صدى البلد:
2024-10-23@17:50:43 GMT

حكم بيع تأشيرات الدول من خلال مكاتب غير مرخصة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه:"ما حكم بيع تأشيرات السفر للدول الخارجية من المكاتب غير المرخص لها بذلك؟".

لترد دار الإفتاء موضحة: أن قيام بعض الأفراد أو الجهات ببيع تأشيرات السفر للدول الخارجية بالاحتيال من خلال المكاتب غير المرخص لها بذلك ومن دون اتباع السُّبل التي رسمها القانون -أمر لا يجوز شرعًا؛ لما في ذلك من مخالفة منطويةٍ على تزوير، وغشٍّ، وتدليس، وكذب، ومخالفة للقوانين المنظمة وللأعراف الدولية التي أُمرنا بضرورة الالتزام بها.

المقصود بالتأشيرة أو ما يُعرف بالفيزا

التأشيرة أو ما يُعرف بالفيزا هي إذنٌ للدخول، ويُعبَّر عنها بأنها: سِمَةٌ تُوضع على جواز سفر، تمنح حق الدخول إلى قُطرٍ من الأقطار، أو الخروج منه، أو المرور به. ينظر: "معجم اللغة العربية المعاصرة" د/ أحمد مختار عمر (1/ 98، ط. عالم الكتب). وتعتبر بهذا المعنى وسيلةً تؤدي إلى مقصد مهم، يتمثل في حماية البلاد وتحصين الثغور وتوفير الأمن والأمان للمواطنين، وهي من الأشياء الواجبة؛ لما تقرر في القواعد أنَّ "الوسائل تأخذ حكم المقاصد"، كما في "الفروق" للإمام القرافي (3/ 3، ط. دار عالم الكتب).

حق الحاكم في اتخاذ التدابير والإجراءات واللوائح التنظيمية التي تمَكِّنُهُ من تحقيق مقاصد الشريعة الكلية
من المعلوم أنَّ الشرع الشريف قد خوَّل للحاكم وصاحب الولاية أن يتخذ من التدابير والإجراءات واللوائح التنظيمية ما يُمَكِّنُهُ من تحقيق مقاصد الشريعة الكلية، من حفظ النفس والعقل والعرض والمال والدين، فالأمر بتحقيق هذه المقاصد أمرٌ بتحصيل وسائلها، والتي منها التأشيرات المطلوبة للدخول للبلاد، فوجود التأشيرات للدخول أو الخروج من البلاد أمرٌ واجب؛ لتحقيق الغرض الذي من أجله طُلبت، ومن المقرر أنَّ "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، كما في "المحصول" للإمام الرازي (6/ 24، ط. مؤسسة الرسالة).

وقد تقرر ضرورة مراعاة الحصول على التأشيرة بين الدول لأجل تحقيق الأمان والاستئمان، ومراعاة العهود والمواثيق والأعراف الدولية، وهذا يتفق تمامًا مع ما أرشد إليه الشرع الشريف من ضرورة مراعاة النظام العام؛ رفعًا للأذى والضرر، وحفظًا من الفوضى والخلل.

وقد نظم القانون هذا الأمر المتعلق بالتأشيرة، حيث نصت المادة رقم (2) من القانون المدني قانون رقــم (74) لسنة 1952م على أنَّه: [لا يجوز دخول الأراضي المصرية أو الخروج منها إلا من الأماكن التي تنظَّم فيها الرقابة على الجوازات وبإذن من الموظف المختص بالرقابة، ويكون ذلك بالتأشير على جواز السفر أو الوثيقة التي تقوم مقامه] اهـ.

وما نصَّ عليه القانون من هذه الأمور التنظيمية، واستقرت عليه الأعراف الدولية -متفق مع ما وجَّه إليه الشرع من ضرورة مراعاة العُرف خاصًّا كان أو عامًّا، فقد نص القرآن الكريم على اعتبار العرف أو العادة في الأحكام الشرعية، قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، بل العرف معدودٌ في الأدلة الشرعية التي تستنبط منها الأحكام الشرعية.

قال ابن النجار الفتوحي في "شرح الكوكب المنير" (4/ 448، ط. مكتبة العبيكان): [(و) من أدلة الفقه أيضًا (تحكيم العادة) وهو معنى قول الفقهاء: إن "العادة محكمة"، أي معمول بها شرعًا؛ لحديث يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، موقوفًا عليه وهو «مَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ»، ولقول ابن عطية في قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199] إن معنى العرف: كل ما عرفته النفوس مما لا ترده الشريعة] اهـ.

حكم بيع تأشيرات الدول من خلال مكاتب غير مرخصة وموقف القانون من ذلك
أما بيع التأشيرات وشراؤها فلا يجوز إلَّا من خلال الجهات المختصة بذلك والتي أذن لها القانون، فلابد من الحصول عليها من الجهات المخولة بإخراجها واستصدارها فقط.

وإذا خالف بعضُ الأفراد أو الجهات ذلك وقاموا بالبيع دون إذن وتصريح، وخرجوا بالحيلة عن الإطار الذي حدده القانون فقد ارتكبوا مخالفة جسيمة؛ لما في المخالفة من تزوير، وغشٍّ، وتدليس، وكذب على سلطات الدولتين المُهَاجَر منها والمُهَاجَر إليها.

وقد حدد القانون المصري العقوبة على هذه المخالفة؛ حيث نَصَّ عليها القانون رقم 97 لسنة 1959م والمعدَّل بالقانون رقم 78 لسنة 1968م في شأن جوازات السفر على أنَّه: [لا يجوز لمصري مغادرة البلاد أو العودة إليها إلا إذا كان حاملًا لجواز سفر، ومن الأماكن المخصصة لذلك، وبتأشيرة على جواز سفره، ويُعاقب مَن يخالف أحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر وبغرامة لا تزيد على خمسين جنيهًا] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ذلك: فقيام بعض الأفراد أو الجهات ببيع تأشيرات السفر للدول الخارجية بالاحتيال من خلال المكاتب غير المرخص لها بذلك ومن دون اتباع السُّبل التي رسمها القانون -أمر لا يجوز شرعًا؛ لما في ذلك من مخالفة منطويةٍ على تزوير، وغشٍّ، وتدليس، وكذب، ومخالفة للقوانين المنظمة وللأعراف الدولية التي أُمرنا بضرورة الالتزام بها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفيزا التأشيرة من خلال لا یجوز

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف؟ (فيديو)

أجابت دار الإفتاء المصرية، على تساؤل يقول: هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف؟، فالبعض يرغب في قراءة القرآن الكريم باستخدام الهاتف بدلا من مسك المصحف الشريف وهم على جنابة، إلا أنهم قد لا يعلمون حكم ذلك الأمر، وهو ما توضحه «الإفتاء».

هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف؟

وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابته على تساؤل هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف؟، إن الجنب يحرم عليه أو عليها قراءة القرآن قبل الاغتسال.

حكم مسك المصحف للجنب

وأضاف أمين الفتوى، في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على موقع «فيس بوك» أنه عند الجنابة لا يجوز مسك المصحف الشريف.

وقال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في مقطع فيديو نشرته «الإفتاء» في الإجابة على تساؤل هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف، إنه يمكن في هذه الحالة القراءة بالنظر فقط من الهاتف وليس المصحف، حيث إن الهاتف ليس مصحفًا بل يحتوى ضمن محتوياته الكثيرة على القرآن الكريم، وبالتالي هناك فرق بين المصحف الشريف «كتاب الله» والقرآن في هذا الحكم.

وأوضح، أنه يمكن التنوع في العبادات أيام الجنب، بدلا من قراءة القرآن ومسك المصحف الشريف، منها ترديد الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • القبض على (١٥) شخصا بينهم متهم بالقتل العمد وآخرين بحيازة أسلحة غير مرخصة في بغداد
  • هل يجوز للجنب قراءة القرآن من الهاتف؟ (فيديو)
  • الرئيس عبدالفتاح السيسي: حريصون على المشاركة في الأنشطة التي نظمت على هامش رئاسة روسيا لقمة مجموعة بريكس
  • الرئيس السيسي: يجب تطبيق ميثاق الأمم المتحدة لإرساء نظام قائم على مبادئ وقواعد القانون الدولي دون تمييز
  • انفوغراف | أبرز الصواريخ التي كشف عنها حزب الله خلال طوفان الأقصى
  • عمرة رجب «1446 هـ - 2025».. الأسعار والضوابط
  • بدء موسم السفر السري إلى أوروبا لهذه الفئة من المسافرين
  • وزير الصحة: مصر من أفضل الدول التي أدارت أزمة فيروس كورونا
  • مختص: اتجهت الدول التي تستهدف السياحة للصين لعدة عوامل أبرزها التعداد السكاني والقوة الشرائية