لماذا تلجأ إسرائيل إلى قصف شمال غزة بالبراميل المتفجرة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسقط براميل متفجرة على الأحياء السكنية شمال قطاع غزة، مما تسبب في انفجارات قوية للغاية، وأحدث اهتزازات أرضية شعر بها سكان مدينة غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة اليوم الأربعاء بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي ألقت الليلة الماضية براميل متفجرة على الأحياء السكنية في شمال غزة.
والبراميل المتفجرة -كما يقول الخبراء العسكريون- وعاء معدني على شكل برميل أو وعاء إسمنتي أو أسطوانة معدنية، يتم ملؤها بالمواد شديدة الانفجار والوقود لإحداث حرائق أثناء سقوطها، بالإضافة إلى شظايا معدنية ومسامير، ومدى انفجارها قد يشكل دائرة قطرها يصل إلى نحو 250 مترا.
إسرائيل والبراميل المتفجرة
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي حاتم الفلاحي إن إسرائيل تعد من أوائل الدول التي استخدمت البراميل المتفجرة عام 1948، حيث قصفت إبان النكبة بلدة صفورية في الجليل (شمالي فلسطين المحتلة) بـ3 براميل متفجرة، مما تسبب في إحداث رعب كبير عند سكان القرية التي دُمرت بالكامل.
وأضاف الفلاحي -في تصريحات للجزيرة نت- أن البراميل المتفجرة توالى استخدامها بعد ذلك في عام 1968 من قبل الولايات المتحدة في حرب فيتنام، بهدف حرق مساحات واسعة من الغابات.
وعقب اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، توسع النظام السوري كثيرا في استخدام هذه البراميل، وأسقط نحو 82 ألف برميل بين عامي 2012 و2021، مما تسبب في دمار كبير للعديد من البلدات السورية.
وأشار الخبير العسكري إلى أنه أمام الأثر التدميري لهذا النوع من القنابل، صدر قرار مجلس الأمن رقم 2139 عام 2014 بإدانة استخدام البراميل المتفجرة بوصفها أسلحة إرهابية وغير نظامية، ولا يمكن أن تستخدم بهذه الطريقة العشوائية التي تؤدي إلى تدمير كبير.
أهداف إسرائيلية
ولم يكن استخدام الجيش الإسرائيلي للبراميل المتفجرة أمس هو الأول في استهداف قطاع غزة، فقد سبق أن زرع براميل متفجرة وسط عدة أحياء قبل أن يفجرها عن بعد، لكن الجديد هذه المرة هو إلقاء هذه البراميل بالطائرات عشوائيا على الأحياء السكنية.
ويعدد الباحث المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد جملة من الأهداف التي دفعت إسرائيل للجوء إلى توظيف هذا السلاح في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنها:
يعتقد الجيش الإسرائيلي أن البراميل المتفجرة توفر عليه الجهد والوقت في الوصول والتقدم ميدانيا عبر إزالة مربعات سكنية كاملة على طول المسالك التي تتقدم فيها القوات الإسرائيلية. تخلص القوات المتقدمة من أي أخطار بشرية أو إنشائية قد تعيق تقدمها من خلال خطر القتال التصادمي الذي تتجنبه القوات العسكرية، والذي قد يوقعها في اشتباك حاسم ودام قد يسبب لها خسائر كبيرة. الاقتصاد في الأنواع الأخرى من الذخائر وتوفيرها لمعارك قد تكون فيها أكثر حسما للعمليات القتالية. الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى كي وعي السكان في قطاع غزة وكسر صمود الحاضنة الشعبية للمقاومة من خلال حجم التدمير والقتل الكبير الناتج عن البراميل المتفجرة. القصف الإسرائيلي على شمال غزة يوقع مجازر يروح ضحيتها العشرات يوميا (مواقع التواصل) آلية العملوالبراميل المتفجرة مزودة بمروحة دفع في الخلف وصاعق ميكانيكي في المقدمة، ويمكن للبرميل الواحد أن يحمل ما بين 200 و300 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وتحمله الطائرات المقاتلة أو المروحيات، ويسقط على الأماكن المستهدفة عشوائيا، مسببا أكبر ضرر ممكن في المنطقة التي سقط فيها.
ويقول الفلاحي إن إسرائيل عادت اليوم إلى استخدام البراميل المتفجرة مرة أخرى لأنها أقل كلفة من الذخائر التقليدية، كما أنها ذات تأثير قوي وطاقة تدميرية كبيرة جدا، ولا تحتاج في عملها إلا إلى التفوق الجوي في مناطق القتال، وهذا ما تملكه إسرائيل.
وأضاف أن إستراتيجية إسرائيل في توظيف سلاح البراميل المتفجرة تهدف إلى إجبار السكان في شمال غزة على إخلاء منازلهم والتهجير القسري منها، وذلك عبر إحداث أكبر قدر ممكن من التدمير والقتل.
