قبل أيام من انطلاق موسم جديد من لعبة الفيديو الشهيرة "كول أوف ديوتي"، تم حظرها في دولة الكويت، دون إبداء السبب، لكنه على ما يبدو مرتبط بحقبة مظلمة من التاريخ السياسي للبلد الخليجي.

وتتناول اللعبة شخصية الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وجزءاً من تاريخ غزو جيشه للكويت عام 1990.

ولم تعترف الكويت رسمياً بحظر اللعبة، التي تعدّ منتجاً رئيساً للشركة المطورة "أكتيفيجن" المملوكة لمايكروسوفت، ويرتقب هواة اللعبة إطلاقها الجمعة المقبل، وستكون متوفرة على أرفف المتاجر حول العالم.

لكن شركة "أكتيفيجين" الحظر الكويتي بالقول "نأسف للإعلان أن السلطات الكويتية لم توافق على إصدار لعبة Call of Duty: Black Ops 6 في المنطقة، بالتالي لن تكون اللعبة متاحة للشراء حالياً في الكويت".

"وسيتم إلغاء جميع الطلبات المسبقة وإعادة المبالغ المستحقة إلى نقاط الشراء الأصلية"، كما أورد بيان للشركة نشرته شبكة "آي جي إن" الإعلامية المختصة بألعاب الفيديو في 17 أكتوبر الحالي. 

وأعرب متحدث باسم الشركة لـ"آي جي إن" عن أمله بأن تعيد السلطات الكويتية النظر في القرار في المستقبل القريب، مما يتيح للاعبين الكويتيين فرصة الاستمتاع بتجربة Black Ops الجديدة".

ولم تقدم الشركة الأميركية تفاصيل واضحة بشأن الأسباب الدقيقة للحظر الكويتي، لكن شبكة "آي جي إن" رجحت أن يكون السبب ورود أحداث في اللعبة تتعلق بحرب الخليج الثانية.

ليس قرارا مجنونا.. لماذا دفعت مايكروسوفت 69 مليارا لشراء شركة ألعاب فيديو؟ أطلقت شركة مايكروسوفت أكبر عملية استحواذ تم إجراؤها على الإطلاق في مجال صناعة ألعاب الفيديو وصلت قيمتها إلى 69 مليار دولار، وهو مبلغ طائل، ويثير الكثير من التساؤلات حول الدوافع والأسباب، بحسب مجلة "الإيكونوميست".  إمبراطورية المليارات

"كول أوف ديوتي" أو نداء الواجب، سلسلة ألعاب قتالية (بإطلاق النار) من نوعية "تصويب منظور الشخص الأول". انطلقت عام 2003، بأحداث تقع خلال الحرب العالمية الثانية، ثم حملت نسخها الجديدة وقائع حروب حديثة.

وبمرور الزمن، توسعت "كول أوف ديوتي" لتصبح إمبراطورية تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، بحسب أسوشيتد برس. 

وانطلقت السلسلة على الكمبيوتر الشخصي، ثم امتدت لتشمل أنظمة الألعاب والأنظمة المحمولة. 

منظور الشخص الأول: نوع من ألعاب الفيديو التي لا يرى فيها اللاعب الشخصية التي يتحكم بها في حالة ألعاب القتال أو المغامرة، أو لا يرى المركبة التي يقودها (لأنه يكون داخلها)، وأغلب ألعاب التصويب تكون من منظور الشخص الأول، أي أنّه يرى من خلال عيون الشّخصية التي يُمثلها.(ويكيبيديا)

 

والنسخة الجديدة "كول أوف ديوتي بلاك أوبس 6" فيلم إثارة وجاسوسية تدور أحداثه في أوائل تسعينيات القرن العشرين، وهي فترة انتقالية واضطرابات في السياسة العالمية، تتميز بنهاية الحرب الباردة وصعود الولايات المتحدة كقوة عظمى واحدة، مع سرد محير للعقل وغير مقيد بقواعد الاشتباك، بحسب وصف مايكروسوفت وشبكة "آي جي إن".

وفي هذا الإعلان الترويجي للعبة، يبدأ بصور أرشيفية لصدام حسين والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وإسقاط جدار برلين، تتلوها عبارة "الحرب الباردة انتهت"، ثم مقاطع قتالبة تتخللها عبارات من اللعبة حول شن حرب على الديكتاتور العراقي واستهداف مواقع إستراتيجية تابعة لنظامه.

كما أظهرت مقاطع الترويج للعبة حقول النفط المحترقة، مما يُعد وفق وصف أسوشيتد برس "تذكيراً مؤلماً للكويتيين الذين شهدوا إحراق العراقيين لهذه الحقول، وتسبب في أضرار بيئية واقتصادية هائلة، إذ تضررت أو أُضرمت النار في أكثر من 700 بئر نفطي".

وتظهر أيضاً في اللقطات التي أصدرها المطورون قسم اللعب الجماعي في اللعبة، وهو ميزة شائعة في السلسلة، ما يبدو أنه معركة في الصحراء في الكويت تسمى "سكود" نسبةً إلى الصواريخ السوفيتية التي أطلقها صدام حسين خلال حرب الخليج الثانية، وكذلك ظهر مستوى آخر يدعى "بابل"، نسبةً إلى المدينة العراقية الأثرية.

 ألعاب "قَتَلت" وأخرى حُظرت

وخلال السنوات القليلة الماضية، أثارت العديد من ألعاب الفيديو الجدل أو تم حظرها في دول مختلفة حول العالم، وكذلك تمت مطالبات بحظرها نتيجة حالات انتحار كان بينها أطفال، مثل ألعاب "تحدي الحوت الأزرق" بين عامي 2016 و2017 و"دوكي دوكي ليتراتشال كلوب" عام 2017.

ورأت لعبة "الحوت الأزرق" النور عام 2015 من قبل أشخاص مجهولين على وسيلة "في كونتاكت" للتواصل الاجتماعي في روسيا، التي تضم نحو 410 مليون عضو مسجل لتكون بذلك وسيلة التواصل الخامسة في العالم من حيث الشعبية والانتشار.

وبدأ الحديث عن اللعبة في مايو 2016 إثر تحقيق قامت به صحيفة "نوفايا غازيتا" التي اهتمت بظاهرة الانتحار في صفوف المراهقين الروس.

وحين عكفت على دراسة الإحصائيات، وجدت أن أكثر من مئة طفل روسي انتحروا بين نوفمبر 2015 وأبريل 2016، كانوا جميعهم أعضاء في مجموعات افتراضية على علاقة بلعبة "الحوت الأزرق" بشكل أو بآخر.

وكان يتعين على اللاعب القيام بسلسلة من التحديات عددها 50 بمعدل تحد يومياً، تضمنت أن يضرب اللاعب نفسه أو يجرح نفسه بالِمشرط أو أن يشاهد فيديوهات مخيفة على الساعة الرابعة فجرا أو يصعد فوق رافعة أو يجلس فوق بناء شاهق مع تدلية الرجلين في الهواء، حتى يصل الأمر لأن يُطلب منه ربط حبل حول عنقه أو ينتحر مع وعد بأنه "سيتحول لحيوان متطور يتحرر من ضغوط الأرض"، وفق ما نشرت "يورو نيوز".

انتحار طفلة في مصر "بسبب لعبة ببجي" أقدمت طفلة مصرية ، تبلغ من العمر 11 عاما، على الانتحار شنقا، في العاصمة المصرية القاهرة، بحسب ما أفادت صحف محلية، الأربعاء. 

أما لعبة "Doki Doki Literature club" فرجحت مصادر عديدة ارتباطها بحالات انتحار لبعض اللاعبين، بسبب تناولها موضوعات نفسية عميقة، كما تسببت للبعض بمرض الاكتئاب والاكتئاب الحاد، أو الميل الشديد للعُزلة.

وفي حينه، أصدرت بعض المدارس خصوصاً في بريطانيا، تحذيرات للأهل والآباء بشأن محتوى اللعبة وكنها تشكل خطراً على الصحة، علماً بأن اللعبة نفسها تتضمن تحذيرات صريحة قبل البدء فيها أو مراقبة اللاعبين إن كانوا مراهقين أو أطفالاً من قبل ذويهم.

وفي 2019، حظرت الصين لعبة "ديفوشين Devotion" لأنها حملت تلميحاً ساخراً عن الرئيس شي جينبينغ، عن طريق بيضة عيد الفصح التي قارنته بشخصية "Winnie the pooh".

وحُظرت لعبة "ببجي" الشهيرة في الهند ونيبال عام 2018، بسبب القلق من المحتوى العنيف وطبيعة اللعبة المؤدية لإدمان اللعب عليها، ورجحت مصادر حينها أن يكون السبب جيوسياسي لأن اللعبة صينية، بالإشارة للمشاكل لنزاعات حدودية بين الهند والصين، أعلنت بكين الثلاثاء أنها توصلت لاتفاق مع الهند بشأنه.

وحظرت كل من اليابان وأوكرانيا وإندونيسيا، لعبة "مورتال كومبات 11" بسبب المشاهد العنيفة والدموية، وأخرى حملت رموزاً دينية، مما أثار الجدل في هذه الدول، بحسب تقرير لموقع "ذا غيمر".

وعام 2022 حظرت كل من الإمارات والأردن لعبة "روبلوكس" لأنها بحسب سلطات البلدين سمحت بوصول الأطفال لمحتوى "غير مناسب وضار بهم" وكذلك تسهيل وصول "متحرشين عبر الإنترنت" وممارسة ما يشبه القمار بين القاصرين.

وبالعودة إلى دولة الكويت، فقد حظرت سنة 2015 لعبة "ذا أوردر: 1886"، بحسب شبكة "آي جي إن" بسبب مشاهد العنف الشديد فيها، وكذلك حظرتها المملكة السعودية في حينه. 

"محتوى قذر".. طالبان تحظر "تيك توك" و"ببجي" أعلن متحدث باسم طالبان، الخميس، حظر تطبيق "تك توك" ولعبة "ببجي" في أفغانستان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ألعاب الفیدیو کول أوف دیوتی آی جی إن

إقرأ أيضاً:

مقارنة بين زعيمين تحت عباءة البعث العفلقية!!

بقلم : تيمور الشرهاني ..

من خلال متابعتنا تطورات الأحداث في العالم العربي، وتحديداً تداعيات سقوط نظام البعث السوري، يبرز سؤال حول المقارنة بين نظامي صدام حسين في العراق وبشار الأسد في سوريا.
وعلى الرغم من انتمائهما إلى نفس الأيديولوجيا البعثية العفلقية، إلا أن الفروق بينهما واسعة وشاسعة، سواء على مستوى إدارة الحكم أو أساليب القمع أو تأثير سياساتهما على شعبيهما.
من الواضح للجميع أن نظام صدام حسين كان رمزاً للبذخ والاستعراض المفرط للسلطة، حيث اشتهر ببناء القصور الرئاسية الضخمة التي تعكس جبروت النظام وسطوته، بينما كان الشعب العراقي يعاني من الفقر نتيجة الحروب والحصار الاقتصادي الطويل. في المقابل، تبدو مظاهر الترف والبذخ أقل وضوحاً لدى نظام بشار الأسد، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن قصور الأسد لا تختلف كثيراً عن مساكن موظفين عاديين في دول الخليج من حيث الحجم والتأثيث، ما يعكس صورة تواضع ظاهري للنظام السوري قد يكون جزءاً من استراتيجية إعلامية في ظل الحرب الداخلية التي تشهدها البلاد.
بينما عُرف نظام صدام حسين بوحشيته المفرطة، حيث اشتهرت سجون مثل “أبو غريب” بأساليب التعذيب المروعة التي أصبحت رمزاً للقمع البعثي في العراق، فضلاً عن المقابر الجماعية التي عجزت منظمات حقوق الإنسان عن إحصائها بعد سقوط النظام. أما نظام بشار الأسد، فقد ارتبط اسمه بسجن “صيدنايا”، الذي وصفته تقارير حقوقية بأنه “المسلخ البشري”، حيث يشير الناجون إلى أساليب تعذيب ممنهجة ووحشية. ورغم عدم الكشف عن مقابر جماعية بنفس النطاق في سوريا، إلا أن تقارير الأمم المتحدة وثقت جرائم واسعة النطاق، مثل استخدام البراميل المتفجرة، وحصار المدن، وتجويع السكان حتى الموت.
أما عن صدام حسين فإنه لعب دوراً بارزاً في إشعال حروب عبثية خارجية أرهقت العراق وشعبه، بدءاً من الحرب مع إيران (1980-1988) إلى غزو الكويت (1990)، والتي أدت إلى عزلة العراق دولياً وعواقب كارثية على اقتصاده ومستقبله السياسي. على النقيض، لم يخض بشار الأسد حروباً خارجية مباشرة، لكنه اعتمد على تحالفات إقليمية ودولية لضمان بقائه في السلطة، أبرزها مع إيران وحزب الله وروسيا. ورغم أن هذه التحالفات أنقذت نظامه، فقد انعكست تداعياتها بشكل سلبي على الداخل السوري، مما زاد من معاناة الشعب وأطال أمد الحرب الأهلية.
لا سيما أن أبناء صدام حسين، عدي وقصي، تركوا أثراً سيئاً في ذاكرة العراقيين، حيث ارتبطت أسماؤهم بالفساد والجرائم البشعة، من اغتصاب وقتل إلى استغلال السلطة بشكل فاضح. أما الجانب الآخر، أبناء بشار الأسد، حافظ وكريم، لم يظهروا في المشهد الإعلامي ولم ترتبط أسماؤهم بأي فضائح أو سلوكيات مشابهة، ما يعكس فارقاً واضحاً في طريقة إدارة العائلة الحاكمة للواجهة الإعلامية.
وعلى الرغم من اختلاف أساليب الحكم بين صدام وبشار، إلا أن القمع كان نقطة التقاء بينهما. صدام حسين اعتمد على الترهيب المباشر من خلال الإعدامات الجماعية والمجازر وعمليات القمع العنيفة، بينما لجأ بشار الأسد إلى القمع المنهجي والمستمر، مستخدماً الحرب الأهلية كغطاء لتدمير المعارضة المسلحة والمدنية على حد سواء.
حيث أن كلا الزعيمين ينتميان إلى نفس الأيديولوجيا البعثية، إلا أن الفروق بينهما واضحة. صدام حسين كان زعيماً أكثر ميلاً للمغامرات الخارجية والصدامات المباشرة، بينما اعتمد بشار الأسد على التحالفات الإقليمية والقمع الداخلي للبقاء في الحكم. ورغم هذه الفوارق، فإن كلا النظامين تركا أثراً سلبياً بالغاً على شعبيهما، حيث ارتكب كل منهما جرائم خطيرة تسببت في معاناة طويلة الأمد.
بيد أن كلاهما يظل مثالاً حياً على استبداد السلطة وغياب العدالة في العالم العربي.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • نائب أمريكي يحذر من تكرار «سيناريو صدام حسين» في سوريا وتحركات «داعش» تثير المخاوف في العراق
  • اكتشاف لعبة فارسية من نفس عصر ألعاب أور العراقية
  • مجلس شئون المنافسة العراقي يكرم محمود ممتاز
  • لعبة الرعب والبقاء Pacific Drive تتحول إلى برنامج تلفزيوني
  • هواوي فون 8.. مغير قواعد اللعبة في هواتف 5G الاقتصادية
  • شاهد أول مقطع دعائي للعبة Exodus
  • إغلاق خوادم Dungeons & Dragons: Dark Alliance في فبراير
  • حصاد 2024.. أفضل 10 ألعاب فيديو حصدت شعبية خلال العام
  • مقارنة بين زعيمين تحت عباءة البعث العفلقية!!
  • في عهد محمد رمضان.. 5 أزمات تهدد استقرار الأهلي