كاتب في انترسبت: لا تصدقوا خيالات الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن لبنان
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
دعا الصحفي شيموس مالك أفضلي في مقال نشره في موقع "ذي انترسبت" إلى عدم تصديق ما وصفه بـ"خيالات" الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحرب على لبنان، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الغربية تخفي التكلفة الفعلية للغزو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية.
وقال في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنه "بالنسبة لقراء وسائل الإعلام الغربية منذ بدء غزو لبنان، تبدو المناورات الإسرائيلية أنها حققت نجاحا مذهلا.
وأضاف أن "ما أخفته هذه الحملة الإعلامية هو التكلفة الفعلية للغزو حتى الآن".
وأشار إلى أنه "في حين استمر الجيش الإسرائيلي في التوغل داخل الأراضي اللبنانية، فإن المسافة الفعلية نادرا ما تجاوزت البلدات الواقعة على الحدود. وعلى النقيض من الادعاءات التي أطلقها مختطفون لبنانيون تحت الإكراه أمام الكاميرات، لم يتخل مقاتلو حزب الله عن الحدود، ولا تزال المناوشات مع القوات الإسرائيلية مميتة، حيث قُتل خمسة جنود إسرائيليين في القتال الأسبوع الماضي".
كما وسع حزب الله نطاق عملياته، حيث ضربت المسيّرات جنودا في عمق الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك هجوم على قاعدة عسكرية بالقرب من حيفا في 13 تشرين الأول/ أكتوبر أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 58 شخصا على الأقل. كما يتم إطلاق صواريخ تزن ما يصل إلى ثلاثة أطنان على تل أبيب. وفي حين تم اغتيال الكثير من قادة حزب الله، فإن الشائعات حول زوال المنظمة مبالغ فيها إلى حد كبير في الوقت الحالي، وفقا للمقال.
وعلى الرغم من الواقع المعقد على الأرض، بحسب الصحفي، فإن "المسؤولين الإسرائيليين وداعميهم الأميركيين يفكرون بالفعل في المستقبل البعيد. وعلى الرغم من فشل الدمار الكامل في غزة ومقتل يحيى السنوار وإسماعيل هنية حتى الآن في إزاحة حماس، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تتحدثان بالفعل عن لبنان ما بعد حزب الله".
وأشار الكاتب إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية، دعا "لعدة أشهر ــ وخاصة مع استمرار الغزو ــ إلى نوع من الانتفاضة المدنية ضد حزب الله. ويُتصور أن تكون هذه الانتفاضة كحدث سينمائي تقريبا حيث تتخلص جميع طوائف الجمهورية اللبنانية من نير المنظمة، فتتحرر لبنان من عبوديتها المزعومة".
ولفت إلى أنها "دعوة غامضة عمدا، وهي دعوة يمكن لأي معارض لحزب الله، لبناني أو غير لبناني، أن يرسم عليها رغباته الخاصة. وفي حين يظل نتنياهو والدولة خفيفين نسبيا في التفاصيل، فإن الساسة الإسرائيليين الآخرين كانوا محددين للغاية في ما يتوقعونه".
كان يائير لابيد، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة الحالي، مؤيدا بشدة لغزو لبنان ــ على الرغم من خلافاته الشديدة مع حكومة نتنياهو. وفي مقال باللغة الإنجليزية في مجلة "الإيكونوميست"، وضع لابيد خطة تبدو غير قابلة للتمييز عن خطة نتنياهو. ويدعو لابيد إلى إعادة تأسيس جيش جنوب لبنان، وهو الجيش الإسرائيلي بالوكالة الذي كان قائما منذ ثمانينيات القرن العشرين وحتى عام 2000، وفقا لكاتب المقال.
وأشار الكاتب إلى أن "هذا الجيش يتألف من جنود لبنانيين يتم رشوتهم للقتال برواتب أعلى، والذين لن يتم تدريبهم من قبل الإسرائيليين بل من قبل ضباط عسكريين فرنسيين وإماراتيين وأمريكيين".
والأمر الأكثر أهمية، وفقا للمقال، فهو أن لابيد يدعو إلى حل الحكومة اللبنانية ووضع البلاد بأكملها التي يقطنها ملايين السكان تحت تفويض دولي، وعند هذه النقطة يتم إجراء انتخابات جديدة و"تتمكن حكومة جديدة من تولي السيطرة" - وهي حكومة من المؤكد أنها لن تضم حزب الله.
وعلق الكاتب بالقول إن "عبثية هذا الاقتراح، ناهيك عن استشراقيته الجوهرية، لابد وأن تكون واضحة لأي شخص مطلع على المنطقة. فحزب الله يتمتع بقوة عسكرية هائلة ـ أكثر من الجيش اللبناني بالتأكيد. ولكنه لا يمارس هذه القوة بالقوة وحدها. ففي حين لا يتمتع حلفاؤه في تحالف الثامن من آذار بالأغلبية في البرلمان اللبناني، فقد حصل حزب الله على أكبر عدد من الأصوات من أي حزب منفرد في لبنان في الانتخابات الأخيرة، ويتمتع بدعم شعبي كبير في جنوب بيروت وفي معظم أنحاء جنوب لبنان".
وفي حين أن هناك الكثيرين في لبنان ممن يضعون أنفسهم في معارضة لحزب الله وأيديولوجيته، فإن أنصار المنظمة يرون في الجماعة العمود الفقري الحاسم للمقاومة ضد القوة العسكرية الإسرائيلية، حيث لعبت دورا فعالا في طرد القوات الإسرائيلية من الجنوب في عام 2000 وإعادة بناء جنوب بيروت بعد قصفها أثناء حرب عام 2006. وفي حين أن أغلبية السكان اللبنانيين لم يؤيدوا ولا يؤيدون الحرب مع إسرائيل، فإن حزب الله يشكل عنصرا لا ينفصل عن المجتمع اللبناني ويشكل جزءا أصيلا منه، حسب المقال.
وقال الكاتب إنه "حتى لو كان هذا واقعا واضحا للمراقبين، فإن الولايات المتحدة لا تعترض على الخطط الإسرائيلية المعلنة. فقد توقفت عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في لبنان، بل رأت بدلا من ذلك فرصة لتقليص قوة حزب الله وهزيمته. وبدأت في المناورة للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد في حين يزعم البعض أن اهتمام حزب الله قد ضعف وتحول إلى مكان آخر، حيث زل لسان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عندما تحدث إلى محطة تلفزيونية لبنانية، قائلا: حتى نختار ـ بمجرد أن يختار لبنان رئيسا. وعندما سأل رئيس مجلس النواب اللبناني منسق الأمم المتحدة كيف يمكن في هذا السيناريو أن يتم حماية نواب حزب الله، بالنظر إلى أن إسرائيل شنت غارات اغتيال ضد مسؤولين سياسيين من حزب الله داخل بيروت، أجاب المنسق ببساطة: لا أحد يستطيع أن يضمن أن هذا لن يحدث".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تعمل على نسج صورة من خيالها الخاص عن لبنان، فتتواصل مع رئيس الوزراء اللبناني وغيره من المسؤولين وتنخرط معهم في الدبلوماسية، في حين تتحدث وزارة الخارجية في الوقت نفسه عن لبنان المستقبلي حيث يستطيع الشعب اللبناني أن "يختار ممثليه" ـ وهو ما يعكس لغة جورج بوش الابن حول العراق في عهد صدام حسين. إن الشعب اللبناني قادر على اختيار ممثليه، ولكن لا يوجد دليل على أن الممثلين الذين يريدهم أغلب اللبنانيين هم من يحظون بموافقة إسرائيل والولايات المتحدة".
و"في حين تدبر الولايات المتحدة لتحقيق ما تنسجه في خيالها الخاص هذا، فإن الدولة الإسرائيلية وجيشها يتصرفان وفقا لفهم مفاده أن اللبنانيين لا يمكن الوثوق بهم في الديمقراطية، وبالتالي لابد من طردهم من جنوب لبنان بالكامل"، على حد قول الكاتب.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن "ما قد تدعو إليه الولايات المتحدة وإسرائيل قريبا، عندما لا يمكن تجاهل الواقع بعد الآن، هو نوع الدولة اللبنانية التي تنبأ بها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ديان ذات يوم: دولة يكون فيها الجنوب تحت السيطرة الإسرائيلية، وفي مقر السلطة في بيروت زعيم مُنصَّب لن يرغب في شيء أكثر من إعطاء إسرائيل كل ما تريده".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الاحتلال لبنان حزب الله لبنان الولايات المتحدة حزب الله الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة جنوب لبنان حزب الله وفی حین فی حین إلى أن
إقرأ أيضاً:
بايدن وماكرون يعلنان وقفاً للنار بين لبنان وإسرائيل
يستعد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً لإخلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية على أساس القرار 1701، وفق ما نقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر واسعة الاطلاع .
اضافت: يأتي هذا التطور المهم بعدما ظهرت في واشنطن مؤشرات إلى «تفاؤل حذر» بإمكان نجاح الصيغة الأميركية لـ«وقف العمليات العدائية» بين لبنان وإسرائيل على أساس الإخلاء والانسحاب المتبادلين لمصلحة إعادة انتشار القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، «اليونيفيل» وقوات معززة من الجيش اللبناني في المنطقة، «بعد تذليل العقبة الأخيرة» التي وضعها الجانب الإسرائيلي لجهة مشاركة فرنسا مع الولايات المتحدة و3 دول أخرى في «آلية مراقبة» جديدة تشرف على التحقق من تنفيذ الاتفاق الذي «يحدد بدقة كيفية تنفيذ القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن عام 2006».
ونقلت «الشرق الأوسط» من مصدر وثيق الصلة بالمفاوضات أن العمل جارٍ لإصدار بيان مشترك بين الرئيسين بايدن وماكرون، صباح الثلاثاء، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ما لم يطرأ أي شيء يتسبب بتأخير البيان الذي سيتضمن إعلان وقف النار، وإنشاء «آلية المراقبة»، موضحاً أن «النقطة الأخيرة التي كانت عالقة تتصل باعتراض إسرائيل على مشاركة فرنسا في آلية المراقبة، والتحقق بسبب موقف ماكرون من مذكرتي التوقيف اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق كل من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت».
وكان الرئيسان بايدن وماكرون تحادثا، الجمعة، لمحاولة حل المشكلة. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي أن «بايدن أبلغ ماكرون أن نتنياهو على حق في غضبه، وأنه لا يمكن التوسط للتوصل إلى اتفاق مع تعهده أيضاً باعتقال رئيس دولة أحد الطرفين». وأضاف أن ماكرون قال لبايدن إنه «يريد المساعدة لكن وزارة خارجيته توضح فقط التزاماتها القانونية تجاه المحكمة الجنائية الدولية».
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «أعطى موافقته» على الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها إدارة بايدن في شأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار بين لبنان وإسرائيل.
يتضمن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الحدود الدولية طبقاً لما ورد في القرار 1701، أي إلى حدود اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل في 23 آذار 1948، على أن «تجري عملية إجلاء مقاتلي «حزب الله» وأسلحتهم من منطقة عمليات «اليونيفيل» طبقاً للقرار نفسه الذي ينص أيضاً على وجوب عدم وجود مسلحين أو أسلحة غير تابعين للدولة اللبنانية أو القوة الدولية على امتداد المنطقة بين الخط الأزرق وجنوب نهر الليطاني. وكذلك يكفل الاتفاق «عودة السكان الإسرائيليين واللبنانيين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم خلال فترة الهدنة».
وبالإضافة إلى التحقق من تنفيذ الاتفاق، ستبدأ محادثات للتوصل تفاهمات إضافية على النقاط الحدودية الـ13 التي لا تزال عالقة بين لبنان وإسرائيل، بما فيها الانسحاب الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر والمنطقة المحاذية لها شمالاً. وينص الاتفاق على «وقف الانتهاكات من الطرفين» مع إعطاء كل منها «حق الدفاع عن النفس».
وربط مطلعون التقدم المحرز بسير العمليات العسكرية على الأرض، لكن أحدهم استخدم المثل اللبناني الشائع: «لا تقول فول حتى يصير في المكيول» على رغم «تفاؤله الحذر» بإمكان إعلان الاتفاق «خلال الساعات القليلة المقبلة»، مستشهداً بـ«الإخفاقات الثلاثة للهدنة في حرب غزة رغم إعلانها على أرفع المستويات في واشنطن، ورغم موافقات نتنياهو».
نُقل عن مصدر أن «هوكستين أبلغ السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، السبت الماضي، أنه إذا لم تستجب إسرائيل بشكل إيجابي في الأيام المقبلة لاقتراح وقف النار، فسينسحب من جهود الوساطة». وأكد أن «الولايات المتحدة وافقت على إعطاء إسرائيل رسالة ضمانات تتضمن دعم العمل العسكري الإسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، والعمل على تعطيل أمور مثل إعادة الوجود العسكري لـ(حزب الله) قرب الحدود، أو تهريب الأسلحة الثقيلة»، على أن «تتخذ إسرائيل مثل هذا الإجراء بعد التشاور مع الولايات المتحدة، وإذا لم يتعامل الجيش اللبناني مع التهديد».