وختم الخبير العسكري تصريحاته للجزيرة نت بأن استخدام هذه البراميل يعد جريمة جديدة تضاف إلى الجرائم التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال الفترة الماضية، إذ إن استخدامها يعد مخالفة للقوانين والأنظمة الدولية وجريمة إرهابية تؤدي إلى الإبادة الجماعية في حق سكان قطاع غزة.
وتشن إسرائيل -بدعم أميركي وغربي- منذ أكثر من عام حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الاحتلال الإسرائیلی البرامیل المتفجرة برامیل متفجرة
إقرأ أيضاً:
لماذا فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض الصاروخ الحوثي؟
قد يكون الفشل الأخير في اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية التي تستهدف إسرائيل مرتبطًا بضعف في نظام الدفاع الجوي أو زيادة تعقيد الصواريخ الإيرانية.
وبحسب تحليل نشرته صحيفة يديعوت الإسرائيلية، ثمة عدة أسباب قد تفسر فشل الجيش الإسرائيلي ليلة السبت في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون، والذي أصاب ملعبًا وتسبب في أضرار جسيمة في المنطقة.
يأتي هذا الحادث في أعقاب "الاعتراض الجزئي" لصاروخ آخر أصاب مدرسة في رامات إفال والطائرة المسيرة التي تسللت إلى المجال الجوي الإسرائيلي وضربت مبنى في "يفنه".
قد تكشف هذه الحوادث عن ثغرة خطيرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي يحمي الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لإسرائيل.
من المتوقع أن يعالج نظام اعتراض الليزر Iron Beam العسكري التحديات التي تفرضها مثل هذه الإطلاقات، ولكن حتى يتم تشغيله، يجب على إسرائيل جمع المعلومات الاستخبارية حول مواقع إطلاق وإنتاج الصواريخ واستهدافها. ويقال إن الحوثيين، الذين يعملون تحت رعاية إيران، يمتلكون عشرات منها فقط.
سيناريوهان للفشل
قد يفسر سيناريوهان رئيسيان فشل اعتراض الصاروخ الحوثي الباليستي فرط الصوتي يوم السبت.
السيناريو الأول: هو أن الصاروخ أطلق في مسار باليستي "مسطح"، ربما من اتجاه غير متوقع.ونتيجة لهذا، ربما لم تتمكن أنظمة الكشف الإسرائيلية أو الأميركية من تحديده في الوقت المناسب، مما أدى إلى اكتشافه متأخراً وعدم توفر الوقت الكافي للصواريخ الاعتراضية للعمل.
السيناريو الثاني: وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، هو أن إيران طورت رأساً حربياً قابلاً للمناورة.وينفصل هذا الرأس الحربي عن الصاروخ خلال الثلث الأخير من مساره ويناور في منتصف الرحلة - وينفذ تغييرات مسار مبرمجة مسبقاً - لضرب هدفه المحدد.
تطور الرؤوس الحربية
إن الرأس الحربي لأي صاروخ باليستي أسرع من الصوت. وبمجرد دخوله الغلاف الجوي مرة أخرى، فإنه يستخدم محركات صاروخية صغيرة أو زعانف للملاحة أثناء مرحلة المناورة.
وتشكل هذه المناورة، التي تتم بسرعات تصل إلى 5 ماخ (5 أضعاف سرعة الصوت)، تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الجوي. وهذا قد يفسر لماذا ضرب الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلق صباح الخميس مبنى في رامات إفال.
ومن المعروف أن إيران تمتلك صواريخ برؤوس حربية مناورة، مثل "خيبر-شيكن" و"عماد 4".
ووفقا لتقارير أجنبية، ضربت العديد من هذه الصواريخ القواعد الجوية الإسرائيلية في تل نوف ونيفاتيم في الهجوم الإيراني الأخير.
ويبدو أن إيران، بالتعاون مع الحوثيين، طورت طريقة لإطلاق هذه الصواريخ في مسارات باليستية منخفضة، مما يعقد اعتراضها.
المسألة الأهم
والسؤال الملح الآن هو: لماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع الجوي الأخرى في إسرائيل من اعتراض الرأس الحربي. والتفسير المحتمل هو التأخر في الكشف والمسار المسطح، مما منع تشغيل جميع أجهزة الدفاع المتاحة.
إن التهديد الذي تشكله الرؤوس الحربية المناورة على الصواريخ الإيرانية الثقيلة بعيدة المدى سيصبح وجوديا بالنسبة لإسرائيل إذا نجحت إيران في تطوير رؤوس حربية نووية لهذه الصواريخ.
ولا شك أن أي رأس نووي مناور يتمكن من اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي قد يسبب دمارًا كارثيًا وخسائر في الأرواح.