الجزيرة:
2025-01-31@06:47:11 GMT

مسار الحرب على غزة بعد السنوار

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

مسار الحرب على غزة بعد السنوار

تواجه حركة حماس عقب استشهاد السنوار تحديا كبيرا على مستوى هرميتها القيادية وإدارة المعركة ميدانيا في القطاع، وصعوبة اختيار قائد لها يمكنه أن يسد الفراغ النوعي الذي تركه. في المقابل فإن استمرار عمليات المقاومة في مختلف أنحاء القطاع وتصاعدها نوعيا بشكل خاص في الشمال، لا يعطي الانطباع بأن إسرائيل على وشك هزيمة المقاومة، حتى بعد رحيل السنوار.

ومع رحيل السنوار مقاتلا بين أنقاض رفح المدمرة، فإن مسألة مسار العدوان على قطاع غزة، ومصير الأسرى المحتجزين فيه، واحتمالات استئناف التفاوض في هذا الملف، وسؤال "اليوم التالي"؛ عادت لتتصدر مشهد الحرب، وهي ما تناولته ورقة تحليلية للدكتور حسن صالح أيوب، أستاذ السياسة الدولية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، ونشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "مسار الحرب على قطاع غزة بعد السنوار: اندفاع إسرائيل وتصلب المقاومة".

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1هل تخاطر إسرائيل بحرب إقليمية شاملة؟end of list

وأشارت الورقة إلى أنه حتى لحظة استشهاد السنوار، فإن الأهداف الثلاثة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية لعدوانها على غزة ما زالت قائمة، بحكم أن أيًّا منها لم يتحقق، أو لم يتحقق بصورة كاملة على الأقل، وهي: القضاء على حكم حماس في القطاع، وتفكيك قدراتها العسكرية (ومعها بقية فصائل المقاومة)، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وهو ما يعني أن استمرار العملية العسكرية الواسعة في القطاع له أهداف ضمنية غير معلنة هي التي يسعى الاحتلال لتحقيقها، وفي مقدمتها تهجير السكان، وعزل شمال القطاع وتحويله إلى منطقة مهجورة تماما، وذلك مقدمة لتحويله إلى احتياط جيوسياسي وأمني للتوسع الاستيطاني.

عوامل استمرار الحرب أو تراجعها

وناقش الدكتور أيوب في ورقته عوامل استمرار الحرب أو تراجعها، وأولها: موقف نتنياهو الذي تمكّن من تعويد المجتمع الإسرائيلي على حالة الحرب الطويلة التي لم يسبق له أن عاشها، حتى سادت حالة عامة في إسرائيل بأن نهاية حركة حماس أصبحت وشيكة عقب فقدانها العقل المدبر لطوفان الأقصى. وثانيها: اتجاهات الشارع الإسرائيلي التي كشفت الاستطلاعات أن مستوى ثقته بالحكومة لم يتغير عما كان عليه قبل طوفان الأقصى، في مقابل مستويات ثقة عالية بالجيش بالرغم من تراجعها من 90% قبل سنة إلى 67% حاليا. لكن ربما يكون المؤشر الأكثر أهمية هو أن ثقة الجمهور الإسرائيلي بأن الجيش سينتصر في قطاع غزة بلغت 66%، متراجعة عن 90% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو تراجع مرتبط باقتناع الجمهور بأن أهداف الحرب في قطاع غزة لن تتحقق.

وثالث العوامل المؤثرة: الموقف الأميركي، فالأطراف الدولية ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة، وخصوصا الإدارة الأميركية، تميل إلى اعتبار أن غياب السنوار فرصة لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بقوله إن "إبعاد السنوار من ساحة المعركة يمثل فرصة لإيجاد طريقة تعيد الرهائن إلى ديارهم، وتضع حدا للحرب وتقودنا إلى اليوم التالي".

أما العامل الرابع: فتعقيدات التصعيد الإقليمي الذي بلغ مرحلة من الخطورة هي أقرب إلى المواجهة الصفرية، وهو مرشح للاتساع بكل ما ينطوي عليه ذلك من أخطار عالية، خصوصا مع اشتعال الساحة اللبنانية بالرغم المصلحة الأميركية في إيجاد استقرار سياسي فيها، ومع التحفز الإيراني المعلن على الردّ الإسرائيلي المنتظر انتقاما من الهجوم الإيراني الأخير عليها.

تداعيات استشهاد السنوار

وعلى افتراض أن استشهاد السنوار يمكن أن يغير ديناميات المعركة المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، وهو أمر مرجح، فإن التصعيد الإسرائيلي في القطاع واستمرار المقاومة في عملياتها المؤلمة ضد الجيش الإسرائيلي، إلى جانب إصرار سكان شمال القطاع على عدم الانصياع للأوامر الإسرائيلية بالنزوح نحو الجنوب، وفقا لخطة الجنرالات، يمكن أن يشير إلى أن استشهاده يمكن أن يكون له أثر مخالف لتصورات إسرائيل والإدارة الأميركية، وهو احتمال يفسر تطورين مهمين: الأول هو إصرار نتنياهو على الاستمرار في الحرب، والثاني هو التحرك الأميركي المتعجل للاستثمار السياسي والدبلوماسي لرحيل السنوار.

هذا بالإضافة إلى أن حركة حماس تواجه عقب استشهاد السنوار تحديا كبيرا على مستوى هرميتها القيادية وإدارة المعركة ميدانيا في القطاع، وصعوبة اختيار قائد لها يمكنه أن يسد الفراغ النوعي الذي تركه. في المقابل فإن استمرار عمليات المقاومة في مختلف أنحاء القطاع وتصاعدها نوعيا بشكل خاص في الشمال، لا يعطي الانطباع بأن إسرائيل على وشك هزيمة المقاومة، حتى بعد رحيل السنوار.

وبالرغم من غياب مواقف عربية ودولية تشكل ضغطا فعليا على إسرائيل، فضلا عن مساندة موقف حركة حماس والمقاومة، فإن تطورات معارك الشمال وانقلاب الموقف على الجبهة اللبنانية لصالح حزب الله، يدلاّن على أن ثمة توازنا للعوامل لن يؤثر فيه غياب السنوار جوهريا؛ مما يعني أن الوضع في قطاع غزة سيراوح في مربعه الراهن على الأقل حتى انتهاء الانتخابات الأميركية الشهر المقبل، أو انفلات الردود الإسرائيلية الإيرانية مع ما سيعنيه من تصعيد كبير في لبنان.

للاطلاع على الورقة كاملة، أو تحميلها من هنا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات دراسات استشهاد السنوار فی قطاع غزة حرکة حماس فی القطاع

إقرأ أيضاً:

أمام منزل السنوار | المقاومة تستعد لتسليم أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر (شاهد)

وصل العشرات من مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى مدينة خانيونس، لتسليم، كل من غادي موزس، وأربيل يهود اللذان كانا في الأسر، ضمن الجولة الثالثة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار بغزة.



في وقت سابق، سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، المجندة الإسرائيلية آجام بيرغر للجنة الدولية للصليب الأحمر عقب إخراجها من مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وجرى تسليم الأسيرة بيرغر وسط حشد جماهيري وانتشار مكثف لعناصر كتائب القسام في ساحة الرزان وسط مخيم جباليا.

????لحظة تسليم كتائب القسام المجندة الأسيرة "#آغام_بيرغر" للصليب الأحمر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.#كتائب_القسام pic.twitter.com/OOf9mbl1zc — أحمد عبد الجواد Ahmet Fatih (@abdgwad_ahmed) January 30, 2025

وقبل تسليم المجندة وصلت سيارات تابعة للصليب الأحمر وعقب ذلك جلس أحد عناصر القسام مع مندوب الصليب الأحمر على طاولة وضعت على منصة أمامها خارطة فلسطين وشعارات كتبت باللغة بالعبرية وجرى التوقيع على وثائق الاستلام والتسليم.

وكانت كتائب القسام أعلنت مساء الأربعاء، أنها ستفرج اليوم عن المجندة بيرغر وأربيل يهود وموسي موزسس اللذان سيفرج عنها في خان يونس اليوم، جنوب قطاع غزة، مقابل 110 أسرى فلسطينيين.

وجاء ذلك ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • لماذا اختارت المقاومة منزل "السنوار" لتسليم الأسيرة أربيل يهود؟.. فيديو
  • رفعت صور قادة المقاومة باليمن ولبنان.. المقاومة الفلسطينية تسلّم ثلاثة أسرى صهاينة
  • رافعة صور السيد عبدالملك الحوثي.. المقاومة الفلسطينية تسلّم 3 أسرى إسرائيليين أمام منزل السنوار (تفاصيل + صور)
  • من أمام منزل السنوار.. المقاومة تفرج عن 3 أسرى صهاينة
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • من منزل "السنوار" إلى "الصليب الأحمر"..المقاومة الفلسطينية تبدأ تسليم الأسيرين الإسرائيليين
  • أمام منزل السنوار | المقاومة تسليم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر (شاهد)
  • أمام منزل السنوار | المقاومة تستعد لتسليم أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر (شاهد)
  • انتشار كتائب القسام أمام منزل الشهيد المشتبك يحيى السنوار في خانيونس / صور
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