات تقدم حلاً لأزمة الكربون والأمن الغذائي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تغطي الصحراء نسبة 80% من مساحة دولة الإمارات، وتمتد الأراضي الصالحة للزراعة فيها على مساحة 0.7% فقط، حيث تستورد أكثر من 90% من غذائها.
ليس من الغريب تحوّل دولة الإمارات الغنية بالنفط إلى أرضٍ خصبة للشركات التي تسعى إلى تغيير هذه الإحصاءات في ظل سعي البلاد إلى الابتكار من أجل تحقيق الأمن الغذائي.
تُعدّ شركة "HyveGeo"، التي تعمل في مدينة كامبريدج بإنجلترا، والعاصمة الإماراتية أبوظبي، أحدث شركة ناشئة تعتقد أنّها وجدت طريقة لتحويل الصحراء إلى أرض خضراء وتحقيق الربح في الوقت ذاته.
باستخدام النفايات الزراعية والطحالب، تُنتج الشركة مزيجًا خصبًا مُصممًا لتعزيز نمو النباتات، وإنتاج الغذاء، وإنعاش الصحاري، وغيرها من الأراضي غير الصالحة للزراعة.
رأت الشركة أنّها تستطيع إزالة ثاني أكسيد الكربون المُسبب للاحتباس الحراري من الغلاف الجوي عبر زراعة الطحالب.
وأوضح الرئيس التنفيذي للعمليات ومدير الأبحاث في شركة "HyveGeo"، الدكتور سامسورين ويلش: "يمكن لنموذجنا حل العديد من المشاكل في آنٍ واحد"، لافتًا إلى أن "هناك مشكلة تتعلق بالكربون، وأخرى تتعلق بالأمن الغذائي، ويمكننا ضرب عصفورين بحجرٍ واحد".
أرصدة الكربونيُعتَبَر الفحم العضوي (biochar) المكون الرئيسي لمنتج "HyveGeo"، وهو مادة غنية بالكربون شبيهة بالفحم تُصنع عن طريق حرق المواد العضوية في بيئة منخفضة الأكسجين، في عملية تُعرف باسم "التحلل الحراري".
تحصل الشركة على موادها العضوية من مزارع النخيل المحلية والنفايات الزراعية الأخرى، وتُعالجها بموقع تجريبي في أبوظبي.
ذكر مؤسس الشركة عبد العزيز بن رضا أنه حتى الآن، أنتج الموقع 200 طن من الفحم الحيوي، ما ساهم في تحويل مسار 800 طن من النفايات بعيدًا عن مكبات النفايات.
وقد تتضاءل هذه الأرقام قريبًا أمام أول منشأة تجارية للشركة من المقرر افتتاحها في منتصف عام 2026، إذ ستكون قادرة على معالجة 40 ألف طن من الكتل العضوية سنويًا.
كما تبيع شركة "HyveGeo" أرصدة الكربون مقابل الفحم العضوي، ما يسمح للشركات بتعويض بصمتها الكربونية.
عند دخولها مرحلة الإنتاج التجاري، تخطط الشركة لبيع الفحم العضوي للقطاع الزراعي لتحسين صحة التربة مع حجز الكربون لمئات السنين.
وشرح ويلش قائلًا: "الفحم العضوي رائع بحد ذاته، ولكن إذا وضعته في رمال الصحراء، فلن يُحدث فرقًا يُذكر. رمال الصحراء هي رمال فحسب، وعليك إضافة المزيد إليها".
بهدف جعل الصحراء خضراء، لجأت الشركة إلى الطحالب الدقيقة.
وتمتص الطحالب ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتُطلق الأكسجين عبر التمثيل الضوئي في عملية سبقت حتّى ظهور أولى النباتات البرية.
تُعالِج الشركة الطحالب الدقيقة عبر "التكرير الحيوي"، حيث تُستخرج منها مركبات نشطة بيولوجيًا.
وتعمل هذه المركبات كمُحفزات حيوية أو أسمدة طبيعية، ويمكن إضافتها إلى الفحم العضوي مع الميكروبات المفيدة بمقادير مختلفة لتعزيز نمو محاصيل مُحددة.
كما يُمكن استخدام تركيبة أخرى متعددة الاستخدامات لإنشاء الغابات أو المراعي.
وقال بن رضا: "في الواقع، ما نقوم به هو تسريع عملية تكوين التربة، والتي قد تستغرق خمس سنوات، لتصل إلى أقل من شهر بقليل".
صنع تربة صحيةيفقد كوكبنا ما لا يقل عن 100 مليون هكتار من الأراضي الصحية كل عام بسبب تدهور الأراضي، وفقًا لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة.
تختبر شركة "HyveGeo" منتجها على محاصيل عدّة بما في ذلك الطماطم.
وأشار بن رضا إلى أن النباتات كانت "أكثر كثافة وحجمًا" مقارنةً بالمحاصيل في بيئة خاضعة للرقابة، مضيفًا أنّها أزهرت وأثمرت في درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة للطماطم، ونمت في الهواء الطلق ضمن درجات حرارة وصلت إلى 45 درجة مئوية.
يجري حاليًا اختبار محلول تربة الفحم العضوي من "HyveGeo" بالشراكة مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ومركز "واحة الابتكار" التابعة لشركة "سلال"، وكلاهما في دولة الإمارات.
وأفادت باحثة ما بعد الدكتوراه بجامعة "غينت" في بلجيكا، وخبيرة التكنولوجيا الحيوية للطحالب، الدكتورة مارسيلا فرنانديز دي سوزا، لـ CNN في رسالة بالبريد إلكتروني: "يبدو أنّها (HyveGeo) تغطي جميع الجوانب لجعل التربة صالحة للزراعة".
مع ذلك، قالت دي سوزا التي لا تعمل مع "HyveGeo" إن "ديناميكيات التربة معقدة للغاية، وقد تستغرق التربة بعضي الوقت حتى تتجدد بالكامل وتستعيد صحتها، لذلك لا أعرف الإطار الزمني الواقعي لاستعادة هذه التربة بالكامل".
توسيع نطاق العملياتيُعدّ إنتاج ما يكفي من الطحالب الدقيقة لتلبية الطلب، وجعل نموذج " HyveGeo" قابلاً للتطبيق تجاريًا من بين العديد من التحديات التي تواجهها الشركة الناشئة.