كاميرا الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على مدينة صور اللبنانية
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
عاينت كاميرا الجزيرة حجم الدمار الهائل الذي لحق بشوارع قلب مدينة صور جنوبي لبنان جراء القصف الإسرائيلي، الذي ركز على أهداف مدنية، منها مبان سكنة ومحال تجارية ومراكز صحية.
ووقف مدير مكتب الجزيرة مازن إبراهيم وسط مدينة صور، التي استهدفتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية بـ7 غارات، ونقل عبر كاميرا الجزيرة مشاهد الدمار الذي لحق بالمنطقة المكتظة بالسكان.
واستهدف القصف الإسرائيلي مناطق آهلة بالسكان في مدينة صور المعروفة بأنها مجمع اقتصادي وعمراني كبير في جنوب لبنان، وزعم الاحتلال أنه استهدف مقار عسكرية تعود لحزب الله.
كما أُطلقت صواريخ إسرائيلية بالقرب من أحد المساجد، وتم استهداف أحد المستوصفات الطبية الذي لا يتبع لأي مؤسسة عسكرية أو حزبية، وكذلك محال تجارية.
ويسكن في مدينة صور نحو 65 ألفا من المواطنين، وغادرها 90% منهم بسبب الاستهدافات الإسرائيلية للمنطقة في الآونة الأخيرة.
وكان جيش الاحتلال طلب من سكان في منطقة بصور إخلاء مساكنهم "قبل عمل عسكري" ينوي القيام به، ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي -عبر منصة إكس- السكان إلى إخلاء منازلهم فورا، مؤكدا أن "كل من يوجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرّض حياته للخطر".
ويقول مدير مكتب الجزيرة إنه لحسن الحظ، أخلى معظم السكان منازلهم، بعد التهديدات الإسرائيلية، وعاد بعضهم بعد القصف لتفقد ما بقي له.
وأظهرت كاميرا الجزيرة أن المناطق التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية مبان سكينة ومحال تجارية، في أحياء شعبية وليست منشآت عسكرية تابعة لحزب الله، حسب زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويذكر أن كثيرين من سكان القرى والبلدات المحيطة بمدينة صور قدموا إليها في السابق هربا من القصف الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات القصف الإسرائیلی کامیرا الجزیرة مدینة صور
إقرأ أيضاً:
موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
يصمد بعض مزارعي الزيتون في أراضيهم جنوبي لبنان رغم أزيز الطائرات والخطر المحدق بهم في حين منعت المعارك والقصف الكثير من السكان من العودة إلى قرى أخرى في الجنوب تعرّضت لدمار كبير، فالكثير من البلدات هجرها أهلها ولم يعد لأراضيها من يحصدها.
ويقدّر البنك الدولي دمار نسبة 12% من مزارع الزيتون في المناطق المعرضة للقصف في جنوب البلاد وشرقه. لذلك، توقع البنك في تقرير نشر الخميس الماضي، أن "يؤدي تعطيل حصاد الزيتون بسبب القصف والنزوح إلى خسائر تبلغ 58 مليون دولار".
خوف من الحربفي الكفير، تتوزّع أشجار الزيتون في كل مكان حتى الأفق حيث يظهر جبل الشيخ الذي لم يغطّ الثلج قممه بعد، وقرب كلّ حقل، سيارة أو سيارتان تؤشر بوجود عمّال أو أصحاب أرض يعملون على قطف الزيتون في هذا الموسم.
في نهاية يوم العمل الذي غالبا ما يتخلله خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت، يرفع العمّال أكياس الزيتون على ظهورهم، ويحمّلونها على شاحنات استعدادا لنقلها من أجل تخزينها أو عصرها وتحويلها إلى زيت.
وبينما يحصد كُثُر محاصيلهم بأيديهم، يخاف آخرون أن يأتوا إلى القرية، مما أثّر بشكل غير مباشر على عمل سليم كساب (50 عاما)، صاحب معصرة زيتون تقليدية في الكفير.
ويقول الرجل وهو يقف داخل المعصرة التي ورثها عن والده إن "العديد من الناس لم يأتوا بأنفسهم لحصد الزيتون" هذا العام "بل أحضروا عمالا ليقطفوا عنهم" من خارج القرية، "هؤلاء يعصرون الزيتون خارج القرية أيضا"، وفق كساب، مما أثّر سلبًا على عمله.
ويضيف كساب الذي جاء إلى القرية وحيدا هذا الموسم من دون زوجته وأولاده خشية من مخاطر القصف "هناك خوف من الحرب طبعا، ليس لدى الجميع الجرأة للقدوم إلى هنا".
داخل البناء الحجري القديم في أحد الشوارع الضيقة في القرية، يدأب العمّال على نقل الزيتون من آلة إلى أخرى لهرسه وعصره وتحويله إلى زيت.
يأتي صاحب محصول مع مطرات زرقاء كبيرة لجمع الزيت والاطمئنان على سير العمل.
وقبل الحرب، كان كساب يُصلح آلات العصر في منطقة النبطية أو صيدا في جنوب لبنان، لكن الوصول إلى تلك المناطق بات مستحيلا حاليا بسبب القصف، وينبغي البحث عن حلول في مناطق أخرى.
لذلك، يضيف كساب "يحتاج إصلاح أي عطل 3 إلى 4 أيام بدل يوم واحد".
حرق ونزوحفي جنوب لبنان وشرقه، تسببت الحرب بـ"حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية" أو "بالتخلي عنها"، إلى جانب "فقدان المحاصيل بسبب نزوح المزارعين من الجنوب" نتيجة القصف الاسرائيلي، وفق تقرير البنك الدولي.
وتسبّبت الحرب في لبنان بنزوح نحو 900 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وبشكل عام، وخلال التصعيد المستمر منذ أكثر من عام، بلغت قيمة "الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة حتى تاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024 حوالي 124 مليون دولار"، بحسب البنك الدولي.
لكن في الكفير تشكّل حقول الزيتون مصدر رزق لغالبية سكانها الذين يصفونها بالأشجار "المباركة".