الإعلام الفضائي العربي والتغريد خارج السرب
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يوما بعد يوم ينكشف الفضاء الإعلامي العربي أو الإعلام الفضائي العربي أنه إعلام ضيق المجال محدود الأفق منغلق على أمور لا تدخل ضمن متطلبات ومستلزمات النهوض بأوضاع المجتمعات العربية، فكلما حاول المواطن أن يشاهد هذه الفضائيات المتكاثرة والمتوالدة يوما بعد يوم يشعر بخيبة الأمل، لقد استبشر المواطن العربي خيرا بهذه الفضائيات لكن هذا الأمل تبخر كما يتبخر الماء صيفا في تموز أو آب اللهّاب.
هنالك العديد من القضايا التي تهم المواطن من المحيط إلى الخليج لا يركز عليها الإعلام الفضائي العربي، مثلا البيئة في الشوارع والأسواق العربية بشكل مصور، فهل شاهد المواطن برنامجا واحدا عن هذا الموضوع الحساس والمهم والذي يتعلق بصحة وسلامة المواطن؟ هل عالجت هذه الفضائيات موضوع كيف يعيش المواطن في ظل الأزمة الغذائية والغلاء الفاحش في العالم؟ كيف يؤمّن رزقه؟ كيف يستطيع تلبية احتياجات منزله وأفراد عائلته؟ نعم هنالك برامج تحدثت قليلا عن هذه الأوضاع لكن بشكل سطحي سريع..
هل شاهدنا حتى الآن برنامجا على فضائية عربية واحدة عن الفروقات والتباينات بين عيش الإنسان الأجنبي وبخاصة الأوروبي ونمط المعيشة لدينا في المنطقة العربية، وذلك من حيث الضمان الصحي ورواتب الأطفال هناك، ومن حيث الرفاهية وقدرته على السياحة هنالك؟ فالذي يصل للخمسين يستمتع ببقية عمره في السياحة والترفيه، بينما المواطن العربي يعمل حتى السبعين وبالكاد يؤمن رزق عائلته..
أين الفضائيات العربية من هموم المواطن؟ هل الأغنية هي كل شيء، أم أخبار القتل والدماء لا ثالث لهما في الفضائيات العربية الأغاني أو أنباء التفجير والإرهاب والقتل والذبح؟ هل سأل الإعلام العربي نفسه ماذا قدم للمواطن العربي من برامج ثقافية وإعلامية؟ لماذا تقلّ إلى حد كبير مقابلات وحوارات مع عمالقة الفكر والأدب في العالم العربي، ثم نكاد لا نجد فضائية ثقافية عربية واحدة للتحاور والنهوض بأحوال الأمة؟
ولا توجد إلا القليل من البرامج التي تتحدث عن الديمقراطية في العالم العربي وعوائقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحتى الآن اختلط الأمر عند المشاهد بين ديمقراطية غربية تأتي على الدبابة وبين ديمقراطية المجتمعات الغربية نفسها وآليات الممارسة الديمقراطية فيها، والحاجة إلى ديمقراطية عربية نابعة من الحاجات الأساسية للمواطن في العالم العربي للدخول في العصر بقوة وتوازن وجدارة!
عموما، الإعلام العربي إما إعلام تحريض سياسي أو إعلام تخدير عاطفي وجنسي وخلاعي (ملاهٍ ليلية، كما جاءت التسمية من البعض).. هذا هو إعلامنا فلنعترف بذلك بكل صراحة. وتجدر الإشارة إلى أن الإعلام المقروء (الصحف والمجلات) من النواحي المذكورة آنفا أفضل بكثير من الإعلام المرئي (الفضائي) لأنه على الأقل يقدم للمواطن تشكيلة واسعة من الفكر والأدب والثقافة والحوار والسينما والزاوية الصحفية والمقال والمنوعات والتكنولوجيا والتراث، بينما الإعلام الفضائي -للأسف- عاجز عن ذلك، ويقدم ثقافة شفوية تشجع الأمية باعتبارها شفوية، كما يذهب إلى ذلك الدكتور محمد جابر الأنصاري.
نعم إن الإعلام الفضائي العربي يغرد خارج سرب هموم وشجون وقضايا هذا المواطن المهمش، ليس حياتيا فحسب بل فضائيا، إن جاز التعبير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الإعلامي الفضائيات برامج العالم العربي الإعلام العالم العربي فضائيات برامج مدونات صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العالم
إقرأ أيضاً:
ملتقى “صُنّاع التأثير ImpaQ” يختتم فعالياته بمشاركة 1500 مؤثر دولي ومحلي
المناطق_واس
اختتمت ليلة أمس فعاليات ملتقى “صُنّاع التأثير ImpaQ”، الذي نظمته وزارة الإعلام يومي 18 و19 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 1500 مؤثر ومتخصص من جميع أنحاء العالم، وحضور أكثر من 30 ألف زائر.
ويُعد الملتقى الأول من نوعه في المملكة والأكبر، الذي استضافت فعالياته قاعة ميادين الدرعية على مساحة تزيد عن 23 ألف متر مربع، تحت شعار “إلهام يتخطى الأرقام”، بهدف تقديم منصة جديدة لصناع التأثير، من أجل التركيز على الإبداع والابتكار، بعيدًا عن الأرقام والمتابعات التقليدية، التي تركز عليها منصات التواصل الاجتماعي.
وأسفر الملتقى عن توقيع سلسلة من الاتفاقيات والشراكات الإستراتيجية، التي تهدف إلى توسيع نطاق الابتكار والإبداع وتعزيزه في مختلف المجالات الإعلامية والتسويقية في المملكة.
وجرت مراسم التوقيع بحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، الذي أكد أهمية تلك المبادرات في دعم القطاع الإعلامي والرقمي، ومواكبة الجهود الرامية لتعزيز اقتصاديات الإعلام، وبخاصة ما يرتبط منها بالتأثير الرقمي.
وشملت الاتفاقيات أكثر من 50 إعلانًا ومبادرة بقيمة تتجاوز مليار ريال ما يعكس الأثر الكبير لهذا الحدث في دعم الابتكار الرقمي والإعلامي بالمملكة.
وكان معالي وزير الإعلام قد أعلن عن استحداث جائزة دولية تتزامن مع النسخة القادمة.
وتضمنت فعاليات الملتقى عددا من الأنشطة البارزة، من بينها “مساحة التأثير”، التي استضافت جلسات حوارية تناولت أبرز الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام الرقمي.
ومن أبرز النقاشات جلسة بعنوان “روح السعودية.. نافذة من المملكة إلى العالم”، قدم خلالها الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين، رؤية حول دور السياحة في تعزيز صورة المملكة عالميًا.
كما شهد الملتقى متابعة عبر البث المباشر، حيث بلغ عدد المشاهدين أكثر من 10 ملايين مشاهد، مما عكس حجم الاهتمام ومستوى الإقبال الكبير الذي حظي به الحدث عالميًا، إذ سمح للمشاركين من جميع أنحاء العالم بالتفاعل مع فعالياته، ومتابعة جلساته العميقة، وعروضه المبتكرة التي تمت ترجمتها إلى 4 لغات حية.
وشهد “مسرح الابتكار” عروضًا متقدمة لاستخدام التكنولوجيا في صناعة المحتوى الرقمي، بينما خصصت “منطقة المعمل” لورش عمل تدريبية، هدفت إلى تطوير مهارات المشاركين في المجال التقني والفني.
كما ناقش الملتقى تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، واستعرض خبراء محليون ودوليون كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تُحدث تغييرًا جذريًا في صناعة المحتوى الرقمي، مشيرين إلى أهمية الدمج بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي.
واختُتمت فعاليات الملتقى بحفل غنائي جمع أبرز النجوم والفنانين، ما أضفى طابعًا احتفاليًا على الختام، وأتاح فرصة للتواصل بين المشاركين في أجواء ثقافية وفنية رائعة.
ومن المتوقع أن يواصل ملتقى “صُنّاع التأثير ImpaQ” مسيرته كمنصة رئيسية لتبادل المعرفة والأفكار والتجارب بين صناع التأثير من مختلف أنحاء العالم، ومن المنتظر أن يستمر تنظيمه سنويًا كجزء من رؤية السعودية 2030، لتعزيز الابتكار والإبداع الرقمي، ودعم صناعة المحتوى المحلي على المستوى العالمي.