هل تغتال إسرائيل مرشد إيران الأعلى ؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إذا كانت إسرائيل ستقدم على اغتيال علي خامنئي المرشد الأعلى في إيران، مشيرة إلى أنها قد تتراجع عن الفكرة لصالح أهداف أكثر حيوية، والتي قد تشمل المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية.
وقالت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "هل تغتال إسرائيل المرشد الأعلى الإيراني؟"، إن الصورة التي نشرت في القناة الـ14 الإسرائيلية، وانتشرت في العديد من وسائل الإعلام الدولية، لأهداف الاغتيال الإسرائيلية، لم تشمل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ولكنها شملت رجل الدين الشيعي العراقي، علي السيستاني، وزعيم حماس يحيى السنوار، ونائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، وزعيم الحوثيين اليمني عبدالملك الحوثي، وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.تقرير: #إيران "تخلع القفازات" في مواجهة #إسرائيلhttps://t.co/mCPSn80BG9 pic.twitter.com/KlKTJn0RAN
— 24.ae (@20fourMedia) October 23, 2024سيناريو مُحتمل
ورغم ذلك، تقول الصحيفة، إن الضربات الأخيرة والاختراقات الاستخباراتية التي استهدفت المؤسسات الأمنية الإيرانية، ووكلاء طهران، خاصةً حزب الله في لبنان، تجعل سيناريو اغتيال خامنئي مُحتملاً للغاية.
وأوضحت "جيروزاليم بوست"، أن هذا الاجتماع يفرض على الأجهزة الأمنية الإيرانية توخي الحذر الشديد، لأن الوضع حرج بشكل كبير في ظل انهيار قواعد الاشتبا، وحدود الصراع المتفق عليها ضمناً بين إيران وإسرائيل، مشيرة إلى أن هناك عدة عوامل تضع خامنئي ضمن نطاق الأهداف الإسرائيلية المُحتملة، حتى لو كان اسمه غائباً عن قائمة الاغتيالات المُعلنة.
علي السيستاني
وأضافت أن القائمة لم تقتصر على القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني، والوكلاء الإيرانيين، لأنها شملت السيستاني، الذي يُعد سلطة دينية شيعية ذات مكانة عالية، وفي الوقت نفسه ليس له نفس ثقل خامنئي في إدارة الصراع مع إسرائيل، ويفتقر إلى سلطة لتوجيه الوكلاء المتحالفين مع إيران للمشاركة في ما يُسمى بـ"محور المقاومة".
ولفتت إلى أن هذه الجماعات والحركات المسلحة تتلقى الأوامر مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، وتقتصر علاقة السيستاني بهذه الجماعات على الجانب الروحي فقط.
خامنئي في دائرة الأهداف
وأضافت الصحيفة أن المناخ الجيوسياسي الذي تعتبره إسرائيل فريداً من نوعه يدفع بخامنئي إلى دائرة الأهداف الإسرائيلية المُحتملة، بسبب الانتصارات المتتالية لإسرائيل في إضعاف قوة إيران ووكلائها الإقليميين، بالإضافة إلى الدعم الدولي للعمليات العسكرية الإسرائيلية لتحييد التهديد الإيراني.
وفقا الصحيفة، هناك تقييمات استراتيجية ترى أن سيناريو استهداف خامنئي قد يكون الأقل كلفة والأكثر تأثيراً، وله انعكاسات على تعطيل حسابات قادة النظام الإيراني، وإشعال الصراع داخل دائرة السلطة الضيقة، كما يمكن أن يخلق الظروف اللازمة لإثارة الاضطرابات الشعبية، ولذلك يُعد سيناريو اغتيال خامنئي مصدر قلق إيراني حقيقي، وهذا ما يُفسر التقارير التي أكدت نقل المرشد الأعلى إلى مكان آمن، بعد اغتيال حسن نصرالله، وخاصةً بعد أن اتضح عمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي للأجهزة الأمنية للحرس الثوري ووكلائه.
ما هي حسابات تأجيل الرد الإسرائيلي على #إيران؟https://t.co/6fmV2d0TWy pic.twitter.com/VIBqiwGEAV
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2024القرار الإسرائيلي
وذكرت أن العامل الحاسم في كل ما سبق يتوقف على تقييم صناع القرار الإسرائيليين لتحليل الكلفة والعائد خلال هذه الفترة، والذي يهدف إلى تعظيم مكاسب إسرائيل الاستراتيجية من المشهد الإقليمي المضطرب، مضيفة أن فكرة اغتيال المرشد الأعلى قد تتراجع قليلاً لصالح أهداف أكثر حيوية، وقد تشمل هذه المنشآت البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
ويعتمد ذلك على قدرة إسرائيل العملياتية على تنفيذ ضربة فعالة ضد هذه المنشآت دون التعرض لخطر مواجهة ضربة ثانية، ويعتمد أيضاً على قدرة الحرس الثوري الإيراني على الرد على الهجوم الإسرائيلي المحتمل، وفي هذه الحالة يبدو السيناريو مفتوحاً على كل الاحتمالات، بما في ذلك الحرب الشاملة.
ضربة فاشلة
واختتمت قائلة إن "تعرض القدرات النووية والصاروخية الإيرانية لضربة فاشلة أو محدودة التأثير قد يجبر الحرس الثوري الإيراني على استخدام جميع القدرات الهجومية المتاحة ضد إسرائيل، وربما يفعل ذلك دون ضبط النفس أو حسابات سياسية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الهجوم الإيراني على إسرائيل إسرائيل الحرس الثوری الإیرانی المرشد الأعلى
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: إسرائيل تستغل الصراع بين إيران وتركيا حول النفوذ في سوريا
شددت صحيفة "معاريف" العبرية على أن دولة الاحتلال تستغل الخلاف المتصاعد بين إيران وتركيا لتعزيز عزلتها الإقليمية، مستفيدة من الصراع بين القوتين الإقليميتين حول النفوذ في سوريا بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن التوتر بين طهران وأنقرة تصاعد بعد تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، التي انتقد فيها سياسة إيران الإقليمية، ما دفع طهران إلى توجيه اتهامات لتركيا بتجاهل النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن التصعيد اللفظي الأخير بين البلدين بدأ عندما صرح فيدان في مقابلة مع قناة "الجزيرة" بأن "إيران دفعت ثمنا باهظا للحفاظ على نفوذها في العراق وسوريا، لكن إنجازاتها كانت محدودة مقارنة بالتكلفة"، مضيفا أن "التغيرات الجيوسياسية تتطلب من طهران إعادة تقييم دورها في المنطقة".
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن تركيا "تتجاهل الأيدي الأمريكية والإسرائيلية الخفية وراء التطورات في المنطقة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل استغلت سقوط الأسد لتعزيز سيطرتها على الموارد المائية السورية وضرب البنية التحتية العسكرية في البلاد".
وهاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تصريحات فيدان بشدة، ووصفها بأنها "خطأ كبير"، مضيفا: "إذا كان فيدان يدعو إلى إنهاء السيطرة الإقليمية لأي طرف، فماذا عن إسرائيل؟".
واتهم بقائي تركيا بـ"التواطؤ مع إسرائيل عبر تزويد طائراتها الحربية بالوقود الأذري المستخدم في الهجمات على غزة ولبنان واليمن وسوريا"، معتبرا أن "أنقرة تدين إسرائيل في العلن، لكنها تتعامل معها في الخفاء".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أكد أن "الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل حماس وحزب الله، لا تزال قوية رغم الضغوط الخارجية".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة ودولة الاحتلال بـ"تقدير خاطئ لقوة المقاومة"، مشيرا إلى أن "التطورات في غزة ولبنان وسوريا أثبتت أن نفوذ إيران لم يتراجع كما يظن البعض".
وأوضحت الصحيفة العبرية أن صحيفة "طهران تايمز"، المقربة من النظام الإيراني، نشرت مقالا شديد اللهجة وصف تصريحات فيدان بأنها "مليئة بالسخرية"، واتهمت تركيا بـ"الفشل في سلسلة من التحركات السياسية الإقليمية".
واستشهدت الصحيفة الإيرانية بالعلاقات المتوترة بين تركيا ومصر بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي عام 2013، حيث وصفت أنقرة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بـ"الديكتاتور"، ما أدى إلى طرد السفير التركي من القاهرة، قبل أن تعود تركيا مؤخرا إلى تطبيع العلاقات بثمن سياسي واقتصادي مرتفع.
كما أشارت الصحيفة الإيرانية إلى حادثة إسقاط تركيا لقاذفة روسية عام 2015، والتي دفعت موسكو إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على أنقرة، ما أجبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تقديم اعتذار رسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعهد بعدم تكرار مثل هذه الحوادث.
كما انتقدت الصحيفة الإيرانية دعم أنقرة للمعارضة المسلحة في سوريا، معتبرة أن "سياسات تركيا أدت إلى أزمة اللاجئين التي خلقت ضغطا اقتصاديا واجتماعيا هائلا داخل البلاد، وساهمت في ارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة".
أكدت الصحيفة العبرية أن "الصراع اللفظي بين إيران وتركيا يعكس التحولات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها الشرق الأوسط بعد سقوط نظام الأسد"، مشيرة إلى أن "كلا البلدين يسعى إلى تعزيز مكانته الإقليمية على حساب الآخر".
ورأت الصحيفة العبرية أن "إسرائيل تستفيد من هذا الانقسام لتعزيز نفوذها في سوريا، خاصة مع الاتهامات الإيرانية بتمدد إسرائيل في الأراضي السورية والسيطرة على الموارد المائية الاستراتيجية"، مؤكدة أن دولة الاحتلال "تواصل العمل على ضمان مصالحها في المنطقة مستغلة التوترات بين أنقرة وطهران".
كما أشارت "معاريف" إلى أن "الاتهامات الإيرانية ضد تركيا تكشف عن الفجوة بين الخطاب المعادي لإسرائيل الذي تروج له إيران، وبين المصالح الاقتصادية والاستراتيجية التي تدفع تركيا إلى مواصلة التعامل مع تل أبيب رغم التصريحات العدائية العلنية".
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "الصراع الحالي بين طهران وأنقرة قد يمنح إسرائيل فرصة إضافية لتعزيز تحركاتها في سوريا، مع استمرارها في تعميق العزلة الدبلوماسية لإيران على المستوى الإقليمي والدولي".