23 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: تواصل الدبلوماسية الإيرانية تحركاتها الإقليمية وسط مشهد سياسي متوتر في منطقة الخليج، حيث قامت طهران بتوجيه أنظارها نحو البحرين والكويت في إطار جهود دبلوماسية مكثفة يقودها عباس عراقجي.

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والمنامة تقلبات مستمرة، ويبدو أن إعادة إحياء العلاقات بين طهران والرياض في مارس 2023 قد تركت بصماتها على دول الخليج الأخرى، بما في ذلك البحرين.

فبحسب بعض المحللين، البحرين تسعى إلى إعادة تعريف علاقاتها مع إيران باتباع نهج السعودية، شقيقتها الكبرى، وفق صحيفة اعتماد الايرانية.

تحليل آخر يربط هذه التحركات بتفاعل أوسع بين إيران ودول الخليج، خصوصاً منذ هجمات 2019 التي دفعت دول المنطقة إلى إدراك أن تعزيز العلاقات مع إيران قد يكون هو السبيل لتجنب تصاعد التوترات. في هذا السياق، يشير خبراء إلى أن هذه الزيارات الدبلوماسية تأتي في ظروف خاصة، حيث يعتبر الوضع الإقليمي الحالي “نقطة الصفر” بسبب التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بأهداف هذه الزيارات، يُفهم أن إيران تسعى من خلال هذه التحركات إلى تحقيق هدفين أساسيين: الأول هو محاولة احتواء أي أزمة محتملة قد تزعزع استقرار المنطقة. أما الثاني، فهو إرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة التي تمتلك قواعد عسكرية في كل من البحرين والكويت، تحذر فيها من أن أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي في المنطقة قد يجعل هذه القواعد أهدافاً استراتيجية لإيران وحلفائها.

عباس عراقجي لم يتوانَ عن التعبير بصراحة عن مراقبة إيران الدقيقة لكل تحركات القوات الأمريكية في المنطقة.

و أشار بوضوح إلى أن إيران تمتلك معلومات دقيقة حول القواعد الأمريكية، بما في ذلك القاعدة العسكرية في الأردن. وفي ضوء هذه التحذيرات، فإن الدبلوماسية الإيرانية تهدف إلى نقل رسالة تحذير واضحة لأمريكا وحلفائها بشأن أي تصعيد محتمل.

من جهة أخرى، رصد معهد أبحاث مقره واشنطن التوترات العالية التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة. يشير التقرير إلى أن الدول العربية في الخليج لعبت دوراً حذراً في محاولة تجنب أي مواجهة مباشرة مع إيران. وعلى الرغم من ذلك، تظل الحكومات العربية في موقف حيادي إزاء التحركات الإسرائيلية، حيث تصر على عدم استخدام مجالها الجوي لأي هجمات قد تستهدف إيران.

في الوقت نفسه، تشير التكهنات إلى أن إسرائيل قد تضطر إلى البحث عن مسارات بديلة لتنفيذ أي هجوم محتمل، بما في ذلك مسارات تمر عبر سوريا أو العراق، وهو ما يعزز احتمالية التصعيد ورد الفعل العنيف من جانب طهران إذا شعرت بأن مجالها الجوي مهدد.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مع إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن تُعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر وتُجبر واشنطن على الفرار من المنطقة

الوحدة نيوز/ اعترفت أمريكا باستهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملات طائرتها “إبراهام” وبارجاتها في البحرين الأحمر والعربي، ولم تستطع إخفاء ألمها هذه المرة كما فعلت مع “أيزنهاور” حينما فرت جراء الجحيم الذي واجهته في البحر، لكي لا تهتز صورتها أمام العالم.

فعقب المعركة الشرسة التي خاضتها القوات المسلحة باقتدار لثمان ساعات، خرج البنتاجون الأمريكي يتوعد اليمن بـ”العواقب الوخيمة” على ما حدث لـ”إبراهام” من ضربات استباقية دقيقة أرغمتها على المغادرة فوراً مع بارجتين أخريتين.

تعتقد الولايات المتحدة أن بمقدورها لي ذراع اليمن وثنيه عن مساندة غزة ولبنان ومحاولة تكبيل موقفه العروبي والديني والانساني إما بالمساومة السياسية والمغريات المادية أو بالقوة العسكرية، بيد أن ذلك فشل أمام صلابة اليمنيين ووفائهم لقيمهم ومبادئهم، ولقضيتهم الأولى وهي فلسطين.

لم يكن في حسبان أمريكا أن تواجه ردود قوية ورادعه ضدها من قبل القوات المسلحة؛ فما حدث ولايزال يؤكد مدى جهوزية الجيش اليمني لأي معركة كانت، من حيث العتاد العسكري والمعلوماتي الاستخباراتي والهجومي العملياتي، وهذا ما يجعل موازين القوى العالمية تقف أمام التحولات الاستراتيجية العسكرية لليمن بتبصر وإمعان بعيداً عن النظرة القاصرة التي عهدتها في العقود الماضية.

ولا شك أن العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية أكان في البر والبحر والجو وعمق الكيان الصهيوني وحاملات الطائرات الأمريكية، تبعث برسائل عدة مباشرة وغير مباشرة لكل متربص قريب أو بعيد، بأن مجرد التفكير بتجاوز الخطوط الحمراء بعد الآن، سيكون المصير غير متوقع وسيفاجأ الجميع.

أن أول وأقوى تلك الرسائل هي لأمريكا والتي تنص على أن اليمن لن يتراجع عن نصرة غزة ولبنان ولو استقدمت كل قطعها العسكرية وجحافلها وطائراتها إلى البحرين الأحمر والعربي، كما يقول على الصنعاني الباحث في استراتيجيات ومخططات الدول العظمى للمنطقة العربية والإسلامية، مضيفاً أن عملية الجيش اليمني باستهداف حاملاتها في البحر هي أقوى رسالة للأمريكي على الإطلاق وفي أصعب الأوقات وأخطرها.

وهناك إشارة أخرى خطيرة في بيان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عقب ضرب حاملة الطائرات “إبراهام”، وهي عسكرة البحر الاحمر، وهذا ما قد يصل بالأمور إلى إغلاق باب المندب تماماً إذا استمر الأمريكي في عجرفته، وزج بمدمراته في البحر الاحمر، بحسب ما ذكر الصنعاني.

عملية ناجحة وغير مسبوقة

إن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية تجاه حاملة الطائرات الامريكية “إبراهام” في البحر العربي وتجاه المدمرتين الامريكيتين بالبحر الاحمر تعتبر عمليات شجاعة وجريئة وناجحة واستباقية وغير مسبوقة، وفق ما أفاد عبدالله النعمي عضو المكتب السياسي لانصار الله، لافتاً إلى أن المعركة مع حاملة الطائرات الامريكية “ابراهام” أتت في وقت حساس وحرج واوصلت رسائل كثيرة لكل دول العالم حيث استمرت 8 ساعات ما يعني أن العملية لم تكن مجرد استهداف وإنما حرب ضروس، كانت خاتمته النصر المبين لليمن ولقواته المسلحة.

وتابع النعمي: “الأساطيل الحربية هي للاستعراض فحسب، فهي لا تستطيع أن تصمد كثيراً أمام أي مواجهة حقيقة، ولن تكون صعب من مواجهة 17 دولة، وبالتالي يبقى مجرد اسطول مكشوف وواضح حتى وإن كان يحمل ألف صاروخ مضاد”.

يد اليمنيين الطولى

فيما يؤكد الباحث والكاتب السياسي اللبناني في الشؤون الإقليمية والدولية جمال شعيب، أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سيما الأخيرة ضد حاملة الطائرات الامريكية ومدمراتها المرافقة، على علو كعب “القادة العسكريين اليمنيين” ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة “توجهات العدو” ونواياه فقط، بل في سرعة اتخاذ القرار العسكري المناسب ان لجهة “إبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب” أو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد “أسطول بحري من الأفضل في العالم” من ساحة المواجهة وإبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى “هدف”.

اهتزاز ثقة حلفاء أمريكا

ووفق تقارير وتحليلات عسكرية فإن ما أعلنه الجيش اليمني في بيانه العسكري الأخير يمثل لحظة محورية في المعركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل دلالات استراتيجية هامة تؤكد على ديناميكيات جديدة في المنطقة، حيث وجهت ضربة معنوية قاسية للأمريكي، وكشفت عن ثغرات خطيرة في منظومته الأمنية والعسكرية، وهزت ثقته، وبالتالي من شأن هذه العمليات، أن تعيد تشكيل تصورات القوة لدى خصوم واشنطن.

وتقول تلك التقارير والتحليلات العسكرية التي رصدتها “الوحدة” بان اليمن برهنت على امتلاكها شبكة استخبارات متطورة، تتيح لها رصد تحركات القوات الأمريكية بدقة وتحديد توقيت العمليات المناسبة، و هذا الأمر يعزز من فرضية أن اليمن أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الإقليمية.

وتشير إلى قدرة اليمن على ضرب قلب الآلة العسكرية للعدو، على الرغم من قوتها النارية المتفوقة وتفوقها التكنولوجي. كما أظهرت هذه العمليات قدرات القوات المسلحة اليمنية، على تخطيط وتنفيذ عمليات معقدة، باستخدام تكتيكات واستراتيجيات مبتكرة للتغلب على دفاعات الجيش الأمريكي.

وبالتالي فإن هذه العمليات تعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، وتغير من قواعد اللعبة في المنطقة، وتعقد حسابات القوى الكبرى، حسب ما ذكرت التقارير والتحليلات العسكرية، مضيفة أن القوات الأمريكية ليست محصنة من الهجمات، واليمن لم تعد ساحة مفتوحة، وأنها سترد بقوة على أي تهديدات محتملة.

مرحلة جديدة من الصراع

من جانبه أعتبر العميد عبدالله بن عامر نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد القوات الأمريكية في المنطقة “عملية استباقية” تشكل “سابقة تاريخية” في السياق العسكري، وقد تمهد لمرحلة جديدة من الصراع.

وأكد بن عامر أن الجانب الأمريكي كان يحضّر لشن عدوان كبير على اليمن، إلا أن هذه العملية الاستباقية نجحت في إحباط المخطط، مستدركًا، أن الساعات الماضية شهدت تسريب بعض الأخبار تتحدث عن بعض الغارات الجوية الأمريكية على مناطق يمنية، والحقيقة أن بعضها نُفذت بواسطة طائرات مسيرة، و لم تتمكن الطائرات الحربية الأمريكية من الإقلاع من الحاملات الأمريكية.

وأضاف أن لهذه العملية نتائج وتداعيات بالغة الأهمية ليس على مستوى العمليات العسكرية الجارية أو على الدور اليمني الاسنادي للقضية الفلسطينية واللبنانية فحسب، إنما أيضًا على صعيد التواجد العسكري في المنطقة، لأن هذا التواجد أصبح بالفعل يخدم الكيان الإسرائيلي منذ أول لحظة، واليمن اضطر لمواجهة هذا التواجد، خاصة بعد تعرضه لعدوان أمريكي خلال الأشهر الماضية.

كما أوضح أنه “كلما تصاعدت المواجهة في البحر الأحمر كلما خسر الأمريكي أكثر”.

وبخصوص الادعاءات الأمريكية بأن الهجمات اليمنية على سفنها الحربية غير قانونية، قال بن عامر: “دون خجل يكرر الأمريكي ويتحدث أن الهجمات على سفنه الحربية غير قانونية على أساس أن عدوانه على اليمن وتواجده في البحر ودفاعه عن إسرائيل قانوني”.

افشال الهجوم العدواني ضد اليمن

تمكنت العملية الهجومية للقوات المسلحة اليمنية ضد حاملة الطائرات “إبراهام” من افشال الهجوم الجوي العدواني الذي كان يُحضّر ضد اليمن، كما أوضح الصحفي المتخصص بالشؤون العسكرية كامل المعمري، مشيراً إلى أنه بمثابة إجهاض مسبق لمحاولة العدوان الذي كان سينطلق من هذه الحاملة الضخمة.

ويُظهر هذا الهجوم مدى قدرة القوات اليمنية على استباق العمليات العدوانية، وتوجيه ضربة قاسية ضد الأسطول الأمريكي في البحر العربي، ولم تكن مجرد استهداف عسكري تقليدي، بل كانت استهداف مُركّز لمدرج الإقلاع والهبوط للطائرات على متن الحاملة، بحسب المعمري.

ويقول المعمري إن افشال الهجوم العدواني على اليمن يعني إيقاف القدرة على شن الهجمات الجوية ضد الأراضي اليمنية، وبالتالي تحجيم قوة العدو بشكل فعال.

مضيفاً أن استمرار العمليتين العسكريتين اليمنيتين لمدة ثماني ساعات ضد حاملة الطائرات والمدمرات الأمريكية، يعكس تحولاً استراتيجياً وعسكريا نوعيا في معادلة الصراع البحري بل ويكشف عن استعداد القوات اليمنية لمواصلة الضغط على العدو واستنزاف موارده الدفاعية.

ونوه المعمري أن هذا النوع من المعارك البحرية المطولة نادراً ما تشهده مواجهات في مناطق تواجد الأسطول الأمريكي، مما يشير إلى ضعف حقيقي في قدرة القطع الأمريكية على إنهاء الاشتباك أو احتوائه بسرعة.

تطوّر استراتيجي غير تقليدي

إضافة إلى ذلك، يمثل الاشتباك البحري الممتد نجاحا تكتيكيا للقوات اليمنية في إرباك العدو وإجباره على استنزاف موارده الدفاعية والتقنية، بحيث يصبح عاجزاً عن الرد الفعّال أو إعادة تنظيم صفوفه بفعالية.

وتابع قائلاً: إن تواصل الاشتباك لفترة طويلة يحمل رسالة بأن اليمن قادر على الحفاظ على موقعه البحري بل وتهديد قدرات الخصم المتفوقة بشكل استراتيجي، في خطوة تؤكد أن الهيمنة العسكرية الأمريكية في مناطق البحرين العربي والأحمر أصبحت محل تحدٍّ حقيقي.

إن تنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة يتطلب معرفة متقدمة وقدرة على استغلال الثغرات الدفاعية لدى العدو، وهو ما يظهر أن اليمن طوّر استراتيجيات غير تقليدية تمكنه من تجاوز العوائق التكنولوجية الأميركية وفرض أسلوب معركة يناسب ظروفه وإمكاناته، وفقاً للمعمري.

 

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: لدينا علاقات جيدة مع البحرين
  • الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم
  • اليمن تُعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر وتُجبر واشنطن على الفرار من المنطقة
  • إيران: واشنطن تعارض الحل السياسي في اليمن وتواصل زعزعة المنطقة
  • إيران ترحب بعودة العلاقات مع المغرب.. باحث إيراني: طهران طردت مسؤولا في سفارتها بالجزائر بعد استقباله عناصر البوليساريو
  • إيران وقطر تؤكدان على منع انتشار الانفلات الأمني في المنطقة
  • إيران تتحدى الضغوط النووية: سنتخذ إجراءات صارمة ضد أي قرار دولي ضدنا
  • مسؤول إيراني: علاقاتنا مع السعودية تخدم مصالح المنطقة بأكملها
  • ما بين التقاليد والسلاح.. يجب أن لا يتحول العراق الى ممالك عشائرية   
  • إيران: سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية