عرضت فضائية يورو نيوز، اليوم الإثنين، مقطع فيديو يرصد بحيرة الحبانية تتحول من وجهة سياحية إلى "بركة راكدة" في العراق بسبب الجفاف.

يعود هذا الوضع المأساوي لواقع أن العراق يعيش عامه الرابع من الجفاف، ويعدّ من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض تداعيات التغير المناخي وفق الأمم المتحدة.

عمل محمد في متجره الصغير في المدينة السياحية القريبة من بحيرة الحبانية في وسط العراق لسنوات، لكنه لم يشهد عاماً مثل 2023 إذ طال الجفاف الذي يضرب العراق البحيرة وأثّر سلباً على جذب السياح.

في أكثر أيّام شهر أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خصوصاً في أيام عطلة نهاية الأسبوع.

لكن يوم الجمعة هذا لم يأتِ سوى عدد قليل من الزبائن إلى متجر محمد. أما الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، فبدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979.

يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام لفرانس برس أنه "خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة"، لكن "الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف".

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بحيرة الحبانية العراق

إقرأ أيضاً:

فيلم الوقواق: سايكولوجيا امرأة وسط الفقدان والضياع في المكان

لاشك ان من عوامل الجذب التي انشغلت بها السينما عبر تاريخها هي الشخصيات الاستثنائية التي يمكن ان تعلق في الذاكرة ويتأثر بها المشاهد ويتفاعل معها ومنها تلك الشخصيات التي تعيش في وسط واقع اشكالي ووسط شخصيات أخرى تتأثر بها وهو ما يحيلنا الى ذلك النوع من الشخصيات السايكوباثية التي يعبر اضطرابها عن خلل في صلتها مع الواقع ومع الاخرين.

هنا تمت الاستعانة كثيرا بمدارس التحليل النفسي ومعطيات علم النفس بصفة عامة لغرض تقديم شخصيات سينمائية متماسكة الابعاد ورصينة البناء بصرف النظر عما تعانيه من اضطراب نفسي او مشكلات لا قدرة لها على السيطرة عليها.

ولنا هنا ان نتذكر أفلاما مهمة تنتمي لهذا النوع ومنها فيلم سايكو لهيتشكوك – 1960، وسايكو2 للمخرج ريتشارد فرانكلين، وفيلم سايكو 3 للمخرج انطوني بيركنز، وفيلم صمت الحملان، وفيلم اللعبة وفيلم الشروق، وفيلم البجعة السوداء، وفيلم الأرق، وفيلم غرفة الهلع وفيلم اثر الفراشة، وفيلم ساو، وفيلم الضجيج الأبيض، وفيلم المياه السوداء وغيرها كثير.

في هذا الفيلم لكاتب السيناريو والمخرج تيلمان سنغر سوف ندخل مباشرة الى كثير من ذلك التراكم النوعي للأفلام التي عالجت الجوانب النفسية والعقلية للشخصيات وحاجاتها ودوافعها وكيف اثرت وقائع الحياة من حولها والتجارب الشخصية التي عاشتها في تغيير مسارها السلوكي والنفسي.

فها نحن مع الفتاة الشابة غريتشن - تقوم بالدور الممثلة هانتر شيفر، وهي تتجه الى العيش مع اسرة والدها بعد وفاة أمها، وهو ما يتطلب ان تلتحق بهم وهم يقيمون في منتج يقع على احدى قمم جبال الألب حيث اشترى الوالد قطعة ارض وقرر ان يبني عليها مرفقا سياحيا، خلال ذلك يتم زج غريتشن في العمل في قسم الاستقبال في احد الفنادق بينما الاب منشغل بزوجته الجديدة وطفلته البكماء.

يتم التعريف بتلك الشخصيات تباعا وكل منها سوف ينعكس تأثيره على شخصية غريتشن بشكل او بآخر، فها هي مثلا تنشغل بالعزف على الة الكيتار الكهربائي وتغلق اذنيها بسماعتين بينما اختها من ابيها ذات الأصول الاسيوية تنتابها نوبات ارتجاف يتم تشخصيها لاحقا على انها نوع من الصرع وتتحمل غريتشن اللوم بسبب ترك الطفلة وهي تعاني من تلك النوبات.

انها حالة اللوم المستمرة من طرف الاب وصولا الى العلاقة الملتبسة مع امرأة غريبة الاطوار قادمة من الولايات المتحدة ما تلبث ان تحثها على الهرب معها وترك المكان دون سبب واضح ثم ذلك الغموض الذي يلف شخصية صاحب الفندق الذي ينصحها بعدم استخدام دراجتها الهوائية عند العودة الى المنزل في الليل وهو ما سوف يترتب عليها تلك الأصوات المخيفة في الليل والتي أدت من جهة لوقوع حادثة اصطدام ثم ملاحقتها ليلا من جهة اخرى.

هذه الدوائر المتلاحقة هي التي تؤطر شخصية غريتشن في اطار البناء السردي القائم على فكرة العنف من جهة والتداعيات النفسية التي ما تلبث ان تظهر تباعا وحيث يظهر ذلك منذ المشاهد الأولى من الفيلم من خلال مواقف الانكار من طرف غريتشن ورفض قبول فكرة موت والدتها الى درجة انها تسمع صوتها في رسالة مسجلة وكأنها ما تزال حية، وهي الصدمة المعتادة عند فقد شخص مقرّب ثم تنتقل الدائرة النفسية لها الى ما هو اكثر تطرفا وشدة من المشاعر الشخصية ومنها ما يعرف نفسيا باضطراب التكيف، حيث تجد صعوبة بالغة في قبول عائلتها الجديدة الممثلة بزوجة الاب والابنة وما يتبع ذلك من مظاهر الإحباط والاكتئاب بسبب انصراف الاب باتجاه الطفلة الصغيرة وتركها غارقة في جراحها ومعاناتها.

وفي هذا الصدد يذهب الناقد تيموثي لي في موقع كريكس كولور الى القول، " لقد نجح المخرج بشكل متميز في تقديم فكرة الشر التي هي ليست بجديدة في أفلام الرعب الألمانية، وبدا مقنعا في كل مشهد تظهر فيه الشخصيات الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، تم تصوير الفيلم ومونتاجه بشكل متميز، لذا لا يوجد شيء لم يعجبني في هذا الفيلم على المستوى الفني، ومع ذلك، فإن العقبة الرئيسية التي تعيق هذا الفيلم حقًا هي فيما يتعلق بالسرد لجهة مسار القصه وبساطتها بما يكفي للتنبؤ بالاحداث اللاحقة وإلى أين تتجه القصة، حتى النهاية".

اما الناقد كيث كارلينغتون فيقول "نادرًا ما يكون عنوان الفيلم مناسبًا تمامًا ومطابقا لقصته، هذا الفيلم الغريب من نسج خيال كاتبه ومخرجه، ومن المحتمل أن تكون ردود الفعل تجاه هذا المزيج المجنون متباينة، لا شك أنه فيلم ممتع ولكن من الناحية السردية، فهو فوضوي بعض الشيء، وتكاد تفسده نهاية غير مرضية تترك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والنهايات غير المكتملة".

واقعيا ان الميزة التي حرص عليها المخرج هي مزج تلك الاحداث بمزيج من الفانطازيا والامعان في الخيال وتحرك اللاوعي ولهذا ليس مستغربا ان نسمع مثل هذا الاعتراض من هذا الناقد بصدد غموض النهايات، ذلك ان النهاية السعيدة غير متاحة فعليا امام شخصيات ما تزال تعاني من حالة الاضطراب والانكار والغضب واليأس، وهو ما يمكننا استنتاجه من خلال شخصية غريشن من جهة والشخصيات المحيطة بها.

بالطبع هنالك عنصران اضافيان يفاقمان الحالة النفسية للفتاة تم الاشتغال عليهما بعناية شديدة من خلال استخدام مسارات السرد والحبكات الثانية وهما عنصر الرعب والجريمة وكلاهما يزيد من غموض الشخصيات ومن ذلك اتهام الفتاة الامريكية بأنها مشتبه بها بجريمة قتل والشكوك التي تلاحق صاحب الفندق بسبب سلوكه الغريب.

من جهة أخرى يجري استبعاد أي اعتبار للشخصيات وهي تمارس حياتها المعتادة حتى يصبح المكان المعزول في أعالي جبال الالب ملاذا لشخصيات سايكوباثية مأزومة وكل منها يحاول الخروج من قوقعة ازماته ولكن العاكس الرئيس لتلك الشخصيات هي غريشن التي من خلالها ومن خلال وجهة نظرها سوف تتكشف دوافع وحاجات الشخصيات الاخرى.

خلال ذلك استخدم المخرج ادواته التعبيرية السينمائية بمهارة سواء لجهة استخدام حركات الكاميرا والمونتاج واوقات وزوايا التصوير وطريقة تقديم الشخصيات والاضاءة وهو ما اضفى على احداث الفيلم المزيد من عناصر القوة مع شيء من الغموض والاستخدام المتواتر للاصوات والمشاهد الليلية.

...

سيناريو واخراج : تيلمان سنغر

تمثيل : هانتر شيفر – غريتشن، جان بولهارت – هنري، كارتن كسوكاس – لويس، بروشات مدني – بونومو، استريد بيرغس – ايد،

مدير التصوير : بأول فالتز

انتاج: المانيا – الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. حسناء سودانية تفاجئ الجميع في ليلة تخرجها من الجامعة وتزف نفسها بأغنية “براؤون يا رسول الله” وسط فرحة والدها الذي شاركها الرقص
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • العراق 2025: هل تتحول الفصائل إلى أحزاب؟
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • المزارع الريفية غرب رفحاء وجهة سياحية واعدة تجمع بين الترفيه والطبيعة
  • صور| كيف حوّل شاب ممراً في تاروت إلى وجهة سياحية رمضانية؟
  • وزير الزراعة: العراق صدر أكثر من 700 ألف طن من التمور العام الماضي
  • فيلم الوقواق: سايكولوجيا امرأة وسط الفقدان والضياع في المكان
  • مكتوم بن محمد: القضاء يرسخ مكانة دبي كأفضل وجهة للحياة والعمل والاستثمار
  • مكتوم بن محمد: المنظومة القضائية تعكس استقرار دبي وترسخ مكانتها كأفضل وجهة للحياة والعمل